2025-06-15
لبنان.. انطلاق قافلة الكرامة وكسر الحصار على غزة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالا تحليليا للكاتب بيتر بيكر، الذي غطّى أحداث 5 رئاسات أمريكية سابقة، تحدّث فيه عن واقع العنف السياسي في الولايات المتحدة، مستشهدا بأحداث تاريخية، وصولا إلى حادثة محاولة اغتيال دونالد ترامب في بنسلفانيا.
وجاء في المقال أنّ الهجوم على الرئيس السابق دونالد ترامب يأتي في وقت أصبحت الولايات المتحدة منقسمة.
وأشار إلى أنّه عندما أطلق الرصاص على الرئيس رونالد ريغان عام 1981، اتّحدت البلاد خلف زعيمها، وتوجّه حينها رئيس مجلس النواب الديمقراطي، توماس بي أونيل جونيور، بعينين دامعتين إلى غرفة الرئيس الجمهوري في المستشفى، وأمسك بيديه وقبّل رأسه وجثا على ركبتيه للصلاة من أجله.
واعتبر كاتب المقال أنّ محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب قد تؤدّي إلى “تمزيق” أمريكا أكثر من توحيدها.
ولفت إلى أنّ الجو امتلأ، في غضون دقائق من إطلاق النار، بالغضب والمرارة والشك والاتهامات المتبادلة. ووُجّهت أصابع الاتهام، وتقدّمت نظريات المؤامرة، وازداد انقسام البلد الذي يعجّ بالعداء بالفعل، وفق تقديره.
يقول بيكر: “وحقيقة أنّ إطلاق النار على ترامب في بنسلفانيا، وقع قبل يومين من اجتماع الجمهوريين في ميلووكي لحضور مؤتمر ترشيحهم، يضع الحدث في سياق حزبي. وبينما كان الديمقراطيون يتذمّرون من العنف السياسي، الذي طالما انتقدوا ترامب لتشجيعه، ألقى الجمهوريون على الفور اللوم على الرئيس جو بايدن وحلفائه في الهجوم، الذي قالوا إنّه نابع من لغة تحريضية تصف الرئيس السابق بأنّه فاشٍ بدائي من شأنه أن يدمّر الديمقراطية”.
وهاجم الابن الأكبر لترامب، والمخطط الإستراتيجي لحملته الانتخابية، والمرشّح لمنصب نائب الرئيس، اليسار السياسي في غضون ساعات من إطلاق النار حتى قبل التعرّف إلى المسلّح أو تحديد دوافعه.
وكتب كريس لاسيفيتا، أحد كبار مستشاري الرئيس السابق: “لقد حاولوا إبعاده عن الترشّح، وحاولوا وضعه في السجن، والآن يغتالونه”.
ويضيف الكاتب: “لكن، يبدو أنّ حملة ترامب فكّرت في الأمر بشكل أفضل، وتم حذف المنشور. وأرسلت مذكّرة يوم الأحد من قبل السيّد لاسيفيتا وسوزي وايلز، وهي مستشارة كبيرة أخرى، تعليمات إلى أعضاء فريق ترامب بعدم التعليق على إطلاق النار”.
واعتبر الكاتب أنّ في كلتا الحالتين، يمكن أن تغذّي هذه الحادثة رواية ترامب بأنّه ضحية الاضطهاد من قبل الديمقراطيين. وبعد عزله واتّهامه ومقاضاته وإدانته، كان ترامب، حتى قبل يوم السبت، قد اتّهم الديمقراطيين بالسعي إلى إطلاق النار عليه من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي. وبعد إصابته في المسيرة، رفع ترامب، والدماء تسيل على وجهه، قبضته أمام الحشد وصرخ: “قاتلوا! قاتلوا! قاتلوا!”.
وأشار بيكر إلى أنّ دوافع المسلّح، الذي قُتل بسرعة على يد قناصة الخدمة السرية، ظلت موضع تكهّنات.
تم تعريفه باسم توماس ماثيو كروكس، (20 عاما) من بيثيل بارك، بنسلفانيا، وكان مسجّلا في لوائح الحزب الجمهوري، لكنه تبرّع أيضا بـ15 دولارا لحملة بايدن في يوم تنصيبه، قبل أكثر من ثلاث سنوات. وقالت السلطات إنّها ما تزال تحقّق في دوافعه.
ويعتبر الكاتب أنّ إطلاق النار يأتي في وقت تعيش الولايات المتحدة بشدّة على أسس أيديولوجية وثقافية وحزبية، ويبدو أنّها منقسمة في كثير من الأحيان إلى دولتين، بل وحتى إلى حقيقتين.
وتابع: “واليوم، أكثر من أيّ وقت مضى منذ أجيال، لا يرى الأمريكيون أنفسهم في مشروع جماعي، بل ينظرون إلى أنفسهم على طرفي نقيض من الأسوار الحديثة”.
وأشار إلى أنّ الانقسامات أصبحت صارخة إلى حدّ أنّ استطلاع رأي أجرته مؤسسة “ماريست” في ماي، أظهر أنّ 47% من الأمريكيين يرون أنّ حدوث حرب أهلية ثانية أمر محتمل جدا، وهي الفكرة التي دفعت هوليوود إلى إنتاج فيلم يجسّد كيف يمكن أن تبدو تلك الحرب.
وقد دفع التصاعد المتسارع للأحداث التخريبية في الآونة الأخيرة الكثيرين إلى مقارنة عام 2024 بعام 1968، وهو عام الصراع العنصري وأعمال الشغب في المدن، واغتيال القس الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، وروبرت إف كينيدي.
وبيّن الكاتب أنّ كان هناك اختلافا واحدا مهما بين عامي 2024 و1968، وهو غياب العنف السياسي، وهذا الاختلاف لم يعد موجودا بعد محاولة اغتيال ترامب، حسب المؤرخ في جامعة تشابمان ومؤلف كتاب “العام الذي انفجر”، لوك نيشتر.
كذلك، قال المؤرخ في جامعة جورج تاون، مايكل كازين، إنّ “العنف السياسي له تاريخ طويل في أمريكا”.
وذكر أنّ “العنف الذي حدث للتوّ أمر لا مفرّ منه في مجتمع منقسم بشدّة مثل مجتمعنا”.
واعتبر بيكر أنّه ومنذ إطلاق النار على الرئيس أبراهام لينكولن، لم تحدث محاولة اغتيال ضد رئيس أو مرشّح رئاسي كبير، وأدّت إلى هذا الحدّ من الانقسام الحزبي.
وبيّن أنّ الرؤساء جيمس غارفيلد، ووليام ماكينلي، وجون إف كينيدي قُتلوا بالرصاص على يد مسلّحين منفردين كانوا مستاءين منهم لسبب أو لآخر، لكن عمليات القتل لم تصبح مصدرا للانقسام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ويضيف الكاتب: “وفي الأعوام الأخيرة، أصبح العنف السياسي في أمريكا حزبيا على نحو متزايد”.
وذكر أنّ أشهر حالة عنف سياسي حدثت على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، من قبل أنصار ترامب الذين يحاولون منع التصديق على فوز بايدن في الانتخابات.
وحقّقت شرطة الكابيتول في أكثر من 8 آلاف حالة تحريض تورّط فيها أعضاء في الكونغرس العام الماضي.
وجاء في المقال أنّ الديمقراطيون في مجلس النواب قاموا بإقالة ترامب بتهمة التحريض على هجوم الكابيتول بلغته التحريضية في تجمّع حاشد مسبقا.
واعتبر أنّ للرئيس السابق تاريخا طويلا في تشجيع العنف. وحثّ أنصاره على ضرب المتظاهرين في المسيرات، وهتف لعضو جمهوري في الكونغرس لأنه ضرب أحد المراسلين، ودعا إلى إطلاق النار على اللصوص وسارقي المتاجر، وقلّل من أهمية الهجوم على نانسي بيلوسي، ووعد بالعفو عن مثيري الشغب في 6 يناير.
وعندما هتف بعض أنصاره “اشنقوا مايك بنس!” في 6 يناير، قال ترامب لمساعديه إنّ نائب الرئيس ربما يستحق ذلك لأنّه تحدّى الجهود الرامية إلى إلغاء انتخابات 2020.
لكن الجمهوريين -حسب كاتب المقال- قلبوا الطاولة على الديمقراطيين في نهاية هذا الأسبوع، بحجة أنّه إذا كان ترامب مسؤولا عن الخطاب الاستفزازي، فيجب أن يكون بايدن مسؤولا أيضا.
وفي حديثه مع المانحين الاثنين الفائت، قال الرئيس الحالي إنّه يريد التوقّف عن الحديث عن أدائه الضعيف في المناظرة وبدلا من ذلك وضع ترامب في مركز الهدف.
ولم يردّ بايدن بشكل مباشر على الانتقادات الموجّهة إلى تصريحاته هذه خلال ثلاث إطلالات متلفزة منذ إطلاق النار، لكنّه دان الهجوم بشدة واتّصل بترامب ليتمنى له التوفيق.
وقال إنّ الأمريكيين يجب أن “يخفضوا درجة الاحتقان”، وأنّه “حان الوقت لتبريدها”. وأضاف خلال خطاب نادر من المكتب البيضاوي: “السياسة يجب ألّا تكون ساحة معركة فعلية وساحة قتل”.
ويكمن الخطر في أن يصبح العنف السياسي أمرا طبيعيا، وهو مجرد شكل آخر من أشكال الحروب الحزبية التي لا نهاية لها.
وأشار الكاتب إلى دراسة نُشرت في مايو وجدت أنّ 11% من الأمريكيين قالوا إنّ العنف كان مبررا أحيانا أو دائما لإعادة ترامب إلى الرئاسة، وقال 21% إنّه مبرّر لتحقيق هدف سياسي مهم.
وختم بيكر مقاله بالقول: “السؤال المطروح أمامنا باعتبارنا أمة هو: هل يصبح العنف جزءا من السياسة الأمريكية؟”.
حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد
وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد