العواصف الشمسية، المعروفة أيضًا بالعواصف الجيومغناطيسية، هي ظواهر فضائية تحدث نتيجة لنشاط شمسي مكثف. هذا النشاط يمكن أن يشمل الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs) والانفجارات الشمسية التي تقذف كميات هائلة من الجسيمات المشحونة إلى الفضاء، بما في ذلك إلى اتجاه الأرض. إليك كيفية تأثير هذه العواصف على الأرض وتقنياتها:

تأثير على الأقمار الصناعية والفضاء الخارجي: الجسيمات المشحونة من العاصفة الشمسية يمكن أن تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، مما يؤثر على الأقمار الصناعية في المدار. هذا يمكن أن يسبب تعطيل أو حتى تدمير الأنظمة الإلكترونية على الأقمار الصناعية.

تأثيرات على شبكات الطاقة الكهربائية: تيارات جيومغناطيسية مستحثة يمكن أن تتدفق عبر شبكات الطاقة الأرضية، مما قد يؤدي إلى أعطال واسعة النطاق في التيار الكهربائي. تعتبر هذه واحدة من أخطر التأثيرات المحتملة للعواصف الشمسية.

تأثير على أنظمة الملاحة والاتصالات: الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض يمكن أن تتأثر بالجسيمات المشحونة، مما يؤدي إلى تشويش أو تعطيل الإشارات الراديوية وأنظمة الاتصالات، بما في ذلك نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

الشفق القطبي الموسع: خلال العواصف الشمسية، يمكن أن يُرى الشفق القطبي في مناطق أبعد من المعتاد، حيث تزداد كثافة الأضواء وتصبح مرئية في خطوط عرض أدنى.

العواصف الشمسية تُعتبر جزءًا طبيعيًا من دورة النشاط الشمسي، التي تستمر حوالي 11 عامًا. على الرغم من أن معظم العواصف ليست ضارة بشكل مباشر للبشر على سطح الأرض، إلا أنها يمكن أن تكون لها تأثيرات ملموسة على البنية التحتية التكنولوجية الحديثة.

في هذا السياق، لأول مرة منذ عقدين، ضربت الأرض مساء الجمعة عاصفة جيومغناطيسية من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات وهو مستوى يوصف بأنه "شديد"، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2003، وفق ما أعلنت وكالة أميركية.

وذكرت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن هذه العاصفة ناجمة من وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض.

كما قالت إن نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر.

في حين يتوقع استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات، وفق الوكالة.

"عواصف الهالوين"

يذكر أن آخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في تشرين الأول/أكتوبر 2003.

وأطلق عليه اسم "عواصف الهالوين" الشمسية حينها، حسب الوكالة.