أكثر الملفات تعقيدا..

هل تمت بتفاهمات بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية.. إفراج ميليشيا الحوثي عن 112 محتجزا؟

2024-05-28 00:13:38 أخبار اليوم/بلقيس نت

   

رغم أن ملف الأسرى والمختطفين أكثر المسارات التقاءً بين أطراف الصراع في اليمن، ومنطلقا لبناء الثقة بينها، إلا أنه يعد إحدى أكثر النقاط تعقيدا في الطريق إلى مفاوضات السلام اليوم.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت، الأحد، إطلاق ميليشيا الحوثي سراح 112 محتجزا جُلهم من كبار السن.

أما الميليشيات فقالت إن الإفراج تم لدواعٍ إنسانية، وأن الأسرى المفرج عنهم أُسروا في جبهات القتال.

في المقابل، تقول مصادر في الجانب الحكومي إن المفرج عنهم ليسوا في قوائم تبادل الأسرى، التي يجري التفاوض حولها بين الجانبين، بل وذهب المتحدث الرسمي باسم الفريق المفاوض في ملف الأسرى عن الجانب الحكومي، ماجد فضائل، في تلميحه إلى أن من أفرج عنهم تم اعتقالهم من المنازل والمساجد، وإن ما جرى بحقهم جريمة جسيمة ضد الإنسانية.

- علاقات عامة

يقول المحلل السياسي ياسين التميمي: "إن أي عملية إفراج فهي خطوة مهمة جدا للذين تعرضوا للانتهاكات، للذين اعتقلوا، للذين عاشوا أوضاعا صعبة، للذين فارقوا أهاليهم وذويهم بدون ذنب، للذين وجدوا أنفسهم فجأة ضحية ميليشيات إجرامية أذاقتهم الويل، ووضعتهم في الزنازين، وحرمتهم من الحياة، ومن الحركة".

وأضاف: "هذه الخطوة مهمة بالنسبة لهؤلاء، ونحن نبارك لهم ونهنئ لهم أنهم باتوا أحرارا الآن بعيدا عن سطوة هذه المليشيا، وجبروتها وظلمها".

وتابع: "بالنسبة لمليشيا الحوثي هي خطوة علاقات عامة -في تقديري- الهدف منها محاولة ربما تكون في سياق تفاهمات من بعد تفاهمات تتم عبر الأبواب المغلقة، وأما الشريحة التي استهدفت بعملية الإطلاق فهي الشريحة التي قامت ميليشيات الحوثيون باختطافها، بسبب انتماءاتهم، بسبب نشاطاتهم في صنعاء والمناطق الأخرى، ككبار السن".

وأردف: "ليس منطقيا أن يقدم الحوثيون على إطلاق سراح 112، كما تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فليس من المنطقي أن يقدم الحوثيون على إطلاق سراح هذا العدد بينما لديهم أيضا أسرى، وهم يريدون مقاتلين أصلا، ويحتاجون إلى المقاتلين".

وزاد: "هؤلاء من تم الإفراج عنهم تعرضوا للظلم، وخلال الفترة الماضية رأينا أن مليشيا الحوثي كجزء من الصفقة كانت مكلفة بتجفيف ما يسمى بالإسلام السياسي".

وأوضح أن "كثيرا من هؤلاء ربما يكونوا جزءا من صفقة تمت بين الحوثيين وأجهزة الاستخبارات الغربية".

وقال: "هناك تفاهمات بين ميليشيات الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بملفات عدة، إلى درجة أنك إذا كنت مثلا في الغرب، وأبلغت الغربيين أنك خصم مع الحوثيين، فهذه المعلومة ليست لصالحك، وإن قلت إنك مع الحوثيين فهذه المعلومة ليست لصالحك، فهناك إشكالية كبيرة جدا".

وأضاف: "ميليشيا الحوثي دخلت صنعاء وفق تفاهمات، ووفق دعم إقليمي عربي وغربي، وورثت الأمن القومي، واستفادت منه، ومن ملفاته ووثائقه".

وأشار إلى أن "جهاز الأمن القومي أسس أصلا تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، وفي سنواته الأخيرة كان يستهدف بدرجة أساسية فئة محددة من الناس، لا أقول الإرهابيين، وإنما الإسلاميين والناشطين الذين يعملون في إطار هذا التيار".

وتابع: "عمليات الاعتقال هذه كانت تتم بدوافع سياسية وإرضاء للقوى، وبتفاهمات".

وذكر أنه "يجري إطلاق سراحهم ربما على سبيل الابتزاز، لكن ما نراه اليوم هو أن هؤلاء الناس من أشرف الناس، وطنيين محترمين".

وقال: "أنا أعتقد أنهم تعرضوا للانتهاكات بدون وجه حق من قِبل المليشيات، وُكِّلت من الخارج لانتهاك حقوق الشعب اليمني، وقتله، وتشريده، وتقويض دولته".

- سجون غير قانونية وتعذيب

يقول رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "خطوة الإفراج عن المحتجزين نحن نرحِّب بها أيا كان الطرف الذي بادر بها، ولا بُد أن تكون هنالك خطوات عملية وجادة تستهدف صُلب هذا الملف الإنساني، وخاصة العناوين المتعلقة بالمخفيين قسرا، سواء لدى مليشيا الحوثي؛ متمثلة بالسياسي قحطان ورفاقه، أو لدى السلطة الشرعية بمن فيهم المتوكل، أو حتى لدى المجلس الانتقالي".

وأضاف: "هنالك مجموعة من المخفيين قسرا لا أحد يذكرهم ضمن هذا الزخم الذي يجري بين الطرفين".

وأشار إلى أن "المعلومات الأولية التي لدينا تقول إن المعتقلين -أو إذا جاز التعبير المحتجزين- لا يجوز إطلاق عليهم لفظ الأسرى؛ لأننا لسنا في حرب بين دولتين، وإنما هي حرب داخلية، ولذلك كان الصليب الأحمر دقيقا في استخدام مصطلح المحتجزين".

وتابع: "هؤلاء المحتجزون هم من ضحايا، أو من محتجزي معركة ربما جبارة، والحد الجنوبي، الذين كانوا في معسكرات الأمن المركزي، وهؤلاء هم من ضمن الملفات المنسية، وهنالك كان ما يقارب 1500 إلى 2000 معتقل؛ سقط أو مات العديد منهم داخل هذه السجون، في عام 2018".

وأردف: "اليوم أبلغت أسرة أحد المحتجزين بصورة رسمية -عن طريق العاملين في السجن المركزي- أن ولدهم توفي، إلى حد الآن لا توجد تفاصيل حول هذه الوفاة، رغم أن التطمينات تقول إنه لم يكن يعاني من أمراض، ولم يكن يعاني من سوء معاملة".

وزاد: "الصليب الأحمر عندما يتحدث عن المعاملة الإنسانية هو بالنهاية يتحدث عن وظيفته؛ لأن وظيفته أن يضطلع دون أن يصدر تقارير داخلية".

وقال: "الصليب الأحمر يتسم بالسرية، وعدم الإفصاح عن المعلومات التي يصل إليها، وبالتالي هو حريص جدا على أن تبقى شعرة معاوية؛ لأننا لا ننتظر من الصليب الأحمر أن يدير ميليشيا الحوثي حتى تسوء العلاقة بينهما، وبالتالي لا يسمح له بالوقوف، أو بالقيام بوظيفته".

وأضاف: "لكن ما تقدمه التقارير والشهادات، التي صدرت من المنظمات المحلية، أو الدولية، أو فريق الخبراء، ونحن حاليا في سام سنصدر تقريرا، يتعلق أو يتحدث عن الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب".

وبيّن: "في نهاية هذا الشهر وثقنا ما يقارب 32 حالة مفصلة عن آلية التعذيب في السجون".

وتابع: "هذا يؤكد أن من اعتقلوا داخل سجون ميليشيا الحوثي تعرّضوا لنمط معيّن من التعذيب، ونستطيع أن نقول إن هذا النمط يتسم بالتكرار، ويتسم بالمنهجية، خاصة في ظل تفشي سجون غير قانونية وغير رسمية".

                              

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
الدكتور محمد سالم الغامدي لـ (أخبار اليوم) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية

قال الكاتب الصحفي السعودي الدكتور محمد سالم الغامدي، إن التعديل للتوافق مع حركة الأبراج والفصول لضمان أن يكون العالم الإسلامي متناسيا تماما مع الظواهر الفلكية المحددة. وأكد الغامدي في حوار خاص أجرته (أخبار اليوم) إن هذا مشاهدة المزيد