ما شكل السلام الذي تسعى واشنطن والغرب لفرضه على اليمن؟

2024-08-21 08:38:21 أخبار اليوم / بلقيس نت

   

في ظل الحرب المستمرة في اليمن تبرز تساؤلات عدة حول ما تسعى واشنطن لتحقيقه من خلال تدخلها العسكري ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية، فمنذ تصنيف الميليشيات كمنظمة إرهابية؛ اتخذت واشنطن مسارا تصعيديا بهدف كبح نفوذ ميليشيا الحوثي في المنطقة، وسط دعم غير مباشر من طهران.

يجد اليمن نفسه، محاطا بتحديات متزايدة، تعقد من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، وهو البلد الذي يعاني من صراعات متعددة الأقطاب، ويواجه تحديات كبيرة على الصعيد الإنساني والأمني والاقتصادي، وسط انقسامات داخلية وميليشيات متباينة تحكم الأرض.

أولويات أمريكا في اليمن

يقول المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وريبرغ في حديثه لـ قناة بلقيس، في الوقت الحالي يجب أن نركز على الجهود المستمرة بالتنسيق مع الدول الأخرى لمنع ميليشيا الحوثي من الاستمرار في الهجمات ضد التجارة العالمية، وضد السفن والدول المجاورة.

وأضاف: نحن نريد التركيز على عملية السلام في اليمن وعلى المفاوضات وعلى الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، لكن للأسف بسبب هجمات ميليشيا الحوثي، غير المبررة ضد التجارة العالمية في البحر، يجب علينا أن نركز على الجهود لمنع هذه الهجمات.

وتابع: ليس هناك عملية عسكرية أمريكية بريطانية ضد اليمن أو ضد الشعب اليمني، أو ضد ميليشيا الحوثي، فعندما نقرأ البيانات المتكررة للقاعدة المركزية الأمريكية، أو للبنتاغون، لا نقول فيها، إننا قمنا بشن هجمات ضد ميليشيا الحوثي، دون أي تبرير، وإنما هناك دائما محاولات لمنع ميليشيا الحوثي من شن هذه الهجمات عبر صواريخ أو مسيّرات درونز.

وأردف: رأينا منذ سنتين، هدنة في اليمن، لكن للأسف بعد السابع من أكتوبر، بدأت ميليشيا الحوثي، بهذه الهجمات في البحر الأحمر.

وتساءل: كيف يمكن للولايات المتحدة أو الدول المجاورة أو المجتمع الدولي أن يركزوا جميعا على عملية السلام، وعلى الجهود للوصول إلى سلام داخل اليمن، بينما ميليشيا الحوثي تقوم بمثل هذه الهجمات ضد السفن وضد الدول الأخرى في المنطقة؟

واستدرك: من الصعب جدا أن نجيب عن ذلك في هذه اللحظة، لكن عندما تستمر ميليشيا الحوثي بهذه الهجمات، للأسف يجب أن نتعامل مع الأمرين، ولدينا في الولايات المتحدة الإمكانية للاستمرار في هذه المفاوضات المعنية بالسلام في اليمن، بالوساطة مع سلطنة عمان ودول أخرى في المنطقة، إلى جانب التركيز وبذل الجهود لمنع ميليشيا الحوثي من الاستمرار في هذه الهجمات الإرهابية ضد السفن.

وقال: تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، أو فرض العقوبات عليها، هي واحدة من الأدوات التي لدينا، وكما قلت سابقا، نحن لدينا الإمكانية عبر الدبلوماسية أو عبر ردود الفعل العسكرية والأمنية بالتنسيق مع دول أخرى، كما في حملة حارس الازدهار.

وأوضح، أن عندما وصل الرئيس بايدن وفريقه إلى السلطة، سمعوا بشكل واضح جدا من الأمم المتحدة ومن كل المنظمات غير الحكومية ومنظمات خيرية، كانت تحاول أن تقدم مساعدات إنسانية للشعب اليمني، لكن التصنيف(FTO) الذي قامت به الإدارة السابقة (إدارة ترامب) ضد ميليشيا الحوثي في آخر أسبوع لها، كان يتمثل عرقلة عميقة وكبيرة أمام إمكانية المجتمع الدولي لإيصال وتقديم هذه المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، ولهذا السبب قامت إدارة بايدن بإلغاء هذا التصنيف.

وأضاف: إلغاء تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية دولية، لا يعني أن إدارة بايدن كانت تتردد في فرض عقوبات أخرى، بل أنها فرضت عقوبات أخرى على قيادات حوثية، والتي تمول ميليشيا الحوثي.

وتابع: بعد أن قامت ميليشيا الحوثي بشن هجمات على البحر الأحمر، بعد أحداث السابع من أكتوبر، اتخذت إدارة بايدن قرار تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، لكن في نفس الوقت، لم يكن (FTO) كما صنفتها إدارة ترامب، حتى لا تكون هناك عرقلة أمام المجتمع الدولي، لإيصال المساعدات الإنسانية.

وأردف: يجب أن ندرك بأن اليمن ليست ولاية من الولايات المتحدة، وإنما هي دولة لها سيادة، لكن للأسف ليس لديها حكومة واحدة، وكانت هناك حرب أهلية، وتدخلت فيها بعض الأطراف في المنطقة، لذا فالولايات المتحدة لن تفرض إرادتها، وفي نهاية المطاف فإن الحل في اليمن، لن يكون إلا بين اليمنيين، أي حل (يمني - يمني).

وأكد أن الولايات المتحدة، لن تفرض إرادتها على الشعب اليمني، مشيرا إلى أنها تريد أن تكون شريكا، وعلى تواصل مع الأطراف اليمنية، لتحثهم للجلوس على طاولة الحوار.

وقال: نحن سنستمر في الدول المجاورة ومع الأطراف اليمنية، لكن بدلا من إمكانية بذل الجهود من أجل عملية السلام في اليمن، يجب علينا أن نركز على الجهود لمنع هجمات ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد التجارة العالمية في البحر الأحمر.

وأضاف: أنا كل يوم أسمع من المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، ومن السفارة الأمريكية لدى اليمن، ومن زملائي، الاهتمام الأمريكي بالملف اليمني، وبالشعب اليمني، وكيف سنبذل الجهود لإنهاء هذا الصراع في اليمن.

وتابع: نحن متفائلون، رغم من كل هذه التطورات ورغم التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، واعتقال بعض الموظفين من سفارتنا، ومن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومن الأمم المتحدة.

حسابات أمريكية

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي، في حديثه لـ قناة بلقيس، إن الولايات المتحدة تركز بشكل أساسي على الأزمة في البحر الأحمر، وهذا ما حدث، منذ بدء الهجمات الحوثية، على سفن الملاحة البحرية.

وأضاف: صحيح أن هناك تغيرات كثير، خلال الفترة الماضية التي جرت، خصوصا فيما يتعلق بإعادة نظر واشنطن إلى ميليشيا الحوثي، خصوصا في مسألة التصنيف أو في تحسن علاقة واشنطن والرياض والذي سيلقي بضلاله على الملف اليمني.

وتابع: واشنطن لا تزال متمسكة، بأن ميليشيا الحوثي، يجب أن تعاقب، وألا تكون مسألة الإفلات من العقاب أمرا واردا في مسألة هجماتها في البحر الأحمر.

وأردف: الولايات المتحدة في الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وفق معلومات كانت غير راضية بالنهاية التي انتهت بها، خصوصا في مسألة موافقة الحكومة على شروط ميليشيا الحوثي، والاستجابة للسعودية في مسألة التراجع عن القرارات الاقتصادية.

وزاد: واشنطن ما تزال تصر على أن ميليشيا الحوثي، جماعة خطيرة، ممكن أن تشكل مسارا مختلفا، بعد أن اكتشفت نفسها في محور المقاومة، وأنها قادرة على شن هجمات شديدة الخطورة.

وأشار إلى أن الأزمة الأوكرانية ستكون أحد الملفات البارزة في المسألة اليمنية، خصوصا وأن بوتن قبل أقل من شهر قال، إن موسكو ربما تسلح الجماعات التي تهاجم الغرب، وربما تكون ميليشيا الحوثي واحدة من هذه الجماعات، وهي خطوة تخشاها الولايات المتحدة.

لن يكون هناك سلام

يقول الباحث في مركز واشنطن للدراسات اليمنية، سيف المثنى، في حديثه لـ قناة بلقيس، إن الملف اليمني أصبح أكثر تعقيد، خاصة بعد هجمات البخر الأحمر، التي قامت بها ميليشيا الحوثي، بعد أحداث السابع من أكتوبر.

وأضاف: لن يكون هناك سلاما شاملا يرتضيه اليمنيون، ما لم تتوقف ميليشيا الحوثي، عن هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما تركز عليه واشنطن.

وتابع: المتحدث باسم الخارجية، قال بأن اليمن ليست ولاية أمريكية، وتحدث عن السيادة اليمنية، لكن واشنطن هي من قوضت خارطة الطريق الني كان قد تم الاتفاق عليها، بعد أن هاجمت ميليشيا الحوثي، السفن في البحر الأحمر، لذلك باتت اليمن في حالة اللا سلام واللا حرب، وهذه الحالة باعتقادي هي أشد من الحرب.

ويرى أن السعودية التي تمسك الملف اليمني الآن، ستذهب للدفع بالسلام إلى اليمن، تحت أي ضغوطات أخرى، أو تحت أي تسليم بحيث تكون ميليشيا الحوثي، ركيزا أساسيا في الحكم باليمن.

                              

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد