هل نُواجه خطر اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة للصراع الإيراني الإسرائيلي؟

2024-10-05 00:06:49 أخبار اليوم/بلقيس نت

  

شهدت مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء تصاعداً ملحوظاً في الأحداث، بعد الهجمات الصاروخية التي نفذتها حكومة طهران. فقد أضاءت سماء المنطقة إثر ردود فعل الحرس الثوري على مقتل إسماعيل هنية وحسن نصر الله وعدد من القيادات البارزة في محور الممانعة.

وأكد الحرس الثوري الإيراني أن الرد على إسرائيل يُعد مشروعاً وقانونياً، مهدداً بشن المزيد من الهجمات التدميرية في حال استهداف المواقع الإيرانية.

بحسب مراقبين تتصاعد في المنطقة نذر حرب إقليمية واسعة جراء إصرار إسرائيل على استمرار حربها على قطاع غزة وعدوانها على لبنان إضافة إلى غارات تشنها من حين إلى آخر على سوريا واليمن.

بينما تصر ميليشيا الحوثي في اليمن على استجلاب الصراع أكثر فأكثر إلى اليمنيين وكأن حربا واحدة لا تكفيهم محدثة ضحايا في المدنيين ولا أحد سواهم.

رسالة لا تصعيد

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي والباحث في الأمن البحري الدكتور علي الذهب، إن الهجمة الإيرانية جاءت لأن مقتل حسن نصر الله لم يكن ليمر دون أن يكون لإيران موقف عسكري قوي في ظل تداعيات الهجمات التي طالت إيران وحزب الله في لبنان.

وأضاف: اغتيال حسن نصر الله وقعه كان أقوى من اغتيال إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية، لأن حسن نصر الله كان يمثل الزعيم الإقليمي لجماعات ما دون الدولة الأشد إخلاصا واعترافا بدور إيران في دعم قوته لوجستيا وعسكريا وتدريبيا وماليا وهذا باعتراف حسن نصر الله.

وتابع: تفويت الفرصة لإيران للتدخل أو عدم إبدائها أي موقف عنيف تجاه ما حصل لحسن نصر الله، لم يكن متوقعا، ربما كان تأخره كان ترتيبا، وهو في الحقيقة لم يكن متأخرا لأنه اتى بعد مقتل نصر الله بأيام معدودات.

وأردف: فضلا عن ذلك، كانت هناك ضغوطا إقليمية ودولية جماهيرية وشعبية وعلى مستوى النخب ومستوى العالم كله، وضع إيران في موقف أشبه بأنه تآمري مع إسرائيل وأثار جدلا بهذا الخصوص، بأن هناك صفقات خفية بين الجانبين، وهناك من أشار إلى خوف إيران من التداعيات التي قد تنشأ للرد المضاد لأي هجمة تقوم بها.

وزاد: في كل الأحوال أنا أقول بأنه لو لم يقتل حسن نصر الله، ربما لم يكن لإيران موقف عنيف على النحو الذي قامت به ليله الثلاثاء.

وقال: هذه الضربة تمثل مناوشة عن بعد وهي تعني أن إيران دخلت فعلا هذه الحرب ولو انها أعلنت أن الرد انتهى.

وتساءل: لماذا أعلنت إيران أنها في البداية ستضرب؟ أن الصواريخ التي أطلقت هي صواريخ ذات قدرات عالية في السرعة تبلغ 15 ضعف لسرعة الصوت بمعنى أنها تصل في دقائق معدودة إلى مناطقها وبالتالي يصعب مواجهتها.

وأضاف: إذا لم تكن الضربة الإيرانية مفاجئة وكان من يقف وراء هذه الضربة لا يريد تصعيدا كبيرا وإنما يريد أن يوصل رسائل بحد ذاتها وقد فعلا وصلت.

وتابع: عندما أبلغت إسرائيل أو أشار لها الأمريكان إلى أن هناك ضربة محتملة، هذا ايضا تسريب دليل على أنه لا يراد لهذه الحرب أن تتسع وأنها كما قلنا مناوشات أو مشاغلات عن بعد ولا أهداف سياسية وأهداف عسكرية.

رد هزيل

يقول المحلل العسكري السوري العقيد هشام المصطفى، إن الرد الإيراني كانت مهمته فقط إعادة بعض المعنويات التي فقدت بين جماهير محور ما يدعى بالمقاومة والممانعة، وأنا كرجل عسكري اعتبره بأنه كان ردا هزيلا رغم أن إيران أطلقت عشرات الصواريخ.

وأضاف: نحن نهتم في النتيجة ماذا احدثت تلك الصواريخ هل قتلت شخصا واحدا عسكريا في إسرائيل؟ لا. هل تمكنت من ردع إسرائيل عن ما تقوم به؟ لا. إذا الرد الإيراني كان مرتبا بحيث انه لا يؤذي إسرائيل وبنفس الوقت هو يقوم فقط بإعادة بعض المعنويات للجمهور المؤيد للمحور الإيراني والحرس الثوري والميليشيات التابعة لها سواء في العراق او في اليمن او في سوريا ولبنان.

وتابع: ولا أدل على كلامي من أنه قبل بدء الهجمة الصاروخية التي قامت بها إيران باتجاه إسرائيل أن الأمريكان أبلغوا الإسرائيليين بأن هناك رد والرد سيكون هذه الليلة، وبالفعل بعد مضي ساعتين أو أقل أو أكثر قليلا، بدأ الرد الإيراني عبر سلسلة من الاستهدافات الصاروخية التي كما أسلفت لم تؤدي إلى أي نتيجة.

وأردف: إيران قالت بأنها ردت على اغتيال إسماعيل هنيه وحسن نصر الله بتلك الهجمات وحذرت إسرائيل بأنه في حال إسرائيل قامت بالرد على الهجمة الأخيرة سيكون الرد أقسى، وهذا الكلام نسمعه من إيران كثيرا وباستمرار ومع الاسف نرى جعجعة ولا نرى طحينا.

وزاد: أنا كرجل عسكري يهمني النتائج ماذا حققت تلك الضربة الإيرانية على إسرائيل، لا شيء، فقط رفعت معنويات الجمهور.

وقال: هناك من يقول بأن هذه الضربة أعادت لإيران مبدأ الردع او الرد على الضربة بضربة، لكن الردع يكون عندما تحقق الضربات أهدافا وتؤثر في الكيان الصهيوني.

وأضاف: محور المقاومة والممانعة هو للعرب السنة، وإيران توجهه باتجاه تدمير البلدان العربية والمكون السني، الذي يمثل الأغلبية العظمى في تلك البلدان.

وتابع: إيران بميليشياتها، سواء ميليشيا الحوثي أو ميليشيا أبو الفضل العباس، أو ميليشيا حزب الله، أو الميليشيا العراقية، نأسف أنها أوصلت جمهورنا العربي على المحيط العربي، أن يفرحوا باستهداف بلدان عربية من قبل عدو وهو الكيان الصهيوني الإسرائيلي.

                            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد