اعلاميون يتحدثون عن مستقبل الاعلام اليمني

نجاح الوضع الانتقالي هو من سيحدد مستقبل اعلام اليمن

2012-02-07 04:48:26 أخبار اليوم/ هائل البكالي


يرى الصحفيون والاعلاميون ان القادم للإعلام اليمني سيكون مغايرا تماما للماضي، في ظل دولة جديدة يؤمل منها احترام الآراء وفتح الحرية المطلقة للصحافة دون اي قيود او شروط قد تخضع لها الصحافة والاعلام في اليمن، ويقول البعض ان الاعلام الرسمي لابد ان يكون اعلام شعب ووطن لا اعلام شخص وعائلة تتسلط عليه مجاميع امنية ذات مصالح شخصية، بينما يرى البعض ان الاعلام اليمني لابد ان يكون وفق قيم انسانية معينة تتجلى في سياق عقائدي وفكري واخلاقي، ويرى البعض الى ان الاعلام اليمني لا بد ان يقفز من الجمود والركود المسيطر عليه منذ اعوام وذلك باستخدام المهارات الاعلامية والاشكال والقوالب الفنية، اخبار اليوم سلطت الاضواء على هذه الآراء وخرجت بالاتي.


يعتقد محمد سعيد الشرعبي الصحفي والناشط الحقوقي في ساحة التغيير بصنعاء ان مستقبل الاعلام اليمني "الرسمي، الحزبي" مرتبط بمدى نجاح او فشل الوضع السياسي الانتقالي الذي ستمر به البلاد لأكثر من سنتين، ومدى التوافق والانسجام في هذه المرحلة ستنعكس ايجابا على الخدمة الإعلامية، فيما يظل الاعلام الأهلي "المستقل" حالة وسط ومتخفف من توجهات اي طرف على حساب الآخر، على الرغم من امتحان الثورة السلمية للإعلام المستقل الذي وضع على المحك وتبين ان اغلبه ليس مستقلا وان كان وضعه المهني افضل حالا قياسا بالإعلام الموجه "الرسمي، الحزبي" وما بينهما ..
  • الضبوعي: مستقبل الاعلام اليمني لا بد ان يكون مصاحبا لما شهدته اليمن من تغيرات لا ان يظل اعلام شخصي وتقليدي


ويضيف الشرعبي: وعلى ضوء الثورة المضادة التي يقودها بقايا نظام صالح العائلي في المؤسسات الإعلامية الرسمية التي تحرر تباعا من قبضة العائلة وخطابها الإعلامي السخيف ، الذي لا تربطه صلة بالإعلام الوطني او المهني ،يبدو أن نجاح الانتخابات الرئاسية في الـ 21 فبراير الجاري ، سيدفن الوضع الجديد هذا الخطاب الاستبدادي الفردي والى الأبد ،واتوقع أن يتغير الخطاب الإعلامي بشكل جدري ،ومن مصلحة اليمن وقواه الفاعلة أن اطلاق العنان لوسائل الإعلام أن تؤدي مهمتها الإعلامية دون تدخل او تجيير لطرف او تسخير الامكانيات والوسائل للمناكفات الاعلامية كما كان يحدث في عهد السفاح المخلوع علي صالح ...
 تجاوز الماضي
ويرى الشرعبي في الخطاب الاعلامي المطلوب للمرحلة والخروج من هذا الوضع الإعلامي المزري والرتيب، يفترض بالصحفيين و الاعلاميين ،تجاوز الماضي تزيف الوعي العام "التضليل، المناكفات " ،والانطلاق الى المستقبل بخطاب تنويري مغاير لما نعيشه من خطاب مستخف ومظلل ،ومواكبة المتغيرات السياسية والتقنية في هذا المجال بما يخدم المهنة ويحسن من رسالتها النبيلة "شكلاً ،مضموناً " ،وكون مرور البلد بمرحلة انتقالية "مرحلة توازن سياسي " ، يجب علينا _ومن الآن_ الاستعداد لهذه المرحلة المواتية لصناعة غدٍ اعلامي وصحفي مشرق بالحرية والارتقاء بالمهنة الواعية وتقديم خطاب اعلامي حصيف ينهض بوعي الناس ويعزز من رغبتهم في النهوض والخروج من هذه المرحلة المعفرة بالزيف المقرف والكذب الماحق بالحقيقة وقداسة المهنة ...
افتقار

  • السلامي: لدينا قوى مترفة لا تعترف بغير ذاتها وبالتالي ساهم الترف الاعلامي التابع لها في اشاعة قيم الانحراف

 اما الكاتب رداد السلامي يقول : لا يوجد في اليمن اعلاما مترابطا ومتناسقا يؤدي وظيفة حيوية نهضوية ، ويفتقر صناع الرسالة الاعلامية بمختلف وسائلها الى الكثير من المهارات اللازمة التي يمكن من خلالها إنتاج وعيا اجتماعيا مهموم بضرورة النهوض ومرتبط في حركته وأداءه ويصب في مجرى التحولات الكبرى التي ننشدها ، كيمنيين.
الاعلام مزاجي بعضه مستقل مستغل ، وبعضه تابع لأشخاص خصصوا جل أهدافهم في سبيل تكريس منافع ذاتية وتحقيق أحلام رخيصة وتافهة جدا ، والبعض ينتج رسالة اعلامية شائهة تفتقر الى التحليل العميق والرؤية الواضحة ذات لغة مبهمة تتحدث لكنها لا تقول شيئا ، ويتغيا منتجوها تحقيق أهداف المحركون الاساسيون الذين يمدونهم لقاء ذلك ما يجعل وسائلهم الاعلامية تؤدي خدمة تكريس نفوذ قوى لاتحمل مشروعا نهضويا ولا تمثل إضاءه ملمهة في درب الاحلام النهضوية الكبرى ، ولا يتجرأ ان يقترب هؤلاء من محظورات الاداء المختل في مسلك الذين يصنعون في الارض الفساد.
قوى مترفة
وأضاف السلامي :نحن لدينا قوى مترفة لا تعترف بغير ذاتها ولا تصون غير كرامتها الذاتية وبالتالي ساهم الترف الاعلامي التابع لها في اشاعة قيم الانحراف والتحف ذووه زورا رداء الوطنية والقيم النبيلة فيما هم نبلا في خاصرة وطن ظل ينزف كرامته وثرواته وأرضه وعرضه ودينه ومنظومته الاخلاقية الحكيمة 33 عاما ، إعلاما يقدم للمواطن اليمني أماني زائفة وانجازات شكلية وهياكل قديمة وتحف اثرية صنعة في ذهنيته تاريخا من الامجاد الآفلة .
الخطاب الاعلامي المناسب اليوم يجب ان يتم تصميمه وفق القيم التي نعتنقها كشعب مسلم لا يمكن ان ينهض من خارج سياقه العقائدي والفكري والاخلاقي ، ذلك أن محفزات النهوض يجب ان تكون نابعة من صميم هذه القيم ومن صلب حيويتها الايمانية التي تنتج الامن والامان الحقيقي المتمثل بالامن الروحي الذي يؤسس في الواقع البناء المادي وينفخ فيه من حيويته ما يجعله ماكثا في الارض ونافعا للشعب ، وعلى هذا فالاعلام اهم وسائل صياغة المنظومة البنائية الداخلية في الانسان المتمثلة في تصحيح وتثبيت معتقداته وقيمه وتصوراته وأفكاره ورؤاه بحيث يكون البناء متناسقا قويا ومبدعا يسهم الاعلام في جعله اكثر تفوقا وثباتا واقتدار يشمل الجميع ولا يستثنى يتيما ذى مقربة أو مسكينا ذا متربه ، اعلام يتواصى بالحق وبالمرحمة .
اعلام مغاير
اما طالب الاعلام بجامعة صنعاء محمد الضبوعي فقد جاء برؤية مغايرة تماما عن سابقيه حيث يرى ان مستقبل الاعلام اليمني لا بد ان يكون مصاحبا لما شهدته اليمن من تغيرات لا ان يظل اعلام شخصي وتقليدي.
ويؤكد الضبوعي الى ان الاعلام الرسمي لابد ان يكون اعلام شعب ووطن لا اعلام شخص وعائلة تتسلط عليه مجاميع امنية ذات مصالح سافلة تبيع القيم الانسانية والاعلامية وتتحدث بما يملي عليها ضاربة بمصالح الشعب والوطن على الحائط وهو ما اوصل الرسالة الاعلامية اليوم الى الحضيض، مقارنة بالدول المجاورة الاخرى.
ويرى الضبوعي ان امام الاعلام اليمني الحزبي والرسمي الكثير من المهام ومتطلبات القارئ والمستمع والمشاهد اليمني وهو تلبية رغبات الجمهور بتنوع الرسالة الاعلامية واستخدام القوالب الفنية المحترفة في صياغة الرسالة الاعلامية لما يصنع لها من صدى اعلامي متميز.
ويعتقد ان تنوع الرسالة الاعلامية من اهم ما يميز الاعلام حيث يلبي رغبات الجمهور، وان هناك معايير معينة للأخبار من حيث الاهمية والضخامة والانية ونحوه.


  • الشرعبي: مستقبل الاعلام اليمني مرتبط بمدى نجاح او فشل الوضع السياسي الانتقالي

الارتقاء بالخطاب الاعلامي او الرسالة الاعلامية في اي وسيلة اعلامية كانت مقروءة او مسموعة او مشاهدة من خلال تناولها للقضايا والاحداث التي تمس الواقع المعاش والمجتمع اليمني امر مطلوب، بما ينقل للجهات الرسمية الصورة الحية للمجتمع.
ومن هنا ستصنع الرسالة الاعلامية طابعا مختلفا بعيدا عن الرسائل المشوهة والحقائق المزيفة التي اعتادت بعض الصحف الصفراء ان تتناولها.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد