اتصالات الحوثية.. "الشفرة الحسّاسة" لتفكيك المليشيا

2025-05-20 00:55:54 أخبار اليوم / ديفانس لاين

   

| تتجه المليشيا لتوطين تقنيات صينية وروسية وتقليل الاعتماد على أنظمة الاتصالات الإيرانية..

اتجهت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في شمال اليمن، إلى إدخال أنظمة ومعدات اتصالات جديدة وتوطين تقنيات صينية وروسية ومن بلدان أخرى، في محاولة لتقليل الاعتماد على بنية اتصالات المليشيا التي لعبت إيران في تطويرها منذ سنوات بما يحقق الارتباط والتشارك مع اتصالات الحرس الثوري وفيلق القدس وجماعات المحور، مع اتساع مخاوف مليشيا الحوثي من التعرض لإختراق أمني وتقني على غرار مع جرى لحزب الله في لبنان.

مجهود المليشيا المصنفة منظمة إرهابية لتنويع بنية اتصالات تضاعف مع انخراطها في الهجمات ضد الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وإطلاق صواريخ وطائرات نحو الأراضي المحتلة في إسرائيل.

تكشف وثيقة حصل عليها "ديفانس لاين" عن سعي المليشيا الحوثية لتوريد أجهزة "تفريغ بيانات" صينية المنشأ بقيمة تزيد عن ستين ألف دولار، لصالح أجهزتها الأمنية والاستخبارية.

بحسب الوثيقة، فأن تلك الأجهزة التي تستخدم لأعمال التجسس والتنصت، المتوقع توريدها مخصصة لجهاز "الأمن الوقائي الجهادي" ذراع الأمن والاستخبارات السري للمليشيا، الذي يتولى مسؤوليته القيادي أحسن عبدالله الحمران، المقرب من زعيم المليشيا وعائلته، وبعضها للأمن الجنائي وجهاز مكافحة الإرهاب.

وتشير معلومات "ديفانس لاين" إلى أن الصفقات المشبوهة وعمليات التهريب التي ينخرط فيها جهاز الأمن الوقائي يتولى تنفيذها شخص يدعى (ماجد أحمد سلمان مرعي) الذراع المالي للحمران.

مع خسارة طهران الربط التقني والعمليات المنسقة بين أذرعها في جنوب لبنان وسوريا والعراق، سعت مليشيا الحوثي لإستيراد تقنيات متطورة والحصول على تقنيات لإحلالها بدل الأصول الإيرانية.

فيما تتحدث تقارير محلية وأممية عن تلقي المليشيا معدات وقطع عبر الرحلات والشحنات الواردة إلى مطار صنعاء وموانئ الحديدة، مع استمرار تدفق عمليات التهريب تديرها شبكة معقدة عبر البحر الأحمر وخليج عدن، وخطوط برية عبر المعابر الحدودية مع سلطنة عمان شرقا.

وإلى جانب اضطرار طهران لنقل سفنها من البحر الأحمر، والتي كانت تعتمد عليها كمراكز تحكم ومراقبة ودعم تقني ولوجستي رئيسي، تتحدث تقارير عن دعم معلوماتي وتقني تتلقاه مليشيا الحوثي من الصين وروسيا.

عصب استراتيجي وسلاح حربي

خلال عامين أخضعت مليشيا الحوثي منظومة اتصالاتها لتحديثات دقيقة وأعادت تشكيل أوعية البيانات والشفرات وأنظمة الربط الداخلي للمنظومة العسكرية والأمنية، مع التركيز على "الاتصالات الجهادية" وهي الشبكة الداخلية للمليشيا التي تعتمد على للقيادة والسيطرة وإدارة العمليات للأذرع والفصائل القتالية والأجهزة الأمنية الجهادية -القوة الصلبة- إلى جانب شبكة اتصالات الواجهات العسكرية والأمنية العامة.

وتمثل الاتصالات الحوثية عصب استراتيجي تعتمد عليه البنية التنظيمية للمليشيا وركيزة حيوية لقدراتها العسكرية وعملياتها القتالية، وهي إحدى أسلحة القبضة الأمنية التي تفرضها المليشيا.

وأوكلت المليشيا إدارة هذا الملف الاستراتيجي إلى قيادات مقربة من زعيم المليشيا وثيقة الارتباط والولاء بالعائلة وبفكرة المليشيا.

إذ تشير المعلومات إلى تعيين القيادي محمد حسين بدر الدين الحوثي، نجل مؤسس المليشيا، مسؤولا عن قطاع الاتصالات والتقنية.

عين مسؤولا لدائرة "الاتصالات الجهادية" وهي الوعاء الداخلي لشبكة الاتصالات والمعلومات للمليشيا ونظام اتصال هياكلها التنظيمية وقواتها القتالية وأجهزتها الاستخبارية. كما عينته المليشيا مسؤولا لدائرة الاتصالات العسكرية في وزارة الدفاع الحوثية.

كما وضعت المليشيا يدها على مقدرات الاتصالات والإنترنت بقطاعاتها السلكية واللاسلكية، وتسخرها لمجهودها الحربي وموردا لعملياتها القتالية.

وعينت محمد حسين عضوا فيما يسمى (اللجنة العليا لإدارة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة" وآليتها التنفيذية، بقرار وقعه رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة سياسية للمليشيا) مهدي المشاط في 14 فبراير 2022. وفقا لتقرير نشره موقع "المصدر أونلاين".

يعتبر القيادي عبدالخالق أحمد محمد حطبة، أحد العناصر الفاعلة في قطاع الاتصالات والجهاز الأمني والاستخباري للمليشيا.

وهو من منطقة ساقين بمحافظة صعدة، والتحق بأنشطة المليشيا منذ البدايات الأولى قبل أكثر من عقدين، وبين العناصر الذين تم ابتعاثهم لتلقي التدريب في إيران وعواصم عربية. وتشير معلومات "ديفانس لاين" إلى أنه مقرب من زعيم المليشيا وتربطه علاقة مصاهرة بالعائلة، وأنه ابن خال عبدالملك الحوثي.

وقد عينته المليشيا عام 2016 في هياكل وزارة الدفاع ومنحته رقما عسكريا ورتبة عقيد.

ثم تم تعيينه في منصب نائب أول لمدير الاتصالات العسكرية، وترقيته إلى رتبة "العميد"، بقرار أصدره رئيس المجلس السياسي الأعلى للمليشيا صالح الصماد. اطّلع محرر "ديفانس لاين" على نسخة من وثيقة القرار الصادر بتاريخ 10 أكتوبر 2017.

وهو المسؤول التنفيذي للدائرة فعليا.

كما يحضر اسم القيادي أحمد الشامي، وهو من صعدة، كعنصر فاعل في قطاع الاتصالات والتقنية، وتم تعيينه نائبا لمدير الاتصالات العسكرية.

انكشاف تقني واستخباري

موجة الهجمات الأمريكية الأخيرة التي بدأت منتصف شهر مارس وتوقفت في الخامس من مايو، طالت بعض قدرات الاتصالات الحوثية ونجحت بتدمير أجزاء غير قليلة من هذه البنية الحيوية، وخسرت المليشيا محطات البث والتشويش وأجهزة هوائية وأنظمة توجيه ورادارات، الأمر الذي انعكس –نسبيا- على تنسيق العمليات وأحدث حالة من الشلل لآليات القيادة والسيطرة الداخلية.

فيما تجتهد المليشيا لاستغلال فرصة توقف الهجمات لإعادة ترتيب صفوفها وترميم الخسائر التي طالت بنيتها العسكرية والأمنية، وفي مقدمتها منظومة الاتصالات.

اتصالات مليشيا الحوثي باتت تحت رقابة أحدث الحوامات الاستطلاعية، وأعين الموساد والأجهزة الاستخبارية مع تزايد الاهتمام الأمريكي والإسرائيلي بالمليشيا

يرى خبير أمني تحدث لـ"ديفانس لاين" أن المليشيا الحوثية باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى أمام الأقمار الاصطناعية وأحدث الطائرات الاستطلاعية المزودة بتقنيات وتكنولوجيا متقدمة، تقوم بمراقبة ورصد وتحليل نشاط مليشيا الحوثي وتعقب حركة قادتها، ما يجعل بنية اتصالات مليشيا الحوثي عرضة للاختراق.

ويضيف أن عمليات الرصد الجوية والبحرية، مسنودة بشبكة مصادر ومخبرين تنشط في مناطق سيطرة المليشيا وعناصر جاسوسية تم تجنيدها داخل هياكل المليشيا ومفاصلها التنظيمية، مع تزايد اهتمام أجهزة استخبارية بالمليشيا وتوجيه أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي استثمارات كبيرة للوصول إلى عمق واختراقها معلوماتيا وأمنيا.

فضلا عن الصعوبات التي قد تواجه المليشيا لتعويض المعدات والأجهزة والتقنيات التي صنّعتها وطوّرتها إيران وفرص حصولها على تكنولوجيا بديلة من السوق العالمية عبر خطوط التهريب البحرية والبرية.

يشير محللون إلى أن طبيعة بعض الأهداف التي طالتها الضربات الأمريكية واستهدافها مواقع ومخازن حسّاسة وقيادات رفيعة، تؤكد مدى قدرة واشنطن وحلفاءها على الوصول إلى معلومات ومصادر ميدانية والتسلل إلى عمق المليشيا واختراقها داخليا.

مضيفين أن مليشيا الحوثي أصبحت على رأس اهتمام الموساد وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي وضعت المليشيا كتهديد رئيسي، ووجهت أحد أقمارها الصناعية الاستراتيجية نحو البحر الأحمر ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

وبحسب مراقبين وخبراء فقد تشهد مناطق مليشيا الحوثي الإرهابية عمليات نوعية وتصفيات قيادية داخلية، على طريقة عمليات الموساد.

                                   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد