طالب النائب البرلماني، حميد الأحمر، بفتح تحقيق شفاف في ملابسات تمكين مليشيا الحوثي الإرهابية من الاستيلاء على ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية العام الماضي، محذرًا من أن ما حدث يمثل "فضيحة وطنية" تتطلب المحاسبة والإقالة، وليس مجرد توضيحات إعلامية.

وفي بيان نشره على صفحاته الرسمية، أكد الأحمر أنه استمع لتوضيح رئيس مجلس القيادة الرئاسي بشأن قرار استئناف الرحلات إلى مطار صنعاء، مشيدًا بشفافيته، لكنه شدد على أن ذلك لا يُغني عن التحقيق في حادثة الاستيلاء على الطائرات وتسييرها من قبل مليشيا الحوثي.

وكشف الأحمر أن شخصية وطنية موثوقة أبلغت المدير التجاري لشركة اليمنية، محسن حيدرة، العام الماضي، بتحذيرات واضحة من مخطط حوثي للاستيلاء على الطائرات، ونصحه بعدم تسيير أكثر من رحلة في آنٍ واحد إلى صنعاء. إلا أن حيدرة تجاهل هذه التحذيرات وأرسل ثلاث طائرات دفعة واحدة، ما أتاح للمليشيا الاستيلاء عليها، دون أن تُتخذ أي إجراءات لمحاسبته.

وأضاف الأحمر أن الوزارة ورئاسة شركة الخطوط الجوية اليمنية لم تبادر بعد الحادثة إلى مخاطبة الاتحاد الدولي للنقل الجوي ( IATA ) أو الجهات الدولية والإقليمية الأخرى، بما في ذلك الأردن وشركتي "بوينغ" و"إيرباص"، لمنع تشغيل هذه الطائرات أو تزويدها بالخدمات وقطع الغيار.

وأكد أن تراخي الجهات الرسمية في مواجهة هذا الاختراق الخطير يشير إلى "مسرحية متعمدة"، تستوجب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحاسبة المتورطين، بدءًا من إدارة الخطوط اليمنية ووزارة النقل، وصولًا إلى الجهات التي تجاهلت هذا الملف الحيوي.

وأشار الأحمر إلى أن وزارة النقل التي فشلت في التصدي لنهب الطائرات، هي نفسها التي لم تبادر حتى الآن إلى تحذير شركات الملاحة الدولية من التعامل مع مليشيا الحوثي في موانئ الحديدة، رغم أن هذا الإجراء البسيط كان سيمنع المليشيا من استخدام الموانئ لفرض الحصار على صادرات البلاد النفطية.

كما لفت إلى وثائق رسمية، اطّلع عليها، تؤكد أن الطائرة الرابعة التي دُمّرت مؤخرًا كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي قبل تدميرها، متسائلًا عن الجهة التي سهّلت وقوعها بأيديهم، مؤكداً أنه سيقدم هذه الوثائق للجنة التحقيق عند تشكيلها.

وفي ختام بيانه، قال الأحمر إن غياب مجلس النواب عن أداء دوره الرقابي والتشريعي هو ما اضطره للجوء إلى الفضاء الإعلامي العام لطرح هذه القضايا.

وأضاف: "الحل الجذري يكمن في تحرير البلاد من العصابة الكهنوتية، ولن يتحقق ذلك إلا بحسم عسكري ناجز"، معتبرًا أن عجز مجلس القيادة الرئاسي عن إنجاز هذه المهمة يعني إخفاقه في أداء وظيفته الأساسية.

وفي تغريدة سابقة، استذكر الأحمر مطالبته العام الماضي بإقالة وزير النقل ورئيس الخطوط الجوية اليمنية بعد ما وصفه بـ"مسرحية تمكين مليشيا الحوثي من ثلاث طائرات"، مؤكدًا أن عدم الاستجابة حينها سمح بتكرار الكارثة مع فقدان طائرة رابعة، مجددًا مطالبته بالإقالة والتحقيق الفوري مع المسؤولين.