في اعتصامهم المفتوح جوار شرطة النجدة

أبناء وصاب: لن نغادر حتى يتم تسليم القاتل للعدالة

2012-01-31 04:04:47 استطلاع/ ماجد البكالي


بعدما أعلنت اللجنة العسكرية إخلاء المظاهر المسلحة ورفع المتارس من الحصبة، دعت المواطنين والتجار للعودة لاستئناف أعمالهم.. أفراد من قوات النجدة تقطعوا للوصابي ونهبوا أمواله وجنبيته وقتلوه أثناء عودته لمباشرة عمله في التجارة.

على خلفية مقتل المواطن/ عبد الحميد الوصابي من قبل أفراد النجدة نصب أبناء وصاب مخيمهم جوار شرطة النجدة وتوافد إليهم عدد كبير من مختلف القبائل اليمنية مُقسمين ألا يبرحوا المكان حتى يُسلم القاتل للعدالة ما لم فتصعيدهم مستمر حتى يقتصوا من القتلة وينتصروا للمظلوم .. "أخبار اليوم" زارت المخيم واطلعت على آخر المستجدات في هذا الموضوع, وهو ما نورده تفصيلاً من خلال هذا الاستطلاع.. فإلى الحصيلة:

الحقيقة
عاد المواطن/ عبد الحميد محمد حسن الوصابي والذي يعمل تاجراً إلى مكان عمله في الحصبة إثر دعوة اللجنة العسكرية لسكان وتجار الحصبة بالعودة إلى مساكنهم وأعمالهم وممارسة حياتهم، بشكل طبيعي بعد إزالة المتارس والمظاهر المسلحة من المنطقة، فكان الوصابي بين من عادوا لأعمالهم وممارسة نشاطهم.. وفي يوم الخميس بتاريخ/ 19 /1 /2012م الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهو في طريقه من محله إلى منزله الكائن جوار شرطة النجدة، تقطع له طقم من شرطة النجدة, بقيادة المدعو/ذياب مرة، وسلبوه ما بحوزته من مال وجنبية ثمينة وأثناء محاولته مقاومتهم أقدم المدعو/عبد الملك حمود المطري على قتله ـ حسب شهود عيان ووفق ما تضمنته المذكرة المرفوعة إلى النائب العام من رئيس اللجنة النقابية لتجار وبساطي الحصبة ـ.
ورغم توجيهات رئيس الحكومة إلى وزير الداخلية بضبط الجناة وتقديمهم للعدالة, وتوجيهات النائب العام لنيابة شمال الأمانة, وتوجيهات رئيس نيابة الشمال لمدير أمن العاصمة بمتابعة المتهمين ومن ثبت اشتراكهم في الواقعة، علاوة على الاعتصام الذي ينفذه أبناء وصاب وعدد من القبائل اليمنية منذ9أيام ـ لم يتم حتى الآن ضبط الجاني الحقيقي ولا أي من شركاء الجريمة.

بشاعة
وعن آراء المعتصمين في هذا المخيم والذي يضم الآلاف تحدث الشيخ/مقبل صالح البعيثي ـ من أبناء وصاب بقوله: نحن معتصمون في هذا المكان من أجل قضية عادلة، حيث أن الطريقة التي قام بها أفراد من النجدة وقتلوا الأخ/عبد الحميد الوصابي رحمه الله كانت قتلة جشعة تعكس خبث ولا إنسانية ولا أخلاق القتلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة دون مبرر سوى جشع أنفسهم وخبثهم، فبدلاً من أن يحموا المجتمع يتقطعون لأفراده ويقتلونهم, كما فعلوا مع عبد الحميد..ونحن إلى الآن رغم انتهاء المهلة التي طلبتها جهات الضبط لتسليم القاتل لم يسلم,ولكننا مع ذلك نؤكد استمرار اعتصامنا بل وتصعيده كلما تأخر تجاوب الجهات المعنية حتى يتم تسليم القاتل.

استمرار
وافقه فيما ذهب إليه الشيخ/محمد فارع الغرق رئيس اللجنة النقابية لتجار وبساطي الحصبة .. مضيفاً: إلى اليوم مرت 9أيام على بدء اعتصامات أبناء وصاب وعتمة وريمة ومنذ أول يوم تكفل مدير أمن العاصمة بتسليم القتلة وكذا حضر فضل القوسي ـ وكيل وزارة الداخلية ـ ووعد المعتصمين بتسليم القاتل للعدالة خلال 3أيام .. ولكنه إلى اليوم مرت 9أيام دون أن يتحقق وعد وكيل وزارة الداخلية ولا تعهدات مدير أمن العاصمة, مؤكداً على استمرار المعتصمين بل والمُضي في التصعيد وتوسيع الاعتصام في حال عدم تسليم القاتل خلال هذا الأسبوع ومن تستروا عليه حتى الآن؛لأن الدماء البريئة والروح الطاهرة التي تم إزهاقها ظلماً وعدواناً تستحق الانتصار لها وفق قيم الدين والإنسانية,ووفق قيم المجتمع اليمني المعروف بنصرة المظلوم.

نواب
من جانبه يؤكد المهندس/عبد الله نعمان ـ عضو مجلس النواب من أبناء وصاب ـ أنه لم يكن عضو مجلس النواب الوحيد المعتصم في هذه القضية التي يصفها بالعادلة، بل هناك 8 من أعضاء مجلس النواب من وصاب وعتمة إلى جواره، مشيراً إلى أن هؤلاء الأعضاء وزملاء آخرين لهم من محافظات عدة سيصعدون موقفهم خلال الأيام القادمة، ليس بالاعتصام فحسب بل بتجميد عضويتهم في مجلس النواب ومقاطعة جلساته حتى تتحقق مطالب المعتصمين وهي تسليم القاتل عبد الملك المطري إلى العدالة ـ حسب تأكيده, وكذا المتسترون عليه,أو من عمل على تهريبه من النجدة فهم شركاء في الجريمة ـ حسب وصفه.. موضحاً أن تعاملات وتمادي جهات الضبط في تحقيق المطلب العادل والحق للمعتصمين وعدم الإسراع في تسليم القاتل والمتسترين عليه ستكرس المفهوم والنظرة والمعاملة العنصرية والدونية التي عاناها أبناء وصاب وعتمة, وريمة خلال سنوات الماضي وستكون له مردودات سلبية في ظروف كهذه التي يمر بته الوطن.

واجب
لم يقتصر الاعتصام على أبناء وصاب، فهو يضم أبناء ريمة وعتمة والحداء، فالشيخ/حاشد عبد الله معوضة من أبناء مديرية عتمة أحد المعتصمين تحدث بقوله:نحن نعتصم هنا كون القضية التي نعتصم من أجلها قضية عادلة وتستحق أن يقف إلى جانبها وللانتصار لها كل إنسان في العالم وليس في اليمن فقط,ففي ذلك نصرة لمظلوم وتحقيق للعدل.. موضحاً أن أبناء عتمة ليسوا الوحيدين من يناصرون هذه القضية، فقد انضم للمعتصمين أبناء محافظة ريمة والحداء ومن مختلف القبائل اليمنية..مشيراً إلى أن نصرة قضية كهذه واجب ديني ووطني لأي من أبناء اليمن كان من وصاب أو من غيرها أو من أي بلد، مؤكدا استمرار أبناء عتمة في الاعتصام حتى تسليم القاتل ومن تستر عليه حتى الآن.

تنبيه
يتفق معه الشيخ/عبد الله أحمد شاكر ـ من مشايخ عتمة ـ مضيفاً: أنه رغم وعود المعنيين وانقضاء مدة بعضها لم يسلم القاتل للعدالة، واصفاً ذلك بالمماطلة والاستهانة بالرجال وبدماء الأبرياء، مخاطباً وكيل وزارة الداخلية: بأن انقضت فترة وعدكم لنا بتسليم القاتل في غضون 3أيام وإننا بعد مرور 9 أيام أعطيناكم فيها العذر والوقت ننبهكم إلى أن كل صبر وله حد وأن الاستهتار بدماء الناس لن يثني أولياء الدم وأنصار العدل والحق من التعامل مع الوضع وفق ما يرونه، إن نظاماً فذلك ما طلبناه ونمارسه وإن عشوائية ولا مبالاة فلكل وسائله ولكل حدث حديث.

ألف قتلة

فيما الأخ/عبد الكريم سعيد الجعوري ـ عضو مجلس محلي ـ يتحدث بقوله:اعتصامنا مستمر ولم يعد لدينا الآن مطلب تسليم القاتل لوحده بل ومن تستر عليه طوال ما يزيد عن أسبوع، مشيراً إلى أن ذلك مطلب عادل منبثق من الشريعة الإسلامية، مستشهداً بقول النبي عليه السلام:(لعن الله من أوى مُحدثاً),مخاطباً قائد النجدة بقوله: إن كان القاتل قد قتل عبد الحميد الوصابي قتلة واحدة فأنت قد قتلت أبناء وصاب وعتمة وريمة والحداء ألف قتلة بعدم تسليمك للقاتل كما وعدت في غضون 3أيام مضت فوقها6أيام دون تنفيذ لوعدك..فما السر؟والاستفهام للمتحدث.

ملاحظات
 أثناء نزولنا إلى مخيم الاعتصام لاحظنا وجود عدد كبير من مشايخ وأبناء مديرية عتمة والحداء ومحافظة ريمة وحضور تام لمشايخ وأعضاء مجلس النواب والمجلس المحلي في مديريتي وصاب,وعتمة ومن محافظات أخرى أيضاً، وإصرار الجميع على الاستمرار في الاعتصام والتصعيد حتى تسليم الجُناة.. وفي ذات الوقت التقينا الشهود العيان على الجريمة والذين أكدوا أنهم يتلقوا بشكل شبه يومي تهديدات بالتصفيات وباقتحام منازلهم من قبل عدد من الأشخاص سواء في قيادة النجدة أو من القاتل,محملين المسئولية عما قد يحدث لهم قيادة النجدة والجناة.. ونحن بدورنا نشير إلى أن حماية الشهود خلال هذه الفترة يجب أن يُعنى بها أيضاً مشايخ وعقال وصاب وعتمة وريمه المتواجدين في الاعتصام.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد