قوة عسكرية أميركية متجهة إلى البحر الأحمر: حاملة طائرات وسفن حربية و6 آلاف جندي

2024-09-22 08:18:07 أخبار اليوم /رشاد الشرعبي

  

مع انطلاقة الساعات الأولى من شهر سبتمبر الجاري، أعلن اليمنيون بداية احتفالاتهم بالشهر الذي شهد في نهايته ثورة 26 سبتمبر 1962. وقد جاء هذا الاحتفاء مختلفاً عن العقود الماضية، حيث اعتاد اليمنيون على الاقتصار على الاحتفالات الرسمية التي كانت تنظمها اللجنة العليا للاحتفالات وفروعها في المحافظات، ولم تكن تشمل الأبعاد الشعبية والتراثية التي تُبرز عمق هذه المناسبة الوطنية.

تصاعد الاهتمام والاحتفاء الشعبي خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني في 21 سبتمبر 2014م، والذي اجتاحت فيه العاصمة صنعاء واختطفت مؤسسات الدولة وأقحمت البلاد في حرب لم تتوقف، وأودت بحياة مئات الآلاف من اليمنيين قتلى وجرحى، وملايين النازحين، وحاولت تطييف المجتمع وحاولت كذلك ولا زالت القضاء على ما اكتسبه اليمنيين من منجزات خلال خمسة عقود على قيام الثورة اليمنية.

وشهدت الوسائط الاجتماعية، حملة مكثفة تبشر بقدوم الشهر المبارك (سبتمبر) وقدم البعض منهم التهاني بإطالته البهية كشهر مقدس لدى اليمنيين، حيث كتب الناشط الإعلامي في محافظة مأرب عبدالله أبو سعد مخاطباً اليمنيين "عظموا شعائر سبتمبر في قلوبكم، عيشوا أفراحه ومناسباته، واستلهموا من ثورة 26 سبتمبر معاني الكرامة والحرية وكل قيمها المباركة".

ويرى وكيل وزارة الثقافة زايد جابر، أن ثورة سبتمبر٦٢ كانت اهم حدث في تاريخ اليمن كله، ومنذ بدأت مخاطر الإمامة ممثلة بنسختها الجديدة (الحركة الحوثية) تتهدد هذا المنجز الكبير، بدأ الشعب بكل فئاته يدرك أهميتها، ومخاطر التفريط بمكتسباتها، خاصة بعد سقوط الدولة بيد المليشيات الحوثية في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م.

وأوضح جابر في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر المجيد، أن ميليشيا الحوثي ظهرت على حقيقتها كنقيض موضوعي للثورة والجمهورية، فزاد الاهتمام الشعبي بثورة ٢٦ سبتمبر وتاريخها وأبطالها ومنجزاتها.. مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة أصبح الاحتفال بسبتمبر أحد أدوات ووسائل الشعب لمواجهة دعاة الإمامة وسياستهم الرامية لطمس معالم الثورة.

وكثف الناشطون من مختلف الأطياف والفئات والشرائح منشوراتهم بشأن سبتمبر وثورتهم التي اندلعت شرارتها في سبتمبر قبل 62عاما، ونشر قصائد شعراء اليمن وفي مقدمتهم الشهيد محمد محمود الزبيري، وعبدالله البردوني، وعبدالعزيز المقالح، والأغاني الثورية بصوت فنان اليمن أيوب طارش عبسي وخاصة كلمات عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول).

ويقول وكيل وزارة الثقافة "إن الاحتفال بهذا الحدث لم يعد مقصوراً على يوم الـ٢٦ من سبتمبر، وإنما صار طوال الشهر، ويستدرك "وهو أمر غير مسبوق في اليمن وغير اليمن".. مشيراً إلى أن مليشيات الحوثي الإرهابية أدركت مخاطر هذا الاحتفاء الشعبي الواسع بالثورة خصوصاً في مناطق سيطرتها، حيث شعرت أن جهودها الطائفية المدعومة بالقوة واستغلال الأوضاع الاقتصادية للشعب لطمس معالم الثورة واستبدالها بخرافة الولاية وتقديس السلالة باءت بالفشل فقامت في العام الماضي باعتقال العشرات من الشباب الذين احتفوا بالمناسبة.

طمسها مستحيل...

ويؤكد زايد جابر، أن الميليشيات الحوثية، وبسبب أن الاحتفال بها بدأ مع مطلع شهر سبتمبر حاولوا التشويش عليها من خلال استنفارهم للاحتفال بالمولد النبوي والذي جعلوا منه مناسبة طائفية وسلالية ومناسبة لجبي ونهب أموال المواطنين.

واستدرك "لكن كل ذلك لم ولن يثني الشعب عن إحياء مناسبته الوطنية التي تعد محل إجماع وطني ورسالة رفض لأي مساس بها وبمنجزاتها ورفض لدعاوى الولاية والاصطفاء".

ورغم كره المليشيات الحوثية الإرهابية لثورة الـ 26 من سبتمبر ومحاولات طمسها من الذاكرة الشعبية، الا انهم باتوا يدركون استحالة ذلك ولهذا لم يجرؤا على مهاجمتها بشكل علني، و-بحسب جابر- فإن هذا يؤكد رسوخ الثورة وأهدافها لدى الشعب، وأنها ستظل محور ارتكاز لنضالهم المستمر حتى استعادة الجمهورية وأهداف الثورة مهما كانت التضحيات.

ومع بزوغ شمس سبتمبر هذا العام، كثفت الوسائط الاجتماعية من عملية النشر الذي شمل لصور أبطال ثورة 26 سبتمبر1962م وفي مقدمتهم أول رئيس للجمهورية المشير عبدالله السلال، والشهيد علي عبدالمغني والأستاذ أحمد محمد نعمان، والزبيري والكثير من الأبطال، حتى مبدعو الفن التشكيلي تسابقوا لرسم صور أبطال وقادة الثورة، مع إعادة بث أغاني المدارس والفرق الفنية خاصة في مدينتي تعز ومأرب للأغاني الثورية القديمة التي سجلت في احتفالات الأعوام السابقة بالمناسبة.

ثورة متجددة...

ويقول وكيل وزارة الإعلام نجيب غلاب "إن لاحتفال الشعبي المكثف مع إطلالة شهر سبتمبر يأتي في ظل تغول الإمامة بنسختها الحوثية وحجم المظالم التي مست كل يمني والفساد الذي يحكم منظومة الطغيان الحوثي ويمارسه بالقوة والقهرة وبلا أي خوف".

وينوه غلاب في تصريح خاص لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن هذا الاحتفاء بالثورة اليمنية المجيدة ٢٦ سبتمبر، يأتي في الوقت الذي يرى كل يمني فيها العدل والإخوة والمساواة والحرية، وأنها خلصت الشعب من عجرفة وعنجهية وطغيان الحكم الرجعي الكهنوتي المتخلف، ومع عودته بالنسخة الجديدة (الحوثية).

ويضيف "أن المليشيات الحوثية الإرهابية، أكثر جشعاً وتوحشاً واحتقاراً للشعب والكذب عليه وخديعته ثم نهبه ودفع البلاد كلها للفقر والجوع والرهان على الحروب الداخلية واستدعاء الحروب الخارجية كحل لتثبيت حكم السلالة وإضعاف اليمن واليمنيين وإنهاك كل ما يمكنه أن يمثل مقاومة للمليشيات العنصرية".

الاستعدادات جارية للاحتفاء بثورة سبتمبر شعبيا حتى في مناطق سيطرة المليشيات، ويتم الإعداد لرفع العلم الوطني وتنظيم مسيرات أقوى من التي شهدتها الكثير من المناطق وفي مقدمتها مدينة صنعاء وكذلك مدن إب وذمار والحديدة رغم ما شهدته من اعتقالات وملاحقات للناشطين الذين خرجوا ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 2023م.

ويوضح وكيل وزارة الإعلام، أن اليمني صار يحدوه الأمل بتجديد هذه الصورة المجيدة، وهي دعوة مفتوحة من خلال هذا الاحتفال والاحتفاء أن يكون الجميع ثوار كمثل الآباء والأجداد المؤسسون لسبتمبر ومجده الذي لم ولن ينطفئ.. مؤكداً أن ٢٦ سبتمبر ثورة متجددة، وانبعاث قادم سيكون أوسع وسيشارك في انبعاثها كل اليمنيين دون استثناء.

الاحتفاء مقاومة...

ويقول الناشط الإعلامي، عامر دعكم "أن سبتمبرنا لا سبتمبرهم عيدنا الاستثنائي، شهرنا المميز، ربيع الوطن الذي تزهر فيه أحلامنا.. مشيراً إلى أهمية سبتمبر حيث ولدت فيه الجمهورية التي يتوجب علينا أن نعض عليها بنواجذنا تمسكاً بالحرية والكرامة.

ويرى الوكيل المساعد لوزارة الشباب والرياضة، مانع المطري، ان الاحتفاء الشعبي المتصاعد بذكرى ثورة الـ٢٦ من سبتمبر المجيدة بشكل غير مسبوق من قبل الجماهير اليمنية وبصورة تفوق ما كنا نشهده من احتفاء قبل انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية، هو حالة تعبير طبيعية عن رفض الجماهير اليمنية لعودة الإمامة والكهنوت والطبقية بكل أشكالها وصورها.

وينوه المطري في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إلى أن ذاك الاحتفاء يزيد عام بعد عام، بسبب تكشف أوراق مليشيات الحوثي، وتساقط أقنعتها التي ظللت بها كثير من العوام بأنها لا تستهدف الجمهورية ولا تسعى لاستعادة الإمامة بصورة جديدة أكثر قبحاً وبشاعة وتوحش.

ويؤكد المطري، أن الاحتفاء بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر، يمثل حالة من حالات المقاومة لمشروع الحوثي، ومحاولاته طمس ملامح الثورة المجيدة وتزوير الذاكرة الوطنية وتلويثها بالخرافات التي تقدس خرافة وكهنوت الإمامة.

                        

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد