السقوط أمام آيسلندا جرس إنذار لإنجلترا قبل اليورو.. وبيلينغهام الرهان لفك العقدة

2024-06-12 03:19:34 أخبار اليوم - متابعات

   

أدرك غاريث ساوثغيت، المدير الفني لمنتخب إنجلترا لكرة القدم (الأسود الثلاثة)، سبب إطلاق الجماهير صيحات الاستهجان على فريقه عقب خسارته المحبطة أمام آيسلندا.

ويأمل ساوثغيت في أن تدفع تلك الهزيمة المباغتة لاعبيه لمزيد «من التركيز الذهني» قبل المشاركة في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي تنطلق بألمانيا يوم الجمعة المقبل.

وأعربت الجماهير الإنجليزية عن خيبة أملها، عقب خسارة منتخب بلادها صفر - 1 أمام ضيفه المنتخب الآيسلندي، الجمعة، على ملعب «ويمبلي» العريق بالعاصمة البريطانية لندن، في المباراة الودية الأخيرة لمنتخب إنجلترا قبل المشاركة في أمم أوروبا.

وظهر لاعبو منتخب إنجلترا بشكل باهت للغاية في اللقاء، مما أثار قلق مشجعي الفريق، الذي يتصدر قائمة الترشيحات للتتويج باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه.

وبدا فريق ساوثغيت بلا أنياب هجومية، وعانى من اهتزاز خط دفاعه، لتستقبل شباكه هدفاً مبكراً ورائعاً في الدقيقة 12 من خلال جون داغور ثورستينسون، الذي منح آيسلندا انتصاراً على إنجلترا سيظل خالداً في الذاكرة.

وسبق لآيسلندا أن تغلبت 1 - 2 على إنجلترا في دور الـ16 لنسخة كأس أمم أوروبا عام 2016 في فرنسا، لتقصي منتخب «الأسود الثلاثة» من المسابقة مبكراً، بينما يرغب ساوثغيت في أن تكون الهزيمة أمس بمثابة حافز لفريقه نحو المجد القاري.

وقال ساوثغيت عقب الخسارة: «نسعى لتقديم أداء جيد، ومنح المتعة للجماهير، وإنهاء استعداداتك بمعنويات مرتفعة. من الواضح أن الأداء لم يكن على المستوى المطلوب».

وأوضح المدرب الإنجليزي: «أعتقد أن هناك بعض الأسباب الواضحة للغاية للخسارة، وهي في الواقع تمنحنا فرصة لمزيد من التركيز الذهني بالفعل، لأن تلك اللقاءات الأخيرة قبل البطولات الكبرى يمكن أن تكون متقلبة بعض الشيء من حيث التركيز، في ظل شعور اللاعبين بالقلق بشأن اختيار القائمة النهائية للمسابقة أو حتى التعرض للإصابة».

وأضاف ساوثغيت في تصريحاته، التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا): «الجزء الأكثر إحباطاً تلك الليلة كان استحواذنا على الكرة، ولم نضغط جيداً. لقد كنا مرهقين للغاية».

وتابع: «لقد كنا في الواقع ممتازين في آخر مباراتين أو 3 مباريات، على وجه الخصوص، لذلك هذا هو الشيء الذي يتعين علينا تصحيحه حقاً».

وشدد: «كان من الممكن أن نكون أفضل بالكرة، لكننا خلقنا بعض الفرص الجيدة جداً للتسجيل».

وتابع: «أعتقد أن اللاعبين، أو كثيراً منهم، كانوا بحاجة لدقائق من أجل اللعب. اللاعبون الذين عادوا من الإصابة، والذين لعبوا كثيراً ولكن حصلوا على فترة راحة لمدة أسبوع وخرجوا عن إيقاع اللعب».

وأردف: «بالطبع، في النهاية، حينما تريد اللعب بشكل مثالي فإنه يتعين عليك أن تتمتع بالخبرة على أرض الملعب للحفاظ على الهدوء والعمل في طريقك للعودة إلى اللقاء. لقد كنا بحاجة لإخراج هؤلاء اللاعبين للاعتناء بهم».

وذكر: «إنها ليست أمسية مثالية بالنسبة لنا. لن أسعى لإضفاء صورة وردية على الأداء، لكن في الوقت نفسه، ينبغي علينا أن نبقى هادئين لأننا نعرف ما يجب تصحيحه، وسنعمل على ذلك من الآن وحتى مباراتنا الأولى في البطولة ضد صربيا».

وكان من المفترض أن تساعد مواجهة آيسلندا الودية في خلق الشعور بالسعادة قبل أمم أوروبا، حيث تلوح في الأفق المباراة الافتتاحية للمنتخب الإنجليزي بالمجموعة الثالثة ضد نظيره الصربي في 16 يونيو (حزيران) الحالي.

وبدلاً من ذلك، انتهى الأمر بإلقاء المشجعين الذين شعروا بالملل، طائرات ورقية نحو الملعب، بينما أطلقت الجماهير التي ظلت داخل ملعب ويمبلي صيحات الاستهجان مع صافرة النهاية.

وتحدث ساوثغيت عن رد فعل الجماهير، قائلاً: «أتفهم ذلك تماماً. لم نلعب بشكل جيد بما يكفي لإبقائهم متحمسين. كما قلت، كان لدينا بعض الفرص الجيدة التي كان يمكن ترجمتها لأهداف في العادة، وكان من الممكن أن تمنح شكلاً مختلفاً للمباراة، وبالطبع، كان من شأنها أن تتسبب في زعزعة ثقة المنافس في نفسه».

واستطرد: «لكن هذا كان من الممكن أن يتسبب في حجب بعض العيوب التي ظهرت تلك الليلة أيضاً. من وجهة نظري، لقد تعلمت الكثير من هذه المباراة، ولكن لا يوجد أي قلق بشأن رد فعل المشجعين». وأكد: «من الواضح أن وجود المشجعين معك هنا يحدث فرقاً كبيراً، لكن عليك أن تجعلهم يرون أن هناك تحركات أمام المرمى، وأن تلعب بشكل جيد بما فيه الكفاية، وتضغط وتستحوذ على الكرة بقوة لإبقائهم معك أثناء المباراة».

وكشف ساوثغيت: «لم نفعل ذلك تلك الليلة، لذا يتعين علينا أن نتقبل رد الفعل الذي حدث».

ورغم أن الليلة لم تكن جيدة بالنسبة لمنتخب إنجلترا، فإنه يبدو أنها تجنبت على الأقل مشاكل جديدة تتعلق بالإصابات.

وسقط جون ستونز مع انطلاق اللقاء، وتم استبداله في الشوط الأول، بينما لعب زميله مارك جويهي رغم تعرضه لضربة في الرأس خلال الشوط الثاني.

وأوضح ساوثغيت: «مارك يبدو على ما يرام على ما أعتقد. فيما يتعلق بجون، قررنا بين الشوطين، أنه لا فائدة من المخاطرة، لأنه من الواضح أننا قريبون للغاية من البطولة، وهو لاعب مهم جداً بالنسبة لنا».

يلمع جود بيلينغهام نجم فريق ريال مدريد الإسباني وسط قائمة مدججة بالنجوم لمنتخب إنجلترا استعداداً للمشاركة في النسخة السابعة عشرة من كأس أمم أوروبا لكرة القدم «يورو 2024» التي ستقام في ألمانيا خلال الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 14 يوليو (تموز).

في صيف العام الماضي (2023)، انتقل بيلينغهام من بوروسيا دورتموند الألماني إلى ريال مدريد الإسباني، في صفقة ضخمة تجاوزت قيمتها 100 مليون يورو، وأثقل النجم الإنجليزي الضغوط على كاهله بارتداء القميص رقم 5 الخاص بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان الذي لطالما صنع إنجازات عديدة مع الفريق الملكي سواء لاعباً أو مدرباً.

ولكن النجم الإنجليزي الشاب البالغ من العمر 20 عاماً، الذي تدرَّج بين ناشئي نادي بيلينغهام سيتي الإنجليزي، قفزت قيمته السوقية سريعاً إلى 180 مليون يورو وفقاً لتقديرات شبكة «ترانسفير ماركت» العالمية وكسب الرهان، وارتدى ثوب الإجادة، وبات من نجوم الصف الأول عالمياً ومرشحاً بارزاً للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بالعام الحالي.

قاد بيلينغهام فريق ريال مدريد للفوز بلقبَي كأس السوبر الإسباني والدوري الإسباني، والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة ناديه السابق دورتموند، في الأول من يونيو، على «ملعب ويمبلي»، في العاصمة البريطانية، لندن.

وسجل بيلينغهام 23 هدفاً، وصنع 12 لزملائه خلال 40 مباراة، لتزداد الآمال حوله بشأن قيادة المنتخب الإنجليزي لكسر العقدة والتتويج بأول لقب منذ الفوز بكأس العالم 1966 الذي استضافته إنجلترا.

ويُعدّ جود بيلينغهام أيضاً من الركائز الأساسية في خطط غاريث ساوثغيت المدير الفني لمنتخب إنجلترا الذي استدعى لاعب الوسط الشاب لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 ليلعب 29 مباراة دولية، سجل خلالها 3 أهداف بقميص المنتخب الإنجليزي.

واكتسب بيلينغهام خبرات كبيرة أيضاً على المستوى الدولي، حيث كان ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي في النسخة الأخيرة (يورو 2020)، التي شهدت تأهل إنجلترا للمباراة النهائية قبل خسارة اللقب بركلات الترجيح أمام إيطاليا.

ووُجدَ بيلينغهام أيضاً مع المنتخب الإنجليزي في كأس العالم الأخيرة «قطر 2022»، ولمع في مسيرة الأسود الثلاثة التي انتهت بالخسارة أمام فرنسا في دور الثمانية.

وتعقد الجماهير ووسائل الإعلام الإنجليزية آمالاً كبيرة على الاستفادة من شخصية البطل التي اكتسبها جود بيلينغهام بقميص ريال مدريد الإسباني في تعزيز حظوظ منتخب إنجلترا، في الفوز باللقب الأوروبي لأول مرة في تاريخه.

وفي موسمه الأولى مع ريال مدريد، تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، طوَّر اللاعب الإنجليزي الواعد قدراته الفنية، وأثبت أنه قادر على أداء مهام أكثر من مركز؛ سواء لاعب الوسط أو المهاجم الثاني أو رأس الحربة الصريح، مما أدخله سباق المنافسة على لقب هدَّاف الدوري الإسباني لكرة القدم، ويُعدّ الهداف الأول لفريقه هذا الموسم.

وتبقى حظوظ المنتخب الإنجليزي قوية في تجاوز الدور الأول حيث سيكون جود بيلينغهام وباقي رفاقه بكتيبة المدرب غاريث ساوثغيت أمام اختبارات كروية تبدو في المتناول بالمجموعة الثالثة التي تضم سلوفينيا والدنمارك وصربيا

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
استعدادات الحكومة للحسم العسكري: وزير الدفاع يكشف خطط المواجهة مع الحوثيين

وزير الدفاع في حوار مع “العين الإخبارية”: حربٌ لم ينطفئ لهيبها، وهدنٌ مكسورة، وسلامٌ يُغتال قبل أن يولد.. هنا اليمن.. هنا تُسرق أحلام شعب بقبضة مليشيا لا تعرف إلا لغة الدم.. وهنا قوات شرعية تقف كالطود الأشم، وشعبٌ يقس مشاهدة المزيد