يبدأ هذا العام الدراسي الجديد في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للأسر اليمنية في المناطق المحررة، نتيجة للصراع المستمر منذ انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية والحرب ضد الدولة اليمنية منذ عام 2014. وقد أسفر هذا الصراع عن تدمير المدارس والبنية التحتية للقطاع التعليمي والتربوي بشكل عام، مما أدى إلى كارثة في العملية التعليمية وارتفاع ملحوظ في نسبة الأمية، بعد أن كانت قد تلاشت في اليمن وفقًا لتقارير دولية. كما ساهمت هذه الظروف في نفور الملايين من الطلاب والطالبات عن التعليم.

بداية متميزة تعكس روح الإرادة

يطل علينا عام دراسي جديد يحمل بين طياته بداية متميزة لفصل جديد، مستندًا إلى النجاحات والتفوق الذي حققه طلابنا في السنوات الماضية.

ولتحقيق مزيد من الإنجازات في القطاع التربوي، يتطلب الأمر بذل جهد إضافي في تعزيز مهارات الطلاب وتطوير قدراتهم. من الضروري أيضًا الحفاظ على روح الإبداع والمثابرة في مواجهة التحديات، إلى جانب تقديم الدعم اللازم للمعلمين ومساندتهم في التغلب على العقبات التي تواجههم، بما في ذلك تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

وفي بداية كل عام دراسي جديد يستعد الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون بعد ان مضت الإجازة سريعًا، حاملةً بين طياتها لحظات من الجمال، وها قد حان وقت الجدية والاجتهاد من أجل مواصلة التحصيل العلمي وتحقيق الإنجازات. وفي هذا التقرير، سنستعرض كلمات مميزة تعبر عن بداية الدراسة.

وزير التربية يشدد على الانضباط الوظيفي والالتزام بالتقويم المدرسي خلال عملية التدشين

العودة إلى المدرسة.

وأعلن صباح يوم الأحد الماضي، انطلاق العام الدراسي الجديد 2024/2025 في جميع المحافظات المحررة، تماشياً مع التقويم الوزاري المعتمد.

ويجلس نحو اثنان مليون وخمسمائة ألف طالباً وطالبة عامهم الدراسي الجديد داخل حجرات الدرس في المدارس الحكومية والأهلية استنادا للتقويم الوزاري للعام الدراسي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥م.

وأكد وزير التربية والتعليم طارق سالم العكبري، حرص واهتمام قيادة الوزارة بالنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مشددا على الانضباط الوظيفي والالتزام بالتقويم المدرسي وفقا لما نقلته وكالة "سبأ" الحكومية.

وحيا الوزير العكبري جهود كوادر ومنتسبي القطاع التربوي والتعليمي في عموم محافظات، مؤكدا على استشعار قيادة الوزارة لمعاناة المعلمين وحقوقهم والمتابعة المستمرة لها، ومتمنياً لجميع الطلاب والتلاميذ التوفيق والنجاح وأن يكون عاما دراسياً وتعليمياً مستقراً.

في سياق آخر ناقش اجتماع عقد بالعاصمة المؤقتة عدن، برئاسة وزير التربية والتعليم طارق سالم العكبري، أوضاع مكتب التربية والتعليم بعدن والصعوبات والتحديات التي تواجه سير العملية التعليمية والتربوية.

وتطرق الاجتماع إلى حاجة المكتب لتغطية الاحتياج من المعلمين، وتفعيل آليه وضع ضوابط على مدارس التعليم الأهلي والخاص، ودراسة المشاريع التربوية والتعليمية بنا يسهم بالارتقاء بالعمل التربوي والتعليمي.

واطلع الوزير العكبري من مدير عام مكتب التربية والتعليم بعدن، الدكتورة نوال جواد، على سير اليوم الأول من انطلاق العام الدراسي الجديد وخطة المكتب للعام الدراسي الجديد، إضافة إلى الإشكاليات والصعوبات التي تواجه العمل التعليمي في مديريات العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد وزير التربية على الدور التكاملي بين الوزارة ومكاتبها في المحافظات، مشيراً إلى حرص الوزارة على حلحلة الإشكاليات التي تعاني منها مكاتب الوزارة بالمحافظات بما يسهم في استقرار الأوضاع التعليمية والتربوية.

انطلاقة متميزة تعكس قوة البداية في الدراسة

في انطلاقة مميزة، دشن نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور علي العباب، ووكيل محافظة مأرب، علي الفاطمي، صباح يوم الأحد، انطلاق العام الدراسي في مدرستي الشهيد محمد هايل الأساسية للبنات وثانوية الميثاق للبنين بمدينة مأرب. وأشار العباب والفاطمي إلى أن بداية العام الدراسي الحالي تتزامن مع توزيع الكتب المدرسية، مما يُعتبر إنجازاً مهماً في مسيرة الجبهة التربوية.

وأبديا إعجابهما بمستوى إقبال الطلاب والطالبات، وانتظام سير العملية التعليمية في يومها الأول وفقاً للتقويم المدرسي، مما يعكس الوعي العميق والإرادة القوية بأهمية العلم والتعليم.

وأكد كل من العباب والفاطمي على ضرورة توحيد الجهود لتحقيق نجاح العام الدراسي الجديد وتعزيز جودة مخرجاته. وأشارا إلى الأضرار التي نتجت عن ميليشيا الحوثي الإرهابية في القطاع التعليمي، والتي تضمنت تدميرًا منهجيًا للمؤسسات التعليمية وتغيير المناهج، مما ساهم في تشويه الهوية اليمنية.

تعز.. يتوجه نحو 540 ألف طالب وطالبة إلى المدرسة

وفي محافظة تعز دشّن محافظ تعز، نبيل شمسان، صباح أمس الأحد العام الدراسي الجديد 2024-2025، حيث من المتوقع أن يستقبل هذا العام حوالي 540 ألف طالب وطالبة في ألف و122 مدرسة حكومية، بالإضافة إلى 200 مدرسة أهلية.

وأكد المحافظ شمسان، خلال تدشين العام الدراسي الجديد بحضور مدير مكتب التربية والتعليم في تعز، عبدالواسع شداد، وعدد من الشخصيات التربوية في المحافظة، على أهمية التعليم كأداة استراتيجية للنهوض والتعافي والمساهمة في التنمية. وأشار إلى أن التعليم بمختلف مستوياته يُعتبر أولوية قصوى للسلطة المحلية.

وأشار إلى أن العنصر البشري هو رأس المال الحقيقي لمحافظة تعز في الحاضر والمستقبل.. مشددًا على أهمية الاستثمار في التعليم لبناء جيل واعٍ قادر على الانخراط في سوق العمل بكفاءة واقتدار.

ودعا محافظ تعز القيادات التربوية في مكتب التربية وفروعه في المديريات، ومدراء المدارس والمعلمين والمعلمات إلى بذل جهود استثنائية لتحقيق الاستفادة القصوى من الفصول الدراسية في استكمال المقررات والرقابة والمتابعة والتقييم، والتركيز على المعلومات والمهارات التي تعزز من قدرات الطلاب وتزودهم بالمعرفة والوعي، وبذل أقصى الجهود في تطوير العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المرجوة منها.

ولفت إلى ما تمارسه الميليشيات الحوثية الإرهابية من تجنيد وتشويه وتعبئة خاطئة لعقول الطلاب وغرس مفاهيم الموت والقتال، ما يدمر العملية التعليمية ويلقي بتأثيرات سلبية وكارثية على مستقبل البلاد.

من جانبه، استعرض مدير مكتب التربية والتعليم في تعز الجهود الكبيرة للاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد وإعداد الخطط والأنشطة وتفعيل عمليات التقييم والرقابة والاستفادة من الأعوام الماضية في تصحيح أي أخطاء بما يخدم العملية التعليمية ويحقق الأهداف المرسومة لبناء جيل واعٍ قادر على الإبداع والنجاح والإسهام في بناء المستقبل

وفي الحديدة أطلق مدير عام المخا بمحافظة تعز، الشيخ سلطان محمود، الأحد، العام الدراسي الجديد 2024-2025.

وخلال حفل التدشين الذي أقيم في مدرسة الشهيد حمود الدخين، أشار مدير عام المخا إلى أن الحضور الواسع للطلبة والمعلمين يعكس روحًا تعليمية مميزة. كما دعا وزارة التربية والتعليم إلى توفير الكتب المدرسية للطلاب، مما سيساهم في تسهيل فهم واستيعاب المناهج الدراسية.

وثمّن جهود نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح، والهلال الأحمر الإماراتي في دعم العملية التعليمية ببناء المدارس وإعادة العملية التعليمية إلى مسارها من جديد بعد تعرضها للحرب الحوثية الإرهابية.

إلى ذلك، أكد مدير مكتب التربية في المخا قاسم الشاذلي، أن الطلبة والمعلمين توافدوا إلى المدارس منذ اليوم الأول، داعيًا الآباء إلى الدفع بأبنائهم للمدارس ومتابعة تحصيلهم العلمي أولًا بأول

المعلمون هم حَمَلة الرسالة النبيلة للأجيال

بداية العام الدراسي الجديد تُعتبر فرصة رائعة لنُعبر عن تقديرنا للمعلمين، فنقول لهم: كل عام وأنتم منتمون إلى رسالة التعليم السامية، وكل عام وأنتم بخير لأنكم قدوة في العلم والمعرفة. نتمنى عاماً دراسياً سعيداً للمعلمين الأفاضل الذين يزرعون بذور العلم والمعرفة في أراضٍ خصبة، ويعملون بجد وتفانٍ، مشكلين بذلك نموذجًا للتضحيات من أجل طلابهم. عامًا دراسياً سعيداً أيضاً لهؤلاء المدرسين الصابرين الذين يكرسون أيامهم وجهودهم لصناعة أجيال متميزة.