من أحمد إلى طارق ومن النادي إلى المديرية حين تقتل البطانة حلم القادة !!
نرفض المساس بأمن المملكة.. لكن هل تخدم سياستها استقرار اليمن
2025-02-09 02:49:45

تركز مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مجهوداتها الرئيسية على تعبئة المجتمع وتجنيده عسكريًا وتأطيره أيديولوجيًا، لخدمة مشروعها وحروبها المستقبلية، استنساخًا للتجربة الإيرانية.
زعيم الميليشيا أفصح عن تدريب أكثر من مليون من الموظفين والمواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وقال في أحد خطاباته الأسبوعية، يوليو الماضي، إن عدد من تم تدريبهم في برامج وأنشطة التعبئة العامة بلغ أكثر من مليون و18 ألف متدرب، متحدثًا عن ما وصفه بالجهوزية العسكرية الكبيرة تتجاوز القوات النظامية.
يتناول هذا التحقيق الخاص بمنصة "ديفانس لاين" طبيعة ومراحل واتجاهات أنشطة التعبئة الحوثية، وأبرز القيادات المشرفة على برامج الاستدراج والتأطير، عسكريًا وأيديولوجيًا.
منذ الأيام الأولى لاجتياحها العاصمة صنعاء، أعلنت المليشيا الحوثية حالة التعبئة العامة لحروب طويلة.
وبعد أقل من شهرين على إشهار المليشيا "الإعلان الدستوري" الذي عطّل عمل الدستور اليمني، أصدرت اللجنة الثورية العليا الحوثية، 21 مارس 2015، قرارات بشأن إعلان حالة التعبئة العامة، وبرّرتها بهدف التصدي لمواجهة وصفته بـ"الأعمال الإجرامية الموجهة ضد الوطن ومواطنيه".
لكن المليشيا وجدت فرصتها بعد أحداث السابع من أكتوبر، لتعلن عن تعبئة شعبية شاملة لإعداد مقاتلين تحت لافتة نصرة فلسطين وغزة، وافتتحت المعسكرات والمراكز التدريبية للدفع بالمواطنين في برامج ودورات فكرية وقتالية، ترغيبًا وترهيبًا.
وشكّلت المليشيا لجنة عليا مركزية للتعبئة والتحشيد، وعينت لها فروعًا في الهيئات والمؤسسات وفي المحافظات والمناطق، وفي مختلف القطاعات والفئات، وسخّرت لها أموالًا هائلة بهدف تجييش المجتمع لتأطيره وإبقائه في حالة حرب واستنفار تحت عناوين مواجهة "العدوان" ومناصرة الفلسطينيين.
ولأهمية التعبئة لدى المليشيا، فقد أعاد زعيمها هيكلة "المجلس التنفيذي"، المسؤول عن إدارة وتنظيم الهيئات والواجهات العامة "الحكومة الداخلية" وتركيز عمل المجلس في دمج المجتمع في مشروع المليشيا.
ومنحت المليشيا المسؤولين عن التعبئة مركزيًا وفي القطاعات والهيئات والمحافظات والمناطق صلاحيات ونفوذ واسع، ليكون أولئك الأشخاص "المشرفين"، وهم غالبًا مقربون من زعيم المليشيا وممثلون له ومندوبون عنه، هم المسؤولون الفعليون وأصحاب السلطة والقرار، عسكريًا وأمنيًا وإداريًا وتنظيميًا.
هذا التجنيد للمقاتلين لا تنطبق عليه أغراض التعبئة العامة المنصوص عليها في الدستور اليمني وقانون "الاحتياط العام"، مع الإشارة إلى أن السلطة الشرعية لم تعلن حالة التعبئة (الكلية/ الجزئية) منذ سقوط صنعاء بيد التمرد الحوثي.
لكن التعبئة الحوثية تتشابه مع قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" في إيران، التي بدأ تشكيلها بأمر من الخميني عام 79 لحماية الثورة الإسلامية ونظامها السياسي، قبل أن يتم توجيهها للمشاركة في الحرب الإيرانية مع العراق، ضمن استراتيجية حربية إيرانية تقوم على الكثافة البشرية والقتال بمليشيات غير نظامية. استخدمت إيران هذه القوة لمهمة اقتحام حقول الألغام لتمهيد الطريق للقوات النظامية.
أعلن الخميني آنذاك عزمه إنشاء جيش شعبي من 20 مليون مقاتل، فقد تم دمج هذه القوة التي تضم حوالى عشرة ملايين، ضمن هياكل الحرس الثوري، ويتم استخدامها كشرطة شعبية لإخضاع المجتمع وقمع أي حركات معارضة لنظام الثورة.
مراحل واتجاهات التعبئة
عملية التعبئة العامة الحوثية اختارت لها شعار "طوفان الأقصى" لـ"معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي تتم على مستويات ومراحل:
المستوى الأول: هو التلقين الأيديولوجي، يتم من خلاله استقطاب فئات المجتمع مع التركيز على الأطفال والشباب، إلى المراكز والأنشطة الصيفية والبرامج الثقافية الفكرية، وهي غالبًا مغلقة، وإخضاعهم لتلقين مكثف عبر مناهج ومواد طائفية، تشمل محاضرات زعيم المليشيا ومطبوعات مؤسسها "ملازم السيد"، بهدف تهيئتهم فكريًا وعقائديًا واحتواء أدمغتهم وإقناعهم بمشروع وفكرة الحوثية، وتعريفهم بأساسيات "العمل الجهادي".
يجري الاستقطاب عبر المساجد والمدارس والجامعات والدوائر الحكومية ومراكز ومكاتب التعبئة في المناطق والمؤسسات، يشرف عليها أشخاص ذوو ثقة يتولون ترشيح المشاركين. وهذه الدورات تتم على 9 مراحل على الأقل.
المستوى الثاني: التدريب العسكري. ويتم على أربع مراحل على الأقل:
الأولى: الدورات العسكرية المفتوحة، وفيها يتم تلقين المستهدفين مناهج أكثر عمقًا، ومواد نظرية أساسية في الجوانب العسكرية والأمنية "الجهادية"، وبرامج تنشيطية أولية والمهارات البدنية وتمرينات لياقة.
المرحلة الثانية، هي التدريب العملي الأولي على الرماية، استخدام السلاح الخفيف والمتوسط، الكلاشنكوف والرشاش، وقاذفات الآر بي جي. يتم نقل المتدربين إلى مراكز وميادين للتدريب.
المرحلة الثالثة، فهي الدورات القتالية التخصصية، ينتدب لها عناصر مختارة من الموثوقين المخلصين للمسيرة، الراغبين في الالتحاق بالخدمة العسكرية كقوات احتياط لديهم استعداد للقتال والعمل في قوات التعبئة.
المتخرجون من تلك الدورات يتم تشكيلهم في ألوية وكتائب لكل محافظة أو قطاع، وتوزيعهم على ثلاثة أقسام:
توجيه بعضهم لرفد الأذرع "الجهادية" والقوات الاحتياطية المركزية، ولتعزيز القوة البشرية للوحدات والتشكيلات العسكرية والأمنية، عبر دوائر التعبئة في وزارتي الدفاع والداخلية، بعد تعبئة استمارات تجنيد وتوقيعات المشرفين وتقديم ضمانة، والبعض يتم تسكينهم في كشوفات "قوات التعبئة" وتوزيعهم على المحافظات والمناطق والمربعات، كقوة عاملة، وتسليحهم بكلاشنكوف وتعتمد لهم رواتب أو حوافز شهرية منتظمة.
القسم الآخر، (قوة احتياطية) تعتمد لهم حوافز دورية أو موسمية، ويتم تكليفهم بتأمين وتنظيم الفعالية والأنشطة التي تقيمها المليشيا. تصرف لبعضهم سلاح خفيف.
القسم الثالث (قوة شعبية/ متطوعين) لا تصرف لهم رواتب ولا حوافز ولا سلاح، يُدرجون ضمن كشوفات التعبئة.
عملية التجنيد والاستقطاب تشمل أيضًا النساء من خلال الأنشطة الفكرية التي تشرف عليها "الهيئة النسائية المركزية" وما يعرف بـ"الزينبيات" الذراع الأمني النسائي للجماعة.
المشرفون على أنشطة التعبئة والاستدراج
اختارت المليشيا الحوثية عبدالرحيم قاسم الحمران، رئيسًا لـ"اللجنة المركزية للحشد والتعبئة" المعنية بالتجنيد والتلقين. وهو معين رئيسًا لجامعة صعدة، وأحد العناصر النشطة في الجانب الثقافي والفكري، شارك في تأسيس المليشيا ورافق مؤسسها، وتربطه بعائلة الحوثي علاقة مصاهرة.
ينوبه شقيقه، قاسم الحمران، المسؤول عن ملف التعبئة بشأن غزة، وهو رئيس ما يسمى "برنامج الصمود الوطني" وقائد قوات "ألوية الدعم والإسناد".
وقد عين قاسم ابنه زيد مسؤول التعبئة في الجانب الرسمي، وابنه الآخر مسؤول مالي للتعبئة. كما عيّن إحدى قريباته مسؤولة التعبئة في القطاع النسوي.
تضم اللجنة المركزية للتعبئة أحمد العرامي، المعين رئيسًا لجامعة البيضاء، وصالح الخولاني، المعين وكيل وزارة الأوقاف الحوثية، وعبدالحميد الغياثي، وعلي مهابه.
ويشارك القيادي حسين حسن محمد الحمران في الإشراف على مراكز الحشد والدورات الأيديولوجية.
كما تولى أيمن إسماعيل محمد أحمد الحيمي، مسؤولية القيادة والسيطرة للحشد. وهو كان أحد أعضاء ما عرف بـ"خلية صنعاء الإرهابية" الحوثية التي جرى محاكمتهم خلال عامي 2006 و2007 بتهمة تشكيل عصابة مسلحة واستهداف الشخصيات والآليات العسكرية وسلسلة من التفجيرات.
ويتم تعريف القيادي أحمد حيّان (أبو أمين) في إعلام المليشيا كـ "مدير مكتب التعبئة العامة" في المجلس التنفيذي، وعلي قاسم المتميز، كمسؤول للدائرة الاجتماعية، ومحمد مانع، كمسؤول للدائرة الثقافية بالتعبئة العامة.
كما عيّنت المليشيا أحد الموثوقين والمقربين مسؤولًا لمهام التوجيه والتعبئة الجهادية في "المكتب الجهادي" الذي يعتبر "مكتب القائد الأعلى" ويمثل القيادة والسيطرة التنفيذية المسؤولة عن تسيير العمل العسكري والأمني.
وفي وزارة الدفاع الحوثية، عيّنت المليشيا ناصر مبخوت هادي اللكومي، مسؤولًا لدائرة التعبئة العامة والحشد، وهو من صعدة برتبة لواء.
ويعتبر المسؤول عن إدارة وتمويلات عمليات الحشد والتجنيد، وعن "قوات التعبئة العامة" مركزيًا، وفروعها في المحافظات.
ينوبه كميل أبو منصر، ويعاونه تنفيذيًا محمد عبدالكريم المتوكل.
في وزارة الداخلية الحوثية
يشرف على الحشد والتجنيد علي سالم صالح الصيفي، وهو من ساقين صعدة وبرتبة لواء، معين منذ مطلع 2018 في منصب وكيل وزارة الداخلية لقطاع الموارد البشرية والمالية، وبرتبة لواء.
عيّنته المليشيا في هياكل وزارة الداخلية أواخر عام 2016، برقم عسكري ورتبة ضابط، تم ترقيته عام 2017 ضمن كشف 146 شخصًا إلى رتبة عقيد. يلعب دورًا رئيسيًا في ملف الحشد والتجنيد في الجانب الأمني، ولديه نفوذ كمسؤول عن التدفقات المالية واللوجستية، وشارك في تسكين اللجان الحوثية في هياكل الداخلية.
ويعاونه عدنان قاسم قفلة، المعين مديرًا للقوى البشرية بالوزارة برتبة عميد. وهو من صعدة وعمل خلال السنوات الماضية كقنصل في ممثلية الحوثية بطهران.
في الوزارات الحوثية يشرف على أنشطة التعبئة تنفيذيًا بدر أحمد محمد المؤذن، وهو من صعدة، معين نائبًا لرئيس دائرة الدفاع والأمن برئاسة مجلس الوزراء.
ويلعب حسن عبدالله الصعدي، وهو من صعدة، معين وزيرًا للتربية والتعليم والبحث العلمي، دورًا رئيسيًا في أنشطة التعبئة في الجامعات والمعاهد والمدارس. فيما يتولى إدارة الأنشطة والمراكز الصيفية لدى الشباب عبدالحكيم عبدالله الضحياني (من صعدة) وعبدالله الرازحي، المعينان وكلاء بوزارة الشباب والرياضة، ومحمد إسماعيل الحيمي، المعين مديرًا للمراكز الصيفية بالوزارة.
وتنضوي تحت عباءة اللجنة العليا للتعبئة والحشد، اللجنة المركزية للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، التي يرأسها محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس حكومة مليشيا الحوثي.
ومجلس التلاحم الشعبي القبلي برئاسة ضيف الله يحيى رسام، من صعدة.
والهيئة العامة لشؤون القبائل برئاسة الشيخ عبدالغني رسام.
على مستوى المحافظات أوكلت المليشيا مسؤولية التعبئة في العاصمة صنعاء إلى خالد يحيى محمد المداني، المعين وكيل أول أمانة العاصمة برتبة عميد، وفي محافظة صنعاء لفايز الحنمي، وفي عمران سجّاد حمزة، وهو الاسم الجهادي لمحمد علي سجاد، من صعدة برتبة عميد.
وفي صعدة: عبدالله المنبهي، وتم تعريف علي أحمد الظاهري "أبو زيد الظاهري" كمسؤول قوات التعبئة في صعدة.
وفي حجة: علي المؤيدي.
وفي ذمار: أحمد حسين الضوراني، ومسؤول التدريب والتأهيل بذمار أبو زيد الخطري.
ويتولى مسؤولية التعبئة في الحديدة أحمد البشري، المعين وكيل أول المحافظة، وفي المديريات الجنوبية بالحديدة عبدالعزيز الشرقعي، كليهما من صعدة.
وفي المحويت: إسماعيل عبدالملك يحيى شرف الدين.
وفي ريمة: محمد النهاري.
وفي البيضاء: أحمد الريامي.
وفي إب: عبدالفتاح غلاب، يعاونه عبدالله الوائلي.
وفي الجوف: جار الله شمّاء.
وفي الضالع: أحمد ثابت المرّاني، من صعدة برتبة عميد.
وفي تعز: محمد الخليدي.
وفي مأرب: العميد بدر المجش.
يخسر اليمن سنويا ملايين الدولارات بسبب تجارة غير قانونية للأحجار الكريمة والمعادن النادرة، تديرها شبكات تهريب منظمة تضم رجال أعمال وقيادات قبلية وسياسية تتحرك خارج سلطة القانون، مستفيدة من ضعف مؤسسات الدولة بفعل الحر مشاهدة المزيد
▪ لواء المغاوير .. مسيرة تضحيات وبطولات خالدة. ▪ بشائر النصر تلوح.. والحوثي صفحة سوداء إلى زوال. ▪ الوضع الميداني اليوم أكثر استقرارًا وصمودًا. ▪ سبتمبر هوية وهواء يتنفسه المقاتلون. ▪ التنسيق العسكري في محور مران جسد واح مشاهدة المزيد