2024-11-28
الانهيارات الأرضية في اليمن: كارثة إنسانية تتطلب حلولاً مستدامة
بينما يقف اليمن على حافة سلام هش، تزداد التهديدات مما ينذر بصراع قادم، وهو ما أكده عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، الذي أشار إلى تعثر جهود السلام بسبب التصعيد الذي تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وتستمر ميليشيا الحوثي في حفر الخنادق في الجبال وتخزين الأسلحة، كما تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وتأتي تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، لتسلط الضوء على الأوضاع في اليمن، حيث تشهد البلاد حالة من الهدنة الهشة التي قد تتعرض للانهيار في أي لحظة. فقد حذر من تصعيد ميليشيا الحوثي، الذي يشير إلى احتمالية اندلاع حرب جديدة، وأوضح أن جهود السلام تواجه تحديات كبيرة نتيجة لهذه التصرفات.
وفي ظل ذلك، تواصل ميليشيا الحوثي أنشطتها العسكرية، مثل حفر الخنادق في الجبال وتخزين الأسلحة، بالإضافة إلى تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
قد يُقال إن التاريخ قدّم لنا دروساً حول التفاؤل والتشاؤم، حيث يُعتبر المتفائل هو من صنع الطائرة، بينما يُرى المتشائم كمن اخترع المظلة. واليوم، نجد أن ميليشيا الحوثي هي الوحيدة التي تتوق إلى العودة للحرب، إذ تعتقد أن الصراع يشكّل ملاذاً لها للهروب من تبعات السلام.
على الرغم من إدراك اليمنيين لهذه الحقيقة، يظل السؤال الأهم مطروحاً: ماذا تفعل الحكومة الشرعية لمواجهة احتمالات عودة الحرب؟ وكيف يمكن الضغط السعودي على الحكومة أن يستمر في تقديم تنازلات سيادية، مما يزيد من تعقيد الوضع ويمهّد الطريق
**سيناريو متوقع**
يعبر الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية، العميد عبدالرحمن الربيعي، عن أن التصريحات التي أدلى بها عضو مجلس الرئاسة، عثمان مجلس، حول تعثر عملية السلام نتيجة التصعيد الذي تقوم به ميليشيا الحوثي، ليست جديدة، بل تعكس سيناريو متوقع.
وأضاف الربيعي: قد كنت دائمًا في تحذير مستمر، حيث أشرت في عدة مناسبات إلى أنه من المستحيل تحقيق تقدم في عملية سلمية لا تتوافر فيها جميع مقومات النجاح. إذ أن الأطراف المحلية وكذلك اللاعبين الإقليميين والدوليين غير مدركين لتبعات الوضع على الأرض.
وأضاف: لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال تقديم صيغته بالشكل الصحيح والواقعي، بحيث تكون هذه الصيغة شاملة وكاملة لتعكس مفهوم السلام وهيكل الدولة.
كما أشار إلى أنه بمجرد وجود صيغة شاملة للسلام في اليمن، سنلاحظ تواجد جميع الأطراف على أرضية متساوية، مما يتيح لكل طرف تقديم رؤيته. وهنا نستطيع القول بأن هناك جهوداً جادة تهدف إلى الوصول إلى حل سلمي للصراع القائم اليوم في اليمن بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي الانقلابية.
وزاد: إذا ما أردنا أن نوصف تصريح عضو المجلس الرئاسي، عثمان مجلس، بأن عملية السلام فشلت، فأولا، لم يكن هناك وضوح لخارطة الطريق ومحتوياتها، فهي كانت عملية مبتورة وجزئية، في إطار عملية شاملة يصعب الوصول إليها قفزة واحدة.
وأشار إلى أن التوازن بين القوى، فيه خلل، إضافة إلى ظهور مشكلة غزة واستهداف ميليشيا الحوثي، لخطوط الملاحة في البحر الأحمر، من العوامل الرئيسية التي عثرت العملية السلمية في اليمن، إذا ما كانت هناك عملية بالفعل.
وقال: نحن أمام مشروع تاريخي إمامي كهنوتي، يريد أن يستعيد الإمامة التي انتفض عليها الشعب اليمني في26 سبتمبر 1962م، وقضى عليها ومن ثم مضت الجمهورية قرابة 55 عاما.
وأضاف: نحن اليوم أمام مشهد جديد، أمام قوتين وخصمين ومشروعين على الأرض، ولو ذهبنا لتخيل سيناريو السلام الذي نتحدث عنه، كيف سيكون شكل هذا السلام؟ ما الذي يمكن أن تقدمه ميليشيا الحوثي لاستعادة الدولة والجمهورية؟ هل سيكون سلاما على شكل سلام الطائف عام 1982م، في لبنان؟ هل سيكون سلام كمؤتمر حرض عام 1965م، بين الملكيين والجمهوريين؟ لن تقبل به ميليشيا الحوثي على الإطلاق.
مشروع موت
يقول الباحث السياسي، رضوان الخطابي، إن مشروع ميليشيا الحوثي، هو مشروع موت، والسلام يعني موت لهذا المشروع، فالميليشيا قامت بالحرب الأخيرة، ضد الشعب اليمني، وضد الدولة اليمنية، وضد المشروع الوطني الذي كان اليمنيون قد التفوا حوله.
وأضاف: عندما نتحدث اليوم عن السلام، علينا أن نتحدث أولا عن أسباب الحرب، هل انتهت أسباب الحرب؟ هل عادت الشرعية؟ هل عادت العملية السياسية السلمية؟ للأسف لا يتم الحديث عن كل هذا.
وتابع: كل ما تقوم به ميليشيا الحوثي، إلى اليوم، هو لعب بالأوراق، فإذا ما حست بضربة عسكرية، أو بهزيمة عسكرية، تلجأ إلى ما يطلق عليها عملية السلام، وإذا ما استعادت قواها وأعدت نفسها، انقلبت على كل مبادرة.
وأردف: لو نراجع كل اللقاءات والحوارات والمشاورات التي أقيمت مع هذه الميليشيا، سنجد أن الميليشيا انقلبت عليها في أول منعطف وفي اول تحول تراه لصالحها.
وقال، إن الحديث عن السلام اليوم، هو أكذوبة لأن مشروع الحوثي، هو مشروع موت ومشروع إمامة وعنصرية، ولا يمكن أن يتعايش مع ما يريده الشعب اليمني.
وجهة نظر حوثية
يقول الصحفي التابع لميليشيا الحوثي، طالب الحسني، إنه لا يمكن أخذ ما قاله عثمان مجلي على محمل الصدق لتحليله، وذلك لسببين، السبب الأول: أنه خصم ويرى في خصمه الكثير من الأمور التي يمكن الحديث عنها لشيطنته، فيما السبب الآخر: أنهم يخشون من أن يكون هناك تحييد للتدخل الخارجي الإقليمي المساند لهم، وتركهم في منتصف الطريق.
وأضاف: حتى مع أخذ تصريحات عثمان مجلي في محمل الجد والصدقية، فمن الطبيعي أن أي طرف لا يرى في خصومه جدية في السلام، خصوصا خصومه الإقليميين، سيكون هناك استعداد للحرب، وهذا ليس معيبا، ولا يمكن أن يؤخذ كدليل بأن هذا الطرف لا يريد السلام.
وتابع: مسألة البحر الأحمر، هي محاولة لشيطنة اليمن في البحر الأحمر، المساندة لغزة، وهذه لا يمكن أن يفسرها أحد باستثناء الفلسطينيين، والرأي العام العربي والإقليمي.
وأردف: النقطة التي يجب أن نوضحها، مسألة توصيف طرف ما بأنه طرف موت، فلا أحد بالعالم يمكن أن تكون استراتيجيته هي الحرب الطويلة، لأنها تستنزفه ماليا وعسكريا واجتماعيا وشعبيا، وتوصيف طرف بأنه طرف موت، يعني أننا لا نفضل الحوار السياسي معه، وبالتالي نذهب باتجاه الحرب الأبدية والدائمة.
وزاد: عندما نتحدث عن أطراف محلية، يجب أن تأخذ الأطراف المحلية فكرة مركزية رئيسية، أن صنعاء (ميليشيا الحوثي) لا يمكن أن تفتح حوارا من أجل السلام، مع أطراف محلية، قبل أن يكون هناك اتفاقا مع قوى دولية وإقليمية استخدمت القوة منذ 2015م، وتدخلت في اليمن عسكريا، ولا أحد في العالم يستطيع أن ينكر أن هناك تدخلا إقليميا تقوم به السعودية.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
2024-10-14 03:09:27
الرئاسي والحكومة.. أسود على الجيش نعام على المليشيات
2022-11-30 09:33:59
الوطن يغرق على نغم في ضفاف النيل
2022-11-14 05:01:41
في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد