2025-02-10
اليمن على صفيح ساخن: غليان شعبي وتجاهل حكومي للأزمة الاقتصادية
قال خبراء يمنيون ودوليون إن الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على ميليشيا الحوثي الإرهابية، والذي أشعلوا النار في ميناء يمني حيوي، لن يفعل الكثير لردع الميليشيات فالضرر ينصب على المدنيين اليمنيين-حسب ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية في الحديدة عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة 87 آخرين بجروح. والميناء هو الممر الرئيسي الذي تدخل عبره واردات الغذاء والوقود والمساعدات إلى شمال اليمن الفقير، حيث يعيش أكثر من 20 مليون شخص.
وقال خبراء يمنيون ومسؤولون أمريكيون سابقون يدرسون شؤون البلاد إن الضربات الإسرائيلية لن تلحق ضررا كبيرا بميليشيا الحوثي. وأضافوا أن الهجوم من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المعاناة في اليمن، التي تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بعد عقد من الحرب.
وقال آدم كليمنتس، الملحق العسكري الأميركي المتقاعد وعمل في اليمن، إن “هدف الضربة يضر المواطن اليمني العادي أكثر من قدرة ميليشيا الحوثي على شن هجمات على البحر الأحمر أو إسرائيل”.
لم ينجو ميليشيا الحوثي من الحرب الطاحنة التي استمرت عشر سنوات، بل ازدهروا أيضًا، وأنشأوا شبه دولة فقيرة يحكمونها بقبضة من حديد . كانت الحديدة موقعًا لقتال عنيف خلال تلك الحرب، حيث حاول التحالف الذي تقوده السعودية انتزاع السيطرة على المدينة الساحلية الاستراتيجية من ميليشيا الحوثي. لكنهم أجبروا على الانسحاب تحت الضغط الدولي بسبب مخاوف انزلاق اليمن إلى مجاعة شبه كاملة.
وقال هشام العميسي، المحلل السياسي اليمني الذي سجنه ميليشيا الحوثي في عام 2017، إن الضربات الإسرائيلية “لن تردع أو تؤثر على عمليات ميليشيا الحوثي”.
وقال إن الميليشيات لطالما صاغت روايتها حول المعارضة لإسرائيل والولايات المتحدة وكانت “تريد دائمًا جر إسرائيل إلى مواجهة مباشرة”.
وأضاف العميسي أن الهجوم الإسرائيلي يمنح زعماء ميليشيا الحوثي فرصة لتأجيج خطاب “العدو الأجنبي” وإضفاء الشرعية على ادعائهم بأنهم المدافعون عن العرب والمسلمين، مما يعزز عمليات تجنيدهم وقبضتهم على السلطة.
وكتب المتحدث باسم ميليشيا الحوثي محمد عبد السلام على موقع التواصل الاجتماعي اكس “X” أن قصف البنية التحتية للطاقة دليل على رغبة إسرائيل في “تكثيف معاناة الشعب”.
ويشكل ميناء الحديدة مصدرا رئيسيا لإيرادات الضرائب بالنسبة لميليشيا الحوثي. ولكنه يشكل أيضا جزءا حيويا من البنية الأساسية التي يعتمد عليها اليمنيون المقيمون في الشمال الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي للحصول على المساعدات وواردات الغذاء والسلع الأخرى.
وأفاد متحدث باسم ميليشيا الحوثي ومسؤولان إقليميان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علناً، بأن الضربات الإسرائيلية أصابت محطة كهرباء بالإضافة إلى مستودعات للغاز والنفط حول الميناء.
وقال محمد الباشا، الخبير البارز في شؤون الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي للأبحاث، إن إعادة بناء هذه الهياكل من المرجح أن تكون مكلفة وتستغرق وقتا طويلا. وتوقع “نقصا حادا في الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن” مما قد يضر بالأساسيات مثل مولدات الديزل للمستشفيات.
وأضاف أن إلحاق الضرر بمحطة الطاقة في الصيف، عندما تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة، “سيؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين”.
وقال منير أحمد (46 عاما)، وهو أب لخمسة أطفال في الحديدة، مساء السبت، إن طوابير طويلة تشكلت بالفعل أمام محطات الوقود في أنحاء المدينة، بسبب المخاوف من نقص الوقود.
وقال أحمد “كانت الضربات شديدة لدرجة أنها ذكّرتنا بالأيام الأولى للحرب”.
وبعد الهجوم، سارع إلى نقل والده المسن، الذي كان بالقرب من موقع الضربات، إلى مكان آمن. وقال إن الصيادين وغيرهم من الذين يكسبون رزقهم في الميناء فروا بينما كانت سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف تتجه بسرعة إلى مكان الحادث.
وبحسب مذكرة داخلية صاغها مسؤولون عسكريون واطلعت عليها صحيفة نيويورك تايمز، زعم “مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الميناء كان هدفا عسكريا مشروعا وأن أغلب المساعدات الإنسانية التي تصل إلى ذلك الميناء كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، الذين استخدموها لشراء الدعم السياسي ومعاقبة المعارضين”. وزعموا أن المجتمع الدولي يجب أن يعيد توجيه المساعدات من الحديدة إلى ميناء عدن الجنوبي.
واتهمت منظمات الإغاثة الإنسانية ميليشيا الحوثي بتحويل المساعدات في الماضي، لكنها واصلت إرسال المساعدات رغم ذلك، مشيرة إلى الحاجة الماسة. ونفت ميليشيا الحوثي سرقة المساعدات.
وقالت نيويورك تايمز: إن أي خطة لتوزيع المساعدات على شمال اليمن عبر عدن سوف تواجه عقبات كبيرة. فميناء الحديدة مجهز بشكل أفضل لاستقبال كميات كبيرة من السلع وهو أقرب إلى المراكز السكانية.
في حين تخضع عدن لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، فإن المدينة تحكمها فعليا جماعة انفصالية مسلحة تدعمها الإمارات. وتعتبر كل من الحكومة والجماعة الانفصالية نفسها في حالة حرب مع ميليشيا الحوثي، ولا تتدفق المساعدات بحرية عبر الحدود.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد حملة قصف مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة، استهدفت مواقع لميليشيا الحوثي في أنحاء اليمن.
وقال فارع المسلمي، الباحث اليمني في مركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن، إن الضربات الإسرائيلية “لن يكون لها تأثير كبير على الأسلحة الباليستية أو قدرات الطائرات دون طيار لدى ميليشيا الحوثي”.
وأضاف أن ميليشيا الحوثي من المرجح أن يردوا بمزيد من الهجمات على إسرائيل وربما على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، بما في ذلك الإمارات والبحرين.
وعلى غرار غيره من الباحثين الذين يدرسون اليمن، قال إن الهجوم الإسرائيلي من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين، ووصف النهج بأنه مماثل للحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة على حد تعبيره، “أحرقوا الغابة على أمل قتل الثعبان”.
قالت دانا سترول، المسؤولة السابقة عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، وهي الآن باحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “إن تدمير البنية التحتية للطاقة لن يساعد بالتأكيد في تخفيف محنة المدنيين اليمنيين. من المهم أن نتذكر أن الحياة تحت حكم ميليشيا الحوثي بائسة بالفعل”.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
أشاد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة إدراج مليشيا الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب. كذلك علّق بن مبارك في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" على قضايا مختلفة تشهدها المنطقة ومنها رؤية مشاهدة المزيد