أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور في غرب السودان عن مقتل العشرات من المدنيين إثر هجوم شنته مليشيا الدعم السريع على عشر قرى تقع شرق مدينة الفاشر، عاصمة الولاية.

وفي صباح الثلاثاء 18 مارس، استأنفت مليشيا الدعم السريع قصفها المدفعي على مخيم زمزم في جنوب المدينة، الذي يكتظ بالنازحين، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة. وقد أسفرت القذائف عن إصابة عدد من منازل المدنيين، وفقًا لشهود عيان.

تأتي هذه الهجمات في إطار سلسلة من الاعتداءات التي تشنها مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تُعد آخر معقل رئيسي تحت سيطرة الجيش السوداني في دارفور، وكذلك نقطة ارتكاز حيوية للعمليات الإنسانية، نظرًا لوجود آلاف النازحين في المدينة.

الوضع الإنساني المتدهور

وحذر مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الحصار المستمر على مخيم زمزم يزيد من معاناة آلاف النازحين الذين يعانون من أزمة غذائية خطيرة بعد شهور من إعلان المجاعة في المخيم.

وفي مؤتمر صحفي، صرح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، بأن الأزمة الإنسانية في مخيم زمزم قد تفاقمت خلال شهر رمضان، حيث زادت حدة نقص الغذاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل المواد الغذائية الأساسية غير ميسورة التكلفة لمعظم العائلات.

وأفاد بأن شركاء الأمم المتحدة على الأرض أبلغوا عن زيادة علامات الجوع في المنطقة، واستمرار الهجمات المسلحة على الطريق بين زمزم والفاشر، مع وقوع وفيات وإصابات. كما تم تحذير من وجود عبوات ناسفة يدوية الصنع داخل المخيم، مما يزيد من مخاوف السلامة.

وفي الوقت نفسه، أكد أن فرق العمل الإنساني تواصل توفير الغذاء، الماء، والرعاية الطبية العاجلة رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، لكن الاحتياجات تفوق بكثير الموارد المتاحة.