جامعة تعز.. فساد.. وإضراب.. واعتداءات.. ومستقبل على كف عفريت! (2-2)

2011-09-07 16:09:36 تحقيق – بسام غبر


عام حافل بالعديد من الأحداث داخل أروقة جامعة تعز، وبالتأكيد خارجها، عام شهد توقف للدراسة الجامعية، وإضرابات، وحتى اقتحامات للقاعات الدراسية، واعتداءات على رموز أكاديمية وأساتذة جامعيين.
كثر ممن التقيناهم في هذا التحقيق يرجعون أسباب هذه الأحداث المستعرة إلى تراكمات فساد إداري ومالي وتعليمي التهم الجامعة، وهدد مسيرتها ومستقبل منتسبيها من طلبة وأكاديميين وموظفين.
التحقيق التالي يحاول بقدر الاستطاعة وضع الأيادي على مكامن الخلل، وإيراد بعض الحلول المقتضبة مع الوعد بإستيفاء طرح الحلول والمعالجات المطلوبة لمشكلة جامعة تعز الحالية حفظاً لمستقبل الطلبة وبالتالي مستقبل الوطن فإلى الحصيلة:ـ


مسئولية الأكاديميين
الدكتورة/ سارة الحمادي ـ أستاذ منهج اللغة العربية وطرق تدريسها بكلية التربية ـ تقول عن الإضراب: الإضراب سلسلة أو مجموعة من المراحل كانت المرحلة الأولى قبل ثورة الشباب وبعضها كانت متزامنة..فحقيقة الإضراب أن هناك بعض المطالب التي طالبت بها النقابة كجهة شرعية وحقوقية...بعض هذه المطالب كانت مشروعة.. ووصلنا في لقاء موسع بين أعضاء النقابة وبين اعضاء الهيئة العمومية للنقابة وبين قيادات الجامعة ممثلة بالدكتور الصوفي رئيس الجامعة فوصلنا الى نقطة التقاء ان هناك حوار مازال مستمر بين قطبي قيادة الجامعة (نقابة أعضاء هيئة التدريس وقيادات الجامعة) وتم التوقيع على بعض الجوانب التي تم الاتفاق عليها على أن يعلق الإضراب لفترة..ما حصل بعد ذلك أن الإضراب ربط بثورة الشباب بحيث كنا على الاقل بعض هيئة التدريس يرفضون الإضراب وهم كثيرون ويشعرون أن الاضراب ضرر على الطالب وبالتالي يفترض أن نستشعر مسؤوليتنا، كوننا أستاذة وأكاديميين في هذه المؤسسة فنقوم بواجبنا التدريسي إزاء الطالب وتبقى مبادرة قيادة الجامعة وترحيب بالجامعة أن يرفع الإضراب تدريجياً.
وتضيف الدكتورة الحمادي: لا يصح منطقيًا أن نربط إضراب أعضاء هيئة التدريس بثورة الشباب، فكان الإضراب أولاً للمطالب..فانا من وجهة نظري الشخصية أتوقع لم يكن هناك حدود فاصلة بين موقفي كمساند للثورة وبين موقفي كعضو هيئة تدريس بحيث أؤدي واجبي ودوري في الجامعة ومن ثم يمارس أي دور آخر...كما لا أستطيع أن أتحدث بلسان الآخرين فوجهة نظري الشخصية أني أعتب فيها حقيقة أنه مادام في استجابة للمطالب كان لابد أن يستمر التدريس.

مظاهر الفساد الجامعي
وعن الفساد قالت: طبيعي..إذا قلنا أنه لا يوجد فساد بالجامعة فنحن ( نغطي عين الشمس بغربال) الفساد موجود وللأسف الشديد إحنا نقول هذا الكلام والجامعة مؤسسة من مؤسسات المجتمع اليمني...فيها فساد مالي وإداري وشواهده كثيرة وعديدة...فلن نقف امام حصرها ورصدها فمثلا تأخر بعض المستحقات المالية وهذا ما يشاهد في إطار الساعات الزائدة لبعض الفنيين وبعض المتعاقدين و...هنا الاستحقاقات قد يتم صرفها مرتين في السنة...كذلك المستحقات المالية للأعمال الإدارية التي يقوم بها الإداريون طبعاً الإداريين الصغار، أما الإداريون الكبار فكل واحد قادر على أن يخرج حقه..هذه مظاهر بارزة جدًا وواضحة وأيضا لا يوجد هناك التنسيق بين إدارات الجامعة لإجراء المعاملات، كذلك عدم التزام الموظفين بوظائفهم وعدم تواجدهم بمكاتبهم..وهذا كذلك عدم الرقابة من قبل الإدارات التي تساعد على هذا التسيب.

غياب تطبيق القوانين
الدكتور/ عادل الزعيتري ـ أستاذ المحاسبة المساعد بكلية العلوم الإدارية يقول: بصراحة نحن نعاني من غياب حلقة كبيرة وهامة في سلسلة العمل المؤسسي بمفهومه الصحيح، حيث نجد أن هناك بعض القرارات والآليات والإجراءات التي يتم تطبيقها في كليات معينة لا تستند إلى لوائح تحددها وتنص عليها وأحياناً تكون مخالفة للقوانين واللوائح السائدة التي يفترض تطبيقها وبخلاف ما هو معمول به في كليات أخرى، بمعنى أن هناك نوعاً من الارتجالية التي تتخلل بعض قرارات وآليات وإجراءات العمل.
أما بالنسبة للتسيب الوظيفي للإداريين في الجامعة فأعتقد أنه يرجع إلى عدة أسباب منها على سبيل المثال التمييز على مستوى الإدارات التي تندرج ضمن الهيكل التنظيمي للجامعة وكذا على مستوى الأفراد في كل إدارة أو قسم، وغياب تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وعدم وجود نظام سليم وواضح وعادل للحوافز والمكافآت، وكذا عدم تطبيق قوانين العمل والقرارات الإدارية بشكل سليم وبوجه خاص تلك التي تعنى بالحقوق والمزايا المتعلقة بالعاملين أسوة بالجامعات اليمنية الأخرى بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي لليمن بشكل عام والذي ينعكس أثره على هيكل الأجور وما يتعرض له العامل أو الموظف إزاء ذلك من الشعور بضغوط الحياة المعيشية والذي ينعكس بدوره على الأداء وعلى الرضى والالتزام الوظيفي، مما يؤدي في الأخير إلى إهمال الموظفين لأعمالهم وانخفاض مستوى الأداء وانتشار اللامبالاة وارتفاع معدلات التغيب على مدار العام وإعاقة سير العمل وبالتالي فقد فرص تحسين الأداء ورفع كفاءته، بل وتدهور مستواه من فترة إلى أخرى.

تدخلات بالجملة وغياب الاستقلالية
ويضيف الدكتور/ الزعيتري في معرض رده على أن الجامعة تسير من خارج أسوارها: ندرك أنه لا يخفى على أحد ينتمي إلى هذا الصرح العلمي الشامخ بأن الجامعات اليمنية ومنها جامعة تعز لا تتمتع باستقلالية تامة أو شبه تامة أو على الأقل نصف تامة إذا صح القول، حيث تخضع الجامعات لعدة ضغوط تمثل في ضغوط الحزب الحاكم وزارة المالية ووزارة التعلم العالي والأجهزة الأمنية التي تبسط يدها في كل مرافق الدولة بشكل واضح للعيان، وأخيراً انضم إلى مجموعة الضغط الجيش ممثلاً بالحرس الجمهوري والدليل المادي الحي على ذلك ما سبق وأن حدث خلال الفترة السابقة من انتهاك أفراد الحرس الجمهوري للحرم الجامعي باقتحامهم لها مرتكبين بذلك جريمة من أبشع الجرائم في حق الجامعة بكل مكوناته البشرية والمادية والمعنوية وهو ما يعد إساءة ليس فقط إلى رمز الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد الصوفي وإنما لكل عضو من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وكل موظف فيها، والذي يعد بدوره إساءة للعلم وللوطن بحد ذاته.

عسكرة الحياة الجامعية
ويواصل: بالإضافة إلى ذلك حادثة الاعتداء -الموثقة بالفيديو والمنشورة في المواقع الإلكترونية من قبل رجال الأمن التابعين لكلية الآداب على طالبات الكلية، وقيام رجال الأمن كذلك بالسماح لعناصر نسائية خارجية لا تمت للجامعة بصلة بالدخول إلى الحرم الجامعي للكلية وتوجيه الشتائم والألفاظ غير اللائقة لبعض أعضاء هيئة التدريس. وكذا قيام رجال الأمن ذات مرة عند بوابة الجامعة بحبيل سلمان بتفتيش أعضاء هيئة التدريس بطريقة مهينة. ومع ذلك لم نر أو نسمع عن قيام إدارة الجامعة باتخاذ الإجراءات القانونية إزاء تلك الحوادث والانتهاكات للحرم الجامعي، وهو ما يعكس عسكرة الحياة الجامعية، كما يعكس موقف إدارة الجامعة السلبي تجاه المشكلات التي يحدثها رجال الأمن داخل الجامعة وهو ما يعد مؤشراً خطيراً لتدهور أوضاع الجامعة والذي ينعكس بدوره على العملية التعليمية، ومن هنا يمكنك أن تلاحظ حجم الضغوط التي تواجهه الجامعة وتستنتج المشاركين الحقيقيون في إدارتها. 

العمل الحزبي في الجامعة

ويصف الدكتور/ الزعيتري اتهامات النقابة بالحزبية أو أنها مسيسة بأنها مدعاة للضحك!! وإلقاء التهم على كل من لا يقف في صف ذوي المصالح الشخصية أو السياسية من أسهل الأمور، حيث يضيف: المتابع لتاريخ العمل النقابي في الجامعة يدرك أن العمل النقابي لم يخلع ثوب الحزبية ويرتدى ثوب استقلال العمل النقابي ويبرز بمفهومه الصحيح إلا في الفترة الأخيرة التي تولدت فيها نقابة مستقلة سياسياً وحزبياً ولا ترهن إرادتها لأحد، ولا تفرط في حقوق أعضائها وتعمل على استردادها بكافة الطرق المشروعة، واضعة التعليم ومصلحة الطلبة وحماية المهنة وتعزيز الحريات الأكاديمية على رأس اهتماماتها باذلة في ذلك كافة جهودها للسعي نحو تحقيق المزيد من التقدم والرقي وتحسين أداء العملية التعليمية ورفع كفاءته وذلك من خلال تبني مفهوم الشراكة في الإدارة، إلا أنه يبدو أن قيادة الجامعة ترفض أن تتكيف مع هذا المفهوم، ولو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن قيادة الجامعة هي من كرست العمل السياسي والحزبي داخل هذا الصرح العلمي في حين وقفت النقابة موقف الرافض بشكل قاطع في وجه هذه الممارسات الحزبية وأسوق لك بعض الأدلة على ذلك:
- قامت إدارة الجامعة بمنح قاعة 22 مايو التابعة لكلية العلوم الإدارية للحزب الحاكم لتنظيم وإقامة احتفالية للقطاع النسائي للحزب وتم حينها الإساءة إلى إحدى المدرسات في كلية الطب من قبل بعض النساء المشاركات في الاحتفالية النسائية للحزب الحاكم.
- قامت قيادة الجامعة بإقفال بعض الكليات بعد اقتحام قاعات المحاضرات من قبل بعض قيادات الكليات وعلى وجه الخصوص عمادة كلية العلوم الإدارية وإخلاء القاعات من الطلبة والمدرسين وتوقيف الدراسة، وتهديد الطلبة وحشدهم جبراً إلى احتفالية أقامها الحزب الحاكم بملعب الشهداء في ما تم تسميته بيوم الاستحقاق الديمقراطي والذي كان من المقرر أن يأتي فيه رئيس الجمهورية لإلقاء كلمة حينها، وأنا أحد الذين تم اقتحام قاعات محاضراتهم من قبل عمادة الكلية بغرض إخراج الطلبة وحشدهم لملعب الشهداء، وذلك كله على مرأى ومسمع أعضاء هيئة التدريس والموظفين.
ويختم الدكتور الزعيتري حديثه بالقول: من خلال هذين المشهدين أترك لك استنتاج من هي الجهة التي تسعى نحو ممارسة السياسة والحزبية داخل إطار الحرم الجامعي.

لوبي الفساد
من جانبها تصف الدكتورة/ الفت الدبعي ـ عضو الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ـ طبيعة العمل في الجامعة قائلةً: عندما عدنا من بلاد الغربة ونحن نحمل شهادة الدكتوراه،كنا نعتقد أننا سنبدأ بالتفرغ للأداء العلمي والأكاديمي داخل الجامعة، ولكننا تفاجأنا بأننا انقلبنا إلى مجموعة من المشارعين داخل مؤسسة الجامعة، فالدكتور منا يحتاج إلى سبعة أشهر أقل شيء حتى يكمل إجراءات تسوية وضعه،وكل يوم يظل (رائح جائ) إلى الأمانة العامة داخل الجامعة ليمر من موظف إلى موظف، وتعرقل له معاملة هنا وتضيع له أخرى في مكان آخر، وإذا حالفك الحظ برئيس جامعة فاضل كالدكتور محمد الصوفي الذي يتصف بحرصه على تسهيل معاملات أعضاء هيئة التدريس، فيوجه لك على ورقة بإنهاء إجراءاتك أو بتوجيه معين، نجد أن هذه القرارات تتعرقل على يد لوبي الفساد الإداري، الذي يرمي بتوجيهات رئيس الجامعة عرض الحائط،والغريب أن ذلك يتم دون أن تطال يد التغير مثل هؤلاء من مناصبهم.
وتضيف: بل الأسوأ من ذلك هو أن تدار الجامعة من خارجها،وكأنها جهة تابعة للأجهزة الأمنية وليست جهة مستقلة في قراراتها وإجراءاتها، وهنا نتحدث عن قرارات التعينات التي تخالف القانون والتمريرات التي تأتي بضغوط من الجهة الفلانية والجهة العلانية،حتى وصل الأمر إلى اعتداء جهات أمنية معينة على رئيس الجامعة لأنها لم تكن راضية عن قرار اتخذه مجلس الجامعة بإجماع حاضريه ولما رأوه من مصلحة عامة.

خيار اللجوء للقضاء
وعن المشكلة القائمة بين نقابة أعضاء هيئة التدريس وقيادة الجامعة لخصها المسئول الإعلامي والثقافي للنقابة الدكتور محمد عبد العزيز بقوله: المشكلة تكمن في الفراغ الذي خلفه غياب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد عبدالله الصوفي المعتكف في منزله احتجاجاً على الاعتداء المعروف على الحرم الجامعي ومجلس الجامعة وعدم وجود قيادة بديلة قادرة على حل المشاكل الروتينية ما بالك بإدارة دفة الجامعة بذلك الوضع الاستثنائي، وأقول هذا الكلام لأن رئيس الجامعة كان قد توصل مع النقابة إلى اتفاق واضح ومحدد تضمن القليل من مطالب أعضاء هيئة التدريس مراعاة من النقابة لهذا الظرف وهي مطالب ليس فيها جديد فلم نطلب زيادة مرتبات ولا علاوات، ولا مكافئات، ولا إضافات ولا امتيازات، وكل ما طلبناه مجرد أمور روتينية جارية سارية منذ سنوات كالتأمين الصحي الذي لا يحتاج سوى تجديد العقد السابق، وما تبقى من البنود التي تضمنها الاتفاق فإنها تتعلق باحترام القانون والالتزام به في توظيف وتعيين وتثبيت أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وإلغاء القرارات الإدارية السابقة التي صدرت خلافاً للقانون والمتعلقة (بالعمداء ونوابهم ورؤساء الأقسام) واستبدالهم بمن تتوافر فيهم الشروط القانونية وكل هذه أمور إدارية لا تحتاج أكثر من جرة قلم، ولكني أعتقد أن هذه المطالب السهلة المتعلقة باحترام القانون واللوائح هي بيت القصيد وهي أصعب الأمور وأثقلها في نظر المعني بتنفيذها والأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.
وفيما يتعلق برؤيته للحل أفاد الدكتور عبد العزيز أن الكرة في ملعب قيادة الجامعة وهم معنيون دون غيرهم باحترام الاتفاق وتنفيذه ما لم فلدينا خيار آخر مضاف إلى الإضراب وهو اللجوء إلى القضاء الذي سيأمر فوراً بالتنفيذ بمجرد الاطلاع على محضر الاتفاق ودون الحاجة إلى أي إجراءات.. ومن منطلق حرصي على مصلحة الجامعة ومن منظوري الشخصي أؤكد بأن عودة رئيس الجامعة الدكتور/ محمد عبدالله الصوفي أصبحت ضرورة ملحة للجامعة وقد قمنا بالتنسيق والتحرك مع البعض الفاعلين من الزملاء أعضاء التدريس لإقناعه بالعودة إلى عمله.

غياب العدالة

س. م. موظفة بإحدى الكليات تقول: الفساد متفشٍ بشكل كبير بالجامعة وخاصة الفساد المالي، فمثل المستحقات المالية تعتبر هي كل ما يهم الموظف بعد عناء العمل..حيث يظل الموظف ينتظر أي مكافأة قد تغطي النقص الذي يمثله راتب الموظف داخل الجامعة ولكن هذا الموظف البسيط الذي لا يملك أي وساطة يفاجأ عند رؤيته كشوفات الاستحقاق لدى أمين الصندوق فيجد في قائمة الكشوفات عمداء ونواب ومدراء الإدارات قد أحتلوا الصدارة بالمبالغ الكبيرة بينما هو إن وجد اسمه في هذه الكشوفات فيكون مبلغ ضئيل جداً لا يفي حتى بالمواصلات اليومية، كذلك الترقيات الوظيفية نجد من يصبح مدير مالي بين يوم وليلة وهو غير قادر حتى على عمل كشف استحقاق بينما الخبرات وأصحاب الكفاءات تحارب بكل الوسائل فمثلا موظف ذو كفاءة عالية يظل 9-10سنوات وأحياناً تزيد يكون في وظيفة مختص ولا حياة لمن تنادي ويأتي آخر فقط لأنه لديه وساطة تكفيه لترقيته مره واحدة من مراسل إلى مدير إدارة وهكذا حال الترقيات.. كما أن هناك بعض المدراء الذين يتعاونون في حافظة الدوام مع موظفين في الشهر الواحد لا يحضرون إلا خمسة أيام أو أقل وبعض الموظفين الملتزمين بالعمل يتم محاربتهم عند أي تأخير ولو بعذر.

إدارة الجامعة لوجستياً
الدكتورة/ ندى أحمد سيف ـ أستاذ الطب البشري المساعد ـ تقول: جامعة تعز تعيش حالة فوضى وفساد غير عادي و(هوشلية) بكل المقاييس فمثلا إذا أردت منصب إداري عليك أن تتنازل عن العديد من القيم وأولها المصداقية... فساد أداري مثل عدم التوصيف الأكاديمي السليم حيث تشعر أن الجامعة تدار لوجستيا وفق أراء حزبية وسياسية ووساطة وغير ذلك، والدليل على ذلك الملفات الموجودة بحوزة الدكاترة..وهناك أناس إلى الآن يدرسوا في الخارج ولم يعودوا وهناك أدلة والسبب أنهم منحوا منحاً دون متابعة أو رقابة...والمشاهد عديد جدا لا يتسع المقام لذكرها..هناك كذلك فساد أخلاقي بشع جداً.. فهنا البعض مكون كتل (عصابات ) لمخالفهم الرأي للقيام بالاعتداء عليه بالضرب والألفاظ البذيئة وقد أعتدي علي شخصيا قبل فترة وهناك العديد من الذين شهدوا على اعتدائي.

(كلفتة) الطلاب
وتتابع الدكتورة ندى: طبعاً أجبرونا أن ندرس وإلا سيرفعون تقارير وقالوا يستبدلوا أساتذة يدرسوا بدلا عنا وهم غير متخصصين بالموضوع ويقولوا لنا (كلفتوا الطلاب ) أهم شيء خلصوا قبل رمضان يالله وأنا قلت بدل ما يتكلفتوا على غيري مش تخصصهم يتكلفتوا على يدي أحسن وأنا صاحبة تخصص..طبعا مع وجود الإغراء للطلاب بأن يختبروا بس وسينزلون لهم اختبار السنة الماضية وينجحوا وهكذا اقتنع بعض الطلبة.. بينما الفساد المالي فحدث ولا حرج عندنا في كلية الطب أني باقول على كلية الطب بس وقيس كم معك كليات وإدارات فعندنا هنا يقبل أقل شيء 100 طالب نفقة خاصة طيب أين تذهب هذه الأموال ولا توجد احتياجات اساسية للتعليم في الكلية مثل الشرائح للمعامل...نقول لهم نريد كذا يقولوا ( لا توجد أمكانيات ) طيب أين الأموال؟ وهذا السؤال ممكن تجاوب عليه قيادة الجامعة..أيضاً عدم وجود مشرحة التي تعتبر حاجة أساسية لطلبة الطب..وهم يأخذون الطلاب وينزلونهم عدن فقط يشاهدون الجثث ويرجعون فقط ويفرحون أصلاً الدكاترة الذين ينزلون معهم أنهم يحصلون على ميزانية مخصصة للفندق والتغذية وغيرها.
وتؤكد: الأخطاء واضحة والفساد واضح لكن يتم التجاوز عنه ولا يهمهم مصلحة طالب ولا وطن والجامعة احتمال تدار من خارج أسوارها وذلك بسبب قرارات التعيين والتوظيف لبعض الدكاترة والمدراء كلها وساطة وعملية محسوبية دون كفاءة وخبرة ولا قدرة...خليها على الله..حسبنا الله ونعم والوكيل.

الضحايا..

قد لا نتلمس جوانب المشكلة كاملةً إذا اكتفينا بأخذ آراء الأكاديميين والقياديين في الجامعة والنقابة، ولذلك كنا حريصين على أن يكون للطالب رأي في هذه المعضلة، كيف لا وهو الضحية المحصور في قلب الرحى، ولا أحد غيره يكتوي نيران التوقف الدراسي في جامعة تعز وغيا من الجامعات اليمنية، في ظل انتهاكات الحقوق الواسع النطاق الذي تشهده جامعة تعز، حقوق المدرس.. والأكاديمي.. والإداري.. وبكل تأكيد الطالب.. الذي يرتبط ضياع حقه بضياع مستقبل الوطن ككل.

الإضراب نتيجة للفساد

علي عبدالله احمد - طالب بالمستوى الرابع بقسم التسويق يقول: الإضراب الذي حصل بجامعة تعز هو أصلاً نتيجة ما هو موجود بالجامعة من فساد مالي وأداري وكذلك فساد تدريسي وعدم الاستقرار السياسي وثورة الشباب أتت فاتحة وانفراج للطلاب بأن يستغلوا الإضراب لهم هذا من جميع النواحي بالجامعة من الفساد المعروف، فمثلاً الفساد المالي معروف ويشيب له الولدان ولا يخفى على أحد.. أما الفساد الإداري يتلخص بعدم وجود قاعات متخصصة وعدم التوصيف الأكاديمي السليم فالدكتور في الإدارة يدرس تسويق وجودة ويدرس علوم حاسوب وممكن يدرس (جمباز ) لو في فلوس..يعني مقاولين... والإضراب أتى على الطالب حقيقة خاصة نحن مستوى رابع، لكن هذه هي ضريبة الحرية وقول الحق.

السياسة في الجامعة
ويضيف علي: طبعاً ومن المشاكل أن الأمن السياسي هو الذي يحكم الجامعة خصوصاً أن بعض الدكاترة عسكريون وهم موظفون هناك وهذا بسبب أنهم يخافون من طلبة الجامعة لأنهم يعتبرون ذروة الثقافة والتفكير. وهذا بحد ذاته سياسة..والذي يقول لا نسيس التعليم نرد عليه إذا كان اتحاد الطلاب حزبي وعليه إملاءات حزبية وتمشي سياسيا وقبل سنتين حصلت حرب شعواء ومعركة ضخمة بالجامعة بسبب أن طلاباً يريدون تعليق تهنئة بعيد 22 مايو والباقين رافضين قلبوها سياسة...هؤلاء يدعون النزاهة وهم يمارسون السياسة والتزييف...وهم يريدون سياسة كما يريدون هم ووفق مقاسهم فقط.. وعلى الهجوم الذي تعرض له رئيس الجامعة قال: الهجوم اللي حصل لرئيس الجامعة هو اعتداء سافل على الجامعة وعلى الأساتذة والطلبة وكل من ينتمي إلى هذا الحرم الجامعي من قبل حمقاء الحرس الجمهوري...فهذه صفعة على الجميع..هذه اعتداءات ممنهجة وهمجية تطبق على أبناء تعز.. في الأخير أتمنى أن الإضراب ينتهي..لأن مؤسسة التعليم لابد أن يتنصل الفساد من بينها...لأن هي مخرجات للحياة..فأنا حقيقةً أرى جامعة تعز على ما هو حالها أنها إما أن تخرج طالباً يقبل الظلم ويكون خائفاً طول عمره وإما طالباً آخر يتخرج منها متوحشاً طول حياته ويكون ظالماً لغيره..

تعليم على البركة

الطالبة ح. هـ. في كلية الطب تقول: نحن في كلية الطب ندرس طباً حبراً على ورق ما ادري كيف ندرس وكيف نتعلم؟! أين التطبيق وأين الأدوات المخصصة للتعليم ما أدري أين؟! كذلك مع احترامي الشديد لبعض الأستاذة يدرسوا في غير تخصصاتهم ولا نفقه منهم شيء كل الأمور على البركة على الله.. وبالله..المهم أن الفساد متفش جدا وظواهره عديدة جدا ولا ندري ما السبب وما الأمر..رغم وجود ميزانية كبيرة للجامعة من خزينة الدولة ومن التعليم الموازي والنفقة الخاصة...طبعا امتحنونا دون أن درس شيء وجاوابوا لنا دروس على البركة ويمشونا سريع...حقيقةً من يدعي أنه يهم مصلحة الطالب كلام في كلام، يهمه فقط نفسه وجيبه ولا يهمه علم ولا هم يحزنون، ولا حتى وطن لا تصدقوا مصلحة الوطن تحتاج إلى علم،و إلى أمانة إلى مصداقية..لا يوجد معنا احتياجات أساسية للتطبيق فكيف نتعلم إذاً ونخدم وطننا الحبيب؟! هذه رسالة إلى من يدعون الوطنية ـ طبعاً وطنية مزيفة...

من أجل المستقبل

كما وعدنا بأننا حاولنا بقدر المتاح أن نستكشف عوامل المعضلات والتدهور الذي تفوح رائحته من أروقة ودهاليز صرح علمي شامخ بحجم جامعة تعز، وحاولنا التنقيب عن أسباب المشاكل من جميع الفئات التي تنتمي للجامعة لمعرفة التدهور الذي يعوق مسيرتها، وإن كنا لم نضع الحلول الناجعة لتلك المشكلات من منطلق واجبنا الصحفي ورسالتنا الإعلامية، إلا أننا نعد بالقيام بذلك قريباً، ويبقى الأمر مناطاً بكل مسئول وكل معني في جامعة تعز لإخراج الصرح التعليمي الكبير من ضآلته وإعادته إلى طريق الصواب من أجل مستقبل الأجيال اليمنية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد