2025-05-14
شركة بلا أصول ولا موظفين.. كيف حصلت "جنة هنت" السنغافورية على حق تشغيل قطاع 5 النفطي في شبوة؟!
في تصعيد لافت في عملياتها العسكرية، كثفت الولايات المتحدة هجماتها ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، مستهدفة مواقعها في معقلها الرئيسي في صعدة، بالإضافة إلى تصيّد تحركات قادتها. يأتي ذلك ضمن حملة متزايدة بدأت منذ منتصف مارس 2025، والتي أطلقها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بهدف وقف تهديدات مليشيا الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
غارات جوية مكثفة على صعدة والمناطق المحيطة
وفقًا لوسائل إعلام محلية، نفذ الجيش الأميركي فجر الجمعة 4 أبريل 2025 سلسلة غارات تستهدف مواقع وثكنات حوثية في منطقة العصائد في مديرية كتاف شرق محافظة صعدة.
كما استهدفت غارات أخرى يوم الخميس 3 أبريل عدة مناطق متفرقة في صعدة، بما في ذلك مديريتا كتاف ومجز، بالإضافة إلى منطقة كهلان شرق مدينة صعدة، التي تعرضت لـ 17 غارة. وتواصل الضربات الجوية استهداف معاقل مليشيا الحوثي الإرهابية المحصنة في الجبال والكهوف في محيط صعدة، في محاولة لتدمير شبكاتهم العسكرية.
الضربات تمتد إلى محافظة إب ومناطق أخرى
وامتدت الضربات الأميركية لأول مرة إلى محافظة إب، حيث استهدفت شبكة الاتصالات تابعة لمليشيا الحوثي في جبل "نامة" بمديرية جبلة، مما أسفر عن مقتل أحد حراس الموقع. كما شملت الغارات مواقع أخرى في محافظة حجة وريف صنعاء، بالإضافة إلى ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، حيث أسفرت الغارات عن مقتل شخص وإصابة آخر، وفقًا لإعلام مليشيا الحوثي.
استهداف القيادات الحوثية
وفي تطور نوعي، استهدفت غارة أميركية مركبة في منطقة قحازة بمديرية بلاد الروس جنوب شرق صنعاء، وسط ترجيحات بأنها استهدفت أحد قادة مليشيا الحوثي. يأتي ذلك بعد أيام من ضربة مماثلة في منطقة الطور بمحافظة حجة، أدت إلى مقتل شخصين، ما يعزز احتمالات استخدام الطائرات المسيّرة في عمليات رصد وتتبع القيادات الحوثية.
مقتل القيادي الحوثي محمد شوقي جياش
في غارة أخرى على محافظة الحديدة، أفادت مصادر محلية بمقتل محمد شوقي جياش، أحد القيادات الأمنية البارزة في مليشيا الحوثي، مع شقيقيه هاني وأيمن وعدد من مرافقيه، إثر استهدافهم في غارة جوية أميركية على محافظة الحديدة. ليل أمس الأول الأربعاء. وكان جياش يشغل منصبًا قياديًا أمنيًا في المحافظة وكان من أبرز المطلوبين.
المزاعم الحوثية بالتصدي للطائرات الأميركية
في المقابل، زعمت مليشيا الحوثي الإرهابية، عبر متحدثها العسكري المدعو يحيى سريع، أنها أسقطت طائرة أميركية مسيّرة من طراز "إم كيو-9" في أجواء الحديدة، خلال تنفيذها مهام استطلاعية. كما ادعت أنها نفّذت هجوماً على حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" والقطع البحرية المرافقة لها في البحر الأحمر، عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة، إلا أن الجيش الأميركي لم يعلق على هذه المزاعم.
رصدت تقارير توقف مليشيا الحوثي عن استهداف الكيان الإسرائيلي منذ 17 مارس، بعد إطلاق 10 صواريخ، وهو ما يعكس تراجع قدرتها على تنفيذ هجمات استراتيجية ضد تل أبيب. وفي المقابل، واصلت المليشيا تهديداتها للملاحة الدولية، حيث تبنت مهاجمة 211 سفينة منذ نوفمبر 2023، ما أسفر عن غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة، إضافةً إلى احتجاز السفينة "غالاكسي ليدر" وطاقمها لأكثر من عام.
الرد الإيراني وتخفيض الدعم لمليشيا الحوثي
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن مسؤول إيراني رفيع قوله إن طهران قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها للمليشيا الحوثية، في ظل التصعيد الأميركي المكثف ضدها.
وأكد المسؤول الإيراني، الذي لم تكشف الصحيفة هويته، أن هذا القرار اتُخذ بهدف "تجنّب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في حال مقتل جندي إيراني".
وبحسب التقرير، فإن طهران تقوم بإعادة تقييم سياستها تجاه "الجماعات الوكيلة" في المنطقة، مع تركيزها الأساسي الآن على "التهديدات المباشرة من جانب الولايات المتحدة".
وشدّد المصدر ذاته على أن الموضوع الرئيسي في اجتماعات المسؤولين الإيرانيين حالياً هو دونالد ترامب وكيفية التعامل مع سياساته، قائلاً: "في جميع الاجتماعات، يتمحور الحديث حول ترامب، ولم يعد هناك أي نقاش بشأن الجماعات الإقليمية التي كنا ندعمها سابقاً".
وقال المصدر في إيران: "وجهة النظر هنا هي أن الحوثيين لن يتمكنوا من الصمود، وهم يعيشون شهورهم أو حتى أيامهم الأخيرة، ولذلك لا جدوى من الإبقاء عليهم ضمن قائمة دعمنا".
وأضاف: "إنهم كانوا جزءً من سلسلة تعتمد على (الأمن العام السابق لحزب الله حسن) نصرالله و(الرئيس السوري المخلوع بشار) الأسد، والإبقاء على جزء واحد فقط من تلك السلسلة للمستقبل لا معنى له".
320 غارة في الأسابيع الثلاثة الماضية
حتى الآن، بلغ عدد الغارات الجوية الأميركية ضد مليشيا الحوثي نحو 320 غارة في الأسابيع الثلاثة الماضية، تركزت بشكل رئيسي في محافظة صعدة، تلتها محافظات صنعاء، عمران، الحديدة، حجة والجوف.
ووفقًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، أسفرت هذه الغارات عن مقتل 63 شخصًا وإصابة أكثر من 140 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وأعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية.
وقد تعرضت مليشيا الحوثي الإرهابية لهجمات شبه يومية من الولايات المتحدة منذ تسريب رسائل جماعية بين مسؤولين كبار في إدارة ترامب الشهر الماضي، كانت تتعلق بتلك الضربات.
وقد وصَف دونالد ترامب هذه الضربات بأنها "ناجحة بشكل لا يُصدق"، مشيراً إلى أنها دمّرت أهدافاً عسكرية مهمة وأسفرت عن مقتل عدد من القادة العسكريين.
يُذكر أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت قد استهدفت مليشيا الحوثي بأكثر من 1000 غارة وضربة بحرية منذ 12 يناير 2024 وحتى يناير 2025، قبل أن تتوقف عن الضربات إثر سريان هدنة غزة. لكن مع تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة، عادت مليشيا الحوثي الإرهابية لاستهداف السفن، مما دفع إدارة ترمب إلى استئناف العمليات العسكرية ضدهم.
التهديدات الأميركية المستمرة: تعزيز الوجود العسكري في المنطقة
إلى جانب الضربات الجوية المكثفة، أعلنت الولايات المتحدة عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط لدعم العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي. حاملة الطائرات "كارل فينسون" ستنضم إلى "هاري إس. ترومان" لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وفرض الردع على أي عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في البحر الأحمر.
كما أكدت واشنطن نشر طائرات هجومية من طراز A-10 Thunderbolt II مع 300 جندي إضافي لدعم الحملات الجوية ضد مليشيا الحوثي.
في ظل تصاعد التوترات، تتواصل الضغوط الأميركية على إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذّرا طهران من استمرار تقديم الدعم لهم.
وكان ترامب حذّر مليشيا الحوثي والإيرانيين الإثنين عبر منصته “تروث سوشال” من أنّ “الآتي أعظم” إذا لم تتوقف الهجمات على السفن وقال “هجماتنا ستتواصل حتى يتوقفوا عن تشكيل تهديد لحرية الملاحة”.
وفي نهاية آذار/مارس، قالت إيران إنها منفتحة على إجراء مفاوضات “غير مباشرة” مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وهو أحد مجالات الخلاف الرئيسية بين البلدين.
مؤشرات على انهيار مليشيا الحوثي
في تطور آخر، كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الأربعاء، عن تقارير تفيد بقيام عدد من قيادات مليشيا الحوثي بتهريب عائلاتهم عبر مطار صنعاء، بالإضافة إلى بيع ممتلكاتهم العقارية في العاصمة والمناطق الخاضعة لسيطرتهم. هذه التحركات تعكس حالة من الذعر والارتباك في صفوف المليشيا مع تزايد الضغوط العسكرية عليها. كما أن هذه الإجراءات تشير إلى انهيار محتمل في هيكلية المليشيا الحوثية، مما يعزز فرص انتهاء المشروع المدعوم من إيران.
الخاتمة: تصعيد لا يبدو أنه في طريقه للتهدئة
يواصل التصعيد العسكري الأميركي ضد مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، حيث تسعى واشنطن للحد من تهديدات مليشيا الحوثي الإرهابية للملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في الوقت نفسه، تراجع دعم إيران للمليشيا، مما يرفع من احتمالية انهيار المشروع الحوثي في المنطقة. ومع تزايد العمليات العسكرية الأميركية، يبدو أن التصعيد لن يهدأ في المدى القريب، مما يبقي الوضع في المنطقة تحت تهديد مستمر.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد