جهود دولية وإقليمية مستمرة: ما هي فرص تحقيق السلام مع ميليشيا الحوثي؟

2024-09-12 00:56:22 أخبار اليوم - متابعات

   

تتواصل الجهود الدولية والإقليمية الحثيثة لحل أزمة اليمن وتحقيق السلام. وفي هذا السياق، أشار المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندر كينغ، إلى وجود مفاوضات مثمرة مع الصين، مؤكداً على وجود توافق بين واشنطن وموسكو وبكين بعدم جدوى الحلول العسكرية للصراع في اليمن.

أكد ليندر كينغ أن بلاده تركز جهودها بشكل خاص على تدمير القدرات العسكرية لميليشيا الحوثي الإرهابية، مشيرًا إلى أن إيران تواصل تزويد ميليشيا الحوثي بالقدرات العسكرية وتلعب دورًا رئيسيًا في تأجيج الصراع في البحر الأحمر، داعيًا إياها إلى التوقف عن ذلك.

على الصعيد الإقليمي، تُبذل جهود مكثفة وتصدر دعوات لتعزيز التعاون الدولي والضغط على ميليشيا الحوثي للانخراط بجدية في عملية السلام. غير أن تصعيد الأنشطة العسكرية للميليشيات في البحر الأحمر واستمرار الدعم الإيراني لها يعكسان مخاطر كبيرة تهدد سير العملية السلمية، مما يؤثر سلبًا على أمن الملاحة والتجارة العالمية.

- لا سلام مع الميليشيات

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد محمد الكميم: "أنا عندي قناعات في مسألة السلام مع ميليشيا الحوثي، ودائما ما أقولها وهي من واقع الميدان، ومن واقع معايشتي لهذه الميليشيات، منذ 20 عاما، وهي أنه لا يوجد أي مفهوم سلام لدى الميليشيات الحوثية الإرهابية الإيرانية على الإطلاق".

وأضاف، في حديثه لبرنامج "المساء اليمني": "مسألة السلام مع ميليشيا الحوثي تعد أحد الأوهام، التي يحاول المجتمع الدولي إظهارها لليمنيين، من خلال معرفتنا بهذه الميليشيات وواقعها وتاريخها وفكرها وأيديولوجيتها وخرافتها، ورفضها للمساواة بين الناس، وتقاسم السلطة والقبول بالانتخابات والقبول بصناديق الاقتراع".

وتابع: "هناك عوائق كبيرة، ولو وقف العالم كله أمام هذه الميليشيات لإقناعها للوصول إلى سلام، لا بُد في الأخير أن تكون هناك معركة فاصلة".

وأردف: "في سردية الصراع في اليمن، ليس هناك صراع سياسي بين اليمنيين، وليس هناك خلاف سياسي، نستطيع أن حله من خلال تقاسم السلطة وتقاسم المناصب، أو من خلال جود رؤية لحل مشكله شكل الدولة في المستقبل، كيف سيكون ونظام الحكم، فهذه الأمور يمكن معالجتها مع مكوّنات سياسية وأحزاب مختلفة، ومع تشكيلات قتالية تتصارع على سلطة ومناصب، لا مع جماعة كهنوتية سلالية متخلفة مرتبطة بمشروع إيراني لا تؤمن بالسلام، ولا تؤمن بالمساواة، ولا تؤمن بالديمقراطية".

وزاد: "ميليشيا الحوثي تريد أن تفرض هويتها وفكرها ومشروعها على الشعب اليمني على نظرية الاستعباد والاستعلاء، ونظرية الاصطفاء الإلهي".

وقال: "هذه السلالة تدعي أن لها الحق في حكم اليمن، فكيف نتفاوض مع هذه الميليشيات؟ كيف سنصل معها إلى حلول إذا كانت هي ترفض مبادئ رئيسية؟".

وأضاف: "هذه الميليشيات ستقبل بالسلام بشرط أن لا تكون هناك ديمقراطية، ولا أحزاب سياسية، وأن يؤمن الشعب بأن عبد الملك الحوثي هو المرجعية الرئيسية للدولة، وهو قائد الثورة، وهو الذي سيحكم البلد على نمط ولاية الفقيه، أو على نمط لبنان".

وتابع: "أكثر من 100 اتفاق بين الدولة اليمنية، وميليشيا الحوثي، منذ عام 2004، وحتى اليوم، لم تنفذ الميليشيات منها بندا واحدا، ولا حتى حرفا واحدا على الإطلاق".

وأردف: "في الحرب الرابعة زعيم الميليشيات المدعو عبدالملك الحوثي، أعلن استسلامه في التلفزيون، وناشد بأنه ملتزم ومستعد بتنفيذ مطالب الدولة، وفي نفس اللحظة التي أوقفت الدولة الحرب، بدأت مليشياته بمهاجمة النقاط العسكرية".

- أهداف أمريكية

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "إن الولايات المتحدة تحاول، خلال هذه المرحلة، أن تكبح جماح ميليشيا الحوثي من خلال السيطرة على اندفاعتها في البحر الأحمر".

وأضاف: "خلال الفترة الماضية، ميليشيا الحوثي وعقب الهجوم، الذي استهدف الناقلة اليونانية الأخيرة، التي تمثل الآن كارثة بيئية، أظهرت الميليشيات قدرتها على مهاجمة أهداف حساسة، لذا فالولايات المتحدة تحاول على الأقل أن تسيطر على اندفاعات الميليشيات، لكن مقابل ألا يمثل أي تهديد على مصالحها في المنطقة، أو على خطوط الملاحة الدولية".

وتابع: "الولايات المتحدة، خلال المرحلة الماضية، كانت قادرة واستطاعت أن تسيطر على الصراع، وكانت المخاوف من أن ميليشيا الحوثي ربما تكون رأس حربة فيما يسمى محور المقاومة، الذي يمكن أن يتخذ ردة فعل على اغتيال هنية، واغتيال فؤاد شُكر، وكثير من العمليات الإسرائيلية، التي كانت مثار تصعيد في المنطقة".

وأردف: "ما أثار الولايات المتحدة بدرجة رئيسية، خلال المرحلة الأخيرة، هي التقارير التي تحدثت عن أن هناك دورا روسيا في البحر الأحمر، ودورا صينيا".

وزاد: "صحيح أن الولايات المتحدة حتى الآن هي تسعى إلى التعامل مع ميليشيا الحوثي، وربما ما بعد الانتخابات الأمريكية ستكون هي مرحلة فاصلة في طريقة التعامل مع ميليشيا الحوثي".

وقال: "الولايات المتحدة رأت أنه من المهم التحدث مع الصين، ومن خلفها إيران وموسكو، على الأقل ليبقى الوضع في البحر الأحمر على ما هو عليه، وألا يتصاعد الصراع أكثر".

- الحل العسكري فشل

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "إن مسار الحل العسكري، واستخدام القوة العسكرية، فشل منذ 2004، وكذلك فشل عندما كان هناك تحالف أيضا قادته السعودية، واليوم هناك تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف: "سردية عدم التزام ميليشيا الحوثي بالاتفاقيات، هي سردية غير دقيقة، ويتم استخدامها باستمرار لمحاولة فقط شيطنتها".

وتابع: "عندما تدخلت قطر ما بين عامي 2008 - 2009، كان هناك هدوء كبير، وكان هناك شبه التزام، وانسحابات كبيرة من المعسكرات، وحصلت أحداث 2011، وما حصل فيها من تداعيات، تحركت الكثير من الأطراف بينها الإخوان المسلمون، والقاعدة، وتفجرت حروب، بينها حرب مع السلفيين في دماج".

وأردف: "هناك أطراف خارجية، والسعودية كان منطقها يقوم على منطق الشتات، ومنطق اللا تعايش، وفعلت الكثير".

                         

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد