انعكاسات عودة ترامب للرئاسة الأميركية على إيران

2024-11-07 01:57:27 أخبار اليوم - متابعات

   

في ظل التصعيد غير المسبوق بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وبعد أن بدأ الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان رئاسته في إيران منذ 3 أشهر فقط، والحديث عن عودة المفاوضات مع الغرب، تشكل عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية حدثا مثيرا للجدل، خاصة في ظل تأثير سياسته السابقة على علاقة الولايات المتحدة بإيران، وما شهدته المنطقة من توترات في عهده.

وكانت فترة رئاسة ترامب قد شهدت تصعيدا غير مسبوق مع إيران، بدءا من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة سميت بـ"الضغوط القصوى"، وصولا إلى التوتر العسكري الذي بلغ ذروته باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

واليوم، وبعد إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تتساءل الأوساط الإيرانية والدولية عن مدى تأثير ذلك على مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، والاحتمالات المتجددة للصراع أو العودة إلى طاولة المفاوضات، لا سيما أن العملة الإيرانية في أدنى مستوياتها والأزمة الاقتصادية تخيم على البلاد.

إضعاف النفوذ

أوضح أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا أنه مع قدوم ترامب سيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من التحرك بحرية أكثر في سبيل تحقيق النظام الذي تفضله الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، وبالتالي، سيسرع من تحقيق النظام الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، مع التركيز على إضعاف إيران ومحور المقاومة.

مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن ترامب لا يؤمن بحل الدولتين، ومن خلال إضعاف حلفاء إيران في المنطقة، سيجد أن تحقيق النظام الذي يرغب فيه هو وإسرائيل سيكون أسهل، ورأى أنه من المحتمل أن يستغل نتنياهو هذه الفرصة لإضعاف حركة حماس ولفرض شروطه على حزب الله في لبنان، خصوصا أنه أقال وزير دفاعه يوآف غالانت، مما مهد الطريق بشكل أكبر لهذا الهدف.

وتابع حيران نيا أن إسرائيل -بالإضافة إلى الشروط المدرجة في القرار 1701 مع حزب الله في لبنان- ستسعى مع قدوم ترامب وبسهولة أكبر لضمان منع إعادة تسليح حزب الله.

وفي ما يتعلق برد فعل محتمل من إيران تجاه إسرائيل، توقع أن ترامب سيدعم هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، إذ إنه قد صرح بذلك مسبقا وأعرب عن عدم رضاه من ضغوط الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على نتنياهو لعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

ويصف أستاذ العلاقات الدولية تصريح إيران بعدم اهتمامها بمن سيكون رئيس الولايات المتحدة بـ"غير الدقيق"، إذ إنه مع قدوم ترامب ستزداد صعوبة الضغوط الاقتصادية على إيران، خصوصا في الالتفاف على العقوبات، ولن يسمح ترامب لإيران ببيع النفط إلى الصين بسهولة، وسيضغط على الصين بخصوص هذا الأمر، وفق رأيه.

ويتابع في هذا الشأن قائلا إنه من المرجح أن يحاول ترامب في البداية إغلاق قنوات بيع النفط الإيراني إلى الصين لإضعاف إيران بشكل أكبر، وطرح مسألة التفاوض بعد ذلك، رغم ما قد يسبق الخطوة من محادثات.

وأشار إلى تصريح سابق لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حين قال إنه ليس من المهم من يكون رئيس الولايات المتحدة وإن إيران ستتفاوض وفقا لمصالحها، معتبرا أن هذه التصريحات تشير إلى أن إيران مهيأة للتفاوض مع ترامب، وأن موضوع "تحريم" التفاوض معها لم يعد قائما، مشيرا إلى أنه تجب ملاحظة أن التفاوض بالنسبة إلى ترامب لن يكون مقتصرا على الملف النووي فقط، بل سيشمل كذلك السياسة الإقليمية لإيران وقضية الصواريخ.

وفي سياق متصل، وفي ما يتعلق بقضايا المنطقة، لن توافق دول الخليج العربية ترامب كما كانت في السابق، وفق ما يعتقده حيران نيا الذي يرى أن التجارب المستفادة من فترته الرئاسية الأولى جعلتهم يسعون لتفادي الدخول في صراع مباشر بين إيران والولايات المتحدة، رغم تعاونهم مع ترامب خلال فترته الأولى ببعض المجالات، إذ إنهم يبحثون عن تحقيق خططهم التنموية ويبتعدون عن الحروب.

عودة غير مؤثرة

وقال أستاذ الدراسات الأميركية فؤاد إيزدي إن كلا من هاريس وترامب يقفون ضد إيران، لذلك لن يختلف الأمر بالنسبة لها، وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الدعم الذي قدمه الديمقراطيون لإسرائيل أظهر أن النفوذ الإسرائيلي في النظام السياسي الأميركي يفوق الأحزاب، وبالتالي لن نشهد تعاملا مختلفا من واشنطن تجاه ما يحدث في المنطقة الآن.

وفي ما يتعلق بالحديث الذي يدور حول تسهيل بايدن لإيران بيع نفطها بشكل محدود، أو بعبارة أخرى غض الطرف عن ناقلات النفط الإيرانية إلى حد ما، قال إيزدي إن بايدن لم يسمح بذلك، بل إيران هي التي تمكنت من الالتفاف على العقوبات، وربما يضيف ترامب مزيدا من الضغط على إيران للحد من الالتفاف على العقوبات، لكنها بدورها أيضا تمتلك طرقها الخاصة لبيع نفطها.

وعن محاولات الحكومة الإصلاحية في إيران لإحياء الاتفاق النووي، رأى أستاذ الدراسات الأميركية أن ترامب لن يعود للاتفاق النووي، لأنه هو من انسحب منه، خصوصا أن الأشخاص الذين يعينهم ترامب في إدارته يختارهم من اليمين المتشدد المعادي لإيران، لكنه استبعد أيضا أن تكون هناك موجة كبيرة من العقوبات الجديدة على إيران في هذه المرحلة.

الضغوط القصوى

من جانبه، يعتقد الباحث في الأمن الدولي عارف دهقاندار أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض سيكون لها تأثير كبير على النظام الأمني والجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيسعى ترامب إلى تعزيز موقف إسرائيل وحكومة اليمين التي يقودها نتنياهو، ومنحها مساحة واسعة للتحرك، بهدف تسريع وتيرة تطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل.

كما سيسعى ترامب لزيادة الضغط على حلفاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين وفصائل المقاومة في العراق، بهدف تغيير معادلات الحرب لصالح إسرائيل وترسيخ النظام الإقليمي لصالح حلفائه التقليديين في المنطقة، كما قال إن السعودية والإمارات وإسرائيل سيلعبون دورا مهما في هذا المسار لإعادة ترتيب النظام الإقليمي.

وأردف دهقاندار -في حديثه للجزيرة نت- أن سياسات ترامب عادة ما تكون غير متوقعة وأشد عدوانية من رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ومن المحتمل أن يسعى إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران وحلفائها في المنطقة.

وتابع أنه من المرجح أن يعيد ترامب سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، محاولا توجيه ضربات اقتصادية كبيرة من خلال فرض عقوبات محددة تستهدف الصناعات الرئيسية في إيران، مثل النفط والبتروكيماويات، وتقييد المعاملات البنكية الدولية، وزيادة الضغوط على شركاء إيران التجاريين، بهدف الحصول على تنازلات كبيرة من إيران.

ورأى الباحث في الأمن الدولي أن نجاح هذه السياسة أو فشلها يعتمد إلى حد كبير على مدى استعداد إيران لهذه الظروف، وكيفية استخدامها لتجاربها السابقة في التحايل على العقوبات وتحييد تأثيرها.

وفي ما يتعلق بالحديث عن المفاوضات النووية، اعتبر الباحث أنه في ضوء تحركات ترامب السابقة، يبدو أن مجرد الحديث عن مفاوضات نووية بين إيران وإدارة ترامب يعد أمرا صعبا.

وأضاف أنه من الطبيعي أن يسعى ترامب إلى تحقيق مكاسب أكبر في الملف النووي بزيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على حلفاء إيران في المنطقة، وفرض قيود دائمة على البرنامج النووي الإيراني، وتوسيع نطاق المفاوضات لتشمل الملفات العسكرية والإقليمية، وخلص إلى أن هذه التحركات قد تؤدي إلى تصعيد مستوى التوتر في المنطقة، وربما تدفع إيران إلى زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم وتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورغم أنها ليست بصدد بناء سلاح نووي، بناءً على فتوى من المرشد الأعلى علي خامنئي التي تحرم تصنيع واستخدام الأسلحة النووية، فإنه بالنظر إلى التغيرات الأمنية الجديدة في المنطقة والديناميات الفقهية في المذهب الشيعي وتأثير عنصر الزمن، ليس من المستبعد أن تعيد الجمهورية الإسلامية النظر في عقيدتها الدفاعية والنووية، خاصة إذا زادت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، وتصاعدت السياسات العدائية من جانب ترامب ضد إيران.

ترمب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

وقال محللون إن عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تشديد العقوبات النفطية الأميركية على إيران، مما قد يُقلِّص الإمدادات العالمية.

وقد ينطوي هذا السيناريو أيضاً على مخاطر جيوسياسية، من بينها احتمال إثارة غضب الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وقد يدعم اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أسعار النفط العالمية. لكن هذا الأثر قد يتراجع بفعل سياسات ترمب الأخرى، مثل تعزيز التنقيب عن النفط محلياً، وفرض رسوم جمركية على الصين قد تُضعف النشاط الاقتصادي، وتلطيف العلاقات مع روسيا، مما قد يفتح المجال أمام شحناتها من النفط الخام الخاضعة للعقوبات.

قال كلاي سيجل، عضو مجلس إدارة لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة المالية في هيوستن، إن «ترمب يسير في مسارين فيما يتعلق بأسعار النفط». وأوضح أن تشديد الإجراءات ضد إيران قد يدعم الأسعار، لكن التأثير قد يتضاءل إذا نفذ ترمب وعوده بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 60 في المائة على الواردات من الصين لحماية الصناعة الأميركية.

ومضى سيجل يقول: «الحرب التجارية التي تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي قد تقلص الطلب على النفط وتخفض الأسعار».

وارتفعت صادرات النفط الخام الإيرانية إلى أعلى مستوى منذ سنوات في عام 2024؛ لأن طهران وجدت طرقاً للالتفاف على عقوبات تستهدف عائداتها. وأعاد ترمب في رئاسته الأولى فرض عقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران في عام 2018.

وقال ترمب في حملته الرئاسية إن سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت واشنطن وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال والتوسع في مساعيها النووية ودعم نفوذها عبر جماعات مسلحة.

وقال جيسي جونز، من شركة إنيرجي أسبكتس، إن عودة إدارة ترمب إلى حملة «الضغط القصوى» على إيران قد تؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية مليون برميل يومياً، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

وأضاف: «يمكن تنفيذ هذا بسرعة نسبية دون الحاجة إلى تشريعات إضافية، وذلك من خلال تنفيذ العقوبات الموجودة بالفعل».

وقالت مجموعة «كلير فيو إنيرجي بارتنرز» البحثية إن ما بين 500 ألف إلى 900 ألف برميل يومياً قد تخرج من السوق.

«المسألة الأهم»

لكن اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران يعني أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة ضد الصين التي لا تعترف بالعقوبات الأميركية وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني.

وقال ريتشارد نيفيو، أستاذ بجامعة كولومبيا والمبعوث الخاص الأميركي السابق لإيران: «المسألة الأهم هي مدى الضغط المالي الكبير الذي أنت على استعداد لوضعه على المؤسسات المالية الصينية».

وأضاف نيفيو أن الصين قد ترد من خلال تعزيز العمل في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ودول أخرى. وتعزيز العمل قد يتضمن تقليص الاعتماد على الدولار في الصفقات في النفط والسلع الأخرى.

وتحدث ترمب في نادي نيويورك الاقتصادي في سبتمبر (أيلول) الماضي عن المخاطر التي قد تحملها العقوبات على هيمنة الدولار.

وقال ترمب حينذاك: «استخدمت العقوبات، لكنني أفرضها وأزيلها في أسرع وقت ممكن، لأنها في نهاية المطاف تقتل الدولار، وتقتل كل ما يمثله الدولار».

وأضاف: «لذا أستخدم العقوبات بقوة كبيرة ضد الدول التي تستحقها، ثم أزيلها، لأنك، وانتبه لذلك، ستخسر إيران وستخسر روسيا».

وأقامت الصين وإيران نظاماً تجارياً يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء تحاشياً لاستخدام الدولار، ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأميركية، مما يجعل إنفاذ العقوبات أمراً صعباً.

وقال إيد هيرس، الباحث في مجال الطاقة بجامعة هيوستن، إن ترمب قد يقلص أيضاً عقوبات على صناعة الطاقة الروسية فرضتها الدول الغربية رداً على غزو روسيا لأوكرانيا. ووعد ترمب في حملته الانتخابية «بتسوية» الحرب في أوكرانيا حتى قبل توليه المنصب في يناير (كانون الثاني).

وقال هيرس: «أتوقع أن يرفع ترمب جميع العقوبات على النفط الروسي».

ولا تستهدف العقوبات الغربية على النفط الروسي وقف التدفقات، بل تستهدف فقط تقليص عائدات روسيا من المبيعات التي تستخدم خدمات بحرية غربية إلى 60 دولاراً للبرميل. وأدت العقوبات إلى تحويل سوق النفط الروسي من أوروبا إلى الصين والهند، مما كبد روسيا تكاليف إضافية.

طهران: عودة ترامب لا تسبب لنا أي قلق

قللت الحكومة الإيرانية وعدد من المسؤولين الإيرانيين من انعكاس فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة للولايات المتحدة الأميركية، على إيران، وأكدت المتحدثة باسم الحكومة أن هذا الفوز لا يسبب أي قلق لطهران، فيما شدد نواب في البرلمان على ضرورة الانتقام لمقتل قاسم سليماني.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، قالت تعليقًا على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الأربعاء 6 فبراير (تشرين الثاني): "انتخاب ترامب لا يسبب لنا أي قلق؛ لأنه لم يكن هناك فرق كبير بين هذين الشخصين في رأينا، عقوبات الـ45 عامًا الماضية جعلتنا أصحاب خبرة وتجربة".

وعقّب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، على فوز دونالد ترامب، قائلاً: "سنستمر في متابعة أهدافنا الاستراتيجية، وخططنا لا تتأثر بذهاب أو إياب الرؤساء في الولايات المتحدة".

القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم، قال تعليقا على فوز ترامب: "ملف مقتل قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة الأميركية لا يزال مطروحا، وسيبقى سيف الانتقام مسلولا فوق رأس ترامب والمتورطين في الحادث".

وقال كامران غضنفري، ممثل طهران في البرلمان الإيراني: "الإدارات الجمهورية والديمقراطية في أميركا حاولت الإطاحة بالنظام الإيراني مرات عديدة، لذلك لا يهمنا من هو الرئيس في الولايات المتحدة".

أما النائب في البرلمان الإيراني أحمد نادري، أشار إلى فوز ترامب وغرد بهشتاغ لقاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتحدة عام 2020، وقال: "لدينا ثأر مع ترامب".

فيما قال محمد رضا محسني ثاني، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: "سجل بايدن خلال فترة رئاسته سيظل مظلما للغاية". وأضاف: "ترامب لا يختلف عن أمثال بايدن، ربما لديه قوة أكبر لتمرير السياسية الأميركية في عدد من القضايا".

أما عبد الرضا داوري، أحد مستشاري الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، فقال إن "حكومة بزشكيان، التي واجهت منذ البداية الاغتيالات والصواريخ والحرب، تجد نفسها الآن أمام ترمب؛ لتكون الأسوأ حظا بين الحكومات الإيرانية السابقة".

رضا بهلوي يدعو للتخلص من النظام

وهنأ رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، دونالد ترامب لانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، وكتب في تغريدة له: "خلال فترة ولايتك الأولى كرئيس، وقفت بحزم إلى جانب شعب إيران وضد نظام الجمهورية الإسلامية؛ نظام لا يهدد الشرق الأوسط فحسب، بل يهدد الشعب الأميركي أيضًا بالإرهاب وعدم الاستقرار والفوضى".

وقال بهلوي مخاطبا ترامب: "الآن هي فرصتك لصنع التاريخ، وترك إرث من السلام الدائم، من خلال المساعدة في إنهاء هذا التهديد (النظام الإيراني) مرة واحدة وإلى الأبد. وفي هذه المهمة، فإن الشعب الإيراني هو أفضل شركاء السلام لكم".

اضطراب الأسواق الإيرانية

ورغم محاولات النظام التقليل من انعكاس فوز ترامب على طهران، فإن الأسواق الإيرانية استقبلت خبر الفوز بالمزيد من القلق والاضطراب، حيث هبطت العملة الإيرانية، الأربعاء، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، مما ينذر بتحديات جديدة أمام طهران التي لا تزال غارقة في الحروب الدائرة بالشرق الأوسط.

وأفادت مواقع إيرانية متخصصة في رصد أسعار العملات بأن سعر الدولار الواحد سجل 70 ألف تومان في سوق الصرف الحرة بطهران.

وقال متعاملون في طهران إنه تم تداول العملة الإيرانية عند 703 آلاف ريال مقابل الدولار، وقد يقوم البنك المركزي الإيراني بضخ المزيد من العملات الصعبة بالسوق في محاولة لتحسين قيمة الريال، كما فعل في السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

ويأتي هذا التراجع في وقت كانت فيه العملة الإيرانية بالفعل تعاني من انخفاض حاد في قيمتها، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في طهران، حيث يشعر بعض الإيرانيين بالقلق.

وفي عام 2015، عندما وقعت إيران اتفاقها النووي مع القوى الكبرى، كان سعر الريال يعادل 32 ألف ريال مقابل الدولار. وفي 30 يوليو (تموز)، عندما تولى الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان منصبه، كان سعر الريال 584 ألفاً مقابل الدولار الواحد.

وقد تحدث ترامب، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل خوضه انتخابات الرئاسة الأميركية، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، عن فترة ولايته السابقة وعلاقته مع إيران، قائلاً: "أبلغت الصينيين بألا يشتروا النفط الإيراني، وقد استجابوا، وأخبرتهم بأنهم إذا واصلوا الشراء، فلن يتمكنوا من التجارة مع أميركا"، وأكدت البيانات تلك التصريحات.

وتعتمد إيران بشكل أساسي على مبيعات النفط وصادراته للحصول على العملة الأجنبية؛ حيث إن إيراداتها الرئيسة من الدولار تأتي من عوائد النفط.

وقد بلغت مبيعات النفط الإيراني، في خريف عام 2016 بعد توقيع الاتفاق النووي، نحو 3.2 مليون برميل يوميًا، لكنها انخفضت إلى نحو 190 ألف برميل يوميًا، في شتاء 2019، خلال إدارة ترامب.

ومع تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية، استعادت صادرات النفط الإيراني بعض الانتعاش؛ حيث ارتفعت إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا في أغسطس (آب) 2023، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ساعد بايدن في السماح بتحرير الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.

وكان ترمب قد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018؛ ما أدى إلى سنوات من التوترات بين البلدين التي لا تزال مستمرة.

وتعاني إيران من اقتصاد متدهور بسبب العقوبات الدولية القاسية على برنامجها النووي المتسارع، الذي أصبح الآن يخصب اليورانيوم بمستويات تقترب من مستويات صنع الأسلحة.

                                                                

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد