تغييب الملف اليمني عن القمة الخليجية الأمريكية: دلالات وتفسيرات

2025-05-17 06:45:55 أخبار اليوم/بلقيس

   

لم يحظ الملف اليمني بحضور بارز كقضية رئيسية في القمة الخليجية الأمريكية الأخيرة. بل اقتصر ذكره على إشارة موجزة في كلمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أكد مجددًا على أن الحل السياسي هو الخيار الأمثل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقد من الزمن، والذي أشعلته مليشيا الحوثي الإرهابية، بينما لا تزال ملامح هذا الحل بعيدة المنال.

تغليب الملف الاقتصادي:

يرى الصحفي والكاتب السياسي العماني، عوض باقوير، أن "الملف الاقتصادي والاستثماري برز بقوة في التغطية الإعلامية للقمة الخليجية الأمريكية، وطغى على كافة الملفات الأخرى".

 وأشار إلى أن "الجميع يعرف أن الرئيس الأمريكي جاء لعقد صفقات واستثمارات كبيرة مع السعودية وقطر، ولاحقًا الإمارات".

ومع ذلك، لفت باقوير إلى "إشارات" حول الملف اليمني والإيراني من خلال بعض رسائل الوفود، مستشهداً بحديث رئيس وفد سلطنة عمان، أسعد بن طارق، عن "أهمية إيجاد حل شامل للأزمة في اليمن، وهو مؤشر على اهتمام عُماني خاص بهذا الملف".

وأكد باقوير على أن "استقرار المنطقة لن يتحقق بدون حل الملف اليمني"، مرجحًا أن "الاستثمارات والصفقات بين أمريكا والدول الخليجية التي زارها ترامب ربما كانت هي الطاغية على بقية الملفات، حتى قضية الملف النووي الإيراني جاءت بشكل عابر".

وختم بالقول: "الملف الاقتصادي أعتقد هو الذي طغى على القمة بشكل خاص"، معتبراً أن "الملف اليمني من الملفات المهمة جداً، التي لها علاقة كبيرة بالوضع والاستقرار في المنطقة، وهناك جهود عُمانية ولقاءات بين الحكومة الشرعية ومسؤولين عُمانيين حول خارطة طريق للسلام، والأمل في توافق اليمنيين".

اعتبارات سعودية:

من جانبه، يرى الصحفي عبدالعزيز المجيدي أن "حضور الملف اليمني حاز على المكان الذي وُضع فيه، حيث لطالما كان ملفًا خليجيًا سعوديًا بالدرجة الأولى، وبالتالي رأت السعودية أنه لا يحتاج إلى تدخلات كبرى من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية".

وأوضح المجيدي أن "الملف اليمني شأن تديره المملكة العربية السعودية وحلفاؤها، وهي الطريقة التي تساعدها على مقاربة مصالحها، وبالتالي كانت دائما ما تتحدث بالنيابة عن اليمنيين".

وأشار إلى أن "الملف لم يكن حاضراً بقوة في القمة الخليجية الأمريكية في السعودية لاعتبارات تتعلق بأن رؤية السعودية مقارنة بالملف اليمني طالما كانت تتحرك وفقًا لأجندتها الخاصة ومقاربتها لهذا الملف بالنظر إلى أولويات مصالحها، وبالتالي لم تشعر بضغط يجعلها تسوّق هذا الملف أو تطرحه على القمة، باعتبار أنها هي المعنية به وهي من تديره وهي من تقرر بشأنه، سواء سلمًا أو حربًا".

ولفت المجيدي إلى أنه "منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، تصرفت السعودية، ونسبياً الإمارات، باعتبارهما هما صاحبا الشأن في الملف اليمني"، مستدلاً بما بعد إعلان الهدنة حيث "كانت هناك مفاوضات سعودية حوثية إيرانية بصورة من الصور أو عبر قنوات مسقط، لم يكن فيها الجانب اليمني الحكومي ظاهراً، وبالتالي كانت دائماً السعودية هي من تقرر ثم بعد ذلك تفرض على السلطة الشرعية أن تتصرف بالطريقة التي شاهدناها".

وختم المجيدي بالإشارة إلى أن "المشكلة تتعلق بالفاعلين الداخليين الذين سلموا قرارهم للخارج، وصار الخارج هو الذي يقرر متى تكون هذه القضية مهمة وما تكون غير مهمة"، مضيفًا أن "الدوافع التي دفعت السعودية للاهتمام بالملف السوري غير موجودة في اليمن؛ لاعتبارات تتعلق بأن السعودية تشعر بأنها مسيطرة على الملف اليمني، وبالتالي لا ترى حاجة لمناقشة مثل هذا مع الدول الكبرى".

            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد