بئر أحمد.. زراعة متدهورة.. وشباب بلا عمل

2011-12-18 04:14:37 لم تعد سلة غداء عدن..


كانت بئر احمد بالنسبة إلى عدن شريان حياة ، فقد اعتادت نساء عدن حين ينهين عملهن المنزلي القول :( جهزت الرز والصانونة و.. و.. وماء من بير احمد وصلى الله وبارك ).. وهناك الكثير في بئر أحمد يمكن رصده أيضاً، ففي بئر احمد يقيم قصر مشيخة العقارب والذي بني قبل 400سنة وفيها صيدلية وحيدة ووحدة صحية بدون سيارة إسعاف للحالات الطارئة، ويوجد فيها ملعب كرة قدم ترابي صغير.. لكن لايوجد في بئر أحمد مركزاً للشرطة.
استطلاع : أمل عياش
دقائق قليلة فقط تفصل بئر أحمد عن مدينة عدن التي طالما امتلات موائدها بأنواع الخضار، فهي "سلة غداء عدن"، هكذا عرفت بئر احمد التي رغم قصر المسافة إليها لكنها بعيدة عن التنمية، فقد ظلت في الظلام إلى أواخر العام 2009، حيث بدأت أعمدة الكهرباء تغزو المنطقة.
بسرعة 50 كم في الساعة اجتزنا منطقة الشعب التي تبعد عن بئر احمد بمسافة 6 كيلو متر فقط لننعطف بالسيارة قليلاً إلى اليمن عبر طريق ترابي باتجاه القرية .. بيوت بسيطة وزقاق ضيقة وقرية يعمها الهدوء.
وصلنا بئر أحمد وكان في استقبالنا الأخ/ فضل محمد علي - شيخ حارة الوليد، وبعدها نزلنا في منزل الشاعر منصور معروف وبدأنا في الحديث عن هموم بئر أحمد فأخبرنا الأخ/ فضل عن فكرة تأسيس جمعية الأخوة التي يرأسها والتي جاءت بعد أن قدمت جمعية الفردوس مواداً غذائية للقرية بقدر محدود لم يفِ بالعدد الكامل للمحتاجين ومن هنا جاءت المبادرة بتأسيس جمعية الأخوة الخيرية.
وأضاف شيخ الحارة قائلاً: "الإرادة الإلهية فوق كل شيء والجمعية أتت في وقتها والتي من خلالها نحاول أن نبني منطقة جديرة بالحياة المستقرة .. لقد أدخلت الكهرباء قبل سنتين فقط ، والشباب هنا لايعملون وأغلبهم يجد الفرصة في العمل في البناء والبعض في دوائر حكومية خارج منطقة بئر أحمد ، وتوجد لدينا مدرسة ابتدائية موحدة والثانوية خارج المنطقة في مدينة الشعب التي تبعد مسافة ستة كيلو متر تقريباَ ".
يتابع شيخ الحارة: " كانت إدارة مصافي عدن قبل أكثر من عام ونصف تقدم الدعم بالمواصلات للطالبات والطلاب الآن توقف هذا الدعم ، وفي حقيقة الأمر إن العد التنازلي للحياة في بئر أحمد بدأ منذُ مايقرب من عشرين سنة تقريباَ، فقبل الوحدة في 1990 ارتبطت الحياة في بئر أحمد بالزراعة وبعد أن تم إعادة أراضي الدولة إلى مالكيها، لم يتمكن الأبناء والأحفاد من الاستفادة من الأرض وزراعتها نتيجة الخلافات فيما بينهم، فتدهورت الحياة هنا وأصبحت الأرض خالية من أي ملامح للحياة.
توسع في البناء
رغم وصف شيخ الحارة للمنطقة كمكان طارد للإقامة والتطور، إلا أن البناء والتوسع يبدو واضحاً هنا في بئر أحمد، لكن فضل شيخ الحارة يبرر ذلك ويقول:" إن ذلك بسبب ان الأراضي والبيوت رخيصة هنا في بئر احمد في الوقت الذي ارتفع ثمنها في المديريات الأخرى ومنها مدينة الشعب القريبة لنا، مما جعل من تلك المناطق الغالية السكن والأرض مناطق طاردة للسكان إلى بئر أحمد رغم ظروفها المعروفة".
يشير الشيخ فضل إلى أهمية الاعتناء بالزراعة وحل الخلافات إن أمكن بين الورثة المالكين للأرض لتعود بئر احمد سلة غداء عدن كما كانت.. فقد عرفت بئر أحمد بإنتاج عدد من المحاصيل الزراعية أهمها الحبحب والبامية والتمور والرمان والقطن والزيتون ( الجوافة) والفجل والبصل والكراث والتمباك وغيرها."
بعيدة عن التنمية
يصل عدد سكان بئر أحمد حوالي ثمانية آلاف نسمة.. حسب التوقعات، وتظل أهم المشاكل التي تعانيها بئر أحمد هي المواصلات، إذ يضطر الساكن فيها إلى الانتقال إلى مدينة الشعب أو الركوب مباشرة من بئر أحمد إلى منطقة الشيخ عثمان بـ 150 ريالاً والعودة بنفس المبلغ في ظل التدهور في الدخل.
وفي بئر احمد حيث يقيم قصر مشيخة العقارب والذي بني قبل 400سنة وهو أهم معالمها توجد صيدلية وحيدة إأشئت قبل ستة أشهرمن العام الجاري فقط ، وفيها أيضاً وحدة صحية متواضعة ولا يتوفر في الوحدة سيارة اسعاف للحالات الطارئة، ويوجد فيها ملعب كرة قدم صغير وشعبي ويقام فيه أحياناً دوري المناطق المجاورة.. لكن لايوجد في بئر أحمد مركز للشرطة.
يقول الشاعر منصور معروف الذي استقبلنا في منزله في بئر أحمد: " بئر أحمد تمد جميع المديريات في عدن بالحياة فهي معروفة بغزارة مياهها، لكنها بعيدة عن التنمية رغم قربها من مدينة عدن".
ويضيف منصور: " توجد عدد من الأراضي الزراعية اليوم تم شراؤها من أصحابها إلى جانب الأراضي البور التي تركت من قبل أهلها واضطر الاهالي بعد ذلك بيعها لعدد من كبار رجال الأعمال منها ما يبلغ مساحتها بـ 60 فداناً أو أكثر، ولهذا نحن نطالب من الجهات الممولة بعمل خطة لتنمية مستدامة .
معاناة مستمرة
يقول الشاب الخضر يسلم 25عاماً: "أعمل على باب الله وأعيش على راتب الوالد المتقاعد ولولا التراحم بين الجيران لأصبحنا في وضع لا يحسد عليه ، وعددنا تسعة إخوة من غير وظائف ،انأ أعمل أحيانا في البناء وأحياناً بلا عمل، ولا توجد معنا أي إمكانيات متوفرة لعمل مشروع صغير نريد دعم لكي نعمل" .
أما رمزي عبد القادر حسين 38سنة يقول: "الأسر الموجودة هنا أسر زراعية معتمدة على مهنة الزراعة، إلا أن الأراضي اصبحث بور نبتت فيها أشجار " السيسبان" ،حتى مهنة الرعي للحيوانات لم تعد قائمة اليوم مقارنة بالماضي، نطالب بالدعم الحيوي من الدولة والمستثمرين والمنظمات الدولية الداعمة".
ويقول يسلم علي الشيخ75سنة: "لدي تسعة أولاد شباب ومصدر عيشي على الله سبحانه وتعالى ، لايوجد معنا حتى الطحين وإن تحصلنا على الغداء لا نجد العشاء والمواصلات متعبة ولجلب المواد الغذائية ندفع نفس قيمتها بسبب المواصلات والتنقلات .
بئر احمد متنزه عدن
يقول الدكتور/ عبد الغني 70سنة :" كانت منطقة بئر أحمد تاريخياً متنزهاً لمدينة عدن وكان فيها مسابح "للأطفال وحدائق غناء ، وكان الكثير من خضار عدن يأتي من بئر أحمد، استمر هذا الوضع حتى فترة وجيزة بعد الاستقلال ، عندما توقف الإنتاج الزراعي وانحصرت الزراعة في إنتاج القصب ، ومما زاد في التأثير عدم انتظام مرور مياه الوادي الكبير وبالتالي جفاف الملاقف - السدود الصغيرة - مما أدى أيضاً إلى ردم الآبار ، حالياَ الشباب يعملون في البناء في المنشآت القريبة المحيطة في المنطقة ."
عناوين فرعية
- قبل الوحدة اليمنية في 1990 ارتبطت الحياة في بئر أحمد بالزراعة وبعد أن تم إعادة أراضي الدولة إلى مالكيها، لم يتمكن الأبناء والأحفاد من الاستفادة من الأرض في الزراعة نتيجة الخلافات فيما بينهم فتدهورت الحياة "وأصبحت الأرض خالية من أي ملامح للحياة

- كانت إدارة مصافي عدن قبل أكثر من عام ونصف تقدم الدعم بالمواصلات للطالبات والطلاب الآن توقف هذا الدعم

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد