اتهم الدكتور/ عبدالله الذيفاني - الأكاديمي ورئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز - اتهم من اسماهم بقايا النظام بمحاولة نقل الفوضى والسيناريو الجاري في أبين إلى محافظة تعز لأنها قلب اليمن فكراً وممارسة بالنسبة للتغيير والمدنية والفعل السياسي وهي حاضرة في كل الساحات الثورية على مستوى محافظات الجمهورية وهم يدركون هذا الكلام وأنهم إذا عاقبوا تعز وأذلوها وأسكتوها فإنهم سيسكتون كل الساحات، مضيفاً أن النظام بفعلته هذه يريد أن يحمل الثوار وحماة الثورة مسؤولية الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة حتى تنقلب تعز على الثورة ودعا الأكاديمي الذيفاني - والذي كان من أوائل المنضمين إلى ثورة الشباب مع نصب أول خيمة في ساحة الحرية - دعا المؤتمر الشعبي إلى أن يميزوا بين قناعتهم إذا كانوا يريدون الانتماء إلى حزب وبين الانتماء إلى شخص، مؤكداً أن صالح ما يزال يتحكم بالبلد والدليل احتفاله بعيد ميلاده بحضور عسكري لم يفعله أحد قبله من الملوك والرؤساء . إلى تفاصيل الحوار: 
 

•   بداية دكتور عبد الله ما الذي يجري اليوم بمحافظة تعز ؟
إذا كنت قاصداً بالسؤال هذا اليوم (يوم الأحد الماضي ) فإنه ملتهب بكل معاني الكلمة وهو رسالة من عفاش وجنود عفاش، الصوفي الذي عاد إلى المحافظة بالأمس يحمل هذه الرسالة، في ظل غيابه كانت المسيرات تذهب كل يوم إلى أمام المحافظة وتعود بسلام وخيم الشباب أمام المحافظة فترة ولم يحدث شيء وعندما عاد مجرد ما حاول الشباب أن يستقروا أمام المحافظة تم إطلاق الرصاص عليهم وملاحقتهم وهذا مؤشر أن الأمور لم تستقر بعد كما يعتقد البعض ..

•   مقاطعاً:لكن الصوفي مازال المحافظ الفعلي للمحافظة كيف تريدونه أن يترك عمله ولم يصدر قراراً بتغييره ؟ 
والله محافظ عند علي صالح عندنا لم يعد محافظاً، أبناء تعز منذ شهر يذهبون إلى المحافظة يطالبون برحيل المحافظ .

•   لكنه لم يصدر قرار بإقالته لا من قبل الرئيس ولا من قبل الحكومة ؟
نعم وكما أقيل علي صالح يقال حمود الصوفي وهذه رسالة لعبد ربه منصور هادي أن يمارس صلاحياته كرئيس توافقي يفترض به أن ينزع بؤر التوتر، حيثما وجدت وهذا الرجل أحد هذه البؤر .

•   هل خصومتكم كثوار مع المحافظ أم مع منظومة النظام السابق ؟
نحن خصومتنا مع نظام ، هذا النظام لا بد أن يُزال بما تعني الكلمة .
•   مقاطعاً : بما فيه المؤتمر الشعبي العام ؟
أنا شخصياً لا أؤمن بوجود المؤتمر الشعبي العام ، عندما يكون المؤتمر حزباً نحن معه لكن للأسف الشديد فهو ليس حزباً بالمعنى الحقيقي لكلمة حزب ، إذا كان حزباً حقيقياً فأول شيء يفعله هو إقالة علي صالح من رئاسته، لو كان كذلك ما تحكم به فرد أكثر من عشرين عاماً من 82 م وهو يدير المؤتمر بمفرده يتحالف مع من يشاء ويخاصم من يشاء ويذل من يشاء .

•   ألا ترى أن هذا هو القاسم المشترك بين كل الأحزاب وكلها تدار بقيادات عتيقة ؟
صحيح، وهذا أمر آخر لكن عندما نقول حزباً حاكماً ينبغي أن يكون حزباً لا أن يكون حزناً هذا سبب لليمن أحزاناً و أسال أنهاراً من الدماء وأزهق الأرواح من أجل السلطة وليس من أجل اليمن ، أين هو المشروع التنموي النهضوي الحضاري الذي يمكن أن نقول إنهم يقفون خلفه ،ولذلك أنا أقول لإخواننا في المؤتمر ينبغي أن يميزوا بين قناعاتهم إذا كان لديهم قناعة بالانتماء إلى حزب وبين قناعاتهم بالانتماء إلى شخص. الآن حصحص الحق عليهم أن يقولوا كلمتهم وأن يرفعوها بصوت عال حباً في اليمن ومستقبله وحاضره حباً في التنمية والاستقرار وحباً في حقن دماء اليمنيين .

•   هل أفهم من كلامك أن الرئيس المخلوع ما يزال يحكم البلد ويمسك بخيوط اللعبة السياسية؟
أنا أقول إنه ما يزال يتحكم وليس يحكم والدليل على ذلك احتفاله بعيد ميلاده بحضور عسكري وفي ساحة مفتوحة، هل رأيت أحداً من الملوك أو الرؤساء يحتفلون بأعياد ميلادهم بعرض وحضور عسكري وفي ساحات مفتوحة، قطعوا الطرق في حفل عيد ميلاد, هذا الحفل الذي تم في عيد ميلاده السبعين وفي ميدان السبعين ولذا لا بد من تغيير اسم السبعين لأنه في 94م أعلنت الحرب منه وإعلان الحرب على الشباب كان من السبعين واليوم كان الإعلان من السبعين .

•   هل تقصد أن احتفال صالح بعيد ميلاده في ميدان السبعين هو رسالة أكثر منه احتفال ؟
نعم هي رسالة وعلينا أن نتعامل معها بجدية مطلقة وعلى الثوار والساحات أن يستيقظوا وأن ينهضوا وعلى الأحزاب أن تعيد موقفها من الساحات وأن تحشد وأن تعيد إلى الساحات حيويتها وفاعليتها، ما لم فالأمور ستخرج إلى نهايات أخرى تماماً ,بقايا النظام لم يسلموا ولن يسلموا إلا إذا وجدوا ضغطاً حقيقياً من الشارع ولذلك التصعيد الثوري هو الحل .

•   أنصار علي صالح يقولون لماذا تستكثرون على الرجل الاحتفال بعيد ميلاده ؟
•   كان بإمكانه الاحتفال داخل صالة ونحن سنعطيه فلوساً إذا مافيش معه إذا كان أقامها بالسبعين لهذا السبب ،أيعقل أن يحضر آلاف الجنود من الحرس الجمهوري والأمن المركزي يحتفلون بعيد ميلاده ما عمل ذلك وهو رئيس، اليوم سنجد أن المناسبات ستتوالى وكل يوم سيخرج علينا بتقليعة جديدة.

•   هل تعتقد أن رعاة المبادرة الخليجية يقفون إلى جانب علي صالح ويجارونه فيما يقوم به ؟
أعتقد بأنهم يقفون ورائه ولي مبرراتي، هناك مصالح ارتبطت مع هذا النظام المتهالك سواء مع الأمريكان أو مع غيرهم ، المجتمع الدولي يريد أن يطمئن أن التعاون معه سيستمر بنفس الكيفية ونفس الوضعية التي كانت عليها بحيث لا يحدث أي تغيير ، أي اتفاقيات تم إبرامها معه ينبغي أن تستمر ولذلك السر في المبادرة والآلية التنفيذية أن تكون الحكومة مناصفة "خمسين خمسين" لكي يطمئنوا فالخمسون الأولى معهم والخمسون الثانية يختبروها إلى أي مدى ستكون مراعية لمصالحهم وإلى أي مدى ستكون أداة طيعة، ولذلك أرى اليمن اليوم بين وصاية وعصابة وصاية دولية وعصابة تحاول أن تنهشه وتضر به ،هذه المصالح الدولية هي التي تفرض علينا اليوم الأوضاع التي نعيشها، حيث لم نتمكن من هيكلة الجيش ولم نتمكن من إقالة المسئولين والمحافظين الذين عاثوا في الأرض فساداً وقتلوا أبناءنا واستباحوا كل الحرمات ولم نتمكن من تغيير واحد منهم .

•   أفهم من كلامك أن الحديث عن هيكلة الجيش في الوقت الراهن هو مضيعة للوقت ولن تتم؟
هيكلة الجيش ستتم إن شاء الله ولكن ربما تحتاج إلى ثمن .

•   مقاطعاً: الآلية التنفيذية كانت واضحة في موضوع الهيكلة وبالتالي هل هناك مبرر من الخوف في هذه النقطة ؟
المبادرة جاء فيها نص لمعالجة بؤر التوتر وعلي صالح هو البؤرة الأساسية، لو كان هناك إخلاص حقيقي من قبل الدول الراعية للمبادرة لكانوا امسكوا به في السعودية ومنعوه من العودة أو حتى في أمريكا والذي يقول انه كان رئيس دولة أنا أقول إن أمريكا أخذت نورجا رئيس بنما من القصر الجمهوري، أرسلت له طائرة ومارينز وأخذوه من فوق الكرسي وأودعوه السجن, لماذا لا يقولون حينها أنه رئيس ، ما في إلا علي صالح رئيس ، إذا كانوا جندوا العالم لاقتلاع صدام حسين من كرسي الحكم رغم أن موقفه كان وطنياً وفي اتجاه آخر ، الآن يجيش العالم كله من أجل مصالح، يدافعون عن الكيان الصهيوني بكل صلابة وصلافة .

•   برأيك لماذا كل هذا التدليل للرئيس المخلوع من قبل المجتمع الدولي ؟
لأنه قدم لهم البلد على طبق.
•   ومبارك قدم لهم البلد على طبق ويقبع حالياً في السجن ما الفرق ؟
حسني مبارك كان يتحفظ قليلاً كان يسرق لكنه كان يترك شيئاً للبلد ويحافظ على جزء من السيادة ،هنا في اليمن لا توجد سيادة ،في مصر كانت تحدث أعمال إرهابية لكننا لم نسمع عن طائرات أمريكية تقتل مواطنين أيام حكم حسني مبارك، رغم أن حسني مبارك كان معهم، كان يقول لهم هذه خلوها عليَّ، لكن علي صالح كان يقول لهم اضربوا وأنا سأقول أنني ضربت يعني البلد مستباحة . هل تعرف أن المياه الإقليمية اليمنية ليست بيد قوات البحرية اليمنية بل تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وليس من الممكن أن تسلمها وهي على خصومة مع إيران، ظاهرياً إيران تتحكم بهرمز وهم يتحكمون بباب المندب علشان يكون في مقايضة .

•   أنتم تقولون إن القاعدة في اليمن هي منتج للنظام السابق فكيف نفهم دعم الولايات المتحدة لعلي صالح إذا كان هو متورط بدعم القاعدة الخصم اللدود لها ؟
القاعدة ورقة مشتركة بين أمريكا وعلي صالح وبين أمريكا والأنظمة من الذي أوجد القاعدة وكيف تكونت؟ الشباب الذين عادوا من أفغانستان ظلوا يعيشون بسلام ولم تحدث حينها أي مشاكل ، إلى أن شكلها وأخرجها النظام ،هل تعتقد أن القاعدة في أي بلد في العلم تدخل معسكرات وتحتلها، لم يحصل ذلك لأن إستراتيجية القاعدة في البلدان التي ظهرت فيها هي "اضرب وأهرب فهي لا تترك لها مكان ثابت ومستقل لأن الطائرات لن تتركها إلا عندنا، عملت نقاطاً عسكرية في الشوارع للتفتيش وأعلامها السوداء خفاقة والطيران يجوب في السماء .
•   مقاطعاً : البعض يرى أن توسع القاعدة في اليمن كان نتيجة للانقسام الحاصل في الجيش؟
ليس كذلك ، أولاً: لأن الطيران بيد محمد صالح الأحمر،وثانياً: دخول القاعدة معسكرات للحرس الجمهوري في أبين ورداع ومأرب والحرس الجمهوري ما زال بقبضة علي صالح ، الموضوع أعتقد ليس فيه شبهة واحدة بل شبهات كثيرة، الغرض إنزال أوراق لإرعاب الناس وإعطاء فرصة لأمريكا كي تسيح في الأرض كيف تشاء وحتى يتذرع صالح في نفس الوقت بأن البلد غير مستقر وغير أمن، إذاً نحن نحتاج إلى نظام يكافح الإرهاب .

•   على ضوء قرأتك للمشهد في ظل المعطيات التي قدمتها إلى أين تتجه اليمن؟..
•   المشهد الحالي أنا أرى فيه ضبابية كثيرة جدا وأرى فيه عدم وضوح نتيجة الأحداث التي تحدثنا عنها ونتيجة لعدم الاستقرار والإختلالات الأمنية ليس فقط في تعز بل في الكثير من محافظات الجمهورية وانتشار المسلحين واستمرار الدفع بالذخائر والأسلحة إلى عدد من المحافظات، هذا يدل أن هناك نوايا لتفجير الموقف وبالتالي أنا أستحضر كلمة علي صالح عندما وقع على المبادرة في الرياض وقال ليس المهم في التوقيع المهم في حسن النوايا ما بعد التوقيع وهو الآن يرسل لنا رسائل ما بعد التوقيع .

•   هل تعتقد دكتور عبد الله أن علي صالح استدرج السياسيين في توقيعه على المبادرة وحصوله على الحصانة وبالتالي ما يفعله اليوم هو نتاج طبيعي لمدى التنازلات التي منحته المبادرة الخليجية؟.
هو لن يحصل على شيء لأن العربة لن تدور إلى الوراء، هي قد دارت إلى الأمام وستمشي بإذن الله، لكن سيكون هناك أثمان وعودته إلى السلطة مستحيلة قد يدفعنا أثمان قد نشهدها في عدد من المحافظات من اعتقالات واغتيالات واختطافات وقد نشهد حالات من الإقلاق الأمني وتدهور في الخدمات والأمن والإدارة كما هو حاصل في محافظة تعز .
•   لكن وزارة الداخلية اليوم بيد المعارضة ؟
إلا أن الأمن المركزي ليس مع المعارضة وبيده الدبابات والمدافع، أما الشرطة فهي "ترحم" الله اليوم أطلق النار على المعتصمين أمام المحافظة اليوم( يوم الأحد الماضي )ومن قام بذلك هي الشرطة العسكرية والأمن المركزي أما الأمن العام فكان بعيداً.
•   برأيكم من الذي أعطاهم الأوامر بإطلاق النار ؟
بأمر المحافظ لأن الأمن لا يمكن أن يأمر الشرطة العسكرية ولا يمكن أن يأمر الأمن المركزي لأن الأمن المركزي حتى اللحظة لا ينصاع لأمر مدير الأمن بل ينصاع لأوامر عليا من يحيى محمد عبد الله صالح .
•   المحافظ أكد مراراً وتكراراً أن موقفه كان مع الثورة لماذا تنكرون على الرجل موقفه هذا؟
لا ننكر موقفه مع الثورة لكن عليه أن يثبت ويبرهن .
•   هو يقول عندما أحرقت ساحة الحرية كان خارج الوطن ؟
 كان خارج الوطن، لكنه كان على اتصال بالوطن، وكان لا يريد أن يكون في الصورة، هذا اعتقادي ورغم أني في لحظة من اللحظات بدأت أتفاءل انه سيحدث نقلة و تغييراً في سلوكه الإداري والوظيفي والحزبي لكن سلوكه اليوم يثبت أنه ما يزال مع النظام السابق .
•   لكنكم تعلمون أن اللجنة الأمنية كان يديرها قيران وليس المحافظ وهذا ما كنتم ترددونه أليس كذلك ؟
لو كنت في مكانه لاستقلت وذهبت إلى البيت وعندما كنا نجتمع معه كان يشكو من عدم تنفيذ أوامره ، أنا لو كنت محافظاً مكانه ومدير الأمن لا ينفذ أوامري والسلطات العليا لا تعضد مواقفي فالأفضل لي أن أنسحب وأن أعلن للجمهور بأني لست مسؤولاً عما يحدث، أما أن أبقى محافظاً ولا يتم تنفيذ أوامري فهذه معيبة في حق المسؤول مهما كان .
•   المحافظ قال في إحدى تصريحاته أنه قرر تقديم استقالته إلا أن المشترك طلب منه البقاء في منصبه هل كنتم على معرفة بذلك ؟
والله في حدود علمي لم أجد أحداً من المشترك قال له لا تستقيل لكن اذا أخبروه سراً ونحن غير عارفين هذا شيء آخر .
•   النظام السابق يتحدث عن وجود عناصر للقاعدة في محافظة تعز ما رأيكم ؟
 أنا أقول ليس لدينا قاعدة في تعز إلا إذا كانت القاعدة "الطالحية" لأن تعز عمرها ما دخلت في مثل هذه المتاهات وعمرها لن تشهد عنفاً ذات صبغة دينية أو صبغة طائفية أو حتى صبغة سياسية بالمفهوم السياسي الضيق, تعز عندما نستعرض تاريخها نجد السلام والاستقرار وأنا أعتبرها اسفنجة الوطن تمتص كل من يأتي إليها ومن يأتي إليها يستقر فيها ويتعايش معها, هي محافظة القلم وهم يريدون تحويلها إلى محافظة الرصاص والمدافع .
•   هل أفهم من كلامك أن هناك من يريد نقل سيناريو أبين إلى تعز ؟
نعم بقايا النظام يريدون نقل الفوضى إلى تعز لأنها قلب اليمن فكراً وممارسة بالنسبة للتغيير والمدنية والفعل السياسي وهي حاضرة في كل الساحات الثورية على مستوى محافظات الجمهورية وهم يدركون هذا الكلام وأنهم إذا عاقبوا تعز وأذلوها وأسكتوها فإنهم سيسكتون كل الساحات وهم واهمون لأن تعز اليوم امتدت وهي موجودة في كل الجسد اليمني ولا يمكن أن تكون إلا وحدوية تعيش الكيان اليمني بكل تفاصيله .
كيف تقيمون الوضع الأمني في تعز في ظل حملة إعلامية يقودها المؤتمر الشعبي ضد مدير الأمن ؟
الحملة واضحة وهناك ضغط على المجلس المحلي لكي يسحبوا الثقة من مدير الأمن الذي عين دون أن يكون هناك قناعة من قبل المؤتمر إن جاز أن نسميه, هو حقيقة ليس من طرف المؤتمر بل من طرف صالح وهم لم يكونوا مقتنعين بتعيين الرجل لأنه محسوب سياسياً على طرف آخر ولذلك أرادوا أن يقلموا أظافره وما نشاهده اليوم من عدم انصياع الأمن المركزي والنجدة لأوامره حتى لا يستطيع أن يبسط الأمن والاستقرار في المحافظة، ولذلك هو يواجه صعوبات كثيرة وهذه الصعوبات لا يمكن أن تعالج إلا إذا عملت هذه الأجهزة تحت إدارة أمنية واحدة وأنا أقول للأخ علي السعيدي إذا لم يحدث ذلك فعليه أن يعلن للناس بلغة واضحة ويقدم استقالته ويخرج يقول لهم أنا لن أكون مطية حتى يدمروا تعز بحجة عدم رضائهم عني، وعليه أن يقول للناس من المسؤول عن تدمير تعز حتى يكونوا على بينة .
•   المؤتمر يحمل المشترك مسؤولية الانفلات الأمني باعتبار أن المظاهر المسلحة هي تابعة لبعض حماة الثورة كيف تردون ؟
هذه مغالطة وكما يقال وضع غربال على عين الشمس، نحن اتفقنا عندما عملنا ما يعرف بلجنة التهدئة ومع اللجنة العسكرية، حيث رفعت كل المظاهر المسلحة وبموافقة من حماة الثورة المسؤولين عن المسلحين وبتوقيعاتهم وتم رفعهم من كل المواقع، لكن الجانب الحكومي لم يرفع مسلحيه واتفقوا أن أي مسلح يشاهد في الشارع فليمارس الأمن كامل صلاحياته وسلطته، لماذا لم يمارس الأمن هذه الصلاحيات ولماذا لم ينفذوا الانتشار الأمني ؟ هم يريدون أن يحملوا أنصار الثورة وحماتها كل ما يحدث من انفلات أمني لكي تنقلب تعز ضد الثورة حسب اعتقادهم وبالتالي يقولون للناس: هؤلاء ثواركم شوفوا ماذا يفعلون .والسؤال لماذا لم تتمكن إدارة الأمن من بسط سيطرتها ولماذا لا يتم توفير كافة الإمكانيات حتى تؤدي دورها على أكمل وجه ، هناك ما يدبر خلف الكواليس من أمور مرعبة نسأل الله أن يحبطها وأن لا يكتب لها النجاح .

•   في الأيام القليلة الماضية غرقت مدينة تعز بالمجاري وأكوام القمامة برأيكم أين هو الدور الايجابي لمثقفيها وثوارها وتجارها ومنظماتها المدنية وأحزابها السياسية ؟
يا رجل نحن في المجلس الأهلي عملنا أربع حملات والمجلس الثوري عملوا حملات عدة ، هذه مدينة حضارية حتى هؤلاء الذين يسمونهم بالمهمشين تصور أن القاتل لماهر الرباش موجود بينهم وأسرته موجودة بين أوساطهم ولم تمس بأذى

•   شريحة السود أو ما تسمى بالمهمشين يشعرون أنهم مستهدفون والدليل عدم القبض على الضابط الذي قتل أحد أبناءها ما تعليقكم ؟
لا يوجد استهداف لهم إلا من بقايا النظام، لكن الثورة فتحت لهم أبوابها وهم جزء من الثورة والكثير منهم معنا ونفخر بهم وشاركونا الثورة وافترشوا معنا الأرض وعانوا معنا في الاعتصامات، والبعض منهم أجبرهم النظام على أن يكونوا بلاطجة واستفادوا منهم في لحظات معينة واليوم يعاقبوهم، لكن في موضوع النظافة والبيئة فالسلطة هي من رفضت القيام بمسؤولياتها ولم تنزل سيارة واحدة لرفع القمامة التي جمعها المواطنون في أكياس .

* دكتور/ عبد الله انضممتم إلى الثورة في وقت مبكر مع نصب أول خيمة للثوار في ساحة الحرية ما الذي دفعكم لذلك وهل هي الرغبة في الحصول على مركز في حال انتصرت الثورة وهل كنتم على ثقة من انتصارها؟
أنا لم أكن يوماً من الأيام طامحاً لمركز ولا أريده حتى هذه اللحظة، أنا خرجت لقناعة مطلقة حتى قبل ساحة الحرية ومن سنين طويلة وأنا أقول يجب أن يحدث تغيير وكنت أنادي بها في صوت مرتفع وأكتب ذلك في الصحف وكتبت بالحرف الواحد التغيير لن يكون إلا باقتلاع بنية النظام ورموزه وأركانه ولا يمكن أن تخرج اليمن من واقعها المزري إلا بهذا واليوم يتأكد لنا أنه دون اقتلاع النظام لا يمكن أن تستقر اليمن ولذا عندما خرجت مع الشباب كنت مقتنعاً أنهم هم الذين سيقودوننا إلى التغيير الذي ننشده .

•   سؤالي الأخير هل تتخوفون من التمدد الإيراني في اليمن؟
أنا شخص قومي تقلقني إيران من زمان ، إيران ليست إلا دولة توسعية ولم تكن في كل الأزمنة دولة محصورة داخل إيران هي دولة تتوسع حتى في عهد الشاه هذا هدفهم ولذلك حتى الخليج العربي يسمونه الخليج الفارسي وكأن الدول التي على الشط العربي ليس لها الحق أن تسمي المياه التي تلتصق بها أنها مياه عربية لازم تكون فارسية هذا البلد يعيش على حلم قديم جديد لا ينتهي إلا بعودة إمبراطورية فارس .

•   مؤخراً تحدثت تقارير إعلامية عن ضخ مالي إيراني لأطراف يمنية من بينها مكونات ثورية وقيادات سياسية كيف تعلقون ؟
أنا لا استطيع التأكيد لأني لم أر مالاً يضح لشخصيات لكني أرى في الشارع من يعمل لهذا الاتجاه ، لكني أقول إن العمل من اجل إيران خطيئة والعمل من اجل السعودية خطيئة والعمل من اجل أمريكا خطيئة، فالعمل من أجل أي شيء أو شكل أو مسمى غير اليمن هو خطيئة كبرى، كما أنه لا يقدم لك أحد عون أو مساعدة من أجل سواد عيونك أو حباً فيك "علشان" ينتزعك مما أنت فيه من معاناة، الذي يقدم شئاً يريد شيئاً آخر .