جمجمة "استثنائية" تكشف محاولة المصريين القدماء علاج السرطان

2024-05-29 19:33:32 أخبار اليوم - متابعات

  

 كشف فريق من العلماء عن جمجمة مصرية "استثنائية"، عمرها 4000 عام، تظهر علامات على محاولات علاج السرطان.

يقول العلماء إن العلامات الموجودة على الجمجمة يمكن أن تكون مؤشرات على أن المصريين القدماء حاولوا إجراء عمليات جراحية على نمو الأنسجة المفرط.

وهناك نظرية أخرى تقول إنهم حاولوا معرفة المزيد عن الاضطرابات السرطانية بعد وفاة المريض.

وتظهر الأدلة في النصوص القديمة أن المصريين القدماء كانوا "ماهرين بشكل استثنائي" في الطب (في عصرهم)، ويمكنهم تحديد وعلاج الأمراض والإصابات المؤلمة وحتى تركيب حشوات الأسنان. أما الحالات الأخرى، مثل السرطان، فلم يتمكنوا من علاجها.

لكن الدراسة الجديدة تشير بقوة إلى أنهم ربما حاولوا ذلك.

وفحص فريق دولي من العلماء جمجمتين بشريتين، يبلغ عمر كل منهما آلاف السنين، موجودتين في مجموعة داكوورث بجامعة كامبريدج.

وتعود الجمجمة رقم 236، التي يرجع تاريخها إلى ما بين 2687 و2345 قبل الميلاد، إلى رجل يتراوح عمره بين 30 إلى 35 عاما، بينما تعود الجمجمة E270، التي يرجع تاريخها إلى ما بين 663 و343 قبل الميلاد، إلى امرأة يزيد عمرها عن 50 عاما.

وأظهرت المراقبة المجهرية وجود آفة كبيرة الحجم على الجمجمة 236، تتوافق مع التدمير المفرط للأنسجة، وهي حالة تعرف باسم الورم. وكان هناك زهاء 30 آفة صغيرة ومستديرة منتشرة في جميع أنحاء الجمجمة.

ولكن العلماء ذُهلوا عند اكتشاف علامات القطع حول الآفات، والتي ربما تكون مصنوعة بأداة حادة.

وقالت المعدة الأولى للدراسة، تاتيانا تونديني، الباحثة في جامعة Tübingen بألمانيا: "أردنا أن نتعرف على دور السرطان في الماضي، ومدى انتشار هذا المرض في العصور القديمة، وكيف تفاعلت المجتمعات القديمة معه. عندما لاحظنا العلامات على الجمجمة لأول مرة تحت المجهر، لم نتمكن من تصديق ما كان أمامنا".

وأضاف المعد الرئيسي البروفيسور إدغارد كاماروس، من جامعة "سانتياغو دي كومبوستيلا" بإسبانيا: "هذا الاكتشاف هو دليل فريد على تجارب الطب المصري القديم في التعامل مع السرطان أو استكشافه منذ أكثر من 4000 عام".

وقال المعد المشارك البروفيسور ألبرت إيسيدرو، جراح الأورام في مستشفى جامعة Sagrat Cor بإسبانيا: "يبدو أن المصريين القدماء أجروا نوعا من التدخل الجراحي المتعلق بوجود الخلايا السرطانية، ما يثبت أن الطب المصري القديم كان يجري أيضا علاجات تجريبية".

وقال فريق البحث إن الجمجمة E270 تظهر أيضا "آفة كبيرة" تتوافق مع ورم سرطاني أدى إلى تدمير العظام.

كما عثر الفريق أيضا على آفات ملتئمة من إصابات رضحية في الجمجمة E270، وقد تدل على أن المرأة ربما تلقت نوعا من العلاج، ونتيجة لذلك، نجت.

وقد تشير النتائج إلى أن السرطان كان مرضا شائعا في الماضي، على الرغم من أن نمط الحياة اليوم وتقدم الأشخاص في السن والمواد المسببة للسرطان في البيئة تزيد من خطر الإصابة.

لكن العلماء يقولون إن دراسة بقايا الهيكل العظمي تأتي مع بعض التحديات، التي تجعل البيانات النهائية معقدة، خاصة وأن البقايا غالبا ما تكون غير مكتملة ولا يوجد تاريخ سريري معروف.

نشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Medicine.

المصدر: ديلي ميل

                   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
الدكتور محمد سالم الغامدي لـ (أخبار اليوم) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية

قال الكاتب الصحفي السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي، إن التعديل للتوافق مع حركة الأبراج والفصول لضمان أن يكون العالم الإسلامي متناسيا تماما مع الظواهر الفلكية المحددة. وأكد الغامدي في حوار خاص أجرته (أخبار اليوم) إن هذا مشاهدة المزيد