"أخبار اليوم" ترصد حالة الغليان التي تشهدها المحافظة منذ شهر..

"عدن" بين فكي المطالب السلمية وإيقاف الحياة اليومية ولهيب الوظائف يلسع ظهر السلطة

2011-03-16 16:00:58 أخبار اليوم/ رصد الوقائع ـ مكتب عدن


كتبنا ودعينا وصرخنا وناشدنا وحللنا وحاورنا واستطلعنا الآراء وكتبنا التقارير الإخبارية، مارسنا كافة الفنون الصحفية التي تلقيناها في مقاعد الدرس بكلية الإعلام، لعل يكون صدى الجهد الذي بذلناه خلال الفترة الماضية والحالية لدى الساسة في بلادنا ما نعنيه في كتاباتنا إيجابياً من أجل انتشال الوضع العام في اليمن.. إلا أن تلك الرسائل لم تجد أذاناً صاغية وذهبت جميعا أدراج الرياح وغابت الحكمة اليمانية عن الأغلبية الحاكمة حتى صارت الأوضاع في يمننا الحبيب لا تسر الخاطر.
 فقد كانت ثورة تونس وتليها مصر وليبيا وأخيراً في بلادنا "اليمن" التي دعا لها الشباب من أجل التغيير والعيش بكرامة بعد أن شعروا بضياع مستقبلهم.. كانت نقطة تحول في الثورات العربية التي عرفت خلال القرن الماضي وخرج جميع الشباب الطواقين للتغيير والحرية يطالبون بصوت واحد "سقوط النظام"، وبالمقابل أطلت الحكومة علينا بـ"حلول ترقيعية"، "لا تسمن ولا تغني من جوع"، تذكرنا المثل القائل: "لا ينفع حسوك الحمار في أسفل العقبة"، "عزكم الله" هذا هو حال النظام في بلادنا، لم يقم بإصلاحات جذرية خلال مدة حكمه، بل كان يهرب كلما طلب منه ذلك، حتى لا يقال عنه "ضعيف" ويرضخ لمطالب المعارضة، وإن أضطر فإنه يقدم على أنصاف الحلول المؤقتة التي تنتهي بانتهاء الحدث، حتى كانت النتيجة وضع مأسأوي كارثي تعيشه اليمن.
"أخبار اليوم" تضع بين يديك عزيزي القارئ ما يحدث في اليمن ولك الحكم أولاً وأخيراً.
ثورة "16" فبراير
شباب التغيير في مديرية المنصورة الذين أطلقوا على ثورتهم ثورة "16" فبراير والتي تدخل اليوم الشهر الثاني منذ انطلاقها بعد أن سبقهم زملائهم في ساحات الحرية محافظة تعز والتغيير بالجامعة صنعاء وكان هدف الجميع هو إسقاط النظام.. شباب ثورة "16" فبراير والتي كانت بدايتها مجموعة من الشباب لا يتجاوز أعمارهم "25" سنة انطلقوا بصورة عفوية ليلتقي الجميع في ساحة الرويشان معبرين عن آرائهم بصورة سلمية إلا أن الأمن كان لهم بالمرصاد وأطلق عليهم القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي وسقط في حينها شهيدان من الشباب وعدد من الجرحى وتواصلت تلك الاحتجاجات وأعمال العنف لتشمل مديريات المعلا وصيرة والشيخ عثمان وخور مكسر لتسجل أيضاً مزيداً من القتلى والمصابين، في حين كانت أسوأ أعمال عنف شهدتها مديرية المعلا كانت مساء الجمعة "18" فبراير، فقد استخدمت الأجهزة الأمنية كافة الآليات العسكرية لقمع المتظاهرين وأخذت تجوب الشارع الرئيسي ذهاباً وإياباً وتطلق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية طالت كثيراً من منازل المواطنين وأثارت الفزع بين ساكني الشارع الرئيسي وتسببت الأعيرة النارية إلى إصابة العديد من أبناء المديرية وكذا استشهاد الشاب هائل "17" عاماً وكذا استشهاد المهندس/ سالم باشطح ـ نائب مدير عام مؤسسة الكهرباء ومدير المنطقة الأولى في منزله عند ما جاءته رصاصة طائشة واستشهد في الحال واستشهد أيضاً في اليوم ذاته الشاب مقبل أحمد محمد الكازمي في مديرية خور مكسر التي رفضت أسرته حتى اللحظة الوساطات منذ بعض الشخصيات بدفع لهم مبلغ ستة ملايين ريال كدية ابنهم، بل طالبت الأسرة بمحاسبة مدير أمن عدن السابق وقائد الأمن المركزي بالمحافظة.
استخدام العنف المفرط من قبل الأجهزة الأمنية في عدن دفع بالمتظاهرين الغاضبين إلى استخدام ردود فعل عفوية، منها إحراق شرطة الشيخ عثمان والمجلس المحلي بالمديرية وكذا شرطة دار سعد واللجوء إلى قطع الطرقات بالحجارة وإحراق الإطارات
ثورة الوظائف
كعادتها السلطة تلجأ بين الحين والآخر إلى وضع الحلول الترقيعية في كل أزمة دون أن تكون هناك دراسة أو خطة بشأن تلك الحلول، بل قامت بين ليلة وضحاها تعلن بأن هناك ثمانية آلاف وظيفة لأبناء محافظة عدن في حين كان يعتمد لها سنوياً 350 ـ 400 وظيفة، الأمر الذي دفع بخريجي الجامعات التهافت إلى مديرياتهم ليجدوا أسمائهم في كشوفات التوظيف، محملين المجالس المحلية مسؤولية توظيفهم وفق قيد العمل في الخدمة المدنية.. ولكن تلك الوعود سرعان ما تلاشت بإعلان مجلس الوزراء تخصيص "25%" من الوظائف لكل محافظة هنا شعر المتقدمون بالصدمة وخرج الشباب بتظاهرات احتجاجية شملت مديريات المحافظة الثمان، مطالبين سلطتهم المحلية الإيفاء بوعودها وفق تعليمات نائب رئيس الجمهورية..
حيث قام الشباب خلال تظاهراتهم بقطع الطرق في مديريات المعلا والتواهي والمنصورة ودار سعد التي شهدت الأخيرة أسوأ أعمال عنف سقط على إثرها ثلاثة شهداء حتى اليوم وإصابة "18" آخرين جميعهم من طالبي التوظيف وظلت المديرية محاصرة برجال الأمن وملاحقة الشباب من شارع إلى آخر.. حينها أعلن المجلس المحلي في دار سعد تقديم استقالاتهم الجماعية احتجاجاً على قيام الأجهزة الأمنية بقمع المتظاهرين وكذا اعتداء الأمن على أمين عام المديرية عبدالمنعم العبد.
* استقالات محلي عدن:
الأحداث التي شهدتها عدن جعلت أعضاء المجالس المحلية في مديريات المحافظة يعلقون عضوياتهم والبعض الآخر استقال، خاصة في مديرية دار سعد والشيخ عثمان وخور مكسر، مطالبين بمحاسبة القيادات الأمنية في المحافظة إلا أن ذلك لم يحدث حتى اللحظة وظلت مطالبهم حبراً على ورق.
* غياب دور المستشفيات الحكومية:
ظل القطاع الصحي في محافظة عدن إزاء الأحداث اليومية التي تشهدها عدن غائباً تماماً، قلما يستقبل المصابين والجرحى في عدن وأصبح كل مصاب بطلق ناري يلجأ إلى المستشفيات الخاصة، فيما المستشفيات الحكومية لجأ أطباؤها وموظفيها إلى الإضرابات العامة والمطالبة بحقوق شخصية، متناسين مهامهم الإنسانية، فهل يستطيع محافظنا الجديد أحمد القعطبي أن ينتشل الوضع الصحي في المحافظة، الذي لا يسر لا صديق ولا عدو.
* نداء لشبابنا:
حقاً نقول لكافة الشباب في محافظة عدن إننا معكم في مطالبكم وتظاهراتكم السلمية وضد القمع الذي يمارس ضدكم بكافة أشكاله، ولكن لنا نداء وعتاب أن تحذوا حذوا زملائكم في صنعاء وتعز وبقية المحافظات وأن تجعلوا اعتصامكم سلمياً وعدم اللجوء إلى التخريب أو قطع الطرقات كون كل ذلك يعد ملككم أولاً وملك جميع أبناء المحافظة، فعليكم فتح الطرقات ولا تجعلوا من عنجهية وهمجية خصومكم مبرراً لقمعكم.
وحقاً يا شباب الفيسبوك لقد توحدت مطالبكم وأسقطتم الرهان ورفضتم الأعلام التشطيرية وأعلنتم شعاركم الواحد.. نعم "لإسقاط النظام"، فهل تتوحدون وتقولون لا لقطع الشوارع والتخريب، إننا نأمل ذلك كما عهدناكم.



المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد