ما هي النتائج التي أسفرت عنها الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر؟

2024-09-05 02:19:24 أخبار اليوم /بلقيس نت

   

يستمر التوتر في البحر الأحمر كأحد أبرز المشاهد خلال الأشهر العشرة الماضية، نتيجة للهجمات التي شنتها ميليشيا الحوثي الإرهابية على السفن التجارية. يأتي ذلك في ظل وجود حشود عسكرية غربية تسيطر على هذا الممر الملاحي الحيوي.

في نوفمبر من العام 2023، بدأت ميليشيا الحوثي بعمليات هجوم على السفن، مما أدى إلى حدوث تلوث بيئي نتيجة غرق سفن كانت تحمل مواد خطرة. جاء ذلك في ظل تنافس القوات الغربية على تأمين مواقع لها في البحر الأحمر.

بعد نشر وكالة "رويترز"، يوم أمس، خبرا عن استهداف ميليشيا الحوثي سفينة سعودية، ونفت ميليشيا الحوثي هذا الاستهداف، الأمر الذي يضع تساؤلات، هل هناك محاولات لجر السعودية إلى مواجهة بحرية مع ميليشيا الحوثي، أم أنه ضغط حوثي على السعودية لتحريك المياه الراكدة في مفاوضات خارطة الطريق؟

- مصالح إيرانية

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي والباحث في الأمن البحري، د. علي الذهب: "تابعت مصادر كثيرة تتعلق بخبر استهداف ناقلة النفط السعودية، لكن لم يكن هناك مصادر موثوقة، سوى شركة النقل البحري، التي تصدر بياناتها، وتنشر بيانات السفن بشكل دائم، واتضح أن هذه السفينة لم تتعرض لأي استهداف؛ لأن بياناتها لم تحجب كما هو الحال عندما تتعرّض سفينة من السفن للاستهداف في البحر الأحمر".

وأضاف: "ما حدث ربما هنالك لبس، أو أن ميليشيا الحوثي حاولت تسريب بعض هذه الشائعات، أو هنالك دول أخرى تريد القول إن سفينة سعودية تعرّضت للاستهداف، ومن ثم جر الأطراف المختلفة إلى مهاترات إعلامية لمصالح خاصة".

وتابع: "لا يُستبعد أن تقوم ميليشيا الحوثي باستهداف أي سفينة سعودية، قد تكون مملوكة وتحمل علم دولة أخرى، أو قد يكون مشغلو هذه السفينة، في حصص ملاكها، سعوديين".

وأردف: "ميليشيات، في كل الأحوال، لا تأبه بالشحن البحري، وتداعيات هجماتها على الملاحة، وعلى تدفق التجارة الدولية، وسلاسة الإمداد، أو تأثر موانئ دول الجوار، وعلى رأس ذلك مصر".

وزاد: "ميليشيا الحوثي لم تتأثر مطلقا من هذه الهجمات من حيث نشاط الموانئ، لأن موانئها لا تزال تتدفق إليها السفن، ما يعني أن المليشيا تدرس ذلك بدقة مع مختلف الحلفاء الذين يشغلونها في هذا الاتجاه لتحقيق مصالح تتعلق بقضايا عالمية ومحلية".

- تمكين أمريكي

يقول الباحث في العلاقات الدولية، عادل المسني: "ما يتعلق بالصراع الإقليمي وغزة، أصبحت هناك حقائق واضحة، فهناك معركة إبادة في غزة، وتنتقل اليوم إلى الضفة الغربية، وهناك وحدة في الساحة الفلسطينية في الضفة وغزة، ويقاتلون معا العدو الإسرائيلي".

وأضاف: "ما يتعلق بوحدة الساحات، في خارج فلسطين، أصبحت مجرد ظاهرة صوتية، فحزب الله آخر معركة له كانت مجزرة الدجاج، ثم انضوى ودعا سكان الجنوب اللبنانيين إلى العودة إلى الجنوب، وكأنها رسالة واضحة لإسرائيل بأن تنتقل إلى الضفة الغربية، وهو ما قامت به إسرائيل بالفعل".

وتابع: "فيما يتعلق بالبحر الأحمر، فإسرائيل لديها موانئ بديلة في البحر المتوسط، والبروبجندا الإسرائيلية والغربية هي من تروج للأخطار والصراع الإقليمي، وهي مقصودة لتجاوز البُعد الحقيقي المتعلق بالمقاومة في داخل فلسطين".

وأردف: "هناك محاولات لاحتكار المقاومة في مشروع إيران، أو ما يسمى بمشروع المقاومة، وهذا ما تروّج له أمريكا وإسرائيل، من خلال الترويج للعمليات والتصعيد الإقليمي، بهدف الإثارة، لكن في الواقع ليس هناك أي صدأ حقيقي يتعلق بالإضرار بمصالح إسرائيل، أو بالالتحاق الحقيقي بالمعركة في غزة، أو نصرة غزة".

وزاد: "حزب الله قادر على إيذاء إسرائيل بشكل كبير، وتغيير المعادلة، وخلط الأوراق فيما يتعلق بإسرائيل، لكنه لم يفعل، وما زال في نفس قواعد الاشتباك مع إسرائيل، وستظل هذه القواعد إلى أن تقوم الساعة، وتنتهي المعركة".

وقال: "نحن نؤمن بأن القضية الفلسطينية ستنتصر حتما؛ لأنها قضية حق، وهناك من يقاتل ويقدّم التضحيات وصامد، والنهايات دائما تكون لصالح الشعوب في كل الثورات، وعلى مدار التاريخ".

وأضاف: "أمريكا وإسرائيل تحاولان سرقة صمود وانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة لأطراف آخرين لا يقدمون شيئا".

وتابع: "أمريكا تريد المزيد من التمكين لإيران، وشرعنة دورها السيئ، فإيران أكثر قبحا من إسرائيل، لأنها تحتل 4 عواصم عربية، وقتلت وأدارت حربا طائفية مقيتة داخل المنطقة، وقتلت مئات الآلاف في العراق وسوريا واليمن، وهي من تدعم هذه الأجندات غير الشرعية الموجودة في هذه المناطق".

وأردف: "إيران تنسِّق مع الولايات المتحدة ومع الغرب، في كل الملفات المهمّة، والمصالح الإستراتيجية خارج الحدود".

- تواجد أمريكي قديم

يقول الصحفي الموالي لمليشيا الحوثي، طالب الحسني: "الجبهة الشمالية في إسرائيل هي الأكثر سخونة منذ الثامن من أكتوبر، والأكثر تأثيرا".

وأضاف: "الكيان الإسرائيلي وجميع المحللين والمفكرين، وحتى نتنياهو، يتحدثون أن المساحة شمال الأراضي الفلسطينية فيها أكثر من 150 ألف نازح".

وتابع: "بالنسبة للبحر الأحمر وتأثير العمليات فيه، أو أن الحوثيين لا يفكرون باليمن، فهذه لم تكن إستراتيجية، ولم يكن واقعا موجودا".

وزاد: "عندما نتحدث عن عسكرة البحر الأحمر، فنحن نتحدث عن أكثر من 30 عاما، فالولايات المتحدة لم تنتظر حتى هذا الوقت وتأتي لعسكرة البحر الأحمر، إنما هي موجودة في الضفة الإفريقية، ولها قواعد عسكرية في تشاد وأوكاندا وإثيوبيا والصومال والسودان وجيبوتي، ولديها الأسطول البحري الخامس".

                            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد