ضعوا حداً لمأساة المتعاقدين، أين مستحقات الأطباء يا مديرة السبعين؟!، مستشفى السبعين يحتضر، نطالب بتسوية وضع كوادر المستشفى أسوة بكوادر المستشفيات الأخرى، أوقفوا الفساد المالي والإداري في المستشفى يا حكومة الوفاق.. بهذه المطالب بدأ موظفو مستشفى السبعين تنظيم احتجاجهم أمام بوابة المستشفى الداخلية.. ومن خلال استطلاعنا لآراء بعض الموظفين أدركنا أنما كتب على اليافطات بسيط جداً ولا يعبر بأي حال من الأحوال عن المأساة التي شاهدناها داخل أقسام المستشفى واستماعنا لتفاصيلها من المختصين.
أكثر الأوضاع مأساوية في مستشفى السبعين بصنعاء هو وضع الممرضات المتعاقدات وتأتي في المرتبة الثانية حالة إهدار المال العام من خلال صفقات استيراد أجهزة بملايين الدولارات، لكنها عاطلة في أغلب الأقسام.
وبداية استطلاعنا كانت مع ثلاث ممرضات يحملن يافطة المتعاقدين، تجمعت حولهن مجموعة من الممرضات واشترطن علينا عدم ذكر أسمائهن.
الممرضة "س" قالت إنها تعمل لمدة سبع سنوات في المستشفى نظام التعاقد وإنها عملت لمدة سنتين مجاناً في البدء وحالياً لا يتجاوز راتبها عشرة آلاف ريال.
الممرضة "ن" نبهت بأنها وعدداً كبيراً من زميلاتها يعملن بدون أجر وبدون عقود عمل وقد مضى عليهن أكثر من عامين على هذا الحال.
ممرضة ثالثة أفادت بأن إدارة المستشفى عبثت بجهود الممرضات لسنوات بدون مقابل والأدهى والأمرّ من هذا أن مديرة المستشفى الحالية عندما تعينت أخبرت الممرضات أنها لا تعترف بعقود التعاقد الموقعة من قِبل المديرة السابقة وأن عليهن أن يبدأن عقداً من الزمن في العمل التطوعي حتى تمنحهن عقود تعاقد جديدة.
ممرضة أخرى أوضحت لنا أن المديرة قامت بتثبيت ممرضتين لم يمض على تعاقدهما أكثر من عام بوساطة، مع أن هناك ممرضات يعملن منذ سبع سنوات ولم يتم تثبيتهن حتى اليوم.
الجدير بالذكر أن ممرضات مستشفى السبعين المتعاقدات يجأرن بشكوى تستحق الوقوف حيالها، ويأملن أن يجدن لحظة اهتمام إنسانية من قبل وزير الصحة في حكومة الوفاق الوطني، فقد طال انتظارهن وزادت تضحيتهن في سبيل الحصول على درجة وظيفية، وعلى الرغم من معاناة المتعاقدات، إلا أنهن يتعرضن لكافات الجزاءات والأقساط رغم شحة دخلهن وكأنهن موظفات رسميات.
ماس كهربائي:
في قسم الحضانة حدث تماس كهربائي وتسبب في حدوث اختناقات لعدد من الأطفال الموجودون في القسم، وقد مضى على الحدث قرابة ثلاثة أيام والكهرباء مازالت مقطوعة وإدارة المستشفى لم تقم بالتحقيق في الأمر ولم توليه أي اهتمام بحسب إفادة متخصصي قسم الحضانة.
جولة في الأقسام:
بصحبة عدد من الممرضات والعم محمد أحمد عطية – مشرف الحدائق- كانت جولتنا المبكية في أقسام مستشفى السبعين.. غرفة العمليات مغلقة منذ ثلاثة أيام رغم أهميتها باعتبار المستشفى هو المستشفى الوحيد المتخصص في حالات الولادة بأمانة العاصمة والمحافظة.
قسم المختبرات:
يوجد جهاز فحص دم دقيق جداً ألماني الصنع في المختبر، لا تقل قيمته عن خمسة وعشرين مليون ريال وفق تقدير أحد الإداريين هناك، أخبرتنا الطبيبة المختصة في المختبرات أن الجهاز عاطل منذ عامين برغم أهميته وحداثته، وسبب تعطل الجهاز عن العمل هو أنه يحتاج لقطعة صغيرة ربما لا يزيد ثمنها عن ألف دولار، وأكدت الطبيبة أن المرضى يجرون فحوصاتهم خارج المستشفى باستثناء الفحوصات البسيطة والتقليدية تجرى في مختبر المستشفى، وأكدت أن الجهاز في حال تشغيله سيوفر كثيراً من الجهد والمال للمرضى وللمستشفى، ناهيك عن دقة نتائج الفحوصات في الجهاز وتعدد أغراضه.
في الغرفة المجاورة يفيد طبيب المختبر أيضاً بوجود جهاز تم شراؤه بكلفة عالية وهو معطل منذ أشهر وقد تم إبلاغ الإدارة لأكثر من مرة، لكنها لم تحرك ساكناً.
وأضاف الطبيب المختص أن تعطيل الجهاز يتسبب في إتلاف المحاليل التي لا تقل كلفتها عن نصف مليون ريال.
وعن أسباب تعطيل الجهاز يفيد الطبيب المختص أن الجهاز تم شراؤه من المستشفى السعودي الألماني وهو على وشك التوقف لم يعمل في مستشفى السبعين سوى شهر واحد وتوقف وبالطبع كانت فاتورة شراء الجهاز عالية جداً، فاتورة جهاز جديد وحديث الصنع.
في أقسام مستشفى السبعين مظاهر هدر للمال العام وعبث بصحة المرضى تثير البكاء، كونها توحي بحالة هدر متعمدة لإمكانياتنا الشحيحة والمرضى يموتون بأبواب المستشفيات.. فلماذا كل هذا التبذير؟ ولمصلحة من يتم؟! نرجو من معالي وزير الصحة أن يكلف نفسه بزيارة أقسام المستشفى وسيجد ما هو أكثر مرارة مما نقول بحكم تخصصه ومهنته.
استثمار خاص برأسمال حكومي:
المطبخ الخاص بالمستشفى يقوم أحد المستثمرين بتشغيله لصالحه وشركائه وبتمويل من نفقات المستشفى الموازنة العامة.
