2024-11-28
الانهيارات الأرضية في اليمن: كارثة إنسانية تتطلب حلولاً مستدامة
لقد شهدت الفترة التي تلت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية ظهور حالة من القمع، حيث أصبح رفع العلم الوطني خلال احتفالات اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر جريمة يعاقب عليها القانون. وقامت الميليشيات باختطاف المئات من الناشطين بتهمة رفع هذا العلم في المناطق التي تسيطر عليها.
تأتي الحادثة في سياق معروف لقمع كل مظاهر الاحتجاج، وانتهاك حقوق الحريات العامة وحقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير والحق في التظاهر السلمي، والتي لا حصر لها. ومع ذلك، فإنها تكشف عن بشاعة المليشيا بصورة واضحة.
على الرغم من احتفائهم وتعبيرهم عن انتمائهم الوطني، إلا أن عشرات المختطفين لا يزالون في سجون مليشيا الحوثي، التي تسعى لفرض هويتها الطائفية عليهم بالقوة.
- ظاهرة شائعة لدى المليشيا
يقول الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي: الاختطاف قد أصبح ثقافة لدى مليشيا الحوثي، وسلوكاً اعتدنا عليه منذ تأسيس هذه الجماعة. لقد استخدمت الاختطاف ضد معارضيها حتى قبل انقلابها الدموي على السلطة في سبتمبر 2014 كوسيلة لإسكاتهم.
ولفت إلى أن "مليشيا الحوثي كانت تختطف المواطنين المعارضين لها في صعدة؛ وكان لها سجون سرية في صعدة حتى قبل انقلابها على السلطة، وكانت تمارس اختطافات واسعة، ولا يزال بعض المخفيين إلى الآن في سجونها منذ الحروب الستة في صعدة".
وأضاف: "نتذكر، قبل فترة، أنه عثر على جثامين عدد من الضحايا المختطفين في أحد الكهوف، حيث تم ردم الكهف وهم داخل هذا المكان".
وأكد أن "الاختطاف هو جزء من سلوك هذه المليشيا، وينم في الحقيقة عن طبيعة غير سوية طبيعة غير إنسانية؛ لأنها أولاّ: جماعة خارجة عن القانون".
وتابع: "هذا سلوك عصابات، فلا يمكن لمواطن صالح أن يختطف أشخاصا ويودعهم السجون أو مراكز اعتقال خاصة به".
وأردف: "هذه جماعة غير سوية أصلا، وعندما بسطت سيطرتها على مؤسسات الدولة، واجتاحت المدن ظل هذا السلوك ملازما لسياساتها، واتخذته كواحدة من أدواتها في تكميم أفواه المجتمع، وفي محاولة لفرض الصوت الواحد".
وزاد: "نتذكر، في اللحظة الأولى لسيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء، كان هناك آلاف المختطفين لا نقول معتقلين؛ لأنها سلطة غير شرعية، فهم مختطفون، والبعض كان يقدر عدد المختطفين بـ7000 شخص في العاصمة صنعاء إبان اجتياح المليشيا".
وقال: "عندما كان اليمنيون يقررون في كل حدث، أو مناسبة وطنية، ولا سيما في الاحتفاء بذكرى 26 سبتمبر، طوال السنوات الماضية، كانت مليشيا الحوثي تشن حملات اختطاف للمواطنين".
وأضاف: "هذه الاختطافات هي من ناحية جزء من سلوكها وممارساتها، وجزء من ثقافتها، ومن ناحية أخرى هي جزء من رسائل الإرهاب التي تمارسها على المجتمع، فيما الأمر هي تفصح كل سنة أكثر من ذي قبل عن عدائها الشديد للجمهورية، ولثورة 26 سبتمبر، وهي الثورة الأم لليمنيين، التي قضت على نظام الإمامة الملكي الرجعي المتخلف في اليمن، وأرست مداميك النظام الجمهوري".
- منهجية متأصلة
يقول الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان، عصام بلغيث: "مليشيا الحوثي، وما يتعلق بملف المختطفين، أو موضوع الاختطاف، فهي منهجية ثابتة ومتأصلة منذ أن كانت المليشيا في صعدة قبل السيطرة على السلطة في صنعاء".
وأضاف: "مليشيا الحوثي كانت تمارس الاختطاف بحق أبناء صعدة والمناطق التي كانت تتواجد فيها؛ بهدف الإرهاب والإعلان عن وجودها، حتى تقول للناس: نحن موجودون نحن نمتلك السلطة، ونمتلك القوة، ونمتلك السلاح".
وتابع: "الاختطاف منهجية المليشيا لإثبات الحضور، وبعد أن انتقلت إلى العاصمة صنعاء وانقلبت على الدولة، أصبح الاختطاف كذلك منهجية بأدوات الدولة، حيث باتت تقول للمواطن: نحن حاضرون نحن نمتلك السلطة، ونمتلك السلاح، وقادرون على الوصول إلى كل مواطن، وإيداعه في سجوننا".
وأردف: "أنا عندما كنت مختطفا لدى مليشيا الحوثي كان يأتي إليَّ المشرف الحوثي ويقول لي: أنت مجرد رقم، ولا تسوى شيئا، رُبع حبة دجاج ونفر رز، وستجلس عندي ثماني سنوات دون أن يهتز لي رمش".
وزاد: "هناك معلومات خطيرة جدا من العاصمة صنعاء، هناك اختطافات تجاوزت المئات، هناك اختطافات للمئات من النساء، ولا يستطيع ذووهن التحدث عن اختطافهن".
وقال: "كان هناك اختطافات عشوائية للنساء تمت في العاصمة صنعاء، كانت المليشيا تظن أن هؤلاء النسوة اللواتي يتواجدن في الشارع خرجن للاحتفال بثورة 26 سبتمبر، فقامت باختطاف المئات بحُجة ضبط الأمن، وعدم السماح بخروج المسيرات، وللأسف هذه الأسر لا تستطيع أن تتحدث عن هذه الاختطافات؛ حفاظا على بناتهن؛ حفاظا على عائلاتهن".
وأضاف: "تم الإفراج عن نسبة كبيرة من تلك النسوة، لكن كانت هناك اختطافات تمت بطريقة عشوائية وممنهجة لأحياء معينة، كان يتوقع أن يخرج منها المواطنون للاحتفال ب26 سبتمبر".
- استفتاء شعبي
يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري: "رفع العلم الوطني هو رسالة لمليشيا الحوثي، وهو استفتاء شعبي بأنه لا مكان لكم بيننا".
وأضاف: "هي رسالة أيضا بأن الشعب اليمني يرفض مبدأ الولاية، التي تدَّعيه مليشيا الحوثي، وأيضا نظرية التمييز العنصري والتفوق العِرقي والحق الإلهي في الحكم".
وتابع: "مليشيا الحوثي جماعة جاءت من غبار التاريخ لم تأتِ عبر عملية ديمقراطية، أو عبر تعددية سياسية، أو عبر صناديق الاقتراع، هي جاءت عبر البارود، وعبر السلاح، وعبر المؤامرات والخيانات، ولذلك هي تشعر بالنقص؛ لأنها لا تمتلك أي رصيد سياسي".
وأردف: "مليشيا الحوثي إذا عاشت في أجواء سياسية وديمقراطية فإنها ستموت وستذوب تماما، ولذلك هي تخشى من عودة النظام الجمهوري داخل صنعاء، ولم تستطع أن تكتم غيضها الشديد قامت باختطاف الناس، والدوس على العلم الوطني في انتهاك صارخ للدستور اليمني، وللقوانين النافذة في البلاد".
وزاد: "اليوم المليشيا تعتقل الناس بمجرد رفع العلم الوطني؛ وهذه خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم عليها أمام القضاء كل من مارس هذا الانتهاك بحق ابناء الشعب اليمني".
وقال: "اليوم أصبح رفع العلم الوطني جريمة يُعاقب عليها الشعب اليمني، وحتى الأطفال الذين يرسمون العلَم الوطني على وجوههم، حتى من يحتفلون داخل منازلهم قامت المليشيا بمداهمة منازلهم واختطافهم".
وأضاف: "مليشيا الحوثي وصلت إلى حالة من الرعب والتخبط والارتباك، في صنعاء اليوم أكثر من 500 مختطف، الكثير منهم من الأطفال، وهناك نساء تم اختطافهن بصورة مسيئة، وليس هناك أي تهمة سوى رفع العلم الوطني، أو الاحتفال بثورة الـ26 من سبتمبر".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد