ترحيب عربي واسع وغضب إسرائيلي عارم باعتراف دول أوروبية بفلسطين

2024-05-23 00:47:17 أخبار اليوم/ الجزيرة

  

رحبت فلسطين ودول عربية بإعلان كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، وفي حين اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخطوة "مهمة"، عبّرت إسرائيل عن غضبها واستدعت سفراء الدول الثلاث.

والأربعاء 22 مايو، أعلن رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/أيار الجاري. وحذا حذوه نظيراه الإسباني بيدرو سانشيز والأيرلندي سايمن هاريس.

وقالت الرئاسة الفلسطينية -في سلسلة بيانات- إن هذا القرار سيسهم في تكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، وفي أخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين.

وحثت الرئاسة دول العالم -وخاصة الدول الأوروبية- على الاعتراف بدولة فلسطين وفق حل الدولتين المعترف به دوليا والمستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط عام 1967، وأكدت أهمية أن تدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

كذلك، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بخطوة الدول الثلاث، معتبرة أنها "لحظات تاريخية".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ -عبر حسابه على منصة إكس- إنها "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرض له شعب فلسطين".

كما رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية -في بيان- بـ"هذه الخطوة المهمة، وقد أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني".

بدورها، رحبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالقرار. وقالت -في بيان- إن "اعتراف دول العالم بفلسطين يثبت حقوق شعبنا ويدعم الأسس القانونية والسياسية لمطالبنا الاستقلالية ومساعينا التحررية ويصد بقوة وفعالية مساعي إسرائيل لإلغاء وجودنا".

حماس ترحب

ورحبت حركة حماس -في بيان- باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بالدولة الفلسطينية، معتبرة أنها "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

ودعت "الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا".

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم أن "الاعتراف المتتالي هو النتيجة المباشرة لهذه المقاومة الباسلة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني"، معتبرا أن هذه الاعترافات تمثل "نقطة تحول في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية وسيساعد على محاصرة الكيان (إسرائيل) ومن يدعمونه".

ورأى أن "هذا سيشجع دولا كثيرة حول العالم للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة"، معربا عن تقديره "للشجاعة السياسية التي أظهرتها هذه الدول رغم الضغوطات الكبيرة".

تثمين عربي

من جهته، حيّا الأمين العام لـجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قرار إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين اعتبار من 28 مايو/أيار الجاري.

وقال أبو الغيط -في بيان- إنه "يرحب عاليا بالخطوة الهامة" التي اتخذتها الدول الثلاث.

وأضاف -في منشور على منصة إكس- "أحيي وأشكر الدول الثلاث على تلك الخطوة التي تضعها على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع".

وتابع "أدعو الدول التي لم تفعل ذلك إلى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة". وختم "أبارك لفلسطين على هذا التطور الإيجابي".

من جهتها، رحبت الخارجية المصرية بقرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين. وقالت -في بيان- إن القرار يدعم الجهود الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

أما الخارجية القطرية فاعتبرت اعتراف النرويج وأيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطين خطوة مهمة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام. وأكدت أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة رهين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

وشددت على ضرورة إنهاء الحرب على غرة فورا والعودة للمسار السياسي لأنه الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار.

وعبرت قطر عن أملها في اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين.

كما رحبت الخارجية السعودية بـ"القرار الإيجابي الذي اتخذته النرويج وإسبانيا وأيرلندا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة".

وثمّن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قرار دول أوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال إن القرار "خطوة أساسية للرد على إجراءات إسرائيل التي تقتل فرص تحقيق السلام".

وقت غير مناسب

وترى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أن قرار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية مستقلة غير مناسب في الوقت والطريقة الحاليين، وذلك عقب قرار 3 دول أوروبية اتخاذ هذه الخطوة.

وقال البيت الأبيض الأربعاء 22 مايو، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن تتم من خلال المفاوضات وليس عبر الاعتراف بها من جانب أطراف منفردة.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الرئيس بايدن مؤيد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية.

وأضاف أنه يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال الاعتراف بها من أطراف منفردة.

من جهته، شدد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية على دعم برلين الحل على أساس دولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن عن طريق الحوار.

وكان المتحدث يرد على سؤال لصحفي على قرار دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال المتحدث في مؤتمر صحفي دوري ببرلين "لا تزال دولة فلسطينية مستقلة هدفا راسخا للسياسة الخارجية الألمانية"، مضيفا أنه لتحقيق هذا الهدف يجب أن يكون من خلال الحوار.

بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إن الظروف لم تتهيأ بعد للاعتراف بدولة فلسطينية، وذلك عقب إعلان دول أوروبية أخرى عن خطوة من هذا القبيل أملا في دفع عملية السلام بالمنطقة.

وأضاف سيجورنيه في بيان أن هذه ليست قضية رمزية أو مسألة تتعلق بموقف سياسي، وإنما أداة دبلوماسية في سبيل التوصل إلى حل يستند إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.

وتابع أن فرنسا لا تعتبر أن الظروف مواتية في الوقت الراهن كي يكون لهذا القرار تأثير ملموس على هذه العملية.

وفي منشور على منصة "إكس" قال الوزير الفرنسي إنه أكد لنظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن أولويات فرنسا هي الإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في غزة، ومن بينهم 3 فرنسيين، ووقف إطلاق النار ومساعدات إنسانية ضخمة، ودولتان تعيشان في سلام وأمان.

وجاء موقف فرنسا مماثلا لموقف المملكة المتحدة، حيث قال وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت إن الوقت غير مناسب لبلاده للاعتراف بدولة فلسطين.

لكن هانت لفت إلى أن لندن ستبقي الملف "قيد المراجعة" على أن تقبل على الخطوة ذاتها عندما يخدم ذلك عملية السلام.

غضب إسرائيلي

في المقابل، قررت خارجية الاحتلال الإسرائيلي استدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا في تل أبيب ردا على اعتراف دولهم بالدولة الفلسطينية.

وقالت الخارجية الإسرائيلية -في بيان- "بعد عودة سفيري إسرائيل من أيرلندا والنرويج، أمر وزير الخارجية يسرائيل كاتس بعودة سفيرنا في إسبانيا فورا للتشاور بعد نية إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

كما أمر كاتس "باستدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا لتوبيخهم الشديد ومشاهدة فيديو بشأن هجمات فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، وفق البيان.

وزعم كاتس أن "التاريخ سيذكر أن إسبانيا والنرويج وأيرلندا قررت منح ميدالية ذهبية للقتلة من حماس"، وفق تعبيره. وشدد على أن إسرائيل لن تصمت عن هذا الأمر، وستكون هناك عواقب وخيمة.

ولاحقا، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلغاء ما يسمى قانون فك الارتباط بشمال الضفة الغربية المحتلة.

أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فأعلن وقف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية "من الآن وحتى إشعار آخر"، وطالب بتقييد تحركات مسؤوليها وتكثيف الاستيطان بالأراضي المحتلة.

واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك. وقال إن "الدول التي اعترفت اليوم بالدولة الفلسطينية تعطي مكافأة للقتلة والمعتدين.. ولن نسمح بإعلان الدولة الفلسطينية"، حسب تعبيراته.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الحكومة الإسرائيلية تدرس معاقبة أيرلندا وإسبانيا والنرويج لاعترافها بدولة فلسطين.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد فقال إن "قرار النرويج وإسبانيا وأيرلندا الاعتراف بفلسطين مشين، لكنه ليس نتاج أزمة بل فشل سياسي غير مسبوق".

وباعتراف الدول الأوروبية الثلاث، الأربعاء، ارتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين إلى 147 دولة من أصل 193 دولة عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وترفض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة اعتراف دول أخرى منفردة بالدولة الفلسطينية، وتعارضان مساعي فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، بدلا من وضع دولة مراقب غير عضو القائم منذ 2012.

وفي أبريل/نيسان الماضي، استخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يوصي الأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين.

ويأتي اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين في وقت تشن فيه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حربا على غزة خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء.

                                                

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
صحفي من تهامة يروي تفاصيل مرعبة لعملية اختطافه وتعذيبه ولحظة مهاجمة الحوثيين لمنزله بالأطقم العسكرية

بينما كنت أمسح رأس طفلي، كانت أصوات المليشيات الحوثية تتردد في أرجاء منزلي الكائن في السلخانة الشرقية، بمديرية الحالي، في يوم 13 نوفمبر 2018. في سردٍ مأساوي مليء بالقهر والألم، يستعرض محمد علي الجنيد، تلك اللحظة الفارقة ال مشاهدة المزيد