بعد نجاح انتخابات 21 فبراير وصعود الرئيس/ عبد ربه منصور هادي ما يزال الجميع ينتظر منه إعادة هيكلة الجيش والبدء بتنفيذ كل ما جاء في خطابه الذي طمأنهم كثيراً..

"أخبار اليوم" زارت أسر الشهداء في تعز لتنقل مطالبهم للرئيس الجديد... أسر شهداء تعز تطالب بسرعة محاكمة القتلة

2012-03-12 04:45:45 استطلاع/ وئام الصوفي


في البداية التقينا فتحية الأصبحي شقيقة الشهيدة/ ياسمين الأصبحي ـ حيث قالت: نحن متفائلون بالرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي ونقول له إن مطالبنا منه أن يعمل من أجل نهضة اليمن واجتياز كل العقبات والتحديات التي وضعها النظام الفاسد، مضيفة أن على هادي أن يراعي مشاعر أسر الشهداء وثقة الشعب الذي خرج من أجل ترشيحه واضعاً نصب أعينه "اليمن أولاً.. نموت لتحيا اليمن".

واستنكرت فتحية مشاركة من كانوا متورطين في قتل الأبرياء واستباحة دماء الثوار في الساحات والمظاهرات في حفل تنصيب الرئيس هادي، مُرحبة بالمصالحة الوطنية.

وتضيف الأصبحي: لن نطلب من الرئيس الجديد‎ ‎‏ تقديم علي صالح وأعوانه للمحاكمة العادلة لقتله الأبرياء لأننا قد منحناه الحصانة مكرهين من أجل اليمن، من أجل بناء يمن جديد ومن أجل عزة اليمن وكرامته وحريته ومن أجل الأمن والاستقرار بالمنطقة ومن أجل إصلاح الوطن.


 وقالت فتحية: عزاؤنا في دموع باسندوة التي ذرفت بعد توقيع الحصانة، لكن نقول له: بحق دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل سعادة ونهضة واستقرار اليمن وتقدمه أن يولي اهتمامه بقطاع التربية والتعليم لأنها أهم أساس لنهضة البلد ونهوض وازدهار وتقدم الشعوب وتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة بحذافيرها ولكننا نحن كأسر شهداء لم نعول على الرئيس عبدربه ولا على المنظمات الحقوقية ولا المحكمة الجنائية الدولية ولا المنظمات الخارجية بمحاكمة القتلة بعد أن منحوا صالح الحصانة ولكن سنظل نطالب بالقصاص لشهدائنا حتى يحكم الله لنا والله خير الحاكمين.

فيما قالت إيمان الأصبحي: إن مطلبنا كثوريين من الرئيس هادي هو تحقيق أهدافنا وخاصة بعد تحقيق الهدف الأول فنرجو منه أن يقوم أولاً بإعادة هيكلة الجيش وخلع كل من له علاقة قرابة بالمخلوع صالح وتحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة والعدالة ورفع مستوى المعيشة وخلع كل فاسد من إدارة أي مؤسسة حكومية وتأمين مستقبلنا كشباب.

وكأسر للشهداء فمطلبنا هي محاكمة كل مجرم وقاتل وسافك لدماء الأبرياء من كبيرهم إلى صغيرهم وسننتظر ماذا سيقدم لنا الرئيس/ عبدربه منصور هادي.

أما محمد ـ وهو الإبن الأكبر للشهيد ناصر الباشا ـ فقال نطالب من الرئيس/ عبدربه منصور هادي أولاً أن يقدم استقالته من حزب المؤتمر لأنه أصبح رئيساً لكل اليمنيين بلا استثناء وأن يعمل بكل كلمة قالها في خطابه وأول ما تكلم به هو القسم الذي أداه أمام الله وأمام الناس ولكي يستطيع أن يبر بقسمه، فعليه أن يجعل حوله بطانة صالحة والخبراء النزيهين الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء.
وأضاف الباشا: على هادي أن يعرف أنه لم يصل إلى ما وصل إليه لولا فضل الله عليه ثم دماء الشهداء التي غيرت سياسة البلد، وعليه أن يراعي مصالح أسر الشهداء وإلا يتخلى عن دعمهم، وتوظيف أبناء وبنات الشهداء الغير موظفين، وإعفاء أسر الشهداء من رسوم الدراسة ومن دفع رسوم الكهرباء والماء وغيرها كإمتياز يحظون به في المجتمع.

وتابع: على الرئيس هادي أن يحقق أمنية الشعب والثوار والشهداء ببناء دولة مدنية حديثة وهي دولة المؤسسات، الدولة التي يحترم فيها القانون ويطبق على الجميع بدون استثناء، دولة جيشها وطني واقتصادها قوي.
فيما ترحمت زوجة الشهيد/ قائد اليوسفي على كل الشهداء وقالت إن يوم 21 فبراير كان بداية فجر جديد ليمن جديد، يمن الأمن، يمن الديمقراطية والحرية والمساواة، يمن المستقبل الأفضل، والدولة المدنية الحديثة وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع أحزاباً ومؤسسات وأفراداً وسلطة وحكومة ورجالاً ونساء.

وأضافت: تقع المسؤولية الكبرى على رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي كقائد للسفينة إلى بر الأمان بإذن الله، فعلى الرئيس هادي أن يكون عند قدر المسؤولية التي كلف بها من الجميع.

وتابعت: مطلبنا الرئيسي من هادي هو إعادة هيكلة الجيش والأمن وانتزاعه من هيمنة العائلة الحاكمة السابقة وجعله جيشاً وطنياً محايداً يحمي ويحفظ أمن الوطن والمواطن لا أمن فرد بعنيه وضرورة إعادة هيكلة الجيش والأمن حسب الكفاءة والخبرة بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

وتؤكد زوجة الشهيد على ضرورة إسقاط بقايا وأزلام النظام السابق من مؤسسات الدولة وإعادة الاعتبار لليمن واحترام حقوق وحرية المواطن اليمني وإعادة كرامته وعزته والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الثورة السلمية ـ ثورة 11فبراير ـ وكذلك المخفيين قسراً.

وكما طالبت زوجة الشهيد من الرئيس هادي محاكمة صالح وجميع مرتكبي الجرائم وإقالة الصوفي ومحاكمته ومحاكمة قيران والعوبلي وضبعان.

وتقسم زوجة الشهيد اليوسفي بمحاكمة قيران: قائلة ياقيران أقسم بالله وغلاوة دم الشهداء ودم الشهيد قائد إننا سنلاحقك .. أقسمت على نفسي أن أزغرد وأفرح وأعمل وليمة وأوزع الحلويات عند قطع عنقك ورؤيتي لدمك يتناثر كما جعلت دم الشهداء تتناثر ودم الشهيد قائد يتناثر في الطرقات وأزقة المستشفيات.

وأضافت لن تطفأ نار حزني إلا برأس قيران رغم أنه لا يساوي ذرة رمل مشى عليها قائد محارباً وثائراً ضد الظلم والفساد.

وتقول الطفلة أفنان ـ بنت الشهيد التي أبكت الجميع بصمودها ـ مخاطبة الرئيس هادي:" فخامة الرئيس أنت الآن رئيس من أجل اليمن ومن أجل أبناء اليمن، فعليك أن تقوم بمساندة الشباب الأحرار في بناء دولتهم المدنية التي يطمحون إليها والتي تكفل لهم جميع الحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والتي لأجلها قدم الشهداء أرواحهم وسقوا شجرة الحرية من دمائهم الزكية ففي هذه الثورة يارئيس اليمن الجديد تيتم أطفال ورملت نساء وثكلت أمهات.. في هذه الثورة قدم الشعب أغلى ما لديه، فالأمهات قدمن فلذات أكبادهن والأطفال منهم من قدم أمه ومنهم من قدم أباه.. في هذه الثورة، فقدت أبي، فقدت أعز الناس، فقدنا أعزاء على قلوبنا، فالشباب عندما خرجوا إلى الساحات للمطالبة بحريتهم علموا أن الحريات لا توهب بل تنزع وعلموا أنهم سيقدمون الكثير ولكن هذا لم يردعهم عن مواصلة المشوار.

وأضافت أفنان.. لا بد من محاكمة صالح وأبنائه القتلة ومنهم أيضاً قيران الذي فر هارباً إلى مصر وأقول له: يا قيران حتى لو هربت إلى القطب المتجمد الشمالي فسوف تحاكم، فكل الذي ارتكبته في تعز من قصف وقتل لن يذهب ولن يمر كما تمر الرياح وأيضاً الصوفي وضبعان والحاشدي والعوبلي نريد محاكمتهم وأيضاً ومحاكمة الإعلاميين الذين حاولوا تزييف الحقائق ونشر الفتن، منهم الجندي.
وقالت: في الأخير أقول لرئيسنا: نحن واثقون أنك ستحقق لنا كل مطالبنا وستعمل على بناء يمننا وبإذن الله لن نرى منك إلا كل خير.


لن أتنازل
أما أم الشهيدة/ زينب العديني فقد تحدثت إلينا قائلة: نحن نريد محاكمة القتلة ومحاكمة علي صالح واللحاق بقيران إلى القاهرة والقبض عليه ومحاكمته هو وكل من عاونه وكل من ساهم في الجريمة، مؤكدة أنها لن تتنازل عن دم ابنتها ولو بكنوز الدنيا، مشددة أن على الرئيس هادي أن يعيد هيكلة الجيش وطرد كل من ساهم في قتل أبناء اليمن وأولاد علي صالح.

وتطالب الشابة سمية ـ وهي أقرب صديقة للشهيدة زينب ـ الرئيس هادي بإقالة محافظ محافظة تعز والقبض على قيران والصوفي والعوبلي والحاشدي، وكما طالبت بقوانين تحكم العملية التربوية ومجانية التعليم للصفوف الأولى وتوفير المواد الأساسية للمواطن وتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل والرقابة الجيدة على الأسعار.

حوار وطني شامل
ومن جهته يقول عمرو الشرعبي ـ شقيق الشهيد وسيم الشرعبي ـ: يتمثل المطلب الرئيسي من الرئيس هادي في هذه المرحلة والذي بتحقيقه نكون قد أوفينا بدماء وأرواح الشهداء الذين استشهدوا من أجل هذا الوطن إعادة هيكله المؤسستين العسكرية والأمنية على أسس وطنية وتحييدها وجعلها حامية للشعب والوطن وليس لفرد أو نظام، وكذلك نطالبه بالدعوة العاجلة إلى الحوار الوطني الشامل ويضم جميع فئات وشرائح المجتمع والعمل على تعديل الدستور الذي يحدد ملامح وشكل ونظام الدولة ويكون فيه حل للقضية الجنوبية حلاً عادلاً يرضي أبناء الشعب وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية وكذلك حل قضية صعدة، وبناء اليمن الجديد وإقامة الدولة المدنية الحديثة ((دولة المؤسسات والقانون)) ترسيخ الديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة وحماية الحقوق والحريات العمل على إرساء وطن موحد خالٍ من الدعوات المذهبية والمناطقية بسط هيبة ونفوذ الدولة على جميع أراضيها والعمل على استعادة الأمن الاستقرار، النهوض بالاقتصاد الوطني والعمل على مكافحة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في جميع أجهزة ومفاصل الدولة وإعادة أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة وتوفيرها، توفير التيار الكهربائي والمياه والعمل على تأمينها وحمايتها وعزل ومحاسبة ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات والجرائم ضد الشعب وخصوصاً ما حصل في فترة الثورة.

القصاص
ويقول ابن الشهيد بشير الدبعي: رسالتنا نحن أولاد الشهداء إليك أيها الرئيس/ عبد ربه منصور هادي أن تكون محل الثقة التي أعطيناك إياها فلا تخيب ظننا فيك، نحن نحلم بيمن جديد..خالٍ من الفساد والظلم والاستبداد والقهر والقتل
نريد يمناً مشرفاً نرفع به رؤوسنا أمام العالم وأن نعيش حياة كريمة كبقية الشعوب وننعم بالأمان والسلام والاستقرار والطمأنينة وأن لا تضيع دماء أبائنا هباء ومطلبنا هو أن نقتص ممن قتل أبناءنا.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد