المشادة بين كلوب وصلاح أخذت أبعاداً جديدة ومطالب بتغييرات كبيرة بليفربول

2024-04-28 23:44:25 أخبار اليوم - متابعات

  

ما زال مشهد المشادة بين المصري محمد صلاح، مهاجم ليفربول، ومدربه الألماني يورغن كلوب، على خط التماس في «استاد لندن» خلال مواجهة وستهام، محور الجدل والتحليل على المنصات الإلكترونية وغرف التحليل بالقنوات الرياضية، في صورة يراها كثير من النقاد والنجوم نهاية حقبة في ليفربول.

فتح المشهد الباب للمراقبين للتكهن عن السبب المحدد وراء الخلاف الذي لفت الانتباه على خط التماس قبل نحو 10 دقائق من نهاية اللقاء عندما كان يستعد كلوب للدفع بصلاح بعد تلقي فريقه لهدف التعادل الثاني (2-2). كان كلوب ينتظر إجراء تبديل ثلاثي، من إدخال صلاح وداروين نونيز وجو غوميز، وعندما سجل وستهام هدفه الثاني، بدا المدير منزعجاً وكأنه يوجه اللوم لصلاح الذي كان على الخط ينتظر ما إذا كان كلوب سيسمح له بالنزول أم سيغير المدرب من قراره! واحتد الكلام من المصري ليتدخل زملاؤه على الخط ويتراجع المدرب من أجل عمل التغييرات.

ومع انتهاء اللقاء رفض كلوب التعليق على ما جرى، بينما أشار صلاح إلى أنه ستكون هناك نيران حال تحدث.

كان من المحزن لجماهير ليفربول مشاهدة خلاف مثل هذا بين اثنين من أعظم الشخصيات في تاريخ النادي... لقد كان صلاح اللاعب المتميز في عهد كلوب، والعبقري في الهجوم، والقوة الدافعة وراء العديد من الانتصارات الشهيرة. كلوب الذي أعلن من منتصف يناير (كانون الثاني) أنه سيرحل عن الفريق بنهاية الموسم بدا في المباريات الأخيرة مستنزفاً عاطفياً، فاقداً للحافز، وكأنه لا يستطيع الانتظار حتى ينتهي الموسم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الواقعة مع أحد أفضل رموز حقبته كانت ستحدث لو لم يعلن رحيله مبكراً؟... منذ الخسارة أمام مانشستر يونايتد في ربع نهائي كأس إنجلترا ثم الخروج من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) أمام أتالانتا، بدأت حالة من عدم اليقين في صفوف ليفربول، وعدم قدرة كلوب على إلهام لاعبيه الحماس والقتال كما كان في سنواته السابقة، وبات مرشحاً بالاكتفاء بكأس الرابطة في ختام مسيرته الرائعة مع النادي.

في المقابل ربما لم يتمكن صلاح، الذي افتقر إلى الحدة منذ عودته مصاباً من كأس الأمم الأفريقية، من العودة إلى كامل تألقه، لكن رغم ذلك سجل 24 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم - وهو ليس سجلاً سيئاً - ولكن هناك شعور بأن قدرات المصري الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، وينتهي عقده بعد عام، لم تعد مثل السابق. ويشعر صلاح بأن هناك ضغوطات كبيرة عليه وبات هناك من يريد تحميله مشكلة تراجع الفريق حتى أخطاء خط الدفاع الواضحة، التي كلفت ليفربول الخسارة أمام إيفرتون الأسبوع الماضي في ديربي «ميرسيسايد» (صفر-2).

ربما سمح قرار كلوب بإعلانه الرحيل مبكراً في تفلت الوضع بغرفة الملابس وعدم قدرته على فرض سيطرته كما كان في بداية عهده، وربما أيضاً وضع صلاح على مقاعد البدلاء، وهو العنصر الذي ظل لسنوات أساسياً وحاسماً لانتصارات الفريق إشارة إلى أن النادي يفكر في بيع هدافه الأسطوري والاستفادة من المقابل المالي الذي سيحصل عليه لبناء فريق جديد مع مدرب جديد.

خرج محمد صلاح من الممر المؤدي إلى استاد لندن وهو يتحدث مع ديفيد مويز.

عندما وضع مدرب وست هام يونايتد يده على كتفه وودعه، كان صلاح محاطاً بأحد أفراد طاقم الأمن في ليفربول في مسافة قصيرة سيراً على الأقدام إلى حافلة الفريق.

لقد استغرق الأمر منه تجاوز مجموعة من المراسلين المتحمسين للحصول على تصريحه حول خلاف غير لائق مع مدربه أثناء انتظاره ليجري تقديمه على مقاعد البدلاء، قبل 11 دقيقة من انتهاء التعادل 2 - 2.

وقبل لحظات، سعى يورغن كلوب إلى إنهاء الموقف خلال مؤتمره الصحافي بقوله: «لقد تحدثنا عن ذلك في غرفة تبديل الملابس، لكن الأمر انتهى بالنسبة لي. هذا كل شيء». ورداً على سؤال عما إذا كان المهاجم المصري يرى الأمور بهذه الطريقة، أضاف كلوب: «لقد كان انطباعي، نعم». من الممارسات المعتادة بالنسبة لصلاح أن يرفض طلبات إجراء مقابلة، فقد توقف فقط بعد المباراة للتحدث إلى الصحافة المكتوبة في المملكة المتحدة مرتين خلال ما يقرب من 7 سنوات، لكن هذا لم يكن الرد المبتسم المعتاد: «ليس اليوم، شكراً لك»، بل قال دون أن يكسر خطوته: «ستشتعل نار اليوم إذا تكلمت».

لقد جرى نطق الكلمات بموضوعية. «نار؟» استفسر المراسل، فأجاب قائد منتخب مصر: «بالطبع».

وبعد أن حاول مدربه إخماد النيران، سكب صلاح البنزين.

لم تكن هناك حاجة إلى «النار». كان بإمكانه أن ينتهز الفرصة للتقليل من شأن المشاجرة. والأفضل من ذلك أنه كان بإمكانه الاعتذار علناً عن عدم الاحترام الذي أظهره لكلوب، ولكنه لم يفعل ذلك.

بعد أسابيع قليلة بائسة شهدت تفكك تحدي ليفربول على اللقب، كان مشهداً حزيناً آخر في جولة وداع كلوب.

للسياق، جرت إضافة صلاح إلى مجموعة قيادة النادي في الصيف الماضي؛ لأنه كان يعد نموذجاً يحتذى به للشباب في الفريق. ولم تكن هذه لحظة قصيرة من الغضب. استمرت أكثر من دقيقة.

بدأت نقطة التوتر مع صلاح، الذي كان منزعجاً من بقائه على مقاعد البدلاء فترة طويلة، وكان متردداً في مصافحة كلوب، بينما كان يستعد للمشاركة. جرى تبادل الكلمات قبل أن يجد كلوب زملاءه البدلاء داروين نونيز وجو غوميز أكثر استعداداً لاحتضانه.

مع استمرار الأحداث، ابتعد كلوب في البداية عن الموقف، وركز انتباهه على الملعب قبل أن يعود نحو صلاح ويخرج شيئاً آخر من صدره.

ما تلا ذلك كان غير مقبول على الإطلاق، حيث كان صلاح، الذي عادة ما يكون معتدل الأخلاق، ينفس عن نزوته تجاه مديره، ويرفع ذراعيه ويشير في اتجاه كلوب. لقد تطلب الأمر من نونيز، وهو صانع السلام غير المتوقع، أن يتدخل لتهدئة زميله في الفريق.

عند صافرة النهاية، كان صلاح أول لاعب من ليفربول يغادر الملعب، ووجّه بعض التصفيق فترة وجيزة نحو نهاية المباراة، قبل أن يعبث بشعره ويختفي في النفق. كان هذا هو اليوم الذي اندلع فيه الإحباط الذي كان يتراكم بداخله تدريجياً.

كانت متانة صلاح رائعة مثل إنجازاته التهديفية منذ وصوله إلى أنفيلد قادماً من روما في صيف عام 2017. لقد غاب عن 10 مباريات فقط في الدوري خلال مواسمه الستة الأولى في ليفربول.

لقد غاب عن كثير من وقت اللعب هذا الموسم. إصابة في أوتار الركبة في كأس الأمم الأفريقية يوم 18 يناير (كانون الثاني) أبعدته عن الملاعب حتى الرحلة إلى برينتفورد في 17 فبراير (شباط)، ثم انهار على الفور مرة أخرى، وقضى 3 أسابيع أخرى على الهامش، ولم يكن متاحاً لنهائي كأس كاراباو.

منذ عودته إلى الملاعب، سجل 5 أهداف فقط في 13 مباراة، اثنان منها من ركلات جزاء. خلال تلك الفترة المدمرة، خرج ليفربول من كأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، وخرج من السباق على اللقب.

وفي 3 من المباريات الست الماضية، جلس صلاح على مقاعد البدلاء. كل ما عليك فعله هو إلقاء نظرة على رد فعله عند استبداله في المباريات لتقدير مدى الألم الذي يلحق به.

والحقيقة القاسية هي أنه لا يمكن أن تكون لديه أي شكوى بشأن التغاضي عنه في الآونة الأخيرة. لم يضغط كما ينبغي أن يكون خارج الكرة، لقد خذلته لمسته مراراً وتكراراً، وفي الثلث الأخير، أهدر الكرة. لقد بدا كأنه لاعب يفتقر إلى الإيقاع والثقة.

يعد تحديد مستقبل صلاح أحد أكثر العناصر إلحاحاً في خطة المدرب الجديد المحتمل آرني سلوت، بينما يستعد لتولي المسؤولية خلفاً لكلوب.

إنها معضلة حقيقية. هذا أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي. المهاجم الذي يحتل المركز الخامس في قائمة الهدافين على الإطلاق برصيد 210 أهداف في 346 مباراة، ولا يزال هدّافاً برصيد 24 هدفاً في جميع المسابقات في 2023 - 2024. أصبح أول لاعب من ليفربول يسجل أكثر من 20 هدفاً في جميع المسابقات في 7 مواسم متتالية.

سيكون من السابق لأوانه وصف تراجعه بوصفه دليلاً على أنه قوة متراجعة، ولكن مع بلوغه 32 عاماً في يونيو (حزيران) ودخوله العام الأخير من صفقته، سيكون تقديم تمديد مربح آخر لشخص يكسب أكثر من 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع مقامرة كبيرة.

في أغسطس (آب) الماضي، رفض ليفربول عرضاً بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني يرتفع إلى 150 مليون جنيه إسترليني مع إضافات من نادي الاتحاد السعودي، إلى حد كبير لأنه لم يكن لديهم الوقت الكافي للعثور على بديل مناسب. وإذا جرى إطلاق عرض مماثل في وقت مبكر من هذا الصيف، فمن المؤكد أنهم سيشعرون بإغراء الاستفادة منه نظراً لنموذج أعمالهم القائم على الاستدامة الذاتية.

سيعتمد الكثير على صلاح نفسه. هل هو مستعد لتوديع نخبة كرة القدم في أوروبا والتوجه إلى الدوري السعودي؟ هناك مدرسة فكرية مفادها أنه يفضل الانتظار للسنة الأخيرة من عقده ثم يغادر كوكيل حر، وعندها يتمكن من الحصول على رسوم توقيع ضخمة.

لكن صلاح يحتاج إلى التفكير فيما حدث في استاد لندن لأنه خذل نفسه. إذا كان لديه شيء ليخرجه من صدره، فيجب أن يحدث ذلك خلف أبواب مغلقة.

لقد رفع كلوب صلاح إلى أيقونة عالمية في أنفيلد، وكان مدربه المغادر يستحق أفضل من هذا

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد