2024-11-28
الانهيارات الأرضية في اليمن: كارثة إنسانية تتطلب حلولاً مستدامة
استهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية شخصيات شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مستندةً إلى تهم مُعدة مسبقًا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. ويعد هذا الإجراء خطوة تكرس الانقلاب الصريح للميليشيات على ما تم التوصل إليه من توافقات بين اليمنيين خلال تلك المرحلة الحساسة.
رغم أن ميليشيا الحوثي، قدمت خلال مؤتمر الحوار الوطني، خطابا مدنيا يدعو إلى دولة المؤسسات والعدالة، إلا أنه كان مجرد خطاب يخدم مرحلتها، وسرعان ما تبخر بعد أن أحكمت سيطرتها على معظم البلاد.
ميليشيا الحوثي تعارض فكرة الفيدرالية التي كانت جزءا أساسيا من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتستمر بهجومها على كل ما يتعلق بمؤتمر الحوار، وهو ما قد يكون مؤشرا واضحا على نية هذه الميليشيا بالتنصل عن مرجعيات السلام المتفق عليها دوليا، وعلى رأسها مخرجات الحوار الوطني الشامل.
أقذر الأدوات
يقول المحلل السياسي، ياسين التميمي، إن ميليشيا الحوثي عليها أن تعترف بأن وصولها إلى صنعاء كان بدعم أمريكي، وكان ضمن خطة أمريكية لدعم هذه الميليشيات الإرهابية الطائفية الشوفينية.
وأضاف: اليمنيون لا زالوا يتذكرون أن الطائرات المسيرة الأمريكية قدمت إسنادا عسكريا لميليشيا الحوثي، وعندما تحاكم هذه الميليشيات موظفين سواء عملوا في منظمات دولية أو في سفارات غربية بما في ذلك سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، ما هي إلا نوع من المزايدة التي تحاول أن تكرس صورة جديدة للميليشيات باعتبارها حركة تحرر وطنية تعمل ضد الاستكبار لغربي.
وتابع: ميليشيا الحوثي هي أقذر الأدوات التي دمرت الدولة اليمنية الحديثة، وأفشلت وصول اليمنيين إلى مرحلة الاستقرار والازدهار والديمقراطية والشراكة الوطنية.
وأردف: ميليشيا الحوثي، كانت الأداة الأقذر التي قوضت ربيع اليمن، بكل وضوح، وكانت رأس الحربة في هذه المهمة، وكان لها شركاء، لكن شركائها كانت لهم أطماع سياسية غير مقدرة وطائشة، أما هي فهي الأداة التي اختيرت تماما لتقويض العملية السياسية في اليمن.
وزاد: هذا الأمر متكاملا إلى حد ما مع ما تقوم به ميليشيا الحوثي، اليوم، في البحر الأحمر، فبطولات الميليشيات في البحر الأحمر ضد أمريكا وبريطانية و17 دولة والكيان الصهيوني، ومواجهة من تصفهم بعملاء هذه الدول في الداخل، هي حبكة درامية يمكن للمغفلين أن يصدقونها.
وقال: المسألة بالنسبة لي تتم وفق تناغم واضح، فليس هناك ضغطا سياسيا ولا معنويا على ميليشيا الحوثي، بل بالعكس، ففي ظل ما يفترض أنه مزعج للمجتمع الدولي، هناك من يدفع باتجاه مراضاة وتدليل هذه الميليشيا، لأنها أنسب جماعة يمكن أن تعطل قدرات الدولة اليمنية، ويمكن أن تعطل هذا المكون الديمغرافي الأكبر في شبه الجزيرة العربية، ويمكن أن تحيده بشكل كامل.
وأضاف: ميليشيا الحوثي، تكذب عندما تسوق للناس، بأنها تحاكم أناس خونة، وهؤلاء الناس عملوا طوال الفترة الماضية، تحت أنظار الدولة اليمنية.
درجة عالية من السفه والقبح
تقول النائب الأول للأمين العام للحوار الوطني سابقا، د. أفراح الزوبة، إن في حسابات الميليشيات التي تشتغل عليها منذ سنوات، صنفت اليمنيين بأنهم مرتزقة وعملاء.
وأضافت: عندما بدأت قصة الجاسوسية، لم نكن نتخيل أن ميليشيا الحوثي، ستصل بالسفه والغباء، أنها تنتقد الحوار الوطني، بهذه الطريقة، وتتهم الشخصيات التي شاركت فيه بالعمالة والجاسوسية، رغم أنها هي أيضا كانت مشاركة فيه ولديها مقاعد.
وتابعت: خطابات زعيم ميليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، منذ بدء الحوار إلى 2016م، تقريبا، أو ما بعد ذلك، جميعها كانت تتحدث عن الحوار، وأنهم يريدون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي ستكفل لليمنيين التحول إلى يمن جديد.
وأردفت: درجة الغباء والسفه والقبح، في أن تناقض هذه الميليشيا نفسها، وتعتقد بأن الذاكرة الوطنية اليمنية ضعيفة، إلى درجة أن الناس لن يفهموا ما كنت تقوله في السابق وما تقوله الآن!
وزادت: أنا أجزم ولدي من الوثائق وشهادات لمن كانوا معنا ولا زالوا موجودين، والذين يزيد عددهم عن 500 عضوا، بأنه لم يكن يدخل إلى قاعة الحوار حتى شخص واحد غير يمني، ما عدا موظفي جمال بن عمر، وهذا كان برضا وموافقة جميع الأطراف.
وأشارت إلى أنه في قاعة المؤتمر كان يمنع دخول حتى سفراء الخليج، وهم من كانوا رعاة المبادرة الخليجية، وكذاك سفراء الدول الأوروبية، وفي حال هناك أحد من خارج اليمن يريد أن يدخل إلى قاعة المؤتمر، كان لا بد أن يقوم بتعبئة نموذج ويوافق عليه أعضاء المؤتمر وأعضاء اللجنة، وفي حال الموافقة، يسمح له بالدخول.
وقالت: ميليشيا الحوثي تريد التنصل من مرجعيات السلام في اليمن، التي من ضمها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، هذا في حال كان هناك اتفاق سلام، لأن هذه الميليشيا تريد مرجعياتها هي.
وأضافت: ميليشيا الحوثي، تؤمن تماما بالمركزية، فكل شاردة وواردة تحدث في مناطق سيطرتها، يتم اتخاذ القرار بشأنها عبر مكتب عبدالملك الحوثي نفسه مباشرة.
وتابعت: اللا مركزية تعني المشاركة في الحكم، وفي اتخاذ القرار، والتحكم بالموارد المحلية، وميليشيا الحوثي لا تؤمن بهذا الكلام، لأن اليمن واليمنيين بالنسبة لهذه الميليشيا؛ مورد بشري ومالي تستخدمه كيف ما تريد.
وأردفت: ميليشيا الحوثي، تجاوزت الأنظمة الدكتاتورية والفاشية بمراحل، فالدول الدكتاتورية ككوريا الشمالية، الحاكم لا يرى نفسه أنه ابن الله وأنه فوق الناس، لكن هذه الميليشيا ترى نفسها بأنها السلالة الطاهرة التي انقذت اليمن من الفجور والفساد، وهي الآن تسعى للتشكيك في كل من طبقة عاملة في مختلف المجالات، حيث شككت في الطبقة التجارية والإعلامية والسياسية، وشككت بالمنظمات وفي كافة القطاعات.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد