2024-11-28
الانهيارات الأرضية في اليمن: كارثة إنسانية تتطلب حلولاً مستدامة
من وحي أفكار وأهداف وثيقة الصلة بالثوابت الوطنية، انطلق التجمع اليمني للإصلاح منذ إعلان تأسيسه في 13 سبتمبر 1990م في حماية الثورة والجمهورية وأكد البرنامج السياسي للإصلاح أن النظام الجمهوري هو الذي انتشل الأمة اليمنية من تحت نير الجهل والفقر والمرض والتخلف والاستبداد والكهنوت، التزم والبرنامج بتوعية المجتمع بالجمهورية والثورة.
بامتداد الساحة الوطنية وعلى مدى الثلاثة العقود من عمر الإصلاح خاض ولايزال مواجهة فكرية توعوية لنسف فكرة الاستعلاء، وهدم العنصرية السلالية، وبموازاة المعركة الفكرية عمل الإصلاح في مجال التعليم وحمل أبنائه مشاعل التنوير والعلم في كل ربوع اليمن.
ولإن فكرة الإمامة الهشة ونظرية أحقية الحكم الفاسدة، بناء واهن وفكرة عنصرية تتنافى مع قيم الإنسان تهاوت في أول جهد علمي تنويري، وما صنعته الجمهورية في سنوات عجزت الإمامة ترسيخه في قرون، وقد حمل الإصلاح مبادئ الجمهورية والثورة في الجغرافيا التي عملت الإمامة جاهدة لجعلها مغلقة، كعمل وطنياً تجاوز فيه البحث عن المكاسب الحزبية إلى الارتباط الجمهورية والثورة.
التعليم والإمامة الهشة
أكد الإصلاح على ضرورة الاعتراف بالتعليم كرسالة سامية ومهنة متميزة لها متطلباتها بحيث تودي إلى بناء الإنسان اليمني عقائدياً وفكرياً وتجعله قادراً على اقتلاع كل رواسب الماضي البغيضة ثقافية واجتماعية وسياسية ومواجهة متطلبات العصر، رؤية الإصلاح للتعليم نابعة من معرفته الدقيقة بمدى تغول الإرث الإمامي وخطورة بقاءه، والاهتمام بالتعليم كمنظومة متكاملة من المعلم إلى البنية التحتية والمناهج واللوائح والأنظمة والبحث العلمي بالشكل الذي يمكنه من القيام بمهمة بناء فكر اليمني واقتلاع رواسب الماضي وإرث الإمامة التي ارتبط بقاءها بالجهل والتخلف، الثنائي الذي يشكل الحاضنة الفكرية لخرافة الولاية والحق الإلهي، واستعلاء السلالة، ومع كل جهد تنوير وتعليم تنحسر الإمامة.
ظلت الإمامة حاضرة كفكرة وعقيدة في مناطق العمق الإمامي تنخر في جسد الأمة اليمنية، وتعمل جاهزة لعزل تلك المناطق عن الجمهورية، وشكلت حاجزا لمنع التعليم النظامي في مناطق شمال الشمال، وأسست مراكز فكرية وتعليمية خاصة بأفكارها ونظريتها الفاسدة وخطر ذلك على الجمهورية.
لقد مثل التجمع اليمني للإصلاح بمبادئه وقيمه الوطنية، ومنهجه الوسطي وفكره المستنير، وتبنيه لقضايا المجتمع، حضور بامتداد الخارطة اليمنية، وحيثما تواجد الإصلاح خاض معركته مع العنصرية والسلالية، والمنطقة التي يصل إليها الإصلاح تترسخ فيها الجمهورية، وقيم الثورة، وفكر الاعتدال، وروح النضال، وزخم العمل السياسي، وتزدهر العملية التعليمية، وتشتعل المدارس منافسة وتشجيعا، وتكريما، وبهذا اخترق الإصلاح مناطق العمق الإمامي.
في حوار سابق يقدم نائب رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح الأستاذ عدنان العديني صورة واضحة عن اهتمام الإصلاح بالقطاع التعليمي، وكيف أصبح المعلم الذي أهله الإصلاح تنظيمياً يذهب إلى القرية النائية في جبال برط مثلا أو الحشوة في صعدة، وهو يحمل الطبشور في يده والجمهورية في قلبه وتأهيله تنظيميا، ساعده على لعب هذا الدور.
ويضيف العديني أنا أعتقد أن حضور الإصلاح القوي في قطاعي التعليم والطلاب، أسهم إلى حد بعيد في حيوية هذا القطاع، وتطوير دوره إلى مساعدة الجمهورية على الانتشار والتوسع كقيمة يرى فيها اليمنيون، فارقا عما قبلها، حتى في تلك المناطق التي صعب على الجمهوريين دخولها.
المواجهة الفكرية والتحذير من خطر الإمامة
أدرك الإصلاح خطر الفكر الإمامي مبكراً، وخاض قادة ومفكري الإصلاح مواجهة فكرية مع الإمامة، واستعرت المواجهة الفكرية، ودق ناقوس الخطر خلال التسعينات، ومع بدأ التعددية السياسية عقب إعلان الوحدة وجدة الإمامة الفرصة مناسبة للانبعاث من جديد، من خلال تأسيس بعض الكيانات والخروج من العمل السري إلى العلني، والمجاهرة ببعض الأفكار الإمامية، ونشر الثقافة السلالية والعنصرية استشعر الإصلاح الخطر، ومن موقعه الحزبي ومنطلقاته الجمهورية أعلن مواجهة مفتوحه مع الإمامة في ظل غياب دور السلطات الرسمية عن القيام بواجبها القانوني ونشر الأستاذ محمد اليدومي الأمين العام حينها مقال في صحيفة الصحوة، العدد (284) عام 1991، وقدم فيها رسالة واضحة عن التمسك بالجمهورية والثورة مذكراً بما صنعته الإمامة بالشعب اليمني من قرون تحت وطأة الظلام والتخلف وقال "إن الثورة والجمهورية خيارنا، ففي ظل الثورة والجمهورية تعلمنا بعد تجهيل، وفهمنا إسلامنا فهما نقيا بعد غياب للوعي فرض علينا عمدا لسنوات شكلت قرونا من الماضي، وخرجنا منطلقين إلى الحياة بعد أن كنا قابعين مكبلين بقيود التخلف في مغارات الانحطاط".
واستمرت الكتابات في وسائل إعلام الإصلاح التي تناولت خطورة الفكر الإمامي وذكرت بقيم ومبادئ الثورة اليمنية والنظام الجمهوري ودعت الحكومة والأحزاب السياسية لليقظة وعدم التهاون مع أعداء الجمهورية والفكر الإمامي الذي يروج له دعاة الإمامة مستغلين الحرية الفكرية والسياسية.
وصدرت الكتب التي تنسف الفكرة الإمامية، وتأصل لفكرة المساواة، وتكشف البناء الزائف وتعيد التذكير بحقب الظلام الإمامية، منها كتاب الأستاذ ياسين عبدالعزيز القباطي نائب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح آنذاك كتابه القيم "أضواء على حقيقة المساواة" الذي فنّـد بفكر إسلامي مستنير دعاوى التفضيل والاصطفاء الإلهي للسلالة وتناقضها مع مبادئ الإسلام ونصوصه الصريحة في المساواة وحصر الأفضلية بالعلم والعمل الصالح وليس بالنسب، مذكرات العزي صالح السنيدار الطريق إلى الحرية، وقبلها نشر كتاب الإمامة وخطرها على الوحدة اليمنية، لابي الأحرار محمد محمود.
الزبيري، وتوالت الكتابات والكتب وآخرها قبل الانتفاشة الحوثية صدور كتاب خيوط الظلام للكاتب عبدالفتاح البتول، الذي تطرق، إلى بداية نشوء الحوثية وصولاً إلى تحوّلها إلى "تنظيم مسلح فيقول" أثبتت الحوثية بجميع خيوطها واتجاهات استمرار الفكرة الشيطانية والثقافة الظلامية، بالتميز السلالي والتعصب المذهبي، وأن سقوط النظام الإمامي كدولة لا يعني سقوطه كفكرة".
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد