20 % من الأسر المنكوبة تعولها نساء.. الفيضانات في اليمن تدمر قرى وجسور والمتضررون يصلون إلى 180 ألف فرد

2024-08-17 23:38:02 أخبار اليوم - متابعات

   

ارتفع عدد الأشخاص الذين تضرروا من السيول والأمطار التي ضربت اليمن، الأسبوع الماضي، إلى 180 ألف شخص وفقاً لبيانات حديثة وزعتها الأمم المتحدة، وهو ما يساوي ضعف العدد المعلن الأسبوع الماضي.

وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، تسببت الأمطار الموسمية الغزيرة بشكل استثنائي في أضرار جسيمة ونزوح في العديد من المناطق اليمنية، مما فاقم الوضع الإنساني المتردي الناجم عن أكثر من 9 سنوات من الصراع.

محافظات الحديدة وحجة ومأرب وصعدة وتعز كانت من بين الأكثر تضرراً، ونقل التقرير عن السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني القول إن ما يقرب من 180 ألف شخص تأثروا بهذه السيول.

النساء من بين الفئات الاجتماعية من الأكثر تضرراً، حسب التقرير، لا سيما الأسر النازحة التي تعيلها نساء، والتي تشكل أكثر من 20 في المائة من أولئك الذين يتلقون الإغاثة الطارئة.

وأوضح التقرير أن الاحتياجات العاجلة تشمل مواد الإغاثة الطارئة والمأوى والمساعدات النقدية متعددة الأغراض والمساعدات الغذائية والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والملابس وحماية المدنيين وتوفير الإمدادات الطبية لضمان استمرارية الرعاية ودعم الإمدادات والمرافق الصحية.

تفعيل الاستجابة

في غضون 24 إلى 72 ساعة من الإنذار بالنزوح، أفاد التقرير الأممي بأنه تم تفعيل آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان في المناطق المتضررة لتوفير الإغاثة الطارئة للأسر النازحة والمتضررة من الفيضانات. وبيّن أن فرق آلية الاستجابة السريعة تمكنت من مساعدة 80 ألف فرد، وتوقع أن تستمر الظروف الجوية القاسية حتى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

كان نظام الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة أصدر تنبيهاً جديداً ذكر فيه أن محافظة إب اليمنية (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) قد تتلقى أكثر من 300 ملم من الأمطار خلال الأيام العشرة المقبلة، في حين من المتوقع أن تشهد المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية هطول أمطار غزيرة مع ارتفاع مخاطر حدوث فيضانات.

وأكد المركز الوطني اليمني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر، من جهته، أن صنعاء سجلت أكثر كمية هطول أمطار خلال اليومين الماضيين، وتوقع استمرار هطول أمطار رعدية متفاوتة الغزارة على عدد من المحافظات.

محافظات متضررة

ففي محافظة إب تهدمت ثلاثة منازل، وتضررت 171 أسرة نازحة جراء الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية.

وقال الهلال الأحمر اليمني بمحافظة إب، إن عدد الأسر المتضررة جراء السيول والأمطار، بلغت 171 أسرة، غالبيتها العظمى من النازحين.

وبحسب مصادر محلية تهدم منزل في إب القديمة، فيما تهدم منزلين آخرين في مدينة جبلة بعد يومين من تهدم منزلين آخرين جراء الأمطار، في الوقت الذي تضررت شبكة الطرقات وجرفت السيول العديد من الممتلكات والأراضي الزراعية بمختلف مديريات المحافظة.

ومساء الخميس، توفي شابان أثناء محاولتهما إنقاذ طفلين بمدينة إب، والتي شهدت أيضا إنقاذ فتاة من سيول الأمطار بحادثة أخرى، فيما نجح شاب يدعى "عبد المجيد الفخري" من إنقاذ أسرته المكونة من عشرة أشخاص من الموت بعد أن داهمت السيول منزلهم بمدينة جبلة.

وفي محافظة الحديدة تسببت الأمطار غزيرة وعواصف رعدية، السبت 17 أغسطس، في فيضانات كارثية وتداعيات واسعة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية والأراضي الزراعية، وفقدان العديد من الأرواح والممتلكات.

وأفادت مصادر رسمية أن أكثر من 1500 أسرة في مديرية حيس، التي تخضع لسيطرة الحكومة، تعرضت لأضرار جسيمة.

وأوضح مطهر القاضي، مدير المديرية ورئيس المجلس المحلي، أن السيول اجتاحت 13 قرية، بما في ذلك مخيمات النازحين، وتسببت في تضرر مساكن 1527 أسرة، وخسائر كبيرة في مجالات الغذاء، الإيواء، والمواشي، إضافة إلى تدمير الأراضي الزراعية.

وأشار القاضي إلى أن جسداً واحداً فقط تم العثور عليه من بين أكثر من ستة مفقودين جراء الكارثة.

ولفت إلى أن تدمير الجسور والعبارات من قِبل ميليشيا الحوثي وإقامة سواتر ترابية أدت إلى إغلاق مجاري الأودية، مما حول مجرى السيول نحو القرى المكتظة بالسكان، وألحق أضراراً جسيمة بالممتلكات والمزارع.

وفي مديرية بيت الفقيه، تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، انهار جسر حيوي قديم يعود تاريخه إلى أكثر من 50 عاماً بسبب تدفق السيول.

وأكدت مصادر محلية أن السيول حاصرت قرى في مديريات الزهرة واللحية بعد خروجها عن مسارها الطبيعي في وادي مور، أكبر أودية اليمن، ما أدى إلى فيضانات اجتاحت الأراضي الزراعية وقرى المواطنين.

كما شهدت مدينة الحالي، مركز المحافظة الإداري، أمطارًا غزيرة وعواصف رعدية أدت إلى فيضانات غمرت الشوارع والأحياء، وجرفت السيارات، وفقًا لمصادر ميدانية.

وحسب التقرير الأممي، أثرت السيول في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، على 20 مديرية، وكانت المناطق الأكثر تضرراً هي المراوعة والزيدية وبيت الفقيه واللحية والقناوص وزبيد والحوك والدريهمي، في حين تلقت آلية الاستجابة السريعة تنبيهات بشأن 56 ألفاً و119 فرداً متضرراً في المحافظة.

وأشار التقرير الأممي إلى أن المرافق الصحية في الحديدة تأثرت بتلك الفيضانات في مديريات باجل والزهرة والزيدية والمراوعة، بما في ذلك مستشفيات الثورة، وأبلغت مجموعة الصحة عن حاجة عاجلة للوقود لضمان استمرارية الرعاية، خصوصاً في مستشفى الثورة للإحالة.

وفي محافظة حجة (شمال غرب) التي شهدت أيضاً فيضانات كبيرة، تم الإبلاغ عن أضرار واسعة النطاق في 13 مديرية، لا سيما في عبس ومدينة حجة ومستبا وقفل شمر وخيران - المحرق، وبني قيس وكعيدنة، وتم تحديد مديرية عبس واحدةً من أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات الأخيرة، وقد قامت آلية الاستجابة السريعة حتى الآن بتسجيل 26 ألفاً و46 شخصاً من المتضررين هناك.

وفي محافظة المحويت، كانت الفيضانات، وفق التقرير، واسعة النطاق، خصوصاً في مديريات بني سعد، حيث تضررت أو دمرت العديد من المنازل، كما تضررت بعض البنية التحتية مثل الطرق والجسور، مما أدى إلى قطع الوصول إلى العديد من المجتمعات المتضررة.

كما غمرت الفيضانات الأراضي الزراعية وتسببت في خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية والماشية، كما تأثرت أكثر من 7 آلاف أسرة في محافظة مأرب في 41 مخيماً وموقعاً للنازحين.

وفي تقرير لها، قالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، إن الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والرياح الشديدة التي شهدتها المحافظة تسببت في وفاة 8 مواطنين، وإصابة 10 آخرين بينهم أطفال ونساء.

وأشارت، إلى أن السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة تدفقت بشكل كبير إلى داخل مخيمات النازحين وتسببت بتضرر مأوى 7179 أسرة نازحة، منها 2973 مأوى تضرر بشكل كلي، و4206 مأوى تضرر بشكل جزئي في عدة مخيمات بالمحافظة.

وفي محافظة شبوة (شرقي اليمن) أفادت مصادر محلية، السبت 17 أغسطس، إن مياه السيول المتدفقة مع وادي "هدى" بمنطقة "الأقموش" شرقي شبوة، جرفت ثلاث إبل كانت متواجدة بالقرب من الوادي، متسببة في نفوقها.

وفي محافظة حضرموت، ذكرت مصادر محلية أن مياه السيول جرفت سيارة نوع "هايولكس" في وادي "راوك" بمديرية "ساة"، مؤكدة انقاذ السائق.

وخلال العام الحالي، وطبقاً لبيانات صندوق الأمم المتحدة والسكان، فإن ما يقدر بنحو 82 في المائة من الأشخاص الذين تم دعمهم من خلال آلية الاستجابة السريعة تأثروا بشدة بالصدمات المرتبطة بالمناخ، أو نزحوا بسبب الصدمات المرتبطة به، في حين تأثر 18 بالمائة ممن تلقوا المساعدة بشكل مباشر من النزاع.

ويوم أمس الأول، قالت مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية؛ ليزا دوتن، في إحاطة لها أمام اجتماع مجلس الأمن، إن الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة التي وقعت بعدة محافظات في اليمن، على مدى الأيام العشرة الماضية، أودت بحياة حوالي 98 شخصاً، في الوقت الذي أصيب أكثر من 600 آخرين.

وأضافت دوتن أن هذه الفيضانات أثرت على حوالي 69.5 ألف أسرة بشكل مباشر، حيث فقد العديد منازلهم ومصادر رزقهم، كما تسببت بتدمير عشرات المنازل والبنية التحتية العامة وإتلاف المزارع.

                                       

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد