مؤلف "باب الشمس".. رحيل الروائي والكاتب اللبناني إلياس خوري

2024-09-15 21:13:28 أخبار اليوم - متابعات

   

توفي القاص والروائي والناقد والكاتب المسرحي اللبناني إلياس خوري، الأحد 15 سبتمبر، عن عمر ناهز 76 عاماً.

وولد إلياس خوري في بيروت عام 1948، ويعتبر واحداً من أهم الكتاب اللبنانيين في مجال الأدب، حيث كتب 10 روايات تُرجمت إلى العديد من اللغات، بالإضافة إلى 3 مسرحيات وسيناريوهات، فضلاً عن العديد من المقالات النقدية.

وشارك خوري في تحرير عدة صحف ومجلات بارزة، من بينها "شؤون فلسطينية" و"الكرمل" و"السفير"، كما شغل منصب المدير الفني لمسرح بيروت، وكان مديراً مشاركاً لمهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة.

وتولى أيضاً رئاسة تحرير الملحق الثقافي لصحيفة "النهار"، كما عمل أستاذاً زائراً في جامعات مرموقة بالولايات المتحدة، بما في ذلك جامعة نيويورك في 2006، وفقاً لما أوردته الوكالة المركزية للأنباء.

ونشر خوري روايته الأولى في العام 1975 بعنوان "لقاء الدائرة"، وكتب سيناريو فيلم "الجبل الصغير" في 1977، والذي تدور أحداثه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن أعماله الأخرى "رحلة غاندي الصغير"، التي تدور حول مهاجر ريفي يعيش في بيروت خلال أحداث الحرب الأهلية.

وعُرف إلياس خوري بأنه كاتب غزير الإنتاج، وكانت رواياته تتراوح بين 110-220 صفحة، بينما كانت رواية "باب الشمس" استثناءً في طولها. وتميزت رواياته بنهجها المعقد في المواضيع السياسية والأسئلة الوجودية، ويتضمن أسلوبه السردي حواراً داخلياً، وكان يميل في أعماله الحديثة لاستخدام اللغة العربية العامية.

ولا تزال اللغة العربية الفصحى الحديثة تشكل أساس رواياته، ويستخدم اللهجات في السرد الرئيسي برواياته، وهو أمر غير معتاد في الأدب المعاصر.

وتُرجمت أعماله ونشرت دولياً باللغات الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية والسويدية والكتالونية.

أشهر روايات إلياس خوري

- "باب الشمس".. الرواية الأطول

حققت رواية باب الشمس للكاتب إلياس خوري التي صدرت عام 1998 نجاحا كبيرا وصارت من الروايات المهمة التي تناولت القضية الفلسطينية وقد حولها المخرج يسرى نصر الله إلى عمل سينمائي في 2002.

وكتب خوري رواية "باب الشمس"، التي تضمنت إعادة سرد ملحمية لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ نزوح الفلسطينيين عام 1948، وتناولت أيضاً أفكار الذاكرة والحقيقة ورواية القصص.

في "باب الشمس" يمضي إلياس خورى بسرد مسيرة المطر والموت والوحل، تهجير ومخيمات وأناس يحلمون بالحياة، يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعاً، والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقى والمطر.

ينسج إلياس خوري من كسر الحكايات الشخصية للفلسطينيين مادة روايته مقيما معمارا تتداخل فيه حكايات شخصياته وتتراكب ويضيء بعضها بعضا ويوضح البقع الغامضة في بعضها الآخر، وإذا كانت الحكاية المركزية في الرواية هي حكاية يونس الأسدي، الرجل الذي يرقد في مستشفى الجليل فاقدا وعيه، فإن حكاية الراوي نفسه، أو حكايات أم حسن وعدنان أبو عودة ودنيا وأهالي مخيم شاتيلا، لا تقل مركزية عن تلك الحكاية الأساسية التي تشد الحكايات الأخرى إلى بعضها بعضا، والتي يقوم الكاتب بتضمينها في جسد حكاية يونس الأسدي وتوزيعها على مدار النص للوصول في النهاية إلى لحظة الموت وصعود الحكاية إلى أعلى، والى سدة التاريخ المخادع الذي يهزم الكائنات.

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال خوري صاحب رواية "باب الشمس"، إن الفلسطينيين الذين أقاموا "قرية" حملت اسم كتابه، على أراض ستصادرها إسرائيل لبناء مشروع استيطاني، "هم أحفاد بطل روايتي يونس" ومعهم "يتجدد الحلم الفلسطيني" .

- أسمي آدم

يروي الكاتب الفلسطيني "إلياس خوري" في رواية "أولاد الجيتو - اسمي آدم" حكاية "آدم دنون"، المهاجر الفلسطيني إلى نيويورك، الراوي الذي حاول أن يكتب رواية، ومن ثم ينتقل إلى كتابة حكايته الشخصية، فيروي عن طفولته في مدينة اللد التي احتلّت عام 1948 قبل طُرد أغلب أهلها وسكانها وكيف بقيت والدته مع رضيعها في المدينة المحتلة، في ملحمة درامية عن الصمود أمام المحتل وصمت الضحايا.

- سينالكول

يقدم لنا الكاتب تصويرًا شفافًا للمجتمع اللبناني بمختلف طبقاته خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي تأخذ حيزا من التشخيص يجعلها أحد أبطال وشخصيات هذه الرواية.

هناك محور وهو عائلة الصيدلي "نصري الشماس" وولداه "كريم" و"نسيم" ولكن هناك عدد كبير من الشخصيات والأحداث الجانبية التي تدخل في سياق السرد، يعبر الكاتب عن ضياع الفرد والقيم في أتون الحرب. وكل المشاريع التي تحلم بها الشخصيات والبطل كريم تبوء بالفشل، وينتهي أصحابها بالهروب إلى فرنسا، الهروب الذي لا يمكنه محو ذاكرة المجتمع بكل مآسيه.

- أولاد الغيتو

يعتمد الكاتب إلياس خوري في روايته "أولاد الغيتو" والصادرة عن دار الآداب اللبنانية والفائزة بجائزة كتارا، على سرد حادثة، يوحى بأنها واقعية حصلت معه في نيويورك، حيث تقوده طالبته سارانج إلى مطعم فلافل، ويلتقي هناك آدم دنون الذي يغلف شخصيته بضبابية ما، يقدم نفسه إسرائيليا في الوقت الذي يكون فيه فلسطينيا بالأصل.

و"تتطرق رواية "أولاد الغيتو" لمواضيع شيقة من بينها الذاكرة والهوية والكتابة والأدب وعلاقته بالواقع وبالتوثيق التاريخي، فتتقاطع لتشكل سؤالاً واحداً هو جوهر الكتاب: ما هي الوسيلة للتكلم عن أهوالٍ اختار ضحاياها الصمت، وهى، علاوة على ذلك، أهوال لم يوثّقها التاريخ سوى جزئياً؟ .

- يالو

وتدور أحداث رواية إلياس خوري في عام 1993 وتبين كيف غيرت الحرب كل المعايير الاجتماعية، فنرى أن بطل الرواية السرياني يالو (دانيال) الذي تحمِل الرواية اسمه لا يستطيع فهم وجوب تلقيه العقاب بسبب بضع جرائم اغتصابٍ وسرقةٍ قام بها، في حين جرى اغتصاب وذبح آلاف النساء والرجال من حوله. يبدو بالنسبة ليالو بطل الرواية أنَّ عدد النساء اللاتي تركهن يمضين بسلام يفوق أهمية عدد اللاتي اغتصبهن.

ويسرد خوري من منظور "يالو" قصة مقنعة تمامًا عن طفولة يالو، وعن فترة ذهابه إلى المدرسة، وانضمامه إلى القوات غير النظامية، وهروبه إلى فرنسا، وعودته إلى لبنان، ويُبرز في الوقت نفسه وبشكلٍ متكررٍ أنَّ محيطه قد عايش "الأحداث" بشكل مختلف، وغالبًا ما يعيش يالو وسط فهمٍ خاطئٍ للوقائع، وما يريد التكتم عنه يجد دائمًا طريقًا للإفلات منه.

                     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد