الضربات الإسرائيلية لإيران وتداعياتها الجيوسياسية: نهاية المشروع التوسعي وبداية تفكك أذرعه

2025-06-13 20:22:24 أخبار اليوم / خاص

   

تشكل الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العمق الإيراني تحولًا استراتيجيًا غير مسبوق في التوازنات الإقليمية. فوفقًا لتقارير من صحيفة The Jerusalem Post ومركز Institute for the Study of War (ISW)، فإن الغارات استهدفت منشآت حساسة في طهران وأصفهان وكرج، وربما أسفرت عن مقتل أو إصابة قيادات رفيعة في الحرس الثوري وأجهزة الملف النووي.

هذا التطور يمثل لحظة مفصلية تُنهي مرحلة الهيمنة الإيرانية وتفتح الباب أمام إعادة تشكيل النظام الإقليمي على أساس ردع جديد، خاصة في ظل عجز إيران عن الرد المباشر.

أولًا: سقوط الهيبة الإيرانية واهتزاز صورة النظام

التريث الإيراني في الرد، رغم الحجم غير المسبوق للهجوم، أسقط الهالة التي أحاط بها النظام نفسه لعقود.

تقرير صادر عن مركز Brookings Institution يشير إلى أن طهران تحاول تفادي الدخول في حرب شاملة، ما يعكس تراجعًا استراتيجيًا وخوفًا من المواجهة المباشرة.

هذه الضربة أضعفت الردع الإيراني، وكشفت هشاشة منظومته العسكرية والسياسية، ما سيفضي حتماً إلى تراجع نفوذه في العراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث تعتمد أذرعه على غطاء مركزي يتداعى الآن.

ثانيًا: نهاية المشروع الإيراني التوسعي

وفقًا لتحليل صادر عن Council on Foreign Relations (CFR)، فإن المشروع الإيراني المتمثل في "الهلال الشيعي" الذي يمتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق وصنعاء، يواجه اليوم ضربة استراتيجية قاتلة.

انهيار الغطاء السياسي والعسكري الإيراني سيؤدي إلى تفكك أذرعه، ويجعل الجماعات التابعة له في موقع الدفاع وربما التصفية، نتيجة لانكشاف مصادر دعمها اللوجستي والمالي.

ثالثًا: مأزق الشركاء الإقليميين لإيران

الدول التي نسجت علاقات أو تحفظت عن مواجهة إيران، تجد نفسها اليوم أمام واقع سياسي محرج.

لكن كما توضح دراسة لمركز International Crisis Group، فإن هذه الدول لا تزال تملك خطوط رجعة، خاصة تلك التي تحتفظ بقنوات تواصل مع واشنطن وتل أبيب، وتستطيع أن تُعيد تموضعها عبر إعادة تعريف علاقتها بالأمن الإقليمي الجديد.

رابعًا: اليمن بؤرة اختبار للمواقف الخليجية

اليمن تشكل اليوم أخطر وأهم نقطة ارتكاز للمشروع الإيراني في الجزيرة العربية.

بحسب تقارير Carnegie Middle East Center، فإن مليشيات الحوثي تحوّلت إلى أحد أبرز أذرع إيران في المنطقة، ليس فقط عسكريًا، بل من خلال التغلغل الثقافي والديني.

سقوط الغطاء الإيراني عن مليشيا الحوثي الإرهابية يفقدهم شرعية التفاوض السياسي، ويُسقط المبررات التي اعتمدت عليها الدول الداعمة لخيار السلام.

وبالتالي، فإن أي استمرار في مسار الحلول السياسية معهم يعني دعمًا مباشرًا لبقاء المشروع الإيراني في خاصرة الخليج.

خامسًا: السعودية ومسؤولية إعادة التموضع

المملكة العربية السعودية، باعتبارها القوة الإقليمية الرئيسية في الخليج، مطالبة بإعادة تقييم شاملة لسياستها اليمنية.

فوفقًا لتحليل نشرته Al Monitor، فإن الرهان على دمج مليشيا الحوثي في تسوية سياسية شاملة بات خيارًا محفوفًا بالمخاطر، وقد يتحول إلى تهديد وجودي طويل المدى إذا لم تتم معالجته الآن في ظل انهيار الحاضنة الإيرانية.

المشهد الإقليمي يتغير. إيران تتراجع، وأذرعها تتفكك، والفرصة مواتية لإعادة صياغة خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.

الأحداث تصنع لحظات فارقة، واغتنامها يتطلب شجاعة القيادة ورؤية الدولة.

ليس أمام القوى الوطنية العربية إلا التقدم لإغلاق صفحة الفوضى الإيرانية إلى الأبد.

             

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد