كشف التقرير البيئي الذي أصدره المركز اليمني للإعلام الأخضر الاثنين 12 مايو، عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى سقوط جزء من شجرة الغريب الشهيرة جنوبي محافظة تعز، مشيرًا إلى أن الحادث ناتج عن تفاعل معقد لعوامل بيئية وهيكلية تراكمت على مدى سنوات.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد في موقع الشجرة في مديرية الشمايتين، تم الإعلان عن التقرير الذي أوضح أن الحادث لم يكن بسبب عامل واحد فقط، بل هو نتيجة لسلسلة من العوامل التي تفاعلت معًا بشكل تدريجي. وأشار التقرير إلى أن الجزء المتبقي من الشجرة مهدد أيضًا بسبب العوامل البيئية المختلفة وطول عمر الشجرة الذي يعرضها لمزيد من التدهور.

أبرز العوامل المؤدية إلى انشقاق الشجرة

ووفقًا للتقرير، فإن تسرب المياه إلى التجويف الداخلي المكشوف للشجرة أدى إلى زيادة التحلل الفطري والبكتيري، خاصة مع بداية موسم الأمطار. كما أن الرياح القوية وتشبع الشجرة بالمياه جعلها عرضة للانشقاق، ما يشكل تهديدًا مستمرًا لها.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن الشجرة تعاني من نقطة ضعف هيكلية مزمنة بسبب التقاء جذعين رئيسيين نمتا بشكل منفصل ثم التحما لاحقًا. وأضاف أن وجود النمل الأبيض في بعض الأغصان والتغيرات في منسوب المياه الجوفية والتوسع العمراني في المناطق المحيطة لم يكن السبب المباشر للانشقاق، ولكنه ساهم في إضعاف الشجرة على المدى الطويل.

إجراءات علاجية عاجلة لإنقاذ شجرة الغريب

دعا التقرير إلى إجراءات فورية لإنقاذ الشجرة، تشمل تنظيف الأجزاء المتحللة داخل التجويف، وتطهير المنطقة باستخدام مواد آمنة، بالإضافة إلى تغطية الجروح الكبيرة بمعجون متخصص. كما أوصى التقرير بتقييم الحاجة إلى دعم هيكلي مؤقت وعاجل للحفاظ على الشجرة في حالتها الحالية.

شجرة الغريب: معلم فريد في اليمن

تعتبر شجرة الغريب، التي تنتمي إلى نوع الباوباب، معلمًا فريدًا في اليمن، حيث تُعد الشجرة الوحيدة من نوعها في الجزيرة العربية. تُعرف أيضًا باسم شجرة الحياة لطول عمرها وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية القاسية. يقدر ارتفاعها قبل موتها ما بين 14 و18 مترًا، فيما يبلغ محيط جذعها نحو 31 مترًا.

تتميز الشجرة بلون رمادي يميل إلى لون جلد الفيل، وتوفر أوراقها الظلال الكثيفة التي كانت ملاذًا للزوار والمسافرين. كانت تُعد نقطة استراحة مميزة في محافظة تعز، حيث يتجمع حولها الكثير من الناس للراحة والاستمتاع بجمالها.

وتظل شجرة الغريب رمزًا من رموز التراث الطبيعي في اليمن، وتحظى باهتمام واسع من قبل الإعلام المحلي، إذ تُعد من أهم المعالم السياحية في المنطقة.