2024-11-28
الانهيارات الأرضية في اليمن: كارثة إنسانية تتطلب حلولاً مستدامة
في ظل الصراع القائم في اليمن، لم تُستثنَ الواجبات الدينية من التأثر بالسياسة. ما كان في الماضي حقاً مُقرراً للفقراء والمحتاجين، أصبح اليوم ساحة جديدة للصراع السياسي.
الزكاة، الركن الثالث من أركان الإسلام، أصبحت موضوعاً مثيراً للجدل في اليمن، حيث يُطرح النقاش حول وجهة الأموال ومن يستفيد منها فعلياً. هل تُصرف الزكاة حقاً وفقاً لتعاليم الدين، أم أصبحت أداة بيد القوى المسيطرة؟
الجذور الدينية للزكاة: الزكاة، في جوهرها، تمثل رمزاً للتضامن الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع. النصوص الدينية واضحة بشأن من يستحق هذه الأموال: الفقراء، المساكين، الغارمين، والعاملين عليها، إضافة إلى دعم المؤلفة قلوبهم وابن السبيل. إنها منظومة تهدف إلى إعادة توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية. لكن في اليمن اليوم، نجد أن هذه الفلسفة الإنسانية قد تأثرت بتوجهات سياسية، مما يدفعنا للتساؤل عن دور الزكاة في ظل الهيمنة السياسية.
سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على إدارة الزكاة:
أصبحت الزكاة في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي أداة سياسية أكثر منها واجباً دينياً. تم إنشاء هيئات خاصة بإدارة الزكاة، وجُمع المال تحت إطار السلطة الحوثية. وفقاً لمصادر عدة، يتم توجيه جزء من هذه الأموال لدعم الأنشطة العسكرية وتأمين الولاء السياسي، بينما الفقراء والمحتاجون الذين لا يدينون بالولاء لهم قد لا يحصلون على نصيبهم المشروع من الزكاة. هذه السياسة تتناقض مع روح الإسلام وتعكس استغلالاً لموارد المجتمع لتحقيق أهداف ضيقة.
الزكاة بين الطاعة الدينية والتحديات السياسية:
من الواضح أن الزكاة تحولت من واجب ديني إلى سلاح سياسي. في ظل هذه السيطرة، نجد أن موارد الزكاة باتت تُوظّف لخدمة السلطة القائمة، وليس لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة.
السؤال هنا: أين موقع الفقراء والمحتاجين من كل هذا؟ كيف يمكن أن يتم تبرير تحويل أموال الزكاة إلى موارد لتمويل الصراع بينما يعاني الشعب اليمني من الفقر والحاجة؟ إن هذا الوضع يدعو إلى مراجعة حقيقية لدور المؤسسات الدينية والاجتماعية في اليمن، وضرورة العودة إلى المبادئ الأساسية التي من أجلها شُرعت الزكاة.
المثقف والصحفي أمام مسؤولية الكشف عن الحقيقة:
لا شك أن المثقفين والصحفيين اليمنيين اليوم أمام مهمة عظيمة. عليهم مسؤولية كشف الحقائق ومساءلة القوى المسيطرة حول مصير أموال الزكاة.
هل نحن أمام تسييسٍ للدين على حساب المحتاجين؟ هل تُستخدم هذه الأموال في تحسين أحوال الفقراء، أم أنها تُستغل لتعزيز السلطة القائمة؟ إن توعية الرأي العام اليمني، وتسليط الضوء على هذه القضية، يعدّ ضرورة ملحة في ظل الأوضاع الراهنة.
الزكاة في اليمن اليوم ليست مجرد أموال تُجمع وتُوزع وفقاً لما أمر به الدين. إنها أداة قد تُستخدم لزيادة الهيمنة السياسية وإدارة الصراع. المثقفون والصحفيون اليوم مدعوون لفتح هذا الملف الشائك وكشف الحقيقة للشعب اليمني، لأن بقاء هذه القضية في الظل سيزيد من معاناة الفقراء ويكرس اللامساواة في توزيع الموارد. حان الوقت لطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش وإعادة توجيه الزكاة لتؤدي دورها الحقيقي: دعم الفقراء والمحتاجين، بعيداً عن أي استغلال سياسي.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد