ما هي خيارات اليمنيين في مواجهة مشروع ميليشيا الحوثي بعد مرور 10 أعوام على الانقلاب؟

2024-09-23 01:58:18 أخبار اليوم/بلقيس نت

  

قد مرت عشر سنوات من المعاناة، تشكلت خلالها آلاف الأدلة على فداحة الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية جراء استيلائها بالقوة على السلطة. كما تكشف هذه السنوات عن جسامة الجريمة التي ارتكبت بحق اليمن، من قِبَل مَن سهلوا طريق الحوثيين من الكهوف المجهولة إلى دار الرئاسة والقصر الجمهوري ووزارة الدفاع، وصولاً إلى القيادة العامة للجيش، بعد أن ظلت تلك القوى عاجزة أمام قرية دماج لسنوات عديدة.

خلال عشر سنوات من الحرب والفشل، ذاق اليمنيون صنوفا من المرارات؛ تسببت في موت آلاف منهم في سن الشباب.

فالعام الواحد في ظل سلطة الميليشيات أهدر من أعمار اليمنيين عشر سنوات بحساب الألم والحرمان، فوصل الناس إلى سن الشيخوخة، وماتوا بأمراض كبار السن وهم في الثلاثين والأربعين من أعمارهم.

تخوض ميليشيا الحوثي حروبها ضد اليمنيين بأدوات مختلفة؛ منها التجويع والإفقار لسحق الإرادة؛ وتسهيل تجنيد الضحايا، واستخدامهم خزانا بشريا مجانيا للمقاتلين.

- شعارات

يقول الباحث السياسي الدكتور عادل د شيلة؛ "ميليشيا الحوثي، منذ اليوم الأول، منذ أن أسست مشروعها السياسي القائم على اختزال السلطة فيما يسمى بالسيّد العلم أو بآل البيت؛ اتخذت وسيلتين أساسيتين لتنفيذ مشروعها السياسي".

وأضاف: "الوسيلة الأولى أنها حاولت استعطاف القبائل الزيدية، أو القبائل المحسوبة على التيار الزيدي في المناطق الشمالية على أنها تريد نشر الحق والفضيلة، فيما الوسيلة الأخرى استخدمت نهج الفكر الخميني، ولهذا بدأت بتصفية الأبرياء في دماج، ثم بعد ذلك تصفية الرموز القبلية، وتدمير المنازل لتخويف القبائل".

وتابع: "كانت تلك الممارسات تحت شعارات عدّة، تارة تحت شعار تحرير القبائل من آل الأحمر والإصلاح، وتارة تحت شعار مواجهة المد السعودي، أو مواجهة المد الوهابي، أو مواجهة ما يسمى بالعدوان، أي أنها ما بين فترة وأخرى كانت تتخذ إستراتيجية خاصة لتثبيت أركان حكمها، والسيطرة على المناطق القبلية بالقوة العسكرية، وحوثنة تلك المناطق، حتى وصلت إلى إسقاط البلاد، وسمّت نثرتها في ذلك الحين بثورة 21 سبتمبر، ولكنها كانت نكبة على اليمنيين، مرّ عليها عقد من الزمن، وما زلنا حتى هذه اللحظة نعاني من تلك النكبة".

وأردف: "ميليشيا الحوثي ليست جماعة اجتماعية تسعى إلى تغيير جذري، أو إلى مساعدة المجتمع في الخروج من الأزمات الاقتصادية، أو ما شابه ذلك، إنما هي جماعة عنف سياسية، وبالتالي كان أكبر خطأ إستراتيجي ارتكبته الأحزاب السياسية أنها أشركت هذه الميليشيات في الحوار الوطني وبيدها السلاح، حيث كانت يد تحاور ويد تسقط القرى والمناطق القبلية؛ حتى تم إسقاط العاصمة صنعاء".

وزاد: "ميليشيا الحوثي تريد تثبيت مشروعها السياسي القائم على اختزال السلطة فيما يسمى بالسيّد العلم، ولهذا هي -خلال الفترة الماضية- لم تقل إنها صاحبة المذهب الاثنى عشري، أو أنها تتبع المذهب الإيراني، أو أنها زيدية، هي تقول إنها حركة اجتماعية يمنية ذات حاضنة زيدية، لكنها لا تمثل المذهب الزيدي، ولا المذهب الإيراني، كما يقول أحد الباحثين اليمنيين، بل إنها خليط من هذين المذهبين".

وأضاف: "لذلك ميليشيا الحوثي تسعى إلى تثبيت مشروعها السياسي على حساب مصالح اليمنيين؛ وهو مشروع اختزال السلطة فيما يسمى بالسيد العلم".

- الحرب ضد الحوثي إجبارية وليست خيارا..

تقول الباحثة في التاريخ اليمني، الدكتورة أروى الخطابي: "أنا اسمّي يوم 21 سبتمبر بأنها الذكرى العاشرة للنكبة العاشرة، التي حولت اليمن إلى ما بعد العصور الوسطى خلال عشر سنوات".

وأضافت: "خلال العشر سنوات الماضية، خسرنا ما أنجزته الجمهورية خلال الـ50 عاما الماضية، منذ ثورة 26 سبتمبر الخالدة، خسرنا كل شيء، خسرنا الدولة، وخسرنا الاقتصاد، وخسرنا الأمن الاجتماعي، وخسرنا

حتى النسيج الاجتماعي، الذي رممه اليمنيون، وتناسوا جرائم الإمامة خلال 1000 سنة، حيث جاءت ميليشيا الحوثي وشتَتَ شمل اليمنيين، ومزقت نسيجهم الاجتماعي، وأورثتنا دار الخراب".

وتابعت: "ميليشيا الحوثي لم تنجز سوى المقابر، حيث أصبحت لدينا مقابر ممتدة، لا تستطيع العين أن تشاهد مساحتها، حتى بالطيران الدرون، وهذا هو الشيء الوحيد الذي أنجزته ميليشيا الحوثي، إلى جانب كراهية العالم لليمنيين، واعتبار اليمن خطرا على العالم والسلم الدوليين بتهديده مياه البحر الأحمر والاقتصاد العالمي الذي يمر عبر باب المندب".

وأردفت: "ميليشيا الحوثي حولت اليمن واليمنيين إلى منطقه إرهاب، ترهب جيرانها وترهب أصدقاءها في العالم، وأصبحت اليمن دولة معزولة، ولا أحد يريد أن يقيم علاقات دبلوماسية معها".

وزادت: "الإعلام العالمي أيضا نسي اليمن كحرب في ظل الحروب الأخرى مع أوكرانيا وفي غزة، لذا نحن في كارثة حقيقية، فاليمنيون يموتون جوعا، والأزمة الاقتصادية تزداد عمقا وتزداد خطورة، والنسيج الاجتماعي تمزق إلى الأبد، فلم يعد بمقدور اليمنيين أن يعيشوا بسلام بين بعضهم البعض".

وقالت: "هناك محاولات للسلام مع ميليشيا الحوثي، وأنا قلت مرارا وتكرارا وأقولها في هذا اليوم في هذه الذكرى العاشرة للنكبة، بكل وضوح، إنه لا بُد من كسر الحوثي عسكريا، وكسره إلى الأبد، وكسر جماعته".

وأضافت: "نحن في ثورة 26 سبتمبر لم نقصِهم، وها هم الان يسمعوني عبر تلفزيون بلقيس وعبر كل الإذاعات والشاشات التي أظهر فيها، ومن خلال كل المقابلات، وأقول لهم نحن لم نقصِكم، وثورة 26 سبتمبر قامت على أسرة بيت حميد الدين فقط، وعندما قامت الثورة كنتم أنتم جزءا منها، وكنتم طوال الجمهورية أنتم من تتحكمون في مسارها، كنتم الوزراء، والسفراء، والعمداء، وعمداء الجامعات، والدبلوماسيين، ولم يقصكم أحد، فبماذا قصرت معكم الجمهورية؟ ومن عذبت منكم؟".

وتابعت: "حتى عندما كنتم تتخابرون مع إيران ولبنان لم نسمع أن احدا منكم أُعدم أو قتل أو عذب في السجون، بل خرجتم وأنتم أثرياء وأغنياء وأصحاء، والآن بعد عشر سنوات حتى النساء لم تحترموهن وقمتم باعتقالهن، كذلك الأطفال، فماذا بقي بيننا وبينكم؟".

وتابعت: "الآن أنا لا أخاطب الحوثي، أنا أخاطب الهاشميين المتعلمين الذين أعطتهم الجمهورية كل الثقة بأننا شعب واحد، وأن لا فرق بين هاشمي وبين غير هاشمي، وأن اليمنيين أمة واحدة، وهكذا قالت ثورة 26 سبتمبر".

وأردفت: "نحن -كيمنيين- أخطأنا في إقصاء الدكتور عبد الرحمن البيضاني، وهو مِن قادة الثورة الأوائل، أقصيناه فقط لأنه حذرنا منهم، وقلنا له أنت طائفي، وأخرجناه إلى مصر".

وزادت: "لن نستعيد دولتنا وجمهوريتنا اليوم إلا بالانتصار العسكري، فالمفاوضات لن تنهي الحوثي، ولن تجبره على ترك دولتنا، فلا سلام مع هذه الميليشيات، وهذا ما قلته مرارا وتكرارا، فالسلام بالنسبة لها هو الاستسلام الكامل والشامل، بحيث إنها تستعبد اليمنيين كما ترى وكما تشاء".

وقالت: "هذه المفاوضات ستذهب بنا في حروب لا طائل من ورائها، وستكون نتائجها كارثية، وهذا ما سيحدث، ومن ينكر ذلك فهو لا يعرف التاريخ، ولا يعرف المسارات السياسية في المنطقة".

وأضافت: "ربما تنفجر حرب عالمية، وستكون اليمن طرفا فيها، شاء اليمنيون أم لم يشاءوا، وعليهم أن يشاءوا أن يدخلوا لاستعادة كرامتهم، وفي هذه الليلة المشؤومة أقول لليمنيين أن لا خيار أمامكم، فالحرب مع مليشيا الحوثي إجبارية، والثورة ضدها إجبارية، وليست خيارا".

                        

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد