«أخبار اليوم» تكشف المستور في مصنع الغزل والنسيج بعد 46 عاماً من إنشائه ..آلات مدمرة.. أيادي عاملة مشردة.. خــراب طــال البـنـيان والمــعــدات !!

2010-06-07 03:59:44

* «850» آلة خاصة بالنسيج تم تفكيكها وإخراجها إلى فناء المصنع


تحقيق مصور

الصناعة منظومة متكاملة للدلالة على مدى تقدم الأمم وتحضر الشعوب لأنها تعكس جهداً وعرقاً وتفانياً وتبلور فكراً ورؤى وتخطيطاً لكن هذا لم يحدث مع مصنع الغزل والنسيج بل أصبح مصنع الغزل والنسيج في بلادنا يشهد حالة انهيار متواصلة جعلت من المصنع الذي كان دعامة أساسية للاقتصاد الوطني واحة خراب، خاصة منذ أن تعطل تماماً وخرج عن الخدمة في "7" مايو 2005م ولم يعد كما كان منشأة اقتصادية وطنية يعول عليها في دعم التنمية وإنما أصبح كما قلنا أثراً بعد عين وباحة خراب، ومساحة أراضي شاسعة يتصارع عليها تجار الأراضي وسماسرة العقارات ومن يرى المصنع اليوم فسيجد مأساة حقيقية حلت على أكبر منشأة وطنية فالمباني أكل الدهر عليها وشرب، بعد أن كانت تنتج أطناناً من القماش وتسد فجوة في احتياجات الاقتصاد الوطني صارت آلات مفككة وقطع تشليح وقد زاد التدهور الملحوظ في هذا المصنع وعلى جميع مستوياته منذ بدأ طرح شعارات تتحدث عن إعادة تأهيل المصنع ولم تكن تلك الشعارات الزائفة إلا القشة التي قصمت ظهر البعير إيذاناً بانهيار كامل للمصنع وتشريد عشرات العمال ولأن عورات المصنع لا تحصى ولا تعد، فدائماً ما تلجأ الإدارة الجديدة إلى سترها بمزيد من جالونات الطلاء للجدران والسور الخارجي لإخفاء تلك العورات، ولو كان القائمون على ذلك المصنع يستشعرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم مما يرددونه بأن لديهم منشأة وطنية لما ذهبوا إلى اتجاه الصين شرقاً لصناعة العلم الوطني ودفع مليارات تكاليف شراء ذلك العلم وكان من المفترض أن يقوم المصنع بمثل هذه المهمة على بسطاتها إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهو ما يعني أن مصنع الغزل والنسيج ليس إلا آلة معطلة وإدارة فاشلة ومؤسسة مشلولة خلافاً لما كانت عليه، وما كان يرتقب منها من أعمال وخدمات جليلة تعود بالنفع على كافة شرائح المجتمع.

لكن على ما يبدو أن هناك مؤامرة منظمة لتحويل المصنع إلى مدينة سكنية مصغرة لبعض المتنفذين وتفكيك معداته المتوقفة منذ "5" سنوات لبيعها "خردة" في مزاد علني

الدمار الذي طال المصنع شاهد على حجم الجريمة التي ترتكب ضد هذه المنشأة الوطنية حتى أن الكلمات لا تستطيع أن تعبر عن فداحة المشهد. ونتائجه المأساوية وما كان لهذا الانهيار أن يتمدد بالشكل المخيف الذي يشهده مصنع الغزل والنسيج لولا غياب الرقابة عليه وعدم المتابعة من قبل الجهات المعنية. وهو ما يوجب تشكيل لجنة من أعضاء مجلس النواب والنيابة العامة والأجهزة المعنية بمكافحة الفساد للوقوف على حقيقة ما يجري من تدمير منظم يطال منشأة اقتصادية بحجم مصنع الغزل والنسيج حتى أن الخراب شمل خزانات الديزل والمياه والغلايات والآلات والمعدات كما شمل ذلك الخراب أيضاً محطة الطاقة الكهربائية التي تحولت من محطة متكاملة قادرة على تغذيه "2" مصانع بحجم المصنع، إلى مولدات صغيرة لا تلبي احتياج المصنع من الطاقة وبدلاً من أن يتم إستبدال بعض المولدات التي خرجت عن الخدمة بأخرى تم توقيف المحطة بشكل كامل.

ناهيك عن معاناة العمال التي بلغت حداً لا يطاق نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية ولذلك فإن حجم الدمار الذي طال هذه المؤسسة يتطلب حلولاً جذرية لكي يعود المصنع إلى وضعه الطبيعي خاصة وأن هناك من يتذرع بأن ما يعانيه المصنع مبرراً لإنهاء المصنع وبيعه تشليح تلبية لرغبة المتنفذين لأنهم أوصلوا القدرة الإنتاجية للمصنع إلى مرحلة العجز التام الذي لا يجعله قادراً حتى على توفير مرتبات الموظفين وهم بذلك قد أوجودوا المبرر الكافي لكي يتصرفوا كما يشاؤون بتشليح المصنع وحتى الآن لا تعرف الأسباب التي أدت إلى توقف المصنع لكن بعض العمال أفادوا بأنه كان بحاجة إلى صيانة بعض آلالاته وهو يعمل إذ لا مبرر أبداً لأن يتم إيقافه خمس سنوات.

ولذلك ينبغي تشكيل لجنة من رئاسة الجمهورية للإطلاع على واقع مصنع الغزل والنسيج لا سيما والقائمين عليه يبدوأنهم يضعون اللمسات الأخيرة على تقريرهم الذي سيقدمونه للحكومة بشأن المصنع وأوضاعه الداخلية ولا شك أنهم سيقدمون صورة غير واقعية لحقيقة ما يدور ويجري داخل مصنع الغزل والنسيج خصوصاً وهناك من يدعي أن هناك أرض زائدة في الناحية الشمالية الشرقية من المصنع عن حاجة المصنع مع أن هذه المساحة التي يزعمون أنها زائدة هي من أهم ما يحتاجه المصنع وهي أحواض الطباعة التي يتم فيها تنقية المواد السامة والكيميائية المؤثرة على البيئة بما من شأنه الحفاظ على سلامة السكان وخاصة المحيطين بالمصنع، وهذا مؤشر على أن هناك نية مسبقة لخصخصة وبيع أرض المصنع بشكل كامل والذي يعد أقدم وآخر مؤسسات القطاع العام ويعتبر هذا بلاغ إلى المعنيين في البلاد الذين نطالبهم بوقف أعمال التخريب والحفاظ على المصنع والعمل على تطويره والنهوض به باعتباره مكوناً اقتصادياً وصناعياً هاماً مع ضرورة الحفاظ على حقوق العاملين الذين يرفضون هذه الصفقة التي تهدد إحدى القلاع الصناعية اليمنية، بل ويطالبون بإعطائهم بقية أرض المصنع منذ العام 1976م ومنحهم الأرض الخاصة بهم كما كان متفق عليه، وقد أكد عدد من العمال في حديثهم ل"أخبار اليوم" أنهم لن يفرطوا في المصنع ولن يسكتوا أمام المؤامرات التي يتعرض لها.

أوضاع العمال

ولقد أصبح عمال المصنع والذين يزيد عددهم عن "1230" عاملاً وعاملة كغيرهم من عمال اليمن من الفئات المطحونة والتي يعجز غالبيتها عن توفير قوت أسرته كل ذلك بسبب سياسات الخصخصة والانحياز لرجال الأعمال على حساب الكادحين مما دفعهم إلى الدخول في إضرابات واعتصامات ارتفعت وتيرتها مؤخراً وربما تشهد الأيام القادمة مزيداً من الاحتجاجات والفعاليات المنددة بما آل إليه حال المصنع والظلم الحكومي والصمت الرسمي جراء ما يتعرض له المصنع.

بل إن الأوضاع التي يعيشها عمال مصنع الغزل والنسيج باتت محل إشفاق من الجميع فها هو أحدهم يموت لعدم تمكنه من شراء إبرة الأنسولين المضادة للسكر، وآخر مات بالأمس فلم يجدوا له كفناً وهكذا ناهيك عن أن العمال أصبحوا مشردين بعد أن كانوا في عزٍ ومنعة.

ولكي لا نطيل نترك الصور تتحدث وإن كانت محدودة للغاية ولم نتمكن من تصوير المرافق المشلولة داخل المصنع بشكل كامل: <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد