27737 نازح في لحج يواجهون أوضاعا مأساوية وظروفا إنسانية مزرية

2024-07-25 01:41:58 أخبار اليوم/ بلقيس نت

  

اضطر أحمد قاسم صالح -نازح من محافظة الحديدة إلى مخيم عتيرة في منطقة الوهط بمديرية تُبن في محافظة لحج- إلى الانتقال إلى مدينة المخا للعمل فيها، وترك أسرته أسابيع في المخيم، الواقع شرق محافظة لحج، ضمن 309 أُسر نازحة في المخيم، قادمة من محافظات تعز والحديدة والضالع.

يترك أحمد، البالغ من العمر 50 عاما، الذي وصل مخيم المشقافة في 2018 قادما من مديرية مقبنة غرب تعز، أسرته المكونة من خمسة أطفال وأمهم في المخيم، فيما يبقى هو أسابيع يعمل في مدينة المخا أعمالا حُرة من أجل تجميع الأموال وإرسالها لأسرته أو جلبها إلى المخيم أثناء عودته إلى المخيم..

حاول أحمد العمل في مهن عدة في سوق الفيوش وتُبن، سواء من خلال حمل الأثقال، أو العمل في سوق الخضار، لكن التضييق الأمني الذي يتعرض له بين الفينة والأخرى دفعه دون رجعة إلى الذهاب نحو مدينة المخا من أجل العمل دون تضييق.

يقول أحمد إن الحملات الأمنية على بسطات النازحين في المخيمات بمنطقة لحج، الذين يعملون في مهن عدة، كانت تحرمه أياما من الحصول على لقمة العيش، حيث إن توفير لقمة العيش لأولاده يعتمد على مقدار ما يعمله يوميا، لذا الحملات المستمرة كانت سببا له في مغادرة المناطق القريبة من المخيم نحو المخا، حيث يعمل تارة في البحر، وتارة في السوق، لكنه -نوعا ما- يجد استقرارا، وعدم تضييق من خلال عمله في المخا..

ويبلغ عدد النازحين في لحج 27737، من محافظات تعز والحديدة والضالع وذمار، يواجهون أوضاعا مأساوية، حيث يعيش أغلبهم تحت خيم مهترئة ومتهالكة، وفي ظروف إنسانية مزرية، في ظل درجة حرارة مرتفعة خلال هذا الصيف، حيث يعمل البعض في مهنة رفع الأثقال، فيما يمارس البعض ظاهرة التسول في ظل توقف المساعدات الغذائية المقدّمة لهم..

يوضح أحمد إبراهيم -نازح في مخيم المشقافة- أنه لا يستطيع العمل في بعض الأيام خوفا من الحملات الأمنية، سواء على أصحاب البسطات، أو الدراجات النارية، التي يعمل بها البعض.

وأضاف أن الأجر، الذي يجده من عمله، يكاد يكفي لوجبة واحدة، ومن ثم يخرج يعمل بعد كل وجبة؛ كي يضمن لأطفاله توفير الوجبة التي بعدها، وأحيانا لا يستطيع توفيرها.

وتابع: "أغلب النازحين يمارسون العمل بين بسطات أو دراجات نارية، ولذا يتوقفون عن العمل عندما تكون هناك حملات أمنية".

واصفا حال النازحين بالمأساوية في ظل انقطاع الماء في بعض الأيام، والغذاء والدواء، الذي لا يصل إليهم إلا كل ستة أشهر، ومع هذا الوضع اتجه العشرات من الأطفال والنساء إلى التسول، سواء في الشارع، أو المطاعم، أو الذهاب إلى مركز الحديث في الفيوش أكل ما تبقى من ما يتركه طلاب.

في مخيم العند -30 كيلو مترا شمال الحوطة- تقضي 109 أُسر نازحة في المخيم نهارها تحت عيدان من الشجر والخيم المتهالكة، التي تكاد تطمر من شد الرياح في المنطقة الصحراوية والرملية، التي يقع فيها المخيم.

يقدر عدد القاطنين في المخيم بـ109 أُسرة، تنحدر من مناطق محافظات الضالع وتعز والحديدة، يعتمد معظمهم -ولاسيما الأطفال والنساء- على التسول؛ جراء صعوبة الحصول على فرص عمل.

وبحسب سمير جبلي -مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مخيم العند- لم يتمكن العشرات من أطفال النازحين من الاستمرار في العملية التعليمية، واضطرت أسرهم إلى إخراجهم من المدارس؛ جراء الظروف المعيشية الصعبة والقاهرة، وباتوا متسولين في الشوارع؛ للحصول على لقمة العيش في ظل المجاعة والفقر..

وتابع سمير: "النازحون في المخيم، ولاسيما المصابون بأمراض مزمنة، يعانون مرارة انعدام الدواء والغذاء في صحراء تطمرهم فيها الرمال الزاحفة، وتحرقهم الشمس الحارة، وبعضهم لا يستطيعون تأمين وجبة واحدة، خلال اليوم؛ جراء شحة الدعم، وعدم الاهتمام بمخيمات النزوح".

             

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
بن مبارك يكشف من واشنطن حقيقة الانفصال والتطبيع ومساعي إنهاء الحوثي

أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد