حذرت دراسة حديثة نشرتها مجلة التراث الثقافي من أن ارتفاع منسوب مياه البحر قد يشكل خطرًا مباشرًا على 15 تمثالًا من تماثيل "مواي" الشهيرة في موقع "أهو تونغاريكي" بجزيرة الفصح (المعروفة أيضًا باسم جزيرة القيامة)، أحد أبرز مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.

وأشار نوا باوا، المؤلف الرئيسي للدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة هاواي، إلى أن التهديد لم يعد افتراضيًا، قائلاً: "ارتفاع مستوى سطح البحر أمر حقيقي، وليس تهديدًا بعيدًا".

اعتمد فريق الباحثين على بناء نسخة رقمية عالية الدقة للساحل الشرقي للجزيرة، وأجروا نماذج حاسوبية لمحاكاة تأثير الأمواج المستقبلية وفق سيناريوهات مختلفة لارتفاع منسوب البحر. وأظهرت النتائج أن الأمواج قد تصل إلى منصة "أهو تونغاريكي" بحلول عام 2080، ما قد يعرّض التماثيل والموقع بأكمله لخطر الغمر.

ويُعد "أهو تونغاريكي" أكبر منصة احتفالية في الجزيرة، ووجهة رئيسية لعشرات الآلاف من الزوار سنويًا، فضلًا عن كونه جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية لشعب "رابا نوي". ويضم الموقع 15 تمثالًا شاهقًا من أصل نحو 900 تمثال "مواي" شيدها السكان الأصليون بين القرنين العاشر والسادس عشر تكريمًا لأسلافهم وزعمائهم.

وتأتي هذه المخاطر في وقت تتزايد فيه التهديدات على مواقع التراث الثقافي عالميًا. إذ كشف تقرير صادر عن اليونسكو الشهر الماضي أن نحو 50 موقعًا مدرجًا على قائمة التراث العالمي معرض لخطر الفيضانات الساحلية، مع تأكيد المنظمة أن "تغير المناخ يمثل التهديد الأكبر للمواقع التراثية البحرية".

وتطرح الدراسة عدة خيارات للحماية، بدءًا من تدعيم السواحل وبناء حواجز أمواج، وصولًا إلى نقل بعض المعالم المهددة. ويأمل الباحثون أن تدفع هذه النتائج إلى تحرك عاجل، حيث يقول باوا: "من الأفضل أن نكون استباقيين بدلًا من انتظار وقوع أضرار لا يمكن إصلاحها".