مليشيا الحوثي تعيد تشكيل دائرة الحماية الخاصة لزعيمها وتدرس خيارات "الزعيم البديل"

2025-06-21 02:53:47 أخبار اليوم/ ديفانس لاين

    

قالت مصادر أمنية واستخبارية لـ "ديفانس لاين" إن مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في شمال اليمن، شدّدت القيود الأمنية حول زعيمها وأقاربه وكبار القادة، وأحاطت نشاطهم وأماكنهم بإجراءات مُعقدة وفرضت احترازات حول قنوات الوصول والاتصال الداخلية، مع تضخم مخاوف المليشيا من التعرض لضربات أو اختراق استخباري وتقني.

وبحسب المصادر الوثيقة فأن مليشيا الحوثي تتعامل بجدية مع التهديدات الاسرائيلية باستهداف زعيم المليشيا وكبار قادتها، وتخشى من ضربات مثل التي يتعرض لها رموز النظام في إيران، وتلك التي تعرض لها حزب الله في جنوب لنان سابقا.

يختبئ زعيم المليشيا الحوثية في ملاذات تحت الأرض شديدة التحصين، واعتاد مخاطبة أنصاره عبر الشاشات منذ آخر ظهور جماهيري له مطلع 2015، فيما يستمر اختفاء القادة المقربين منه وكبار قادة المليشيا منذ بداية موجة الضربات الأمريكية الأخيرة منتصف مارس الماضي.

ومنذ بداية انخراطها في مهاجمة خطوط الملاحة البحرية الدولية، عادت المليشيا للانغلاق داخل أوعيتها التنظيمية والتمركز في ملاذاتها الحيوية، واتّسعت المخاوف التي تعصف بالمليشيا مع بدء الهجمات الأمريكية والبريطانية التي استهدفت قدرات الحوثية منذ يناير 2024.

لكن تلك المخاوف تزايدت أكثر مع الحملة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على حزب الله، ذراع إيران في جنوب لبنان، وتصفية زعيم الحزب وكبار قادته، وما تلا ذلك من ضربات طالت جماعات المحور الإيراني في سوريا والعراق، قبل أن يبلغ الخوف داخل المليشيا ذروته مع تحليق مُقاتلات إسرائيلية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وقصف قدراتها وتركيز أجهزة وتقنيات الاستخبارات والمراقبة الاسرائيلية على المليشيا.

وقبل أيام، وللمرة الأولى، هددت إسرائيل باستهداف زعيم مليشيا الحوثي وقياداتها في حال استمرت المليشيا بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيّار إلى إسرائيل.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، توعد عبدالملك الحوثي بمصير زعيم حزب الله. وقال: "كما فعلنا مع حسن نصر الله في بيروت، سنطارد ونغتال عبد الملك الحوثي في اليمن".

تفيد مصادر ومعلومات "ديفانس لاين" أن قيادة المليشيا طرحت موضوع القائد المستقبلي للمليشيا، ووضعت خيارات انتخاب "القائد البديل" لنقاش جاد، مع تصاعد المخاوف والتهديدات.

ويحتكر عبدالملك الحوثي السلطة والقرار باعتباره القائد الأوحد وفق عقيدة وتركيبة المليشيا، ويتحكم أبناء عائلته والعوائل المقربة بأهم مفاصل القيادة تنظيميا وعسكريا وأمنيا وإداريا داخل هياكل المليشيا.

فيما يحظى أبناء "الأسر الهاشمية" في صعدة بأفضلية وامتيازات واسعة، على سائر العوائل التي تحمل ألقابا هاشمية في مختلف المناطق التي تأتي في المستوى الثاني والثالث في التركيبة القيادية.

النقاشات حول مستقبل قائد المليشيا بدأت منذ مطلع العام الماضي، مع عدم وجود آليات منظمة لتصعيد بديل لعبدالملك الذي تجذّرت رمزيته وأضفت له المليشيا أنماطا مختلفة من الولاء والتقديس.

وقد كانت مصادر مطلعة كشفت لـ " ديفانس لاين" في وقت سابق عن إجراء قيادة المليشيا نقاشات داخلية ومباحثات عالية المستوى حول ضرورة اختيار "القائد البديل" الذي يمكن تنصيبه في حال تعرض زعيمها لاستهداف.

الحماية الخاصة لعبدالملك الحوثي

يحوط عبدالملك الحوثي نفسه بدائرة أمنية ضيقة، محصورة على أبناء العائلة، ويختار بنفسه المسؤولين عن حراسته الشخصية وحماية أفراد أسرته، ويعتمد بدرجة رئيسية على أخوته، خصوصا أشقائه من الأم الأب، ثم من يثق فيهم من مُقرّبيه، وفي النسق الثاني يأتي أبناء العمومة وأصهار العائلة، ثم شبكة الأقارب من الطبقة السلالية والمذهبية التي تحظى بثقة زعيم المليشيا.

تلك المهام الحسّاسة يشارك فيها ضباط وعناصر أُرسلوا للتدريب في إيران وعواصم أخرى. ويتم انتقاء أفراد الحماية الأمنية بعناية شديدة، اعتمادا على القرابة العائلية والولاء العقائدي. يتم إخضاع المُنتخبين لها لدورات أمنية وأيدلوجية مكثفة، وبرامج تدريبية شاقة.

وقد تم تطوير هذا النظام الدقيق تحت نظر قادة الحرس الثوري وخبراء ومستشارين إيرانيين وعرب، ويخضع لإشراف ما يسمى "جهاز أمن الثورة" الذي يديره جعفر محمد أحمد المرهبي، من رازح صعدة، واسمه الحركي (أبو جعفر)، وهو أحد عناصر الظل الفاعلة في الجهاز الأمني والاستخباري للمليشيا.

إلى جانب جهاز "الأمن الوقائي الجهادي" وهو الجهاز الأمني والاستخباري الخاص للمليشيا ، يديره أحسن عبدالله أحسن الحمران، من صعدة، ومقرب للعائلة الحوثية.

وتشير معلومات "ديفانس لاين" أن عبدالملك الحوثي أوكل لإخوانه، لأب وأم، مسئولية حمايته الشخصية، وأبقاهم بعيدا عن الأضواء ليقوموا بالمهام العائلية واللوجستية.

فيما تتحدث مصادر أن الفريق الأمني لزعيم المليشيا يضم عبدالرب صالح أحمد جرفان المهرم واسمه الحركي (أبو طه)، وهو أحد العناصر الفاعلة في جهاز "الأمن الوقائي".

عيّنته المليشيا نائبا لمدير مكتب زعيمها، وكانت قد عيّنته سابقا مسؤولا لجهاز "الأمن القومي" جهاز مخابرات الدولة اليمنية سابقا، ومنحته رقما عسكريا في هياكل وزارة الداخلية ورتبة لواء.

كما يضم الفريق الأمني الخاص مطلق علي حسين عامر المراني، المكنى "أبو عماد"، وهو يتولى حاليا مسؤولية الأمن والمخابرات في محافظة صعدة، وعيّنته المليشيا سابقا وكيلا لجهاز "الأمن القومي" إبان سيطرة المليشيا على صنعاء.

                       

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد