بيلينغهام يستحق لقب أفضل لاعب في الدوري الإسباني عن جدارة

2024-04-28 23:43:05 أخبار اليوم - متابعات

  

أصبح جود فيكتور ويليام بيلينغهام النجم الأبرز في الدوري الإسباني هذا الموسم، الذي بدأه بشكل استثنائي، وواصل التألق وقاد ريال مدريد لصدارة جدول الترتيب والاقتراب بقوة من التتويج بهدفه الحاسم أمام الغريم التقليدي برشلونة في الكلاسيكو الأسبوع الماضي.

ومنذ قدومه بداية الموسم والمشهد لم يختلف، ففي المباراة الأولى له بقميص الريال ظهر أمام 48 ألفاً و927 متفرجاً في ملعب «سان ماميس» الذي يحظى بقدسية كبيرة جعلت البعض يُطلق عليه لقب الكاتدرائية، وقف بيلينغهام وهو يفتح ذراعيه بعد أن سجل أول هدف له مع الملكي، وفي الكلاسيكو تكرر المشهد وهو يفتح ذراعيه أمام 77 ألفاً و981 مشجعاً في ملعب «سانتياغو برنابيو» بعد أن سجل هدفه الحادي والعشرين هذا الموسم، من بينها 17 هدفاً في الدوري الإسباني. وخلال الفترة من أغسطس (آب) إلى أبريل (نيسان)، والتي لعب خلالها ريال مدريد أمام أتلتيك بلباو وألميريا وسيلتا فيغو وقادش وإشبيلية وسبورتينغ براغا ونابولي، رأى أكثر من 800 ألف شخص هذا الاحتفال المميز، الذي قد لا يكون جديداً، لكنه أصبح الآن علامة مميزة لبيلينغهام، ورمزاً لما حققه النجم الإنجليزي مع النادي الملكي هذا الموسم.

وقد شوهد هذا الاحتفال المميز بعد جميع الأهداف التي سجلها بيلينغهام، باستثناء هدف واحد، كان ذلك في أول كلاسيكو له بالذهاب في الدقيقة 92، وبالطريقة التي يتميز بها ريال مدريد طوال تاريخه العريق، في ملحمة كروية كبرى. والآن، وبعد مرور ستة أشهر، عاد بيلينغهام ليكرر الأمر نفسه، حيث سجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة 91 ليقود ريال مدريد إلى فوز آخر في الكلاسيكو بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين جعلت اللقب على أبواب فريقه، وأكدت للجماهير أنه يستحق لقب الأفضل بالدوري الإسباني هذا الموسم.

لقد نال بيلينغهام قبل أيام، جائزة «لوريوس» لاكتشاف العام بعد ظهوره الاستثنائي مع النادي المدريدي في سن الـ20 عاماً فقط، وتبدو أن هذه الجائزة ما هي إلا افتتاحية لجوائز كبرى تنتظره هذا الموسم، وربما يكون بينها الكرة الذهبية حال نال فريقه دوري الأبطال.

لقد غاب بيلينغهام عن التسجيل منذ فبراير (شباط) بسبب تعرضه لإصابة في الكاحل ثم للإيقاف، لكنه عاد بأفضل صورة، الأمر الذي يعكس القيمة الحقيقية لهذا اللاعب الاستثنائي.

يُعد بيلينغهام، الصفقة الرئيسية لريال مدريد خلال الصيف الماضي، وأثبت الوقت أنه النجم الأبرز في النادي الملكي هذا الموسم، وسيكون من الأسباب الرئيسية لاستعادة الفريق للقب الدوري الإسباني الممتاز، بل وربما أكثر من ذلك الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي.

تألق بيلينغهام في موسمه الأول يذكّر جماهير الريال بفريق «الغلاكتيكوس» الخطير، حينها انتهى العام الأول للويس فيغو مع ريال مدريد بالفوز بلقب الدوري، والموسم الأول لزين الدين زيدان بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، والموسم الأول للظاهرة البرازيلية رونالدو بالفوز بلقب الدوري مرة أخرى، لكن الموسم الأول لديفيد بيكهام انتهى بالانهيار وسقوط كل شيء. في الحقيقة، كان من الصعب أن يكون الموسم الأول لبيلينغهام مع ريال مدريد أفضل من ذلك، حيث قدم مستويات استثنائية للدرجة التي جعلت البعض يشبهونه بنجوم استثنائيين، مثل راؤول وألفريدو دي ستيفانو، بل وحتى دييغو أرماندو مارادونا، بعد الهدف الذي سجله في نابولي، وهو الأمر الذي وصفه بيلينغهام بأنه «كثير بعض الشيء».

قد يكون هذا صحيحاً، لكن من الصعب حقاً تذكر الكثير من اللاعبين الذين قدموا مثل هذه المستويات الاستثنائية في أول موسم لهم مع ريال مدريد. لقد سيطر بيلينغهام على كل شيء، وكان له تأثير مذهل على أداء فريقه. وعنه كتبت صحيفة «آس» بعد الكلاسيكو: «بيلينغهام هو أفضل لاعب في الدوري»، ولا يمكن لأحد أن يجادل بشأن هذه الحقيقة، على الرغم من تراجع مستوى اللاعب بعض الشيء في الفترة الأخيرة. وعندما سُئل عما إذا كان هذا هو موسم بيلينغهام، رد زميله لوكاس فاسكيز قائلا: «بالتأكيد، فالمنافسة تنحصر بينه وبين فينيسيوس جونيور، وهما لاعبان رائعان. ربما تميل الكفة لصالح بيلينغهام لأنه لم يكن أحد يتوقع ظهوره بهذه القوة».

قبل تعرضه للإصابة في فبراير (شباط) الماضي سجل بيلينغهام هدفين في مرمى جيرونا، وهو الانتصار الذي كان بمثابة بيان حاسم من قبل ريال مدريد بأنه في طريقه للفوز بلقب الدوري. لقد سجل بيلينغهام في أول ثلاث مباريات له بدوري الأبطال، وفي أول أربع مباريات له في الدوري، كما سجل أربع مرات في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع: في مباراتي الكلاسيكو، وفي أول مباراة له في الدوري الإسباني الممتاز، وأول مباراة له في دوري أبطال أوروبا، ضد خيتافي ويونيون برلين. لقد مر عقد من الزمان منذ أن سجل أي لاعب في مباراتي الدور الأول والدور الثاني أمام برشلونة (كريستيانو رونالدو بالطبع)، ولا يتفوق عليه أي لاعب في عدد الأهداف في الدوري الإسباني الممتاز سوى أرتيم دوفبيك، لاعب جيرونا، بفارق هدف واحد فقط. وفي جميع المسابقات سجل بيلينغهام 21 هدفاً، وقدم 10 تمريرات حاسمة. لقد لعب 3,190 دقيقة، وهو ما يعكس مدى اعتماد المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي عليه، ويعكس حقيقة أنه لا يمكن استبعاده من التشكيلة الأساسية للفريق.

لقد انضم بيلينغهام إلى ريال مدريد وهو في التاسعة عشرة من عمره، وقال عند انضمامه للنادي الملكي: «لم أكن أتوقع أن أكون قادراً على اللعب لفريق مثل هذا في هذه السن. لذا، فقد انتابني شعور رائع». وقال أنشيلوتي عن النجم الإنجليزي الشاب: «النقطة الأساسية هي أنه ناضج حقاً. إنه يبلغ من العمر 20 عاماً فقط، لكنه أكثر نضجاً من عمره. إنه محترف للغاية ويعمل بجدية كبيرة، ومتواضع جداً. إننا لم نتفاجأ بقدراته وإمكانياته، لكننا تفاجأنا حقاً من مستوى التزامه واحترافيته».

وفي بعض الأحيان، بدا الأمر وكأن من تفاجأ حقاً من مستوى بيلينغهام هم زملاؤه في الفريق. لقد قاموا بتقليد احتفاله عندما سجلوا، وكانوا يحتفلون معه بالطريقة نفسها عندما يسجل، وهو الأمر الذي يعكس قوة العلاقة بينه وبين زملائه في الفريق. وخلال الليلة الماضية، نشر بيلينغهام صوراً مع زملائه في غرفة خلع الملابس، ووصفها بأنها «منزلنا». وقال فينيسيوس إن بيلينغهام قد وُلد ليلعب لريال مدريد، في حين قال إبراهيم دياز: «إنه نجم».

وقال روديغر: «لكي أكون صادقاً، لقد فوجئت بعض الشيء بما يقدمه، لكنه شخصية رائعة حقاً في غرفة خلع الملابس، وهذا أمر رائع. إنه يعمل بطريقة رائعة حقاً، ويتصرف بنضج يفوق كثيراً سنه الصغيرة. إنه محترف للغاية في كل ما يفعله، إنه فتى جيد. لقد قام والداه العظيمان بعمل عظيم معه. أما بالنسبة لموهبته، فليس هناك ما يمكنني أن أقوله، وكل ما أتمناه هو أن يظل لائقاً وبصحة جيدة دائماً». وقال خوسيلو: «إنه فتى متواضع للغاية، ومحبوب من الجميع، وهو ما يجعله شخصاً مميزاً للغاية داخل غرفة خلع الملابس. إنه لاعب مميز ويمكنه تحقيق كل ما يريده». لقد بدأ بيلينغهام الموسم وأنهاه بشكل استثنائي وقاد فريقه للاقتراب من الفوز بلقب الدوري الإسباني الممتاز، بل وربما دوري أبطال أوروبا، في أول موسم له مع النادي الملكي، وهو ما يعد شيئاً استثنائياً

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد