حرب حوثية مفتوحة ضد التعليم.. تحذيرات من خطورة الوضع في المحافظات غير المحررة

2024-02-29 02:39:16 أخبار اليوم / الصحوة نت -مصلح الأحمدي

  

تدرك الميليشيات خطورة التعليم على مستقبلها، كما كان الحال مع أسلافها، فتعمل على هدم التعليم ومسخ الأجيال لتبسط سيطرتها على عقول اليمنيين واستعبادهم.

 

فالبيئة التي يعلوها الجهل والتخلف بيئة ملائمة لمشاريع الإمامة الإجرامية وأحفادها من ميليشيا الحوثي الإرهابية.

 

وخلال جولاتها في حربها ضد اليمنيين والاستيلاء على السلطة، حاربت هذه القوى الظلامية كل مظاهر التعليم، ليتسنى لها تسويق أفكارها الطائفية والعنصرية وخرافاتها وأكاذيبها بأنهم حكام مفوضون بأمر الله لاستعباد اليمنيين وإذلالهم.

 

في هذا الاستطلاع يُسلّط الضوء عددٌ من الأكاديميين والقادة التربويين على أبعاد استهداف التنظيم الحوثي الإرهابي للتعليم ومدى خطورة هذا الاستهداف وواجب الجهات المعنية في الشرعية تجاه ذلك.

 

معركة موازية لحرب الإبادة

يرى الأكاديمي بجامعة إقليم سبأ مأرب، الدكتور يحيى الأحمدي، في حديث لـ "الصحوة نت" أن ميليشيات التمرد والانقلاب الحوثية تعتبر معركة تدمير التعليم لا تقل أهمية عن حرب الإبادة التي ارتكبتها بحق الشعب اليمني.

 

يتابع الأحمدي، وهو أستاذ اللغة العربية بكلية التربية "بالتزامن مع حرب الإبادة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين، على مدى 9 سنوات، كانت هناك معركة موازية تخوضها بشراسة، ومسرح عملياتها قطاع التعليم بهدف تجريف التعليم وتدمير الأجيال القادمة".

 

وأضاف أن ميليشيا الحوثي أولت التعليم في مناطق سيطرتها عناية خاصة، ووضعت على رأس وزارة التربية والتعليم القيادي في المليشيات، وشقيق زعيم المليشيات، يحيى الحوثي الذي باشر عملية تغيير المناهج الدراسية، وتسويق أفكار الميليشيات الطائفية والعنصرية، إضافة إلى صياغة تاريخ اليمن وفق رغبتها بما يتماهى مع الرؤية الإيرانية.

 

وتابع الأحمدي "عملية التجريف التي تمارسه ميليشيا الحوثي بحق التعليم هدفه إنتاج جيل مغلف بالجهل منسلخ من انتمائه الوطني؛ يدين بالانتماء والولاء للمذهب والطائفة، وتنشئة الأجيال على ثقافة الموت، وتكمن خطورتها في إحداث تحولات ثقافية وفكرية على صعيد الهُوية، وتعزّز من عوامل الفوضى داخل المجتمع وتفتيت النسيج الاجتماعي".

 

وحّذر الأحمدي من خطورة إحلال تعليم جديد قائم على العنصرية والترويج للحكم الكهنوتي السلالي؛ والأفكار المذهبية والطائفية، والتحريض ضد الآخر وتمجيد ثقافة الموت والقتل والإرهاب داخل المجتمع، وإباحة دماء المعارضين للعقيدة الحوثية، داعيا إلى تحرك عاجل على مستوى الدولة والمجتمع والأسرة، وتقديم خطاب مدروس يعزز الهُوية الوطنية ويحصّن الجيل من الأفكار الظلامية.

 

تدمير التعليم.. لنشر الخرافة

من جهته يؤكد مدير شعبة التوجيه بمكتب التربية والتعليم بمحافظة حجة، صالح ريبان، أن التعليم يتعرض لعملية تدمير واسعة من قِبل ميليشيات التمرد الحوثية الإرهابية، بهدف تجهيل المجتمع ونشر الجهل والتخلف ليتسنى لهذه المليشيات نشر خرافاتها الضالة وأفكارها المنحرفة، والسيطرة على عقول الأجيال.

 

يضيف ريبان في حديثه لـ "الصحوة نت" أن العملية التعليمية تعرضت لعملية تدمير ممنهجة ابتداء من تفجير المدارس وقطع رواتب التربويين واختطاف بعض المعلمين وتسريح الطلاب من المدارس وتجنيد الأطفال وتعديل المناهج بأفكار مذهبية، وتحويل مدارس إلى ثكنات عسكرية.

 

ومن خطورة ما يتعرض له التعليم في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي لفت ذيبان إلى إقدام ميليشيا الحوثي إلى إنشاء مدارس سلالية خاصة وتحظى بدعم غير محدود من قِبل قادة الميليشيات بهدف تنشئة جيل متطرف لا يفقه واقعه ولا تاريخه، بل يصبح أداة لأجندة خارجية تسعى لهدم الأخلاق والقيم والثوابت.

 

ميليشيا عميلة وأجندات خارجية

من جهته يرى، أحمد المسوري، مدير مدرسة، أن الإماميين السلاليين ـ قديماً وحديثاً ـ يستهدفون التعليم ويعملون على تدميره، لأن بقاءهم وهيمنتهم يعتمد على تجهيل البيئة ونشر الخرافة والجهل، لتستغل ذلك في نشر خرافات لأفكارهم الضالة والمنحرفة.

 

يستطرد المسوري في حديثه لـ "الصحوة نت" "عندما وجدت السلالة الحوثية ممانعة لمشروعها الذي لا يقبله عقل سليم، لجأت إلى عزل النشء في مدارس طائفية خاصة؛ لغرس أفكار السلالة ومذهبها ليخرج بعد ذلك إلى المجتمع وقد تشبّع بالأفكار السلالية الضارة والمعتقدات الخبيثة، لتدمير المجتمع واستباحة دماء اليمنيين".

 

ونوّه المسوري إلى دور حاملي المشروع الوطني والجهات المعنية في الحكومة في الحد من هذا التغول الفكري المنحرف واستهداف هُوية المجتمع؛ في سرعة تحرير تلك المناطق، أو حلولا مؤقتة وبدائل عاجلة وسريعة كالاستفادة من وسائل التعلم الحديثة، وتخصيص قنوات تعليمية لتدريس المنهج السليم وتمكين الطالب من الدراسة والاختبار عبر الوسائل الافتراضية، إضافة إلى تحديث وتطوير المنهج المدرسي وتنقيته من السموم التي بثها السلاليين في المنهج خلال العقود الماضية.

 

تجهيل.. وتحشيد

يستعرض، مدير إدارة التربية بمديرية الجبين محافظة ريمة، مصلح البدجي، أبرز جرائم ميليشيا التمرد الحوثية الإرهابية بحق العملية التعليمية منها: استبدال مناهج التعليم بمناهج طائفية تخدم أفكارهم الضالة ومعتقداتهم المنحرفة، وطمس الهُوية اليمنية.

 

وتابع البدجي في حديثه لـ "الصحوة نت" أن من تلك الجرائم، استبدال الشخصيات الثورية في المنهج الدراسي بعناصر سلالية، وتغيير أسماء عدد من المدارس تحمل أسماء قيادة المليشيات بأسماء شخصيات ورموز إسلامية وشخصيات يمنية ثورية، إضافة إلى الفعل ذاته باستبدال أشخاص موالين للجماعة بدلا عن المعلمين المؤهلين الذين قضوا عقودا في التعليم.

 

من الأساليب قطع رواتب المعلمين، منذ 2015، وإجبار بعضهم على التدريس دون مقابل، وغيرها من الجرائم كـ إغلاق مراكز تحفيظ القرآن الكريم وإنشاء مراكز صيفية طائفية لنشر أفكار المليشيات ومذهبها.

 

يضيف البدجي: "يستهدف (ميليشيات) الحوثيون التعليم بصورة مباشرة؛ لعلمهم بأهميته ودوره، من أجل بقائهم، محذرا من خطورة استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف هُوية الشعب ومستقبل الأجيال دون أي حلول سريعة وعاجلة للدولة والحكومة قبل فوات الأوان.

     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد