الانتخابات الرئاسية:

لماذا الإقبال الكبير الذي فاق توقعات المعنيين وما دلالات ذلك؟

2012-02-25 04:28:18 استطلاع/ ماجد محمد علي



انتهت الانتخابات الرئاسية اليمنية بنجاح مميز وإقبال منقطع النظير فاق كل توقعات المختصين السياسيين والإعلاميين, لماذا ذلك الإقبال الكبير؟ وما دلالات الإقبال الكبير والواسع على الانتخابات لمرشح وحيد توافقي لا منافسة فيها, علاوة على دعوة بعض الحركات لمقاطعة هذه الانتخابات؟ أهو فعل الدعاية الانتخابية أم فعل الأحزاب السياسية, أم قناعة اليمنيين فقط؟ وماذا يعني فوز هادي بمنصب الرئاسة بهذه القوة والإرادة الشعبية؟ هل تعمد الشعب اليمني من خلال إقباله الكبير على الانتخابات إيصال رسائل ما وما أبرزها؟ كل ذلك ما ستجيب عنه "أخبار اليوم" من خلال الاستطلاع التالي:


  • * علي محمد: الإقبال الكبير على انتخابات الرئاسة إرادة شعبية فعلية تفصح عن قناعة اليمنيين بتوديع حقبة الماضي وليس لذلك علاقة بالدعاية
إرادة:
في البدء كان الحديث للأخ/ علي محمد علي أحمد والذي تحدث بقوله: (إن الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لا ينكر أحد شدة الإقبال عليها, إقبال فاق كل التوقعات سواء لقادة الأحزاب السياسية, أو المختصين في شؤون الانتخابات وكذا الإعلاميين, مؤكداً أن ذلك الإقبال الكثيف الذي لم يكن يتوقعه أحد ممن أسلف ذكرهم يدل دلالة قاطعة لا شك فيها على أن هذا الإقبال بقناعة الشعب اليمني بتغيير واقعه, وكره العامة لحقبة الماضي بكل تفاصيلها ومعاناتها وحتى سياسيها ومن يسمون قادة رأي كذبوا جميعهم على العامة كذب انقشعت عباءته وانتهت مدته بتغير عالم المعلومات وخفوت نظرية انسياب المعلومات, مؤكداً على أن قناعة اليمنيين النابعة من واقعهم هي التي دفعتهم للإقبال الكبير على الانتخابات وليست الدعاية الإعلامية المصاحبة لتلك الانتخابات, والتي مارستها كل الأطراف السياسية الفاعلة، إلا جزء يسير من التأثير. 
الواقع:
ويوافقه فيما ذهب إليه الأخ/ راشد عبدالله دحوان، مضيفاً أن ما دفع اليمنيين للإقبال الكبير وغير المسبوق على الانتخابات الرئاسية مع كونها استفتاء لا انتخابات تنافسية, هو ما عاناه اليمنيون طوال عقود من فساد وظُلم وغياب للقانون وسيادة الدولة, ازدادت تلك المعاناة منذ بداية 2011م بعقاب جماعي على كل اليمنيين في ضروريات حياتهم وبقائهم وعيشهم, واتساع للفقر والبطالة، مؤكداً على أن واقع المعاناة والظُلم الذي عاشه اليمنيون وتضاعف ذلك سلبياً مثل الدافع الأساس لليمنيين للإقبال الشديد على الانتخابات الرئاسية، كونها تحمل أولى خطوات تغيير ذلك الواقع الذي عاشوه وعانوه.


  • * البروي: كثافة الإقبال على الانتخابات رسائل للداخل مفادها أن شرعية هادي وقوته مستمدة من الشعب
دلالات:

أما الأخ/ عادل البروي فيتفق مع ما ذهب إليه سابقوه، مضيفاً أن من أبرز الأسباب التي دفعت باليمنيين إلى التوافد الكبير وغير المسبوق على الانتخابات الرئاسية رغم كل الظروف التي يعانوها والتحديات التي تواجههم والدعايات المضادة التي سبقت وترافقت مع الانتخابات الرئاسية, هو وعي اليمنيين من أنهم بإقبالهم القوي على صناديق الاقتراع, يعطون الرئيس عبدربه قوة القرار والشجاعة، لثقته التامة بأن ما سيقرره مدعوم ومسنود بإرادة شعب لا محكوم بمنة فئة ولا مرهون برأي وقرار حزب سياسي، مؤكداً على أن اليمنيين بإقبالهم الكثيف أرادوا إيصال رسالة قوية ـ تفوق أهداف أحزاب سياسيةـ للرئيس عبدربه هادي ولكل مراكز القوى والأثقال والأحزاب، مفادها إننا نريد قرارات قوية وهامة تخدم الوطن وصالح العامة, وكُن على ثقة إننا سند قراراتك وعماد قوتها, لا أحد غير الشعب.. مستشهداً على صحة ما تحدث به ودقته بقوائم الناخبين وإحصائيات الناخبين التي تؤكد أن غالبية المنتخبين ممن لم تكن أسمائهم ضمن سجلات الناخبين للانتخابات السابقة, وهو ما يراه إرادة شعبية لأسباب وأهداف شعبية أيضاً يجب أن لا يغفلها أو يغالط فيها السياسيون والحزبيون, فيكررون بذلك أخطاء الماضي وأساليبه.

  • * ثابت: شدة التوافد على انتخابات الرئاسة دليل الحكمة اليمانية ووعي جميع اليمنيين بأنها السبيل الوحيد لتجنيب الوطن ويلات الحروب والدمار

وعي:

من جانبه يرى الأخ/ عبدالغني علي ثابت ما رآه سابقوه بشأن الأسباب والدوافع التي دفعت باليمنيين للإقبال الشديد على الانتخابات الرئاسية، موضحاً أن غاية اليمنيين من ذلك الإقبال هو إنجاح الانتخابات وتحقيق الانتقال السلمي للسلطة وتجنيب الوطن الدمار والخراب وأبناءه الاقتتال والصراع, موضحاً أن ذلك يعكس مدى وعي اليمنيين بمصالحهم ومصالح وطنهم, وإلا لما شهدت مراكز الاقتراع ذلك الزخم الانتخابي والإقبال الشديد عليها, بعد كل التضحيات والمعاناة.. ويستطرد بأن للأحزاب السياسية, وتحديداً المؤتمر والمشترك, وتوافقهما دور وإسهام فاعل في صناعة ذلك الزخم الديمقراطي الذي شهدته الانتخابات الرئاسية.


  • * العُكابي: الإقبال الكبير وإجراء الانتخابات في كل محافظات اليمن يعد استفتاء بامتياز على ثبات الوحدة اليمنية وزيف إدعاءات الانفصال والطائفية

دعامة ورسالة:
ويؤكد الأخ/ نبيل العكابي أن الإقبال الكبير الذي شهدته الانتخابات الرئاسية يعطي دلائل ورسائل هامة عملية ومنطقية رسائل للخارج أولاً ويستفيد منها من أصابهم الظلال في الداخل اليمني أيضاً ويحاولون شق الصف.. مفاد تلك الرسائل وعنوانها: أن سير الانتخابات الرئاسية في كل محافظات الجمهورية بشكل أفضل إقبالاً ونجاحاً، مما صارت عليه كل الانتخابات السابقة في اليمن وأقلها من حيث المشاكل الأمنية.. يعد استفتاء بامتياز يؤكد ثبات الوحدة اليمنية وزيف وبطلان إدعاءات, الانفصال أو الطائفية.. وتؤكد بأن تلك دعاوى نشاز وشذوذ لا يقبلها أبناء اليمن في كل المحافظات والقُرى, وأن اليمنيين إن وجد ظُلم على أحدهم أو غالبيتهم أو على مجموعة منهم فهم يختارون الحلول السلمية والمناسبة وغير المضرة بوطنهم, مشيراً إلى أن اتفاق المؤتمر وأحزاب المشترك على المرشح التوافقي ودعم شباب الساحات لذلك الخيار (وهو إجراء الانتخابات الرئاسية), مثل ذلك أبرز دعائم نجاح العملية الانتخابية وأصلها.  
   
الإجماع:
فيما الأخ/ يحيى العوامي يرجع الإقبال الكبير الذي حظيت به الانتخابات الرئاسية للمرشح التوافقي عبدربه هادي إلى أنه نتيجة طبيعية للإجماع الذي حظيت به هذه الانتخابات من كل القوى السياسية الفاعلة, والقوى الثورية أيضاً.. وإذا اختلفت المقاصد من المشاركة في الانتخابات غير أن الجميع أجمعوا على هدف واحد وهام وهو إنهاء عهد صالح والخروج بالوطن وأهله من المعاناة التي عاشوها طوال الماضي وتجنيب المجتمع الاقتتال والدمار والخراب وتلك عقلانية وحكمة تحسب لساحات الثورة أولاً، وللأطراف السياسية الفاعلة ثانياً.

خلاصة:
نخلص مما سبق إلى أن الدوافع والأسباب التي دفعت باليمنيين للإقبال الكبير والمميز على الانتخابات الرئاسية متعددة ومتنوعة يأتي في مقدمتها توق اليمنيين للتغيير والخروج من المعاناة وتوديع عهد صالح بكل آلامه ومعاناته, وكانت الانتخابات المتنفس المناسب لإفصاحهم عن تلك القناعة, قناعة لا تتوقف عند حد تغيير شخص صالح فقط، بل هي مصرة على إحداث التغيير الفعلي لواقعهم المعيشي والإنساني والمهني والاقتصادي, وكما تعددت أسباب ودوافع الإقبال الكثيف على الانتخابات، فإن دلائل ذلك الإقبال متنوعة أيضاً يأتي في مقدمتها إصرار اليمنيين على أن يستمد الرئيس عبدربه صلاحياته وقوة قراره من الشعب, ليعمل من أجل الشعب, ولا تكن لأحد منة عليه أو تدخل في قراراته التي تخدم مصالح الوطن والمواطن, والتأكيد على وحدة الصف اليمني وإثبات فشل دعوات الزيف سواء تلك التي تتحدث عن انفصال أو طائفية وأنها ليست سوى ممارسات ابتزاز دأب عليها كثيرون واعتادوها في عهد النظام السابق وغيرها من الدلالات. 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد