تعتبر أن الحكم هو حق إلهي.. فما هي فرص تحقيق سلام دائم مع مليشيا الحوثي؟

2024-10-20 02:24:27 أخبار اليوم/بلقيس نت

   

في الآونة الأخيرة، أكد اجتماع أممي-أمريكي على أهمية ممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي الإرهابية لوقف الهجمات وإعطاء الأولوية لتحقيق السلام في اليمن. جاء ذلك خلال لقاء جمع بين القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، جون باس، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ.

وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، أكد الجانبان خلال الاجتماع على ضرورة هامة للإفراج عن موظفي الأمم المتحدة والعاملين في السفارات والمنظمات غير الحكومية المحتجزين لدى مليشيا الحوثي.

وأكد بيان القمة الأوروبية - الخليجية على أهمية دعم عملية سياسية منظمة وشاملة لإنهاء الصراع في اليمن، بقيادة يمنية ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، تحت رعاية الأمم المتحدة. يثير هذا الأمر تساؤلات حول إمكانية تحقيق سلام حقيقي مع مليشيا الحوثي، التي ترى أن حكمها لليمنيين هو حق إلهي.

- أسباب التباطؤ

يقول المحلل السياسي الدكتور عبد الوهاب التويتي: "من الواضح جدا أن هناك تأخرا وتباطؤا في تحقيق التقدم المطلوب الذي يتعلق بعملية السلام في اليمن، وكل هذا التباطؤ والتماهي مع مليشيا الحوثي يعود لعدة أسباب".

وأضاف: "السبب الأول: هو تعنت مليشيا الحوثي أمام مسألة السلام العادل، الذي يضمن حقوق اليمنيين، وينتزع منها السيطرة على ممتلكات الدولة، وحقوق الخصوم السياسيين، التي سطت عليها".

تابع: "من الأسباب أيضا، عدم وجود ضغط كافٍ على مليشيا الحوثي للانخراط الجاد في عملية سلام شاملة، من قِبل الرعاة الإقليميين والدوليين".

وأردف: "من هذه الأسباب عدم رغبة المليشيات نفسها بوجود عملية سلام في اليمن؛ لأنها تعتقد أن عملية السلام بالنسبة لها خسارة وليست ربحا، لأنها ستسلم الدولة، وستكون شريكا سياسيا، أو جزءا من المجتمع، وهي لا تريد ذلك بحكم أنها اليوم مسيطرة على جزء من البلاد".

وزاد: "المجتمع الدولي نفسه بحاجة إلى أن يشرك جميع الأطراف المعنية في عملية التفاوض لضمان الوصول إلى هذا الحل الشامل، الذي يحقق الاستقرار في اليمن، لذا يتماهى المجتمع الدولي مع مليشيا الحوثي، ومنحها الحصة الأكبر، ما يؤدي إلى أن الأطراف الأخرى لا تقبل بهذا الطرح لعملية سلام منقوصة، تكون فيها الشرعية ويكون فيها الشعب اليمني وحقوقه منقوصة، وهذا يؤدي إلى تأجيلها من وقت إلى آخر".

وقال: "المجتمع الدولي ينظر إلى اليمن ككتلة واحدة؛ فيها أطراف صراع، وهذا أساس المشكلة، وخطأ، فلا بُد من النظر إلى الجمهورية اليمنية على أن هناك مليشيات انقلبت على الدولة".

وأضاف: "وإذا بدأنا من هذه النقطة سوف تكون النتيجة مختلفة تماما بالنسبة للمجتمع الدولي، لكن المجتمع الدولي يظن أن هذه أطراف صراع محلية، ولا بُد عليه أن يدخل كوسيط للحل".

وتابع: "المجتمع الدولي يدرك حقيقة الحوثي، ولكن المسألة هناك تماهي من قِبل المجتمع الدولي بمحاولة إشراك مليشيات مسلحة انقلبت على الدولة، ولم تعترف حتى بالشرعية اليمنية، وهذا كله يؤدي إلى سلام منقوص بالتماهي مع المليشيات، ومحاولة إضعاف الشرعية اليمنية، لتحقيق مكاسب إقليمية ودولية في خط الملاحة الدولية، على محيط الموانئ اليمنية".

- الاتجاه المعاكس

يقول المحلل العسكري العميد ركن محمد الكميم: "الدعوة المشتركة في بيان القمة الخليجية - الأوروبية تأتي في إطار كل القمم، سواء على مستوى القمم العربية أو الثنائية بين الدول، وتهتم بأن تذكر في أحد مخرجاتها الدعوة للسلام، ودعوة الأطراف اليمنية، ودائما ما تتجه تلك الدعوات بشكل رئيسي للميليشيات الإرهابية، وهذه الطبيعة الدبلوماسية في عالم السياسة".

وأضاف: "دائما ما تكون الدولة اليمنية حاضرة، وتستجيب للدعوات بحسن نوايا، وتلبي هذه الطلبات؛ لإنهاء معاناة الشعب اليمني، وإنهاء هذه المأساة، التي تشكل ثقلا على المنطقة، سواء على المستوى الإقليمي أو دول الخليج".

وتابع: "اليمن هي من أهم دول الجوار لدول الخليج، ودول المنطقة، وأيضا تعتبر في موقع من أهم المواقع الجغرافية في العالم، بحيث أصبحت مشكلة اليمن مشكلة تؤرق العالم، خاصة مع وجود هذه المليشيات الارهابية".

وأردف: "في نفس الوقت، الذي يدعو العالم اليمنيين بشكل عام للانخراط في عملية سلام شاملة ودائمة، نرى مليشيا الحوثي تتجه اتجاها معاكسا تماما، وتحشد وتعزز الجبهات وتحرّض، وتتهرّب من كل ما يتعلق بمفهوم السلام".

وزاد: "أي شيء يُذكر فيه السلام نجد الحوثي يعتبره أمرا مرفوضا تماما؛ لأنه يعتبر السلام خسارة بالنسبة له، والحقيقة أن السلام يناقض فطرته ويناقض عقيدته".

وقال: "الحوثي لديه مشروعان، مشروع داخلي يتعلق بالإيدلوجية الدينية الخبيثة القائمة على السلالية والطائفية والعنصرية، وقائمة على استعباد اليمني، وعلى نظرة الاصطفاء الإلهي، إضافة إلى ارتباطه بالمشروع الإيراني".

وأضاف: "نرى اليوم العواقب الخطيرة لهذين المشروعين اللذين لا علاقة للشعب اليمني بهما، ولا يرتبطان بالشعب اليمني في كل اتجاهاتهما".

وتابع: "المشروع الإيراني مشروع خطير مؤذٍ للمنطقة، يتعلق بتصدير الثورة الإيرانية، ومشروع ولاية الفقيه، وهو مشروع خارج عن الدين، وعن العقيدة، وخارج عن العرب، وفي نفس الوقت المشروع الحوثي الخبيث الذي لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة والعدالة، ويؤمن فقط بالتبعية المطلقة له ولسلالته".

                      

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد