شهدت محافظة مأرب اليومين الماضين، أمطار غزيرة وعواصف رعديه شديدة مصحوبة بالرياح والبرد والصواعق استمرت لساعات، أسفرت عن إضرار كبيرة في مخيمات النازحين والخدمات العامة.

مخيم النور معاناة مؤلمة وصعبة

انهارت خيام النازحين في مخيم النور نتيجة عاصفة قوية، صحيفة "أخبار اليوم" أثناء زيارتها لمخيم النور الذي يعد أكثر تأثرا من بين المخيمات التي تأوي ملايين النازحين في مأرب الفارين من ميليشيا الحوثي الإرهابية وأثناء حديث الصحيفة مع النازحين.

 أفادت أمينه، النازحة من نهم في صنعاء، بأنها كانت برفقة أطفالها.

 لقد دمر بيتي من الخشب

تقول أمينة: سقطت الخيمة الخشبية فوقنا، ولم أتمكن من وداعها أو توديع كل زاوية فيها. كانت نظرتي إليها سريعة جدًا، فهي بيتي ومأوى أطفالي. أنا امرأة أرملة ولا نملك غيرها في هذا المكان. تتحدث أمينة، المعيلة لأطفالها، بألم وحزن، فقد هربت من واقع صعب يهدد أطفالها بالبرد والحر. بعد أن استلموا الخيمة الخشبية من المنظمة، توضح أن خيمتهم المهترئة لم تكن تحميهم من الرياح والأمطار. لقد تسببت هذه الأوضاع في أضرار كبيرة.

أضرار كبيرة ومعاناة قاسية

يقول مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، سيف مثنى، إن حجم الأضرار التي حصلت منذ يوم الأحد في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب، ما يزيد عن 7000 أسرة متضررة كليا وجزئيا في مخيمات مديرية الوادي والمدينة ومديرية رغوان.

وأوضح: هذه الأسر فيها ما يزيد عن 2973 أسرة تضررت كليا، حيث انتهى كل ما تمتلكه هذه الأسر من مأوى وغذاء ومواد دوائية، فيما ما يزيد عن 4200 أسرة تضررت تضررا جزئيا، وتحتاج إلى مواد دوائية وغذائية.

وأضاف: نحن في الوحدة التنفيذية، مع قيادة السلطة المحلية، تم النزول الميداني، في اليوم الأول من العاصفة، وتم التواصل مع شركاء العمل الإنساني المتواجدين في محافظة مأرب، وتفاجأنا للأسف الشديد، بأنه لا يوجد لدى شركاء العمل الإنساني بالمحافظة أي مخزون طارئ.

وتابع: يوم الأحد تم النزول من قبل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع لجنة الطوارئ، وتم الإعلان من قبل السلطة المحلية بإغاثة عاجلة ب 500 خيمة إضافة إلى 500 مواد دوائية، إضافة إلى سلل غذائية، وهذا سوف يخفف من معاناة الأسر التي تضررت، لكن الاحتياج كبير جدا والأضرار كبيرة جدا.

وأشار إلى أن أهم الاحتياجات التي تحتاج إليه هذه الأسر المتضررة، المأوى والمواد الدوائية والغذائية، إضافة إلى أن التحذيرات من قبل الأرصاد الجوية، بأن خلال الأيام القادمة سنواجه أيضا عواصف وسيول، لذا ندعو شركاء العمل الإنساني إلى التدخل العاجل، لإيجاد مخزون طارئ لمواجهة مثل هذه الكوارث

الواقع الإنساني

الواقع الإنساني في مخيم النور يعكس معاناة قاسية ومؤلمه منذ لحظة النزوح، حيث تعرض النازحون، الذين يتطلعون إلى الأمان هربا من بطش الميليشيات الحوثية الإرهابية، لفصول مأساوية. يعاني هؤلاء النازحون من نقص شديد في أبسط مقومات الحياة، حيث باتت معظم الأسر بلا مأوى وبدون غذاء.

ويعيش أكثر من 3 ملايين مواطن يمنى في مخيمات النازحين بعدما شردتهم الحرب، واضطروا للجوء إلى هذه المخيمات حفاظا على حياتهم.

تم تدمير خيام النازحين في مخيم النور بعد اجتياح عاصفة قوية، حيث تعبر أمينه، النازحة من نهم صنعاء، عن آلامها وهي برفقة أطفالها، قائله: أنهار بيتي في اللحظة الأخيرة، وسقط فوقنا مع أطفالي، لم أتمكن من وداعه أو حتى توديع كل زاوية فيه. كانت نظرتي إليه سريعة جدا، لأنه لم يتبق لنا غيره هنا. تعبر أمينه، المعيلة لأطفالها، بحرقه عن معاناتها في ظروف قاسية.

نازحون من كل محافظات الجمهورية

ترسم ملامحهم وكأنهم يطرحون تساؤلات: ماذا يخبئ لنا القدر؟ وهل ستتحول قصتنا إلى صرخة خافته تذوب في العدم؟ تتراكم الأسئلة المقلقة في عقولنا، مما يشعل خوفا عميقا في قلوبنا. ومع ذلك، لا يمكننا مقاومة سحر المجهول وجاذبيته الأسرة.

وعندما هبت الرياح العاتية والممطرة على مخيم النور للنازحين في مأرب، تحولت خيامهم إلى كومة من النفايات، مما جعل العديد من الأسر النازحة بلا مأوى.

واجهت تلك الأسر ويلات كبيرة وقوية، تتجلى ملامح القلق والتردد في أعينهم، وكأنهم يتساءلون عن مصيرهم فيما يخفيه القدر.

 هل ستتحول قصتنا إلى صرخة خافته تندمج مع العدم؟ تتسلل الأسئلة المقلقة إلى عقولنا، وتثير في قلوبنا مخاوف عميقة. ومع ذلك، لا يمكننا مقاومة سحر المجهول وجاذبيته المثيرة.

بحرقة والم يتحدثون ووجع ينادون فاعلي الخير وأصحاب الأيادي البيضاء لإغاثتهم وإنقاذهم مما حل بهم.

لقد أصبح الناس في مخيم النور، خلال ساعات بلا مأوى وبلا غذاء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء تركت الأمطار والعواصف أثرا مأساويا، حيث تحولت خيامهم إلى كومة من النفايات بعد عواصف عنيفة اجتاحت منطقة مأرب.

أصبحت عشرات الأسر تحت العراء، حيث الأمهات والأطفال والرجال جميعهم ينتظرون من ينقذهم مما حل بهم جراء الأمطار والرياح. تعلو أصواتهم الخافتة بمشاعر الألم والحسرة، بعد أن جرفتهم عواصف الغبار والأمطار التي حرمتهم من حياتهم الطبيعية. تعكس حديثهم حجم الكارثة التي فقدتهم كل ما يملكون. حكاياتهم وكلماتهم ممزوجة بالدموع، تروى الفصول المأساوية التي عاشوها.

مئات الأسر أصبحت بلا مأوى

باتت مئات الأسر تواجه واقع العراء، إذ يفتقر الأطفال والنساء والرجال إلى مأوى، وجميعهم ينتظرون من ينقذهم من الفاجعة التي حلت بهم بسبب الأمطار والعواصف. تتعالى أصواتهم الخافتة، مثقلة بالألم والمعاناة، بعد أن إعادتهم العواصف والغبار والأمطار إلى الصفر، حيث فقدوا كل ما يمتلكونه. تروى حكاياتهم وكلماتهم الممزوجة بالدموع المأساة التي عاشوها خلال العاصفة القاسية التي اجتاحتهم في صباح يوم الأحد.

نساء أرامل فقدت خيامها

تعيش مجموعة من النساء والأطفال بلا معيل، حيث فقدوا خيامهم وكل ما لديهم من مقتنيات، وقد وجدناهم في حالة معاناة مؤلمة، يتحدثون بوجع. تقول إحدى السيدات: تحدثي مع هذه، فهي أحق مني، لأنها أرملة.

مشاعر الصدمة

إلى ذلك عبر النازح يحيى غوبة عن مشاعر الصدمة والخسارة، حيث قال: لقد فقدنا كل شيء، وما حدث يمثل فاجعة لنا. نعتبره ابتلاء من الله، ونعبر عن شكرنا له على النعم. نأمل في أن تساندنا كافة الجهات المختصة في محنتنا هذه.

 تتحدث النازحة، رئيسة مرشد غوبة، بمشاعر مؤلمة وحزينة، حيث تشير إلى أن خيمتها، التي كانت تؤوي أطفالها، قد جرفتها الرياح بكل محتوياتها، كما يتضح من الصور.

وتضيف بشكل مُعبر: لقد خسرنا كل شيء في غضون نصف ساعة، والآن أصبح أطفالي بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء. نحن نناشدكم لنشر أصواتنا لمن يستطيع الاستماع إلينا، ونتوجه بنداء إلى كل من يهمه أمرنا.