أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني، سالم صالح بن بريك، أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الجهود الوطنية بعيدًا عن المكايدات السياسية، مشددًا على أن أولوياته في الحكومة تركز على استعادة الدولة وتجاوز التدهور الاقتصادي والخدمي الذي يعاني منه الشعب اليمني.

جاء ذلك خلال اجتماعه الأربعاء 7 مايو، في العاصمة المؤقتة عدن، مع رئيس وأعضاء المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، حيث ناقش معهم التحديات الراهنة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتكامل الجهود لتجاوز التحديات الاستثنائية التي يمر بها البلد، ودعم الحكومة في أداء واجباتها ومسؤولياتها لتخفيف معاناة المواطنين ومعالجة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية.

وفي بداية الاجتماع، تناول رئيس الحكومة مستجدات الأوضاع على الساحة الإقليمية والدولية، حيث عرض رؤية الحكومة، المدعومة من مجلس القيادة الرئاسي والمكونات السياسية، للتعامل مع هذه التطورات بما يساهم في استكمال استعادة الدولة وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران. كما تم بحث كيفية احتواء التدهور الاقتصادي والخدمي، وتعزيز الشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى دعم الشركاء الإقليميين والدوليين.

كما عرض رئيس الوزراء صورة شاملة عن الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية في هذا الظرف الاستثنائي الصعب، مؤكدًا على أولوياته كرئيس للحكومة في هذه المرحلة الحرجة. وقال بن بريك: "أجتمع معكم اليوم وقد حمّلني فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي وأعضاء المجلس، أمانة قيادة الحكومة في ظرف استثنائي صعب يتطلب منا الترفع عن الخلافات وتوحيد الجهود لتقديم المصلحة الوطنية وتخفيف معاناة المواطنين."

وأضاف: "إن تكليفي بهذه المسؤولية الوطنية الجسيمة ليس تكريماً، بل أمانة أمام الله وأمام المواطن، الذي يدفع أثماناً باهظة بسبب الحرب المستمرة التي تشنها مليشيا الحوثي منذ انقلابها في عام 2014."

وأشار إلى أن الحكومة ستكون للجميع وبالجميع، وأن هذه المرحلة لا تحتمل المكايدات أو الحسابات الضيقة، بل تحتاج إلى تكاتف الجميع لمواجهة الانقلاب واستكمال استعادة الدولة. كما أكد على أن أولوياته العاجلة تشمل الحفاظ على المركز القانوني للدولة، متابعة برنامج الإصلاح الاقتصادي والإداري الشامل، ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى احتواء التدهور الاقتصادي والخدمي، وتخفيف معاناة المواطنين، ودعم معركة التحرير.

وشدد بن بريك على ضرورة تعزيز العلاقة مع السلطات المحلية وتقوية حضورها في خدمة المواطنين، مؤكدًا أن تأمين الحلول لجميع الإشكاليات يتطلب استشعار القوى والمكونات السياسية المنضوية في إطار الشرعية مسؤوليتها وواجباتها لدعم عمل الحكومة.

وتحدث خلال الاجتماع، رئيس المجلس الأعلى للتكتل الوطني، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأعضاء التكتل، حيث عبروا عن دعمهم الكامل لدولة رئيس الوزراء، مؤكدين التزامهم بالعمل معه لتجاوز التحديات وتخفيف معاناة المواطنين، واستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب. كما أشادوا برؤية رئيس الوزراء الواقعية لمعالجة القضايا الملحة التي تمس حياة ومعيشة المواطنين، مؤكدين أهمية تكاتف كافة القوى السياسية والاجتماعية للمشاركة في المسؤولية.