كيف يرى اليمنيون مستقبل وطنهم بعد عهد صالح؟

2012-01-28 04:44:09 استطلاع/ ماجد البكالي



مثل تصويت البرلمان اليمني بإجماع لعبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية- مثل نقطة فاصلة وإنهاء حقيقياً ودستورياً لعهد علي عبد الله صالح ..غادر إثره صالح اليمن..لكن المهم هو كيف يرى اليمنيون مستقبل وطنهم بعد أفول عهد نظامه ؟وهل نهاية عهد صالح تعني نهاية نظامه ؟..هذان التساؤلان وغيرهما ما ستجيب عنهما أخبار اليوم من خلال الاستطلاع التالي فإلى الحصيلة:


في البدء تحدث د.أحمد العروسي- أستاذ بكلية اللغات جامعة صنعاء بقوله:اليمن بلا شك أفضل بعد عهد علي صالح ومستقبل الوطن بعد صالح يتفاءل به جميع اليمنيين الكبير والصغير الذكر والأنثى.. متسائلاً:كيف لا يتفاءل الجميع بعد زوال رمز الفساد والإفساد,ورمز العنجهية والاستبداد والتخلف والجهل؟ ثم يجيب:ستكون حرية,وعدالة,ومساواة,وتنمية,ووحدة وطنية(وحدة قلوب,ووحدة مشاعر) بعد زوال أسباب التوترات النفسية,والوطنية,والسياسية,التي كان سببها صالح ونظامه بلا شك.
مؤكدا على أن ذهاب صالح هو الأساس في خروج الشعب من النفق المظلم؛لأن الرجل كان يصنع لنفسه قداسة ويربط كل شيء به ـ حسب وصفه ـ مؤكداً على أن باقي الأوراق ستذبل بعد أن تحقق رحيله؛لأنها أوراق مرتبطة به ,وسيساعد في تساقط باقي الأوراق ثبات الثوار في الساحات وإشرافهم على تطبيق وتنفيذ أهداف الثورة على أرض الواقع وبزوال صالح سيجد أصحاب المصالح أنفسهم مضطرين للانصياع لسيادة العدل والقانون والمساواة ولسيادة بناء الوطن ..وصحيح ستوجد عراقيل ومشاكل بهذا المكان أو ذاك وعثرات وفي النهاية الفعل الثوري وصوت الثورة أقوى وستكون له الغلبة..وبهذه المناسبة نوجه الشكر لصحيفة أخبار اليوم على موضوعيتها, فهي الصحيفة الأولى في اليمن التي تحظى بمتابعة كل أطياف المجتمع واهتمامهم وينتظرونها بشغف عند كل صباح ومثلت المنبر الأول للثورة الشعبية السلمية, فلها وطاقمها كل الشكر والتقدير.          
الوطن باق
من جانبه يرى د.سيف مكرد-رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة صنعاء- أن اليمن باقية مهما تغير رؤسائها ومن يديرونها فالوطن باق والأشخاص زائلون أو راحلون لا محالة وتلك سنة الله في خلقه,يبقى الوطن بما أنجزه هذا الرئيس أو ذاك كان الإنجاز كثيراً أم لا فهو من شواهد حقبة حكمه..مشيراً إلى أن ثمة عوائق وصعوبات أفرزتها فترة العام المنقضي علاوة على أعباء ومشاكل قديمة ,ومع ذلك فنحن متفائلون بالقادم,فتعاضد اليمنيين ووحدتهم وحكمتهم التي تحدث عنها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بلا شك سترتقي بالوطن, مؤكداً على أن اليمنيين وفي كل المحن والصعاب التي يواجهونها يؤكدون على أنهم أحن على بعضهم موحدين الهدف والدين والانتماء للوطن غير محبذين للصراعات فيما بينهم..مشيراً في هذا السياق إلى أن الصراعات المسلحة التي شهدتها اليمن خلال الماضي ستختفي؛لأن اليمنيين لا يريدون التصارع مع بعضهم والاقتتال فيما بينهم كما شهدنا وشهد العالم طوال عام صبر وحكمة اليمنيين, غير أن تلك الصراعات المسلحة التي كانت تشهدها اليمن هي بإيعاز ودعم من خارج اليمن بسبب الموقع الاستراتيجي لها ولإشرافها وتحكمها على طريق التجارة العالمية وتحديداً الطاقة, حيث يتحكم باب المندب بمرور ما يزيد عن 35%من احتياجي العالم من النفط يومياً؛لذا فإن أطرافاً إقليمية أو دولية لا يروقها وليس في مصلحتها أن تستقر اليمن وتستغل موقعها الاستراتيجي الاستغلال الأمثل بما يعود بالنفع على الوطن ككل, بل وتطمع في السيطرة على الممرات والمواقع الهامة..فتدعم وتمون جماعات معينة أعمتهم البصيرة والبصر لتثير الصراعات المسلحة هنا وهناك وبما يتواءم وتحقيق أهدافها.
ويستطرد بقوله:إن اليمن بلا شك ستشهد خلال الأعوام القادمة نهضة تنموية غير مسبوقة بعزيمة أبنائها وتكاتفهم في الداخل والخارج وأن قضايا البطالة والفقر ستحظى باهتمام الحكومة وسيشهد الواقع اليمني تغيراً ملموساً يتناسب ورغبة اليمنيين في تغيير واقعهم.             
ملامح
أما الأخ/عبد العزيز الحيلة فيرى أن مستقبل ما بعد عهد صالح لم يتشكل بعد ..فمؤشرات الواقع سياسية أو اقتصادية أو غيرها تجعل من الصعب الحكم بما يمكن أن تكون عليه اليمن بعد عهد صالح أفضل أم لا؟ وأن ملامح المستقبل ستكشف عنها قادم الأيام والشهور,موضحاً أن ثمة أمور لاسيما السياسية تعكر التنبؤ والتقييم كما تعكر صفو حياة اليمنيين ,وهي:الحوثيون,والقاعدة,والحراك الجنوبي, معرفة حقيقة تلك الأوراق ومصيرها ستحدد وتسهم بلا شك في تحديد ملامح المستقبل اليمني..علاوة على الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الوطن بشكل دائم وتضاعفت خلال العام الماضي.
ويردف بقوله:ومع ذلك فنحن متفائلون بأن مستقبل اليمن سيكون أفضل من العهد السابق وستشهد بلادنا تطوراً وازدهاراً وتنمية غير مسبوقة أن اختفت الأوراق المسلحة تحديداً.
أفضل
ويرى المهندس/معروف المحجر أن اليمن بعد عهد علي صالح تدخل عهداً جديداً سيكون هذا العهد كما أراده ويريده الشعب الذي انتفض على الظلم والجهل والعشوائية..لذا فإننا نراه عهداً سيكون حافلاً بالخير والعدالة الاجتماعية,والمساواة وغيرها من الأهداف التي نشدها اليمنيون وطالبوا بها وضحوا من اجلها وإنشاء الله يتحقق للوطن ما أراده أبناءه,وذلك وعد من الله لعباده وصدق تعالى حيث يقول:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..فاليمنيون غيروا ما بأنفسهم من الذل والانكسار والخوف مطالبين بحياة الكرامة والعزة منتفضين على واقعهم السابق وبذلك يكونون قد غيروا ما بأنفسهم من تأليه وتبجيل الفرد والأسرة,فتحقق لهم ما أرادوا وهو رحيل رأس النظام وإنهاء عهد صالح,وإغلاق باب توريث الحُكم , وبعدها ستأتي مطالب الشعب وما أراده اليمنيون تباعاً بعون الله وتوفيقه.
مرهون بالأداء
أما د.عبد الوهاب محرم فيؤكد بأن اليمن باقية وأن مستقبلها مرهون بأداء أبنائها ..موضحاً أن من موجبات المرحلة القادمة وفي سبيل مستقبل مزدهر لليمن.. هي تضافر جهود جميع أبناء اليمن والعمل بجدية وصدق وأمانة وفق معيار الوطن ومن اجله,ولا يكون المرجعية في أداء الموظف العام الانتماء السياسي,وإنما الانتماء للوطن والمسئولية الذاتية والوطنية..وأن تعمل الحكومة الانتقالية بروح الفريق الواحد وتتفرغ للتنمية لا أن تنشغل بالمماحكة فيما بينهم,فمستقبل الوطن تنطق به الأفعال لا الأقوال والشعارات وذلك ما يجب أن يتنبه إليه الجميع ويعمل الكل على محاربة الفساد وإزالة سلبيات الماضي.
نهوض
ويرى الأستاذ/حسن الغرباني أن اليمن مستقبلاً بحاجة إلى الجهود الحقيقية والمخلصة من أبناءه لاسيما السياسيين والمعنيين بإدارة البلاد, موضحاً بأن اليمنيين أولي حكمة ورحمة حسب وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهم أيضاً ووطنهم أرض الأمان والخير والاستقرار.. مذكراً بقوله عليه الصلاة والسلام:(إذا كثرت الفتن فعليكم بأهل اليمن), متوقعاً أن اليمن بعد عهد علي عبد الله صالح ستشهد تنمية واستقراراً ونهوضاً ومستقبلاً مزدهر في مختلف المجالات,وذلك بحاجة فقط إلى عمل بإخلاص وصدق وهو ما يبدوا أن اليمنيين جميعاً يتجهون نحوه بالأفعال لا الأقوال.                

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد